خصصت صحف أوروبا، الصادرة اليوم الثلاثاء، أبرز تعاليقها لعدد من المواضيع من ضمنها الجمود السياسي بإسبانيا، ومباحثات ميركل مع رئيس الوزراء التركي، والحرب في سورية وتدفق الهاربين منها على أوروبا، وتراجع البورصات العالمية. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف باللقاء المقرر عقده هذا الأسبوع بين الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، وزعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها، ماريانو راخوي. وهكذا كتبت (إلباييس) أن زعيم حزب المحافظين وافق على حضور اللقاء، الذي سيحدد تاريخه لاحقا، مع زعيم الحزب الاشتراكي، مضيفة أن الحزب الاشتراكي لا يعول على هذا اللقاء، الذي أجل للمرة الثانية للحصول على الدعم اللازم لتنصيب حكومة يسارية. في سياق متصل، أوردت (إلموندو) أن حزب سيوددانس يمين وسط، وحزب بوديموس، أقصى اليسار، يعتبران أن التوصل لاتفاق مع الحزب الاشتراكي لتشكيل حكومة ممكن، مشيرة إلى أن الحزبين يريان أن موقف الحزب الاشتراكي بشأن مفاوضات ما بعد الانتخابات إيجابي. أما (لا راثون)، فأشارت إلى أن فوائد البنوك الاسبانية الرئيسية تراجعت بنحو 25 مليار أورو نظرا لحالة عدم الاستقرار السياسي حاليا بإسبانيا، مضيفة أن بروصة مدريد تراجعت خلال شهر يناير الماضي ، بنحو 30 مليار أورو. من جهتها حذرت (أ بي سي) من الآثار المترتبة عن غياب حكومة مستقرة، مشيرة إلى أن هذا الوضع قد يؤدي إلى انخفاض الناتج الداخلي الخام الإسباني بما بين 0,4 و 0,7 في المائة، وارتفاع البطالة بما مجموعه 126 ألف شخص. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بزيارة المستشارة أنغيلا ميركل لتركيا حيث أجرت مباحثات مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تركزت بالخصوص حول أزمة اللاجئين . وكتبت صحيفة (هيسيشه نيدرزاخسيشه أليغماينه)، أنه على تركيا الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا ، بعد تعهدات بحصولها على نحو ثلاثة مليارات أورو ، إضافة إلى زيادة فرص انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي ، مشيرة إلى أن تركيا استقبلت بالفعل 2.5 مليون لاجئ سوري مما جعلها تضغط أكثر لحماية أراضيها ، فأغلقت الأبواب وتركت عشرات الآلاف من اللاجئين لحد الآن على الحدود بمصير معلق وهو ما أثار الكثير من الغضب إلا أنه من وجهة نظر أنقرة فالمسألة مبررة. من جهتها اعتبرت صحيفة (ماركيشه اليغماينه)، أن مفتاح حل قضية اللاجئين ليست فقط في تركيا ، كما يعتقد الكثيرون " مشيرة إلى أن المشكلة في سورية التي تشهد حاليا ضربات جوية من طرف روسيا والتي أرغمت الآلاف من الناس على الفرار. وترى الصحيفة أن على ميركل أن تضع روسيا ضمن قائمة الدول التي ستزورها وإدراج موعد للذهاب إلى موسكو ، في أقرب وقت ممكن. أما صحيفة (نوي رور تسايتونغ)، فكتبت أنه في الوقت الذي يحث فيه الاتحاد الأوروبي تركيا على الاحتفاظ باللاجئين السوريين بالبلاد والحد من تدفقهم ، يتعين أيضا على أوروبا اتخاذ إجراءات مصاحبة والدعوة إلى إغلاق الحدود. من جهتها كتبت صحيفة (بايريشه روندشاو)، في تعليقها أن تركيا أصبحت كمعسكر للاتحاد الأوروبي الخاص باللاجئين ملاحظة أن محاولة حل المشكل ، كما هو الحال دائما ، لن يتم إلى بالمال. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بالموجة الجديدة من اللاجئين السوريين الذين فروا من غارات النظام السوري على مدينة حلب وضاحيتها. وتحت عنوان '' سوريا: انتظار لا يطاق للاجئين" ، كتبت "لا ليبر بلجيك" أن عشرات الآلاف من السوريين فروا من القتال في ضاحية مدينة حلب وينتظرون في الحدود التركية الضوء الأخضر لايجاد ملجأ. أما صحيفة "لوسوار" فكتبت أنه يتعين التعامل مع المشكل من المصدر ووضع جميع القوى الممكنة، الاوربية والغربية بصفة عامة ، من أجل البحث عن حل تفاوضي في سوريا. وأكدت الصحيفة '' أن المجتمعات البشرية كالإنسان: لا ينبغي أن تطالبه بأكثر من طاقته ، ففي سوريا، ينبغي أن نتصرف باسم أفضل قيمنا، (...) كما يتعين أن نعمل باسم مصالحنا ". وفي سويسرا واصلت الصحف اهتمامها بوضعية المهاجرين في أوروبا، مع التركيز على الموجة الجديدة من اللاجئين السوريين بعد الغارات التي شنها النظام السوري على مدينة حلب وضاحيتها. وتحت عنوان "تدفق اللاجئين أصبح عملا مربحا للغاية" ، كتبت صحيفة " لا تريبيون دو جنيف" أن أزمة الهجرة التي يخشاها الالمان أثبت ، في مفارقة غريبة ، أنها تشكل دعما غير متوقع للاقتصاد. وأ وضحت الصحيفة أنه " ينبغي للحكومات والسلطات المحلية أن تنفق هذا العام 22 مليار يورو لاستضافة ودمج أكثر من مليون لاجئ يشكلون في الواقع يد عاملة جد مهمة". واعتبرت صحيفة " لوطون" من جانبها أن المهاجرين السوريين ممكن أن يحصلوا على الحق في العمل في تركيا ، حيث يعيش أكثر من مليوني لاجئ. وأضافت أنه " تحت الضغط الذي تمارسه بروكسل منذ عدة أشهر، فإن أنقرة تستجيب لرغبة ملحة من أجل الحد من من الهجرة غير الشرعية والمساعدة في تثبيت اللاجئين في البلدان المجاورة". أما صحيفة " 24 أورو" فكتبت أن السلطات في النمساوهولندا عازمة على بدل كل جهودها من أجل عودة اللاجئين الذين وصلوا حديثا الى اليونان في مقابل استقبال أوروبا ل 250 ألف لاجئ مقيم في تركيا. وفي فرنسا سلطت صحيفة (لوموند) الضوء على التطورات الاخيرة للحرب في سوريا، مشيرة الى ان الروس قرروا نسف مفاوضات جنيف ويراهنون على حل عسكري لصالح النظام السوري. واضافت الصحيفة انه منذ التدخل الروسي في اكتوبر 2015 ، يبدو ان موسكو مصممةعلى توحيد كافة سوريا "النافعة"،من غرب البلاد ومن الشمال الى الجنوب تحت قيادة نظام دمشق، مبرزة انه في الوقت نفسه فضلت الولاياتالمتحدة الغياب والصمت، ضمن منطق ارادتها في الانسحاب من هذه المنطقة المضطربة. من جهتها انتقدت صحيفة (لوفيغارو) المعدل المرتفع للضريبة على الرأسمال بفرنسا، مشيرة الى انه في الوقت الذي تتجه فيه المواهب والثروات نحو الاغتراب، تتبخر الاستثمارات في الاقتصاد الفرنسي. من جانبها تطرقت صحيفة (ليبراسيون) الى الانحراف السلطوي الجاري في بعض البلدان الاروبية ، وخاصة بولونيا وهنغاريا، معتبرة ان ذلك يسيء الى القيم المؤسسة للاتحاد الاروبي، مثل الديموقراطية والحرية والمساواة، وحقوق الاقليات. وفي إيطاليا، خصصت الصحف تعاليقها لإغلاق البورصات العالمية، أمس الاثنين، على إيقاع انخفاض حاد بما في ذلك بورصة ميلانو، بسبب الشكوك التي تخيم حول انتعاش الاقتصاد العالمي. وهكذا كتبت (لا ريبوبليكا) تحت عنوان "البورصات، خوف كبير" أن "كابوس الركود" اثر على البورصات الأوروبية، وضمنها بورصة ميلانو التي تراجعت أمس الاثنين ب4,7 في المائة، فيما ارتفعت فجوة المردودية بين الدين الحكومي الايطالي ونظيره الألماني إلى 145. من جهتها أوردت (كورييري ديلا سيرا) أن بورصة ميلانو ومدريد كانتا الأكثر تضررا أمس بأوروبا، مشيرة إلى أن البنكين المركزيين بباريس وبرلين دعيا لتعيين "وزير للخزينة في الاتحاد الأوروبي"، فيما قال رئيس الوزراء الإيطالي إن "الاقتصاد الإيطالي لا زال قويا". أما (المساجيرو) فذكرت أن بورصة ميلانو سجلت أمس الاثنين تراجعا قدره 4,7 على غرار بوصات باريس وفرانكفورت بسبب المخاوف من تهاوي النمو العالمي، مشيرة إلى أن بورصة نيويورك واصلت بدورها تراجعها للسبب نفسه، والقلق بشأن التوقعات النقدية. وفي بريطانيا تركز اهتمام الصحف حول العلاقات الأوروبية بريطانية والاستفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وعادت (الغارديان) لتصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التي أبرز فيها المزايا الأمنية والاقتصادية لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي. أما صحيفة (ديلي ميل)، فذكرت أن تصريحات كاميرون أثارت ردود فعل قوية من طرف المشككين البريطانيين في أوروبا الذين اتهموه بإطلاق "حملة خوف وتخويف" في أفق الاستفتاء الذي تعهد بتنظيمه، ربما ابتداء من يونيو المقبل. وفي سياق آخر دانت (الاندبندت) قتل تنظيم "داعش الإرهابي لأزيد من 300 شخص بالموصل، شمال العراق، في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى أن الضحايا عناصر سابقون في الشرطة وعسكريون أو ناشطون مدنيون اتهموا بالتعاون مع القوات العراقية. وفي هولندا اهتمت الصحف بالجدل الدائر حول إدارة الحكومة الهولندية لملف حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الماليزية سنة 2014. وكتب (دي فولكس كرانت) تحت عنوان "فولكس كرانت وإر تي إل ونوس تطالب بمزيد من الشفافية حول مأساة رحلة إم آش 17"، أن وسائل الإعلام الثلاثة تقدمت بشكاية ضد الحكومة للمطالبة بمزيد من الشفافية بشأن هذا الحادث الذي وقع في صيف 2014. من جهتها ذكرت (إن إر سي) أن المشتكين الثلاثة طالبوا الحكومة بتقارير اللجان الوزارية التي شاركت في إدارة ملف مأساة "رحلة إم آش 17" بغية تقييم سياسة الحكومة بهذا الخصوص، مضيفة أنهم يعتبرون أن أثرها الاجتماعي يفرص على الحكومة الشفافية لحل هذه القضية. أما صحيفة (أ دي) فأشارت للنقاش الذي جرى أمس الاثنين يالبرلمان حول مأساة "رحلة إم آش 17"، مبرزة أن النواب استنكروا، بدورهم، غياب شفافية الحكومة حول هذه القضية، منتقدين مقاربة حكومة روتا، خاصة تعامل وزير الأمن والعدل أزرد فان دير ستوير مع هذت الملف. في السويد، كتبت صحيفة (أوبسالا نيا تيدنينغ) أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون تمكن من الحصول على تنازلات كبيرة من شركائه من أجل تجنب خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي. واعتبرت هذه الصحيفة، المقربة من الأوساط الليبرالية، أن مناقشة استفتاء انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو بقائها عضوا فيه سيؤدي إلى تغييرات ملموسة في الاتحاد الأوروبي. ويرى كاتب المقال أنه إذا انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن وزن هذه الأخيرة سيتراجع على المستويات الاقتصادية والسياسية والدولية، مشيرا إلى أن "هذا هو السبب الذي يجعل المسؤولين الحكوميين في الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة لكاميرون". واعتبرت أنه على الرغم من رمزية التعديلات التي قد يتم إدخالها على المعاهدة القائمة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، فإنها ستؤثر على مسار عمل الاتحاد الأوروبي. ويرجح كاتب المقال أن يؤدي بقاء بريطانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي إلى سير الاتحاد بسرعتين، الأولى أساسية ستظل فوق وطنية، والثانية لمجموعة من البلدان التي تحافظ على روابط جد متغيرة مع الاتحاد، مشيرا إلى أن "هذا التطور غير مرغوب فيه على المدى الطويل". وفي فنلندا، اعتبرت صحيفة (إلكا) أن التحسيس من أفضل الوسائل للوقاية من الإصابة بفيروس "زيكا"، مبرزة بالمقابل أن المواطنين في الغرب رغم أنهم مطلعون بشكل جيد على هذا الفيروس، إلا أنهم يتخذون في بعض الأحيان قرارات صحية سيئة. ونقلت الصحيفة عن منظمة الصحة العالمية تأكيدها أن فيروس "زيكا" قد انتشر في 33 دولة، موضحة أنه يسبب تشوهات في مخ الأجنة وتنتقل العدوى إلى الأم أثناء الحمل. واعتبرت الصحيفة أن أوروبا ليست بمنأى عن فيروس "زيكا" وضمنها فنلندا، داعية إلى ضرورة تحسيس الرأي العام بالمخاطر الصحية ذات الصلة، مؤكدة أن منظمة الصحة العالمية أعلنت حالة الطوارئ في العالم جراء انتشار هذا الفيروس. وفي النرويج، تطرقت صحيفة (في غي) إلى الأزمة الحالية في سورية التي تصاعدت رغم المفاوضات بين الأطراف المتصارعة في جنيف. واعتبرت الصحيفة أن القتال المتواصل منذ مدة قصيرة ساهم بشكل كبير في عدم نجاح المفاوضات التي جرت في جنيف. وأشارت إلى أن الجيش السوري بدأ يتقدم نحو الحدود التركية، وذلك بدعم روسيا التي كثفت ضرباتها الجوية على مواقع الجماعات المتمردة السورية في شمال البلاد. وبعدما أكدت أن الميليشيات المدعومة من إيران تلعب دورا رئيسيا في هذا المجال، اعتبرت الصحيفة أن الحكومة السورية أصبح لها موقع نفوذ ولأول مرة في المنطقة الشمالية ذات الأهمية الإستراتيجية. واعتبرت الصحيفة أن الإستراتيجية التي تطبقها الحكومة السورية تكمن في تطويق المتمردين وإجبارهم على الاستسلام، مشيرة إلى تصريحات عدد من المسلحين الذين عبروا عن خشيتهم من فقدان المعارضة سيطرتها على مناطق شمال سورية.