تخليدا لذكرى رحيل السينمائي أحمد بوعناني، الذي وافته المنية يوم 6 فبراير 2011، أطلقت مبادرة جديدة لاكتشاف عالم السينمائي الراحل عبر موقع إلكتروني جديد يضم أزيد من 12 ألف وثيقة خاصة، من بينها ما يوثق تاريخ السينما المغربية، والتاريخ الشخصي للمبدع، وما يحفظ صورا وأبحاثا وكتابات عبر العقود. حيث عرف الموقع إقبالا كبيرا في تتبعه ومحاولة اكتشاف قيدوم السينمائيين المغاربة، وليوم واحد زاره لحظة انطلاقه حوالي 267، وتصفحه أكثر من 785. وُلد الراحل أحمد بوعناني في 16 نوفمبر 1938 بالدار البيضاء، وكان له تأثير عميق على السينما المغربية من خلال أعمال مثل فيلم "السراب" (1979) الذي احتل المرتبة 61 من بين أفضل 100 فيلم عربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي العاشر عام 2013. وبالإضافة إلى أعماله السينمائية، أثرى الأدب المغربي بدواوين شعرية وروايات أشهرها رواية "المستشفى". و لا تزال أعماله، التي تقع على مفترق الطرق بين السينما والشعر والذاكرة الجماعية، تؤثر على أجيال عديدة من الفنانين والباحثين. يشير الناقد السينمائي أحمد بوغابة في حديثه إلينا، إلى كون هذه المبادرة انطلقت مع نهاية سنة 2020، بعد تأخير إطلاق الموقع بسبب وباء كورونا، وتم جمع وتنظيم ونسخ وحفظ الوثائق القيّمة عن الفن السابع في المغرب وخصوصا في سنوات صعبة، أرشيف يعد كنزا قيما وثروة لا تقدر بثمن، بالإضافة إلى أرشيف عائلة بوعناني التي عملت بأكملها في السينما المغربية، ومع مخرجين مغاربة في بداية مشوارهم كالمخرج جيلالي فرحاتي وداوود أولاد السيد على سبيل المثال لا الحصر. وأوضح بوغابة، أن الأرشيف ليس فقط حصرا على أعمال الراحل أحمد البوعناني، بل يشمل أعمال زوجته نعيمة سعودي وابنتيه تودا والباتول البوعناني، اللاواتي اشتغلن أيضا في السينما، مما شمل الأرشيف بالإضافة إلى الوثائق والصور والأعمال الأدبية والسينمائية للأب، هناك إكسسوارات وملابس وكل ما يتعلق بالسينما المغربية ". وأضاف بوغابة " أن الموقع يشمل 6 أبواب باللغة الفرنسية، الأرشيف الأيقوني / أرشيف حول السينما في المغرب / أرشيف أحمد بوعناني / أرشيف نعيمة سعودي / أرشيف بتول بوعناني / أرشيف المجلات الفنية والثقافية. في انتظار إطلاق النسخة العربية وحتى الإنجليزية. حيث أصبحت آلاف الوثائق حول السينما في المغرب متاحة حاليا للجميع: صور فوتوغرافية، أرشيف أفلام، مجلات فنية، وشهادات عن المخرجين والفنيين والإنتاجات المغربية والأجنبية التي تم تصويرها في المغرب. هذا الرصيد الذي سيتوسع باستمرار لحفظ ذاكرة السينما المغربية ورموزها البارزة". وقد تركت العائلة وراءهم ثروة من الكتب والمجلات والمخطوطات والرسومات والنصوص والملاحظات والملصقات والأزياء والدعائم، وكلها شاهدة ليس فقط على حياة العائلة وعملها، بل أيضاً على التاريخ الثقافي الأوسع للمغرب. واليوم، تتولى تودة بوعناني، ابنتهم، مواصلة هذا العمل في الجمع والحفظ. ووضع الأعمال التي ارتبطت بعائلتها سواء الأجنبية أو المحلية، وكذا والدراسات والبحوث والأطاريح للعموم.