شكلت قضية الهجرة على خلفية قمة تركيا والاتحاد الأوروبي المقررة في بروكسيل أبرز اهتمامات صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم الاثنين، إلى جانب مواضيع أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف باستراتيجيات الأحزاب على ضوء استئناف المفاوضات السياسية الرامية لتشكيل الحكومة بعد فشل الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، في الحصول على ثقة البرلمان. وكتبت (لا راثون) أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته وزعيم الحزب الشعبي (يمين)، ماريانو راخوي، تقوى بعد نقاش التنصيب الذي انتهى بفشل زعيم الاشتراكيين في الحصول على ثقة البرلمان، مشيرة إلى أن إسبانيا بحاجة لحكومة ائتلافية موسعة بقيادة زعيم المحافظين. من جهتها أوردت (إلموندو)، تحت عنوان "لا مونكلوا تتهم الحزب الاشتراكي وسيوددانس بعرقلة المفاوضات"، أن الحزب الشعبي يرى أنه من غير المعقول استمرار الاشتراكيين والوسطيين في التشبث باتفاقهما رغم أنه لم تتم الموافقة عليه بمجلس النواب. أما صحيفة (إلباييس) فأشارت إلى أن الاشتراكيين يهددون بفك تحالفاتهم مع بوديموس، أقصى اليسار، في المجالس المحلية، في حال اذا استمر هذا الأخير في رفض دعم الاتفاق المبرم بين الحزب الاشتراكي وسيوددانس. وفي سياق متصل لاحظت (أ بي سي) أن بارونات الحزب الاشتراكي قرروا تأجيل المؤتمر الاتحادي للحزب إلى غاية مايو المقبل، وبالتالي إعطاء فرصة أخيرة للأمين العام للحزب، بيدرو سانشيز، قبل أن يطلب منه "تسليم المشعل" لغيره. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بقمة الاتحاد الأوروبي المقررة اليوم في بروكسيل بين دول الاتحاد الأوروبي وتركيا لبحث حلول لأزمة اللاجئين. فلاحظت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) أن هذه القمة هي الثانية من نوعها في غضون أسابيع ، مشيرة إلى أن "التوقعات منها كبيرة " إلا أن فرص النجاح مشكوك فيها. وترى الصحيفة أن إيجاد حلول ناجعة لأزمة اللاجئين يعتمد كثيرا على حكومة أنقرة وذلك على خلفية دورها الأساسي في هذا الملف مشيرة إلى أن على الاتحاد الأوروبي أن يضغط للحصول على تنازلات من أنقرة التي عليها أيضا احترام كل قيم الاتحاد الأوروبي التي تسعى للانضمام إليه. من جهتها كتبت صحيفة (دي فولكشتيمه)، أن الحكومة التركية قد أضافت إلى لائحة أخطائها، خلال عطلة نهاية الاسبوع، قضية الاستيلاء على صحيفة (زمان) إذ يعتبر ذلك، وفق الصحيفة، ضربة قوية أخرى لحرية الصحافة، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي قبل يومين فقط على تنظيم قمة بروكسيل. أما صحيفة (دي ماركيشه أودرتسايتونغ)، فوجهت انتقادات للمستشارة أنغيلا ميركل، لكونها وعدت أنقرة باستئناف المفاوضات حول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي لا يظهر فيه أي حل في الأفق لاحتواء تدفق اللاجئين على المدى القصير، ورغم ذلك تقول الصحيفة، فإن تركيا ستكون شريكا مهما، لكن يتعين أن تكون الشراكة مبنية على استراتيجية واضحة المعالم. بالنسبة لصحيفة (هانوفيريشه ألغماينه تسايتونغ) فإن التفاوض مع حكومة أنقرة حول مشروعها السياسي أصبح صعبا للغاية، مشيرة إلى أن هذا الأمر لن يكون ممكنا حتى تتم الاستجابة إلى مطالبها وذلك بسبب أزمة اللاجئين. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بالقمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا التي ستنعقد اليوم الاثنين حول الهجرة حيث أعربت (لوسوار) عن أسفها لكون أوروبا "انحازت إلى أولئك الذين يتحدثون عن تدبير ملف الهجرة دون التزام أخلاقي". ووصفت (لاليبر تريبون) القمة الأوروبية التركية بالحاسمة، مشيرة إلى أن نقل 160 ألف من اللاجئين من اليونان وإيطاليا ظلت حبرا على ورق. وفي سويسرا، كتبت (لا تريبون دو جنيف) أن "نتائج ضعيفة تم تحقيقها لحد الآن" في هذا الملف على الرغم من التزام بروكسل بإعادة إحياء مسلسل انخراط تركيا في الاتحاد الأوروبي وتبسيط إجراءات الحصول على التأشيرة. أما (24 أور) فأشارت إلى أن تركيا تبقى في موقع قوة أمام وروبا، وستواصل توظيف مسألة اللاجئين السوريين من أجل إسماع صوتها. وتحت عنوان " إنقاذ شينغن بأي ثمن" تساءلت (لوطون) عن جهود المفوضية الأوروبية التي ستمكن من عودة حرية تنقل أشخاص إلى حالتها الطبيعية في أفق 2016. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بمكافحة الهجرة غير الشرعية، واعفاء رئيس غرفة التجارة البريطانية بسبب تصريحاته المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وموقف عمدة لندن بوريس جونسون من هذا الموضوع. ونقلت صحيفة (الغارديان) إعلان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، نشر ثلاث بوارج حربية تابعة للبحرية الملكية للمشاركة في عمليات حلف شمال الأطلسي لمكافحة الاتجار غير المشروع في المهاجرين ببحر إيجة. وعادت (ديلي تلغراف) لقرار اعفاء مدير غرفة التجارة البريطانية، جون ونغويرث، بسبب تصريحاته المؤيدة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنه انتهك بذلك مبدأ الحياد الذي تبنته الغرفة بخصوص هذا الموضوع الذي سيحسم فيه استفتاء 23 يونيو المقبل. أما (الاندبندنت)، فأوردت تصريحات عمدة لندن المحافظ، بوريس جونسون، والتي قال فيها إن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي سيمنحها "فرصة ذهبية" لإعادة التفاوض حول الاتفاقات التجارية الخاصة بها مع بقية العالم. وفي فرنسا اهتمت صحيفة (لوموند) بالطلب الذي عبرت عنه المانيا من اجل اغلاق المحطة النووية فيسنهايم شرق فرنسا، مشيرة الى ان هذا الطلب الذي تكرر عدة مرات، يجد مبرره في الحادث الذي وقع قبل سنتين في هذا الموقع الذي يوجد بمنطقة الالزاس. واضافت ان هذه المحطة النووية الفرنسية، قديمة، ذلك ان غالبية مفاعلاتها ال58 بدأ العمل بها متم سنوات السبعينات والثمانينات. من جهتها خصصت صحيفة (ليبراسيون) عددا خاصا لوضعية المهاجرين المتواجدين بالمخيمات التي تم تدمير جزء منها قرب كالي شمال فرنسا" اخر الحدود الفاصلة عن الارض الموعودة" انجلترا. وقالت الصحيفة ان عملية التفكيك كان الهدف منها على الورق، حث المهاجرين على مغادرة أكواخهم واقناعهم بالمراهنة على اللجوء بفرنسا. وكتبت الصحيفة ا ن ايا من هذه الاهداف لم يتحقق، مشيرة الى ان المشكل تفاقم ذلك انه انتقل الى عدة ادغال صغيرة على طول ساحل المانش. من جانبها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) ان اصلاح قانون العمل اذا ما كتب له النجاح سيشكل رمزا مشجعا لولاية الرئيس هولاند، كما سيوجه اشارة قوية لفرنسا نفسها، والبلدان المجاورة.