تناولت الصحف الأروبية الصادرة اليوم الاربعاء ، عددا من المواضيع الدولية والمحلية، من ضمنها وفاة المستشار الالماني الاسبق هيلموت شميت، وتطورات القضية الكتالونية، لاسيما بعد اعتماد برلمان هذه الجهة قرارا بإطلاق مسلسل انفصالها عن إسبانيا، و اقتراحات اصلاح الاتحاد الاروبي التي تقدم بها رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون. ففي ألمانيا اهتمت كل الصحف اليومية برحيل المستشار الأسبق هيلموت شميت أمس بعد صراع مع المرض ، إذ اعتبرت بعضها أن شميت يعد ضمن أعظم الشخصيات التي عرفتها أوروبا والعالم ويستحق تكريما خاصا بالنظر إلى تاريخه السياسي . وكتبت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) ، أن المسار السياسي الذي ميز حياة هيلموت شميت ، مر بمحطات قوية عدة ،فهو حافظ دوما على هدوئه التام حتى في أوقات الأزمات ، كما وقع خلال فيضانات 1962 في هامبورغ مسقط رأسه ، والتي عالجها بشكل جيد. وأشارت الصحيفة إلى أن شميت الذي لم تفارقه السيجارة طوال حياته ، كانت له مواقف ثابتة وصارمة ، وحظي بإعجاب كبير على مستوى العالم ، بفضل تجربته وحنكته السياسية. أما صحيفة (زود فيست بريسه )، فاعتبرت أن الأداء القوي لشميت في الحياة السياسية بألمانيا لا يمكن إلا أن تمنحه لقب السياسي "الظاهرة "، مذكرة بأنه إذا كان للمستشارين فيلي برانت وهيلموت كول تأثير على تاريخ ألمانيا فإن شميت كان نموذجا بل معلمة بالنسبة لأجيال من الشباب ، لذلك على الجيل الحالي من السياسيين ،وفق الصحيفة ، أن يستلهموا منه "الاستقامة والكفاءة والجرأة ". وأشارت صحيفة (شفابيشه تسايتونغ) إلى أن شميت ظل وفيا لأفكاره ولعلاقاته سواء مع أصدقائه أو حتى معارضيه. أما صحيفة ( تورينغشه لاندستسايتونغ) فكرمت المستشار الأسبق على طريقتها مستحضرة أهم ما ميز شخصيته والكتب المتنوعة التي أصدرها وظهوره المتواصل على التلفزيون في برامج متعددة حتى أصبح شميت من أهم المحاورين والسياسيين الذين حظوا بالاحترام في ألمانيا والعالم حتى من قبل أولئك الذين لم يسبق لهم أن صوتوا له في السابق. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بتطورات القضية الكتالونية، لاسيما بعد اعتماد برلمان هذه الجهة، أول أمس الاثنين، قرار إطلاق مسلسل انفصالها عن إسبانيا. وهكذا كتب (لا راثون) أن المحكمة الدستورية ستعقد، اليوم الأربعاء، اجتماعا عاجلا للنظر في الطعن الذي تقدمت به الحكومة ضد الحركة الانفصالية، مشيرة إلى أنه يمكن لهذه المؤسسة أن تطبق المادة 161.1 من الدستور لوقف القرار الصادر عن البرلمان الكتالوني. ومن جهتها أوردت (أ بي سي)، تحت عنوان "رد الدولة"، أن المحكمة الدستورية تريد إصدار قرار سريع، وبالإجماع، بشأن الملف الكتالوني، مضيفة أن مجلس الدولة يرى، من جانبه، أن قرار استقلال هذه الجهة يعد بمثابة "إعلان عصيان". أما صحيفة (إلباييس)، فأشارت إلى أن رئيس الحكومة الكتالونية المؤقتة، أرتور ماس، الذي أراد قيادة مسلسل الانفصال، فشل في الحصول على الأغلبية المطلوبة للفوز بولاية أخرى. والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (إلموندو)، إذ كتبت، تحت عنوان "ماس بقي وحيدا"، أن الزعيم الاستقلالي سيعقد لقاءات مع قادة الأحزاب القومية الكتالونية في محاولة لإقناعهم بترشحه. وفي فرنسا اهتمت الصحف باقتراحات اصلاح الاتحاد الاروبي التي تقدم بها رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون، من اجل تجنب خروج بلاده من الاتحاد الاروبي، والاجتماع ما قبل المؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية الذي انعقد من 8 الى 10 نونبر الجاري بباريس. وكتبت صحيفة (لوموند) أن الاستفتاء حول بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الاروبي الذي وعد به دافيد كامرون منذ يناير 2013 ، تأكد مع اعادة تعيينه رئيسا للوزراء في يونيو الماضي، مضيفة ان كامرون الحريص على الحفاظ على غالبية اوارقه في هذه اللعبة غير مؤكدة النتائج ،وضع القليل من اوراقه على الطاولة . من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان رئيس الوزراء البريطاني بدد امس جزء من الغموض الذي حافظ عليه منذ الربيع حول متطلبات حكومته ازاء بروكسيل، مضيفة ان دافيد كامرون لم يترك أي شك بشأن متطلبات بريطانيا لتعزيز ملموس لسيادتها تجاه بروكسيل، كشرط للبقاء في حضيرة الاتحاد الاروبي. وفي موضوع اخر اشارات صحيفة (ليبراسيون الى ان ممثلين لنحو سبعين بلدا من ضمنهم ستون وزيرا التقوا بباريس من اجل التحضير للمؤتمر الدولي حول المناخ (كوب 21 )دون المساس بمسودة نص الاتفاق المقبل ، مبرزة ان وزير الشؤون الخارجية، ورئيس المؤتمر لوران فابيوس اختتم اللقاء بالتأكيد على ان اتفاقا طموحا اضحى في المتناول. وتناولت الصحف الهولندية تطورات الأزمة السورية حيث ذكرت جريدة (فولكسكرانت) في مقال تحت عنوان " موسكو تؤيد مرحلة انتقالية بدون الرئيس الأسد " أن روسيا اقترحت مسلسلا للإصلاحات الدستورية لن يشارك فيها الرئيس بشار الأسد. وأوضحت أن روسيا تأمل أن الحكومة السورية والمعارضة تطلقان مسلسلا للإصلاحات الدستورية، على مدى سنة ونصف في أفق تنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها. أما جريدة (إن إر سي) فقد كتبت في مقال تحت عنوان " على سورية مراجعة دستورها " أن المخطط المقترح من قبل موسكو يتضمن 18 نقطة، لكنه لا يستبعد مشاركة الأسد في الانتخابات الرئاسية، مضيفة أن وفدا عن المعارضة السورية سيحل اليوم الأربعاء بموسكو. من جهة أخرى، سلطت الجريدة الضوء على تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أكدت فيها أن ألمانيا لا يمكن لها تسجيل جميع اللاجئين ، والذين سيتم ترحيل بعضهم نحو البلدان التي دخلوا عبرها قبل الوصول إلى ألمانيا. وأشارت جريدة (آ دي) إلى أن روسيا تعتبر أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يحدده الشعب السوري، الذي لا يتوقف على إرادة موسكو. وذكرت الجريدة أن روسيا تعتبر كحليف رئيسي لنظام دمشق مضيفة أن القوات الجوية الروسية تواصل ضرباتها ضد أهداف " أعداء " الرئيس السوري. واهتمت الصحف البريطانية بالإصلاحات التي اقترحتها بريطانيا على الاتحاد الأوروبي، والتعويضات العائلية البريطانية الممنوحة للمهاجرين الأوروبيين، وإلغاء الإعفاءات الضريبية التي كان يستفيد منها ذوو الأجور المنخفضة. وتوقفت (الغارديان) عند الاقتراحات التي كشف عنها الوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون حول بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي. ففي رسالة وجهها إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، تقول الجريدة، أظهر كامرون مرونة فيما يتعلق بالقيود والمساعدات الاجتماعية التي تمنحها لندن للمهاجرين الأوروبيين، مذكرة بأن الوزير الأول البريطاني كان قد التزم بوضع إجراءات تمنع المهاجرين الأوروبيين من الاستفادة من الخدمات الاجتماعية قبل مرور أربعة أعوام على إقامتهم في بريطانيا. من جانبه، انتقدت (الإندبندنت) و(الفايننانشل تايمز) رغبة لندن في تقليص التعويضات الاجتماعية لفائدة المهاجرين الأوروبيين في بريطانيا، معتبرين أن ذلك شكل امتيازا قبل انطلاق المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. أما (الديلي ميرور)، فقد سلطت الضوء على تصريحات الوزير الأول العمالي السابق غوردون براون الذي هاجم فيها التخفيضات في الميزانية والتي أيدها المحافظون في إطار سياسة التقشف الهادفة إلى إلغاء الإعفاءات الضريبية الممنوحة لذوي الدخل المحدود. وفي البرتغال اهتمت الصحف باسقاط حكومة الاقلية اليمينية عقب تصويت احزاب اليسار على ملتمس رقابة ضد برنامجها، وهي سابقة في تاريخ الديموقراطية البرتغالية. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (بوبليكو) ان السياسة البرتغالية دشنت الاربعاء مرحلة من الدينامية وعدم القدرة على التوقع، مشيرة الى ان البلاد لم تعرف بعد معنى تكسير روتين السيناريوهات التقليدية أي اما حكومة يقودها الحزب الاجتماعي الديموقراطي بدعم من الوسط الديمقراطي الاجتماعي او بدونه، او حكومة للحزب الاشتراكي. من جهتها قالت صحيفة (دياريو نوتيسياس) ان " الحكومة سقطت، لا شيء جديد او مفاجىء، كان ذلك متوقعا"، فيما اعتبرت صحيفة (كوريرا دامانها) ان حكومة الاقلية الاشتراكية قامت على اساس 51 اجراءا من اجل وضع حدا لسياسات التقشف التي فرضها الدائنون الدوليون. في الدانمارك، كتبت صحيفة (يولاندس بوستن) أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال، في رسالة وجهها إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، ضمنها مطالبه للاتحاد الأوروبي لخوض حملة للاستمرار في الاتحاد الأوروبي، خلال الاستفتاء الذي وعد بتنظيمه في نهاية سنة 2017. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني "أحرق أوراقه في المفاوضات مع الشركاء الأوروبيين حول مستقبل العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي"، مضيفة أن المحادثات من المنتظر أن تبدأ خلال الأسبوع المقبل في بروكسل. وحسب كاتب المقال فإن رئيس الوزراء وضع بشكل واضح الخطوط العريضة لأوروبا قد تناسب بريطانيا أي أوروبا "حيث يمكن لأي شخص أن يعيش" و"سوقا مشتركة، وليس بلدا مشتركا". وفي فنلندا، أبرزت صحيفة (هلسنكى سانومات) أن الطلبات البريطانية تتمحور حول أربع قضايا أساسية تتعلق بالقدرة التنافسية، وحماية الدول خارج منطقة الأورو، والسيادة والهجرة. ويرى كاتب المقال أنه يمكن لديفيد كاميرون الاعتماد على دعم هولنداوالدانمارك والسويد، بالإضافة إلى رغبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في أن يتم تجنب بأي ثمن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. بالمقابل، أشار إلى أن بريطانيا ستجد صعوبة في إقناع بلدان أوروبا الشرقية، التي تعارض أي تقييد على حرية تنقل العمال، بأهمية الإصلاحات الجديدة للاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة أن فريق المحافظين في الحزب الحاكم في بريطانيا تؤيد الانسحاب وستعمل بلا شك على ممارسة ضغط قوي على ديفيد كاميرون بهدف تشديد موقفه في المفاوضات مع بروكسل. وفي إستونيا، اهتمت صحيفة (ييستي بويفاليهت) بالآثار المترتبة عن إفلاس شركة الطيران الوطنية الإستونية بعد أن طلبت المفوضية الأوروبية في نهاية هذا الأسبوع الماضي إرجاع المساعدات المقدمة لها والتي تقدر قيمتها بنحو 91 مليون أورو. وأشارت إلى أن بروكسل اعتبرت أن المساعدات الممنوحة للشركة غير قانونية وينبغي إرجاعها، معتبرة أن ذلك "غير عادل، خاصة عندما نأخذ في الاعتبار أن الدولة قد أنفقت 40 مليون أورو لتأسيس شركة جديدة للطيران". وحسب افتتاحية الصحيفة فإن صناع القرار لم يتورعوا في تبرير الدعم المقدم للشركة لتصل قيمته إلى مليارات الأورو. وفي النرويج، تطرقت صحيفة (افتنبوستن) إلى استغلال بعض المجرمين لتدفق اللاجئين، مشيرة إلى أن هناك اتجاها لاستقطاب عناصر منهم لكون المجرمين يبحثون عن من يقوم بارتكاب الجرائم. وذكرت أنه يتم الأخذ على محمل الجد التدفق الكبير للاجئين الذين يستغل المجرمون عدم معرفتهم بالقوانين المتبعة، ولا اللغة للحصول على المعلومات الصحيحة، فيسقط بعضهم ضحية استغلالهم للقيام بأعمال إجرامية. من جهتها، أشارت صحيفة (في غي) إلى انتقاد الاتحاد الأوروبي لحصيلة أداء تركيا في مجال حقوق الإنسان وخاصة على مستوى حرية التعبير. ونقلت عن المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هان تأكيده أن استقلال القضاء وحرية التجمع والتعبير شهدت تراجعا ملحوظا خلال السنة الماضية. ودعا المسؤول الأوروبي، خلال عرضه مضامين التقرير السنوي حول تقدم تركيا في عملية الانضمام للاتحاد أمام البرلمان الأوروبي، الحكومة التركية الجديدة إلى معالجة هذه الأولويات الملحة.