اهتمت الصحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الاثنين بعدد من المواضيع كان أبرزها قرار عمدة لندن دعم الحملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، والأحداث العنصرية التي شهدتها إحدى الولايات بشرق ألمانيا ، والاتفاق الروسي الأمريكي حول سبل وقف الاقتتال بسورية ، والمفاوضات المقررة بين أحزاب اليسار الأربعة في إسبانيا. ففي بلجيكا، علقت الصحف على قرار عمدة لندن دعم الحملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. واعتبرت (لاليبر بلجيك) في هذا الصدد أن قرار عمدة لندن المحافظ ضربة موجعة، مشيرة إلى أنه لوحده قادر على الإطاحة بمخططات ديفيد كامرون. وقالت إن مراجعة شاملة لإستراتيجية رئيس الوزراء البريطاني تبدو ضرورية. وبالنسبة ل(لافونير)، فإن شعبية بوريس جونسون ستعطي دفعة قوية للحملة المؤيدة لانسحاب بريطانيا والتي التحق بها لحد الآن خمسة وزراء وكاتبة دولة في الحكومة المحافظة من بينهم وزير العدل مايكل غوف، صديق كامرون. من جانبها، كتبت (لوسوار) أن حكومة كامرون منقسمة. وقالت في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء يلقي خطابا رسميا أمام مقر الحكومة، خرج ستة من وزرائه من الباب الخلفي للمقر ليظهروا دقائق بعد ذلك أمام لافتة تدعو إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والابتسامة بادية على وجوههم. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بنفس الموضوع إذ اعتبرت أن قرار رئيس بلدية لندن لدعم الحملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، انتكاسة لرئيس الوزراء البريطاني الذي نجح حتى الآن في تجنب انشقاق شخصيات بارزة من حزب المحافظين. صحيفة (الديلي تلغراف ) نشرت صورة على صفحتها الأولى لعمدة لندن بوريس جونسون ، النائب المحافظ، الذي أعلن أمس الأحد أنه سيقوم بحملات من أجل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن القرار ضربة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون قبل أربعة أشهر من الاستفتاء الذي سيعقد في البلاد على عضوية لندن في الاتحاد الأوروبي. من جانبها، أشارت صحيفة ( تايمز ) في تناولها لهذا الموضوع من خلال تسليط الضوء على تصريح بوريس جونسون الذي أكد فيه أنه سيدعم حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مبرزا أنه لن يشارك في النقاشات التلفزيونية حول الموضوع ضد حزبه. وقال بهذا الخصوص وفق الصحيفة " أعتقد أنه لا أحد يستطيع أن يدعي أن الاتفاق الذي توصل إليه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يهم إصلاحا جوهريا داخل الاتحاد الأوروبي أو تغييرا في علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي". ووفق صحيفة (الغارديان) ، فإن بوريس جونسون ناضل من أجل اتخاذ مثل هذا القرار، مؤكدة على ضرورة التمييز بين عجائب أوروبا وبين مشروع سياسي استمر منذ عقود، واليوم أصبح يهدد الديمقراطية . وفي هولندا اهتمت الصحف بنفس الموضوع إذ كتبت صحيفة (دي فولكس كرانت) أن عمدة لندن الذي يحظى بشعبية كبيرة والمنافس الأول لديفيد كاميرون، أعلن عن خطة لتنظيم حملة من أجل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء المقرر في 23 يونيو المقبل . وترى الصحيفة أن موقف جونسون هو انتكاسة حقيقية لرئيس الوزراء البريطاني الذي قام في الأيام القليلة الماضية بجهود جبارة للحفاظ على بلاده كعضو بالاتحاد الأوروبي، الأمر الذي قد يكلفه مستقبله السياسي. من جانبها كتبت صحيفة (إين إير سي ) تحت عنوان "جونسون يقوم بحملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" ، مشيرة إلى أن عمدة لندن بوريس جونسون قد انضم إلى معسكر المشككين في أوروبا مقررا القيام بحملة من أجل مغادرة لندن للاتحاد. وأضافت الصحيفة أن عمدة لندن يعتقد أن بلاده ستكون أفضل خارج الاتحاد الأوروبي حيث الحاجة ضرورية للتوصل إلى اتفاق أفضل للبريطانيين ورفاهيتهم. صحيفة (أ دي ) أبرزت هي الأخرى في تعليقها على الموضوع أن بوريس جونسون، وهو من المحافظين البارزين في بريطانيا ، انضم إلى حملة الداعين إلى انسحاب لندن من الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن ديفيد كاميرون كان قد حذر جونسون من مثل هذه الخطوة. وأشارت الصحيفة إلى أن جونسون عبر أيضا عن أسفه لغياب الديمقراطية داخل الاتحاد الأوروبي وتدخل هذه الأخيرة في الشؤون الداخلية لبريطانيا العظمى. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بالحادث الذي وقع نهاية الأسبوع في ولاية سكسونيا (شرق) خاصة الحريق الذي استهدف مركزا لاستقبال اللاجئين وظهور صور لرجال شرطة ومواطنين وهم يتعاملون بخشونة مع لاجئين . فكتبت صحيفة (لاندستسايتونغ) في تعليقها " يبدو أن ألمانيا تواجه مشكلا حقيقيا وبدأت تفقد الإشعاع العالمي لثقافة الترحيب بسبب كراهية الأجانب والوجه المظلم الذي ظهر في ولاية سكسونيا شرق ألمانيا". من جهتها كتبت صحيفة (نوي بريسه) أنه " عندما تشاهد أناسا بالغين ويتوفرون على وسائل الراحة ولا يعيشون في حرب ولا يشعرون بالبرد ، يقومون بمنع لاجئين ، نساء وأطفال ، من النزول من حافلة ويتسببون في بكائهم بعد أن جاؤوا لطلب الحماية ، فذلك أمر غير مقبول تماما " مشيرة إلى أن هذا السلوك الغوغائي يمس بقيم الشعب الألماني وبسياسة الترحيب لأشخاص يستحقون التعاطف معهم . أما صحيفة (تريغيشن فولكسفرويند) فاعتبرت أن الاعتداء على مركز لاستقبال اللاجئين " عار ، ينسف سمعة ألمانيا الشرقية التي دعت في سنة 1989 إلى الحرية والسلم ، واستبدله البعض بسوء المعاملة ". صحيفة (شتوتغارته تسايتونغ) من جانبها انتقدت رئيس وزراء ولاية سكسونيا المسيحي الديمقراطي ، على الفراغ القانوني الذي ترك المجال مفتوحا للغوغائية العنصرية ولكراهية الأجانب مشيرة إلى أن " العنصريين من المؤكد لا يخجلون لأنهم لا يتعرضون للنبذ الاجتماعي أو حتى إلى محاكمة جنائية ". وفي سويسرا اهتمت الصحف بالاتفاق الروسي الأمريكي حول سبل وقف الاقتتال بسورية. وذكرت (لاتريبون دو جنيف) أن روسياوالولاياتالمتحدة يستعملان نفوذهما لدى الفرقاء للتوصل إلى اتفاق يخدم مصالحهما مما أثار استياء الأوروبيين. اما (لوطون) فتساءلت من جانبها حول حظوظ واشنطن في القيام باختراق لصالحها في المستنقع السوري بعد المؤتمر الدولي في ميونخ. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تتوفر على ما يكفي من الحلفاء في المنطقة من أجل جني ثمار انتصار عسكري محتمل. من جانبها، أكدت (24 أور) أن آفاق وقف لإطلاق النار بعيدة المنال، بالإضافة إلى أن القتال يتواصل بين مختلف التيارات. وأضافت الصحيفة في هذا الصدد أن المحادثات الدبلوماسية تتعثر على الرغم من الأمور بدأت تتحرك بعد فتح الطريق أمام القوافل الإنسانية في سورية الأسبوع الماضي. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالمفاوضات المقررة اليوم الاثنين بين أحزاب اليسار الأربعة في هذا البلد الأيبيري في محاولة للتوصل لحل وسط بغية تشكيل حكومة يسارية. وهكذا، كتبت (أ بي سي) أن هذا الاجتماع الحاسم سيعقد بمجلس النواب، وأن أربعة ممثلين عن اليسار الإسباني سيقدمون في هذا الاجتماع مقترحاتهم لتشكيل حكومة ائتلافية وتفادي إجراء انتخابات جديدة. أما (إلباييس)، فأشارت إلى أن قادة حزب سيوددانس، يمين وسط، أكدوا أن المفاوضات مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني حول التوصل لاتفاق بشأن تنصيب الحكومة عرفت تقدما كبيرا، رغم الاختلافات بين الحزبين. بدورها، أوردت (إلموندو) أن المفاوضات بين الحزب الاشتراكي وسيوددانس "جادة"، مبرزة أن قادة هذا الأخير طالبوا الحزب الاشتراكي بإظهار حسن النية والالتزام من أجل التوصل لاتفاق لتنصيب حكومة يسارية. وفي سياق متصل كتبت (لا راثون) أن الحزب الشعبي الفائز في انتخابات 20 دجنبر البرلمانية، يستعد لإمكانية الدعوة لانتخابات جديدة في حال فشل الكتلة الاشتراكية في التوصل لاتفاق حول الحكومة المقبلة. وفي فرنسا عبرت صحيفة (لوموند) عن قلقها إزاء الانحراف السلطوي الجاري في الهند من قبل حكومة قومية هندية قررت إسكات كل صوت منتقد، حيث تم اعتقال طالب وأستاذ سابق بجامعة جواهر لال نيهرو بدلهي بتهمة إثارة الفتنة. وأضافت الصحيفة أن حكومة ناروندرا مودي تستهدف منذ سنة الجمعيات والمنظمات غير الحكومية ، وخاصة تلك التي تناضل من أجل البيئة. من جهتها، اهتمت صحيفة (ليبيراسيون) بحملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، مشيرة إلى أن دونالد ترامب يخوض السباق في الصدارة، ساحقا منافسيه . وقالت الصحيفة إن المشكل ليس هو ترامب بل في نجاحه الذي يعود إلى العجز الاجتماعي والسياسي الراهن في العالم. من جانبها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) إلى سباق الانتخابات التمهيدية باليمين بفرنسا في أفق الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 ، مشيرة إلى انه إذا كانت لائحة المرشحين طويلة فان برامجهم متشابهة. وقالت الصحيفة إن كل المرشحين للانتخابات التمهيدية باليمين يعتبرون أن دولة القانون يجب أن تكون قوية في ما يتعلق بالقضايا السيادية مثل الأمن والهجرة.