تطوان تحتفي بالقيم والإبداع في الدورة 6 لملتقى الأجيال للكبسولة التوعوية

احتضنت سينما إسبانيول بمدينة تطوان، مؤخرًا، فعاليات الدورة السادسة من ملتقى الأجيال للكبسولة التوعوية، الذي نُظم تحت شعار الاحتفاء بالقيم والإبداع، بحضور الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الدكتور أحمد عبادي.

وجاء هذا الحدث تتويجًا لبرنامج تكويني أشرف عليه المخرج والباحث السينمائي الدكتور محمد سعيد الدردابي، بتنسيق مع الدكتورة حفصة البقالي، وتنظيم مركز أجيال للتكوين والوقاية الاجتماعية بتطوان، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، الذي ترأسه الدكتورة دينا القادري.

وقد تميزت هذه الدورة بعرض 12 كبسولة توعوية، جميعها تمحورت حول موضوع القيم، حيث تنافست على ثلاث جوائز رئيسية، كانت نتائجها على الشكل التالي:

جائزة العمل المتكامل: فيلم "أمل" للمخرجة هناء العلمي.

جائزة لجنة التحكيم: فيلم "رؤية ضبابية" للمخرج ضياء الدين المسعودي.

جائزة الجمهور: فيلم "أيادي رحيمة" للمخرج أسعد المساوي.

وضمت لجنة التحكيم أسماء بارزة في المجال الفني والتربوي والفكري بالمغرب، هم:

الدكتور حميد العيدوني، الباحث والمفكر السينمائي.

الدكتورة جميلة زيان، الصيدلانية والفاعلة الجمعوية.

الأستاذ بوعبيد بزويد، الفنان التشكيلي.
وشهد الملتقى حضورًا متميزًا ضم أساتذة وطلابًا، إلى جانب شخصيات ثقافية وعلمية وممثلين عن المجتمع المدني، كما تخللته عروض مسرحية قصيرة من تقديم الطلبة، أبرزها مسرحية تناولت موضوع "الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالقيم"، مما أضفى بُعدًا فكريًا إضافيًا على الفعالية.

وفي سياق دعم المواهب الشابة، أتاح الملتقى فرصة للحاضرين للاطلاع على أحدث إصدارات مركز أجيال بتطوان، وهو كتاب يضم صورًا فوتوغرافية من إنتاج شباب مكفوفين، في إطار ورشة أشرف عليها المركز، لتعزيز قيم الإدماج والتنوع.

كما مثل هذا الحدث فرصة لعدد من الشباب لإبراز مواهبهم الإبداعية، حيث برز المخرج الشاب ضياء الدين المسعودي بفيلمه "رؤية ضبابية", الذي حصد جائزة لجنة التحكيم، وتميز بأسلوب سردي قوي، محوره التحدي والإصرار على كسر وهم الفشل. الفيلم، الذي يعكس رحلة شاب فوتوغرافي مهووس بالصورة، يأخذ المشاهد في تجربة سينمائية تمزج بين الأسطورة والثقافة الإنسانية، متأثرًا بأجواء مسرحية "فاوست والشيطان" للشاعر الألماني غوته.

واختُتمت فعاليات الملتقى بكلمة توجيهية للدكتور أحمد عبادي، أشاد فيها بمستوى الإبداع الذي أظهره المشاركون، مؤكدًا أن الملتقى ليس مجرد تظاهرة فنية، بل هو حدث يحمل رسالة وظيفية وأثرًا مجتمعيًا إيجابيًا. كما أعلن عن اختيار الصحة النفسية كموضوع رئيسي للمنافسة في الدورة المقبلة، لما لها من أهمية في تحقيق التوازن والطمأنينة في المجتمع.