فرنسا ترحل مستشار تبون من مطار أورلي في باريس وتمنعه من دخول أراضيها    وزراء الداخلية العرب يجتمعون غدا الأحد بالعاصمة التونسية    موسيالا يمدد عقده مع بايرن ميونيخ إلى غاية 2030    إجهاض محاولة تهريب 12 ألف قرص مهلوس بتطوان وتوقيف شخصين    إحباط تهريب "مخدر الشيرا" من مطار طنجة    الأسرى الإسرائيليون الثلاثة المفرج عنهم يدعون لإتمام صفقة التبادل    شهادات مؤلمة لمحتجزين سابقين تفضح جرائم "البوليساريو" في تندوف    طارق تيسودالي يتألق في ظهوره الأول مع خورفكان ويُتوّج بجائزة أفضل لاعب    تمويل السكن يصل 25 مليار درهم    مجلس إدارة أوبن إيه آي يرفض عرض إيلون ماسك شراء الشركة    الجزائر وسياسة شراء الدبلوماسيين وأثرها على مصداقية الاتحاد الإفريقي    "حماس" تسلم 3 رهائن إسرائيليين    لشكر: اللذين يطالبون بوقف التطبيع مٌبتزون ويفتقرون إلى الرؤية الاستراتيجية    في محاولة للإنتقام الإعلامي.. إسرائيل تنشر صور لأسرى فلسطينيين مكبلين داخل سجونها قبل الإفراج عنهم    المغرب يدعو أمام مجلس السلم والأمن إلى إيجاد حل عبر الحوار يضمن استقرار والوحدة الترابية لجمهورية الكونغو الديمقراطية    المغرب يدعو إلى إيجاد حل عبر الحوار يضمن استقرار والوحدة الترابية لجمهورية الكونغو الديموقراطية    "إعلام الجهة" محط نقاش بالعيون    الجزائر تحتل المرتبة الرابعة بين الدول العربية في صادراتها إلى إسرائيل    صحيفة إسبانية: المغرب قوة صاعدة في صناعة السيارات    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    كيوسك السبت | علماء مغاربة يساهمون في اكتشاف تاريخي    العثور على جثة شخص أربعيني بحي افزار في الحسيمة    الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق يرصد 9.5 مليار درهم للمخطط الخماسي 2025-2029    شاعر يتألق بثنائية بالدوري الإنجليزي    بعد ساعات من محاولة إنقاذها.. وفاة أم مختنقة بالغاز في طنجة ونجاة رضيعها    مستقبل غامض لخط طنجة – طريفة: نزاع قضائي يعرقل خطط "باليريا"    "يونيفيل" تندّد ب"جريمة حرب" بلبنان    تعديلات محتملة على نظام دوري أبطال إفريقيا ابتداءً من 2026    ترامب مٌهددا: سأتخذ موقفًا صارمًا بشأن غزة السبت    تقرير: الطاقة المتجددة بالمغرب ترفع حصتها إلى 35% بحلول 2027    بنك المغرب: ارتفاع ودائع الأسر إلى 924,3 مليار درهم بنهاية 2024    النصر الليبي يعزز صفوفه بحمزة مجاهد    رمضان يغير توقيت العمل بالإدارات    المغرب يشارك في اجتماع بأديس أبابا    الحسنية يخطف تعادلا أمام "الماط"    "الفتيان" بطل لدوري دولي في تركيا    حملة مغاربة ضد المصرية سرحان    خبراء يرفعون مقترحات أكاديمية لتعزيز حضور الشعر في المناهج الدراسية    حقيقة تصفية الكلاب الضالة بالمغرب    السينما الصينية تنافس هوليود.. فيلم "نزهة 2" الصيني يحقق إيرادات تتجاوز 10 مليارات يوان ويصنع تاريخاً في عالم الرسوم المتحركة    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    نجم "الكواسر والبواسل".. رحيل الكاتب السوري هاني السعدي    رصد جسيم "نيوترينو" في البحر الأبيض المتوسط.. علماء مغاربة يساهمون في اكتشاف تاريخي    مكرمو لمجرد يسحبون إعلانات الجائزة    أرباح اتصالات المغرب تسجل انخفاضا    إطلاق موقع أرشيف السينمائي المغربي الراحل بوعناني أكثر من 12 ألف وثيقة تؤرخ للسينما المغربية    زهير بهاوي وسعيدة شرف يلغيان حفل لفائدة الجالية في بروكسيل بسبب محاولات نصب    النصيري يسجل هدفا في فوز فنربخشة على أندرلخت بثلاثية نظيفة    خبير يكشف التأثير الذي يمكن أن يحدثه النوم على التحكم في الوزن    "بوحمرون" يصل الى مليلية المحتلة ويستنفر سلطات المدينة    بنسعيد يبرز بجدة دور الملك محمد السادس في الدعم الدائم للقضية والشعب الفلسطينيين    تفشي داء الكوليرا يقتل أكثر من 117 شخصا في أنغولا    الصحة العالمية: سنضطر إلى اتباع سياسة "شدّ الحزام" بعد قرار ترامب    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء يرفعون مقترحات أكاديمية لتعزيز حضور الشعر في المناهج الدراسية
نشر في هسبريس يوم 14 - 02 - 2025

وضع أكاديميون مغاربة ذوو دراسات نقدية مهمة في مجال الشعر حُضور هذا الجنس الأدبي داخل المؤسسات التعليمية المغربية، مفصلين في طبيعة هذا الحضور في كل من المنهاج الدراسي أو الحياة المدرسية أي الأنشطة الصفية؛ ليخلصوا إلى أن "الحاجة مضاعفة لاتخاذ إجراءات عاجلة لأجل تكريس مكانة متساوية للشعر مع تلك التي يحتلها النثر بالفضاء المدرسي الوطني، أو على الأقل مُتقاربة".
الأكاديميون، الذين كانوا يتحدثون ضمن الجلسة العلمية الثالثة للدورة الأكاديمية المنظمة من قبل المجلس الأعلى للتربية وبيت الشعر في المغرب، حول "الشعر في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي"، والتي قاربت "الشعر بين التعلمات والحياة المدرسية"، توقفوا عند "انعكاسات إيجابية مقدرة للقصائد الواردة بالمنهاج الدراسي المغربي"؛ غير أنهم "رصدوا وجود حضور غير مرضي للجنس الأدبي المذكور داخل هذا المنهاج"، رافعين مقترحات "تشمل إعداد دلائل عملية، وخلق علبة الشعر وتنظيم جداريات له بالمدارس".
ثمار متعددة
لطيفة بلخير، أستاذة جامعية ودكتورة في الأدب الحديث، أكدت أن "القصائد الشعرية المدرسية بالمغرب تتضمن موضوعات عديدة، تدفع بالمتعلم إلى تأمل ذاته ومحاورة الآخر"، مبرزة أنها "تحتوي أفكارا ودلالات ورموزا وقيما تتيح للمتمدرس تحويل ما يتعلمه من مواقف نصية إلى سلوكات وأفعال واقعية".
وأوضحت بلخير، وهي تقارب "تعلمات الشعر وآثارها على حياة المتعلم.. نماذج شعرية من الكتب المدرسية"، أنه "من خلال رصد وتتبع النصوص المبرمجة للمتعلمين المغاربة يتبين أن إقراء الشعر يتحقق وفق التدرج في تعليم قواعده واستجلاء معانيه وما تجود به من مشاعر وإحساسات"، مشيرة إلى "المعاني المتعددة التي يتلقاها التلاميذ بالتدرج عبر مختلف الأسلاك التعليمية من خلال الشعر، مثل فضائل الرسول (ص) في قصيدة البردة بالسلك الإعدادي".
وشددت الأستاذة الجامعية على أن "لغة الشعر ليست أداة للتبليغ فحسب، هي كذلك آلية للتعلم"، مفيدة بأن "إقراء تعلمات شعر بعض القصائد المقررة مثل "أيوب" لبدر شاكر السياب، و"سلة الليمون" لأحمد عبد المعطي حجازي (..) تُفصح عن الآليات المتعددة لرفع قدرات المتعلم، وتنمية مكتسباته اللغوية". وأكدت أنه، في نهاية المطاف، يتطلب "تحقيق أهداف استراتيجية فهم النصوص الشعرية، وجود شروط التفاعل بين المتعلم والنص المقروء".
توفير البيئة
عبد الرزاق المجدوب، أستاذ التعليم العالي وصاحب مؤلفات بالموضوع المقارب، أكد أن "تلقي المتعلم للشر لا يحتاج سوى توفير بيئة خصبة؛ تجمع بين بيداغوجية محفزة للإبداع، ومدرس متمكن في هذا الصدد، ومنهاج يرقى بهما"، معرجا على خلاصات بحثين أنجزهما في هذا الجانب تشملان "قراءة متأنية للوثائق التوجيهية التربوية للغة العربية ودرس الشعر من الحماية حتى آخر منهاج دراسي".
هذه الخلاصات التي بسطها المجدوب، في مداخلته تحت عنوان "الشعر في الحياة المدرسية، من ضيق المنهاج إلى رحابة الإبداع"، شملت كون "الخطاب البيداغوجي حول الشعر غداة الاستقلال كان تقليدا إما وريثا للتعليم العتيق، أو واردا من الثقافة الأوروبية ومربوطا بالدين كذلك"، وكذا "الغلبة المستمرة لمطلب حفظ الشعر حتى الآن، فضلا عن السقوط في التناقضات (..) من خلال مطالبة المتعلمين بمسائل تفوق قدراتهم في هذا الجانب".
وتطرق الأستاذ الجامعي نفسه إلى "شواهد عديدة تثبت التضييق على الشعر في الممارسة الصفية"؛ من "قبيل ضعف الحيز الزمني لمادة التربية الفنية (نصف ساعة أسبوعيا) وارتباطها بالوحدات الدراسية، وتعسف المدرسين عليها أساس، بتحويل حصتها إلى أخرى للدعم في مواد أخرى"، ناقلين مقترحات عديدة للفاعلين من الميدان، ضمنها "إعداد دليل عملي لتخطيط وتدبير أنشطة الشعر في الحياة المدرسية".
مقترحات مرفوعة
مصطفى النحال، باحث ومترجم وأستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي للتربية والتكوين بالدار البيضاء وصاحب دراسات نقدية عديدة في الشعر، توقف بداية عند ملاحظتين؛ "الأولى تتعلق بالمفارقة بين كثرة النصوص المؤطرة (لأنشطة) للحياة المدرسية نظرا لإكراهات موضوعية ومالية، والثانية تتمثل في كون الأساتذة الأكثر حماسا لممارسة هذه الأنشطة، هم مدرسو الفرنسية والإنجليزية والمواد العلمية، مقابل قلة في التحفز لها فيما يخص اللغة العربية".
واستعرض النحال، في مداخلة وسمها ب"الشعر باعتباره ممارسة فنية، مقترحات لتعليم الشعر بالحياة المدرسية"، تجربة أنجزت بثانوية مولاي عبد الله بالدار البيضاء لتقييم قدرات التلاميذ في هذا الجنس الأدبي، خصوصا بشعبتي الإنجليزية والفرنسية، شملت مراحلها "طرح أسئلة عليهم بشأن الشعر ومكوناته (..)، وتمكينهم من اختيار شاعر للكتابة عنه، ثم أسئلة عن أسباب اختياراتهم".
وأفاد الأستاذ الجامعي نفسه بأنه من خلال هذه التجربة تمخضت مقترحات عديدة؛ "من بينها خلق علبة للشعر يضع فيها التلاميذ أبياتا وقصائد يختارونها، فيقرأه زملاء لهم ويضعون ملاحظاتهم عنها، وكذا "تنظيم جدارية القصائد في ساحة المؤسسة أو في جزء من الفصل، كما هو معمول به في المدارس الفرنسية"، فضلا عن "التركيز على أعمال شاعر واحد عوض الاشتغال على قصائد شعراء مختلفين في آن".
رافد للمنهاج
أما فريد أمعضشو، أستاذ باحث بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط وصاحب مؤلفات عديدة في تدريس الشعر، فأكد أن "أنشطة الحياة المدرسية باختلاف أنواعها يجب أن تكون رافدا للمنهاج المدرسي؛ ما يتطلب تغيير النظرة السلبية إليها والتشجيع عليها".
وأبرز أمعضشو، في مداخلته التي قاربت موضوع "الحياة المدرسية رافدا لتحقيق أهداف النص الشعري في الثانوي، أن "موقع الشعر لا يزال يبصم على حضور ضعيف بالسلك الابتدائي، وكذا في الإعدادي مقارنة بالنثر، بينما في الثانوي التأهيلي لكلاهما حضور متساو".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.