تناولت صحف أوروبا الصادرة اليوم الثلاثاء عددا من المواضيع كان أبرزها الضغط المتزايد على اليونان من قبل الاتحاد الأوروبي بسبب تدفق المهاجرين خاصة خلال اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي بامستردام ، واستمرار فشل محاولات تشكيل حكومة في إسبانيا ،والتحذيرات التي صدرت عن الشرطة الأوروبية (اليوروبول) حول هجمات محتملة جديدة ل"داعش" بأوروبا. ففي بلجيكا، ركزت الصحف اهتمامها على قضية الهجرة، وخاصة عودة الحدود إلى فضاء منطقة " شينغن " والإجراءات الجديدة التي ستتخذها الحكومة البلجيكية بخصوص اللاجئين. وانتقدت صحيفة (لوسوار) الطلب الذي تقدم به وزراء الداخلية الأوروبيين إلى المفوضية الأوروبية ، خلال لقائهم غير الرسمي بأمستردام ، والقاضي بدراسة الإجراءات العملية والقانونية بخصوص تمديد الرقابة على الحدود الداخلية لمنطقة "شينغن" ومساعدة مقدونيا على تأمين حدودها مع اليونان. وأكدت (لوسوار) أن الجميع يعلم بأن هذه الإجراءات ليست عمليات مراقبة أو إغلاق للحدود التي ستقلص من تدفق المهاجرين ، سواء كانوا لاجئين أم لا ، مسجلة أن تفعيل هذه التوصيات يشبه عملية الحجر الصحي أو تعليق مؤقت لليونان لفضاء "شينغن". وفي علاقة بالموضوع ، كتبت (لاليبر بلجيك) أن مجلس الوزراء البلجيكي سيصادق الجمعة المقبل على مخطط شامل تقدم به كاتب الدولة البلجيكي المكلف باللجوء والهجرة من أجل تسهيل ترحيل طالبي اللجوء الذين رفضت ملفاتهم والأجانب في وضعية غير قانونية. وأكدت الصحيفة أن هذه الحزمة من الإجراءات تضم الرفع من عدد الأماكن داخل المراكز المغلقة. وفي ألمانيا سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على اجتماع دول الاتحاد الأوروبي ، في أمستردام حول أزمة الهجرة واللجوء ، والذي هددت خلاله وزيرة الداخلية النمساوية ، يوهانا ميكل لايتنر ، اليونان بإخراجها من اتفاقية " شينغن " ، على اعتبار أنها تسمح بحرية حركة المهاجرين بين الدول الأطراف في المعاهدة ، بدون جوازات سفر. صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ ) ، اعتبرت أن هذا التهديد "يجانب الصواب "، لأن " اتفاقية شينغن ماتت منذ وقت ، وستتقلص الدول الموقعة عليها أكثر فأكثر وقد تصبح منطقة صغيرة في المستقبل بعد التهديد بإخراج اليونان ، على سبيل المثال ، لكونها لا تسيطر بشكل فعال على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ". من جانبها، ترى صحيفة (باديشه تسايتونغ)، أنه بمجرد إلقاء نظرة على خريطة دول "شينغن " ، يتبين وبوضوح أسباب عدم قدرة اليونان على الوفاء بالتزاماتها، مشيرة، إلى أنها غير قادرة على بناء مراكز لتوزيع المهاجرين واللاجئين في البلاد المعزولة جغرافيا عن بقية دول الاتحاد الأوروبي وموقعها بين عدد كبير من الجزر على طول الحدود مع تركيا ، وهو "كابوس لوجستي" ، وفق الصحيفة. ولاحظت الصحيفة أنه بدلا من تحسين حراسة الحدود المشتركة بين الدول ، فضل كل بلد أن يبني " قلعة صغيرة " خاصة به . أما صحيفة (ميتلدويتشة تسايتونغ ) ، فكتبت أن النقاش عاد حول الحدود الخارجية ، وفي نهاية المطاف أصبح السؤال الذي يفرض نفسه هو " أي نوع من أوروبا لدينا " مشيرة إلى أن عددا من دول الاتحاد الأوروبي أصبحت اليوم رافضة لكل للاجئين الذين لا يخضعون لشروط الاتحاد وذلك بعد رفض بولندا استقبال اللاجئين على اثر أحداث باريس وأيضا بعد أحداث كولونيا. صحيفة (فيستفاليشه ناخغيشتن ) ، ترى أن أوروبا يوما عن يوم تزيد من وتيرة إغلاق الحدود للحد من تدفق اللاجئين في المستقبل إلا أن الصحيفة تعتبر أن هذا النوع من القرارات المؤقتة له ثمنه ، إذ ستكون على حساب تصدع منطقة "شينغن" ، وحدوث ارتجاج داخل الاتحاد الأوروبي ، الذي ظل لعقود ينعم بالاستقرار السياسي . وفي فرنسا تطرقت صحيفة (لوموند) الى تدفق اللاجئين نحو الاتحاد الأوروبي ، مشيرة الى أن هذا المشكل يتطلب سياسة وقرارات في هذا الاتجاه أو ذاك، لكن مجموعة الدول ال28 للاتحاد الأوروبي "مشلولة" لا تقرر شيئا او لا تستطيع تنفيذ القرارات المتخذة. من جهتها عادت صحيفة (ليبراسيون) الى النداء الذي اطلقته قبل بضعة اسابيع من اجل اجراء انتخابات تمهيدية بكل مكونات اليسار في افق الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 بفرنسا، معتبرة أن هذه الفكرة تأخذ طريقها خاصة بسبب الاستياء ازاء اليسار المشارك في الحكومة ، وإرادة الوحدة والخوف من الاقصاء في الدور الاول من هذه الانتخابات. وأضافت الصحيفة أن هناك أمل في نسج حوار بين القوى التقدمية من أجل قطع الطريق على اليمين الليبرالي المحافظ واليمين المتطرف. من جانبها اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالنقاش الدائر حول الاصلاح المنتظر لمدونة الشغل، معتبرة أن فرنسا تتفرد من خلال النص الحالي والفترة القانونية للعمل المحددة في 35 ساعة مقارنة مع منافسيها ، بنظام يدمر التشغيل عوض الحفاظ عليه. وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف بشكل خاص بالحل الوسط الذي توصل إليه زعيما الحزب الشعبي ، ماريانو راخوي، وحزب سيوددانوس ، يمين وسط ، ألبرت ريفيرا، ويتعلق ببدء محادثات حول ضمان "حكم إسبانيا ". فتحت عنوان " راخوي وريفيرا يسعيان لصيغ تمكن من بدء الولاية التشريعية " كتبت صحيفة (إلباييس) أن الزعيمين قررا استكشاف البدائل الممكنة لتشكيل حكومة مستقرة ، مضيفة أن ريفيرا سيبحث مع زعيم الاشتراكيين بيدرو سانشيز هذا الموضوع. من جهتها، أكدت صحيفة (أ بي سي) أن زعيمي الحزبين سيعقدان سلسلة من الاجتماعات ستخصص لاستعراض الوضع السياسي الحالي بإسبانيا بعد انتخابات 20 دجنبر الماضي بغية وضع الصيغ الكفيلة بإنشاء أغلبية برلمانية يمينية. أما صحيفة (لا راثون)، المحافظة ، فأشارت إلى أن المحادثات بين الحزبين ستبدأ في بحر هذا الأسبوع ، بعد الاجتماعات المقررة بين العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس وزعماء الأحزاب السياسية في البلاد حول تسمية مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة. وفي سياق متصل كتبت صحيفة (إلموندو) أن زعيم سيوددانوس، ألبرت ريفيرا، دعا إلى تشكيل حكومة ثلاثية مكونة من الحزب الشعبي وسيوددانس والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وذلك حتى لا يتم "ترك الاقتصاد الإسباني بين يدي " حزب بوديموس اليساري المتطرف. وفي هولندا ، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع أهمها شريط الفيديو الذي بثه تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي "داعش" ، إذ أشارت صحيفة (دي فولكس كرانت) أن التنظيم بث الشريط وأظهر فيه الجناة المحتملين وراء هجمات 13 نونبر التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس، متسائلة عن السبب الذي جعل تنظيم "داعش " لم يقرر إلا مؤخرا الاعتراف بمسؤوليته عن هذه الهجمات. وترى الصحيفة أنه إذا كان شريط الفيديو حقيقي، فإنه يثبت أن هجمات باريس قد تم إعدادها في سورية، كما قالت دائما السلطات الفرنسية. في سياق متصل، عادت صحيفة ( إين إير سي) إلى التحذيرات التي صدرت عن مدير الشرطة الأوروبية (اليوروبول) حول هجمات محتملة جديدة يعد لها التنظيم الارهابي "داعش" ، مضيفا أن الهجمات ستستهدف أساسا بعض دول أوروبية من بينها فرنسا. وأشار المسؤول الأمني الأوروبي ، وفقا للصحيفة ، إلى التقرير الذي وضعه خبراء يمثلون الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي 28 في أعقاب الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس. أما صحيفة (أ دي ) فأشارت إلى إطلاق منظمة الشرطة الأوروبية لمركز جديد من أجل مكافحة الإرهاب على هامش اجتماع وزراء العدل والداخلية للاتحاد الأوروبي ، مؤكدة على ضرورة تعزيز قدرة المركز الأوروبي في الأشهر المقبلة. وقالت الصحيفة إن المركز سيكون مسؤولا عن تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة للبلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب على وجه الخصوص. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالتقرير الذي نشره المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب ، وكذا بتأجيل محادثات السلام بين الأطراف السورية. صحيفة ( الغارديان ) سلطت الضوء على التحذيرات التي أطلقها المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والتي تفيد بأن التنظيم الإرهابي "داعش" أعد للقيام بهجمات على نطاق واسع بأوروبا. وأضافت الصحيفة أن تنظيم "داعش " لديه الإرادة والقدرة على شن هجمات جديدة في أوروبا ، مشيرة إلى تغييرات في طرق هذا التنظيم الذي أظهر قدرته على تنفيذ سلسلة من الهجمات المنسقة بشكل جيد من خلال مقاتلين محليين. من جانبها، ذكرت صحيفة (الأندباندنت) بتأجيل محادثات السلام بين المعارضة السورية والنظام في دمشق بسبب خلافات حول تشكيل الوفود. وقالت الصحيفة إن هذه المحادثات التي ستعقد تحت إشراف الأممالمتحدة ، كان من المقرر أصلا إجراءها في جنيف يوم الاثنين الماضي ، وتم تأجيلها حتى يوم الجمعة . أما صحيفة (ديلي تليغراف ) فتناولت من جانبها وفاة المغامر البريطاني هنري وورسلي، في الوقت الذي كان يستعد إلى إكمال عبور القطب الجنوبي سيرا على الأقدام ، لوحده وبدون مساعدة.