اهتمت الصحف الصادرة في أوروبا الغربية اليوم الجمعة بالمفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول ملف اللاجئين، وإطلاق كوريا الشمالية لصاروخين باليستيكيين، وظهور فيروس إيبولا في إفريقيا من جديد، بالإضافة إلى عدد من المواضيع المتنوعة. واهتمت الصحف السويسرية بالمفاوضات الصعبة من أجل التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول أزمة اللاجئين. وكتبت (لوطون) أن " إعادة اللاجئين نحو تركيا أصبحت النقطة المحورية في أجندة رؤساء الدول والحكومات التي تعمل على قدم وساق من أجل التوصل إلى الاتفاق المثير للجدل مع أنقرة من أجل الحد من المهاجرين ". وأشارت الجريدة إلى أن طرد المهاجرين يثير قلق مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية للاجئين التي تنتقد الإجراءات التي تم إطلاقها من قبل البلدان الأوروبية دون استشارة المؤسسات الدولية. أما (24 أور) فقد اعتبرت أن خطة تركيا تقوم على استقبال جميع المهاجرين الذين التحقوا بالجزر اليونانية لإرضاء الاتحاد الأوروبي الذي تجاوزته الأحداث، مشيرة إلى أن الأوروبيين مستعدون لمنح مفاتيح حدودهم الخارجية لأنقرة. وركزت الصحف البلجيكية بدورها على المحادثات الجارية في بروكسل بين رؤساء الدول والحكومات الأوروبية وتركيا من أجل التوصل إلى اتفاق حول تدبير تدفقات المهاجرين. وأكدت (لوسوار) أن الهدف من القمة الأوروبية هو إبرام اتفاق مع أنقرة والتمكين في أقرب وقت من إعادة المهاجرين إلى تركيا. وأشارت الجريدة إلى أن الهاجس الحقيقي للبلدان ال28 هو تجاوز المرحلة الصعبة للاعتبارات الإنسانية من أجل تفعيل مخطط إعادة واستقرار اللاجئين والذي من المفترض أن يضع حدا لتدفق المهاجرين من تركيا بواسطة المهربين. وتحت عنوان " الأوروبيون رهائن أنفسهم "، اعتبرت (لاليبر بلجيك) أن البلدان ال28 تبدو أقرب إلى اتفاق مشيرة إلى أن الدبلوماسيين الأوروبيين حاولوا إخفاء جميع نقاط الخلاف بينهم من أجل التوصل إلى اتفاق يخدم مصالحهم. واضافت أن الرهان الآن يبقى هو ما إذا كان الوزير الأول التركي أحمد داوود أغلو سيجد خلال لقائه بنظرائه الأوروبيين ما يخدم مصلحة بلاده أيضا في هذا الاتفاق. وفي هولاندا، كتبت دو فولكسكرانت أن مراكز اللاجئين الذين سيتم ترحيلهم إلى تركيا قد تم تشييدها، مشيرة إلى أن الاستعدادات في تركيا لإيواء هؤلاء اللاجئين الذي طردوا من أوروبا توجد في مرحلة متقدمة جدا. وذكرت جريدة (إن سي إس) أن تركيا تسابق الزمن من أجل التوصل إلى اتفاق لتسوية أزمة المهاجرين التي هزت أوروبا، معتبرة أن القمة الأوروبية الجارية من المنتظر أن تنتهي باتفاق سيتم تطبيقه على الفور. أما جريدة (آ دي) فقد عادت إلى الانتقادات التي عبرت عنها المعارضة في هولاندا بخصوص هذا الاتفاق وكذا مطالبة مجلس النواب للوزير الأول مارك روت من أجل التفاوض، بتحفظ، مع تركيا بخصوص تسوية أزمة المهاجرين في أوروبا. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالقمة الاروبية التركية التي تنعقد ببروكسيل من اجل مناقشة ازمة الهجرة، اذ كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان البلدان ال28 تتفاوض منذ الخميس مع انقرة بشأن اتفاق للخروج من ازمة الهجرة وهو نص يعطي بعدا اقليميا لقضية تدبير اللاجئين، مضيفة ان الدول ا الاروبية ستعمل بذلك على اقبار حق اللجوء الذي يجلب مئات الالاف من اللاجئين. واضافت ان المخطط التركي الالماني الذي قدم خلال القمة الاروبية في السابع من مارس، والذي ينص على الترحيل الاوتوماتيكي لكل المهاجرين الاقتصاديين او طالبي اللجوء نحو تركيا، من المقرر ان يتم اعتماده اليوم الجمعة من قبل رؤساء الدول والحكومات الذين يجتمعون مرة اخرى ببروكسيل. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) انه اذا كان مبدأ الترحيل مقبولا فان تطبيقه يثير قضايا اخلاقية، مبرزة ان المفاوضات اتسمت بالصعوبة مساء الخميس ببروكسيل من اجل انهاء الاتفاق المفترض ان يوقف تدفق المهاجرين.وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بإطلاق كوريا الشمالية لصاروخين جديدين، وعلاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي، وظهور فيروس إيبولا من جديد في غينيا. وتناولت (الغارديان) حادث إطلاق صاروخين باليستيكيين من طرف كوريا الشمالية في خرق للاتفاقيات الدولية على الرغم من العقوبات الأممية المفروضة على بيونغ يونغ. وذكرت الجريدة نقلا عن مسؤول من كوريا الجنوبية أن إحدى الصواريخ تم إطلاقها من سوكشون، وقطع 800 كلم قبل أن يسقط في بحر اليابان، في حين أطلق الثاني بعد عشرين دقيقة واختفى من شاشات الرادار. من جانبه، أكد (ديلي تيليغراف) أن قادة الاتحاد الأوروبي يستعدون لتقديم مقترحهم الجماعي إلى تركيا بعد مفاوضات عسيرة. وأضافت أن الموقف الأوروبي من أجل اتفاق مع تركيا من شأنه وقف تدفق المهاجرين نحو أوروبا، سيقدمه رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك للوزير الأول التركي أحمد داوود أوغلو، مشيرة إلى رفض أنقرة تحويل تركيا إلى سجن مفتوح للمهاجرين. أما جريدة (الإنينديبندنت) فقد سلطت الضوء على إعلان غينيا عن اكتشاف حالتين لفيروس إيبولا فوق أراضيها، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية أرسلت بشكل عاجل فريقا طبيا من أجل الحد من انتشار المرض. وفي إسبانيا، خصصت الصحف تعاليقها لطلب الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، من رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، دعم ترشيح حكومة يسارية في إسبانيا. وهكذا كتب (لا راثون) أن الزعيم الاشتراكي دعا زعيم حزب سيريزا اليوناني للضغط على زعيم حزب بوديموس الإسباني المناهض للتقشف، بابلو اغليسياس، من أجل التوصل لاتفاق وإيجاد حل للأزمة السياسية في إسبانيا وتشكيل حكومة اشتراكية. من جهتها قالت (إلموندو) إن سانشيز انتقد موقف حزب بوديموس عدم دعم تشكيل حكومة يرأسها الحزب الاشتراكي، مضيفا أن قرار هذا الحزب اليساري المتطرف لا يأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة لإسبانيا التي تواجه حاليا أزمة سياسية. أما (أ بي سي)، فنقلت عن مصادر حكومية بأثينا تأكيدها أن المسؤول اليوناني لا يعتزم التدخل في الشؤون الداخلية لإسبانيا رغم طلب سانشيز، مشيرة إلى أن تسيبراس يعتقد أن المعسكر الاشتراكي الإسباني يمكنه التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية. وفي سياق متصل، أوردت (إلباييس) أن زعيم حزب سيوددانس، يمين وسط، ألبرت ريفيرا، يرى أنه إذا لم يدخل الحزب الشعبي في محادثات مع حزبه والحزب الاشتراكي لتشكيل الحكومة، فإن ذلك سيفسح المجال أمام حزب بوديموس للوصول إلى السلطة. وفي البرتغال، اهتمت الصحف بالأزمة التي اندلعت في البرازيل عقب تعيين الرئيس السابق ليوز إناسيو لولا دا سيلفا كوزير في حكومة ديلما روسيف. فتحت عنوان ، " تعيين لولا يخلق حربا قانونية "، اعتبرت لوبوبليكو أن محاولة تهدئة الأزمة العميقة التي تشل البلاد منذ أزيد من سنة من خلال عودة لولا للحكومة كانت لها لحد الآن آثارا عكسية. وأوضح أن القاضي المكلف بشؤون الفساد قام بتعليق قرار تعيين لولا، حيث نشر مضمون اتصال هاتفي بين لولا وديلما، مضيفا أن ذلك كان وراء خروج مظاهرات مؤيدة ومعارضة للحكومة ببرازيليا. وأشارت (لودياريو دو نوتيسياس) أن تعيين لولا داسيلفا المتهم في قضية فساد أثارت موجة من الاحتجاجات والمواجهات في 18 من بين 26 ولاية بالبرازيل، معتبرة أن مستقبل البلاد أصبح غامضا. وقالت الجريدة إن رئيسة البرازيل لم تتردد في الهجوم على النظام القضائي، وخاصة القاضي سيرجيو مورو، والذي مس، تضيف الجريدة، بسرية المكالمات الهاتفية للرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا. وفي استونيا، كتبت صحيفة (ييستي بافاليهت) أن أزمة اللاجئين عبأت من جديد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي للالتقاء في بروكسل يومي الخميس والجمعة لاستكمال مناقشات الاتفاق المبدئي لوقف تدفق المهاجرين الذين يصلون إلى القارة العجوز. واعتبرت الصحيفة أن فشل القمة سيكون السيناريو الأسوأ، مشيرة إلى أن ذلك يمكن أن ينذر بمأساة إنسانية أكبر من تلك التي وقعت في إندومي في الحدود بين اليونان ومقدونيا، حيث يتواجد أكثر من 15 ألفا من الأطفال والنساء والرجال. ويرى كاتب المقال أنه إذا أراد الاتحاد الأوروبي السيطرة على تدفقات الهجرة التي تطرح أمامه تحديات كبيرة، فمن الضروري التوصل إلى اتفاق مع تركيا بهذا الخصوص. وشددت الصحيفة على أنه رغم كون الاتفاق قد يتضمن مقتضيات تتسم بالقصور، فإنه لا مناص في الوقت الراهن من التوافق على حل لهذه الأزمة، مضيفة أن أنقرة تقدم أفضل الاحتمالات إذا كان الاتحاد الأوروبي لا يريد انسيابا للهجرة إليه. وفي فنلندا، أشارت صحيفة (هلسنكن سانومات) إلى أن البلدان ال28 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لا تزال تناقش مع تركيا تفاصيل الاتفاق المبدئي حول تدفق اللاجئين إلى القارة. واعتبرت أنه من المنطقي في إطار مواجهة مشكلة اللاجئين أن يتعامل الاتحاد الأوروبي مع تركيا لأن هذا البلد يستضيف لحد الآن أكثر من 2,5 مليون سوري على أراضيه، وهو من البلدان الرئيسية لعبور المهاجرين المنحدرين من العراق وأفغانستان ودول أخرى في المنطقة. وقالت الصحيفة إنه إذا تمت الموافقة على إعادة جميع المهاجرين واللاجئين الفارين من الحرب السورية والذين وصلوا بطريقة غير مشروعة إلى اليونان نحو تركيا، فإن تنفيذها لا يزال يثير العديد من الاحتياطات القانونية. وبحسب كاتب المقال، فإن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تتخوف من عدم شرعية الإجراءات التي قد تتمخض عنها المفاوضات، في وقت ترفض فيه بعض الأطراف الذهاب بعيدا في الاستجابة لمطالب تركيا المتعلقة، على الخصوص، بإلغاء شروط الحصول على تأشيرة الإقامة قصيرة الأمد، واستئناف مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتقديم مساعدات بقيمة ثلاثة ملايير أورو. من جهتها، اعتبرت صحيفة (في غي) النرويجية أن المفاوضات مع تركيا بخصوص ملف اللاجئين القادمين إلى أوروبا ما تزال صعبة، مشيرة إلى أن هناك توافقا بين بلدان الاتحاد الأوروبي حول شكل التعاون الذي يريدون إقامته مع تركيا في هذا المجال. واعتبرت أن الاتحاد الأوروبي يأمل في وضع حد للهجرة غير الشرعية انطلاقا من بحر إيجا، مضيفة أن الأتراك يشددون على ضرورة التزام الاتحاد الأوروبي بفتح فصول جديدة ضمن مفاوضات الانضمام إلى التكتل الأوروبي. وأكدت الصحيفة، في هذا السياق، أنه من الضروري الأخذ بعين الاعتبار موقف دولة قبرص التي ترفض المضي في مسلسل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.