اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بما بعد الانتخابات الأخيرة في بريطانيا، والأزمة الاقتصادية في اليونان، وتدفقات الهجرة على أوروبا، إلى جانب مواضيع أخرى محلية. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف مرة أخرى بموضوع الأزمة الاقتصادية اليونانية، بعد إعلان وزير المالية اليوناني، يانيس فاروفاكيس، عن توفر بلاده على سيولة لا تكفي إلا لأسبوعين فقط. فتحت عنوان "ألمانيا تشجع اليونان على الحسم، عن طريق استفتاء، في استمرارها داخل منطقة الأورو"، كتبت (أ بي سي) أن مجموعة الأورو، التي اعترفت بوجود تقدم في المفاوضات بين الطرفين ، طلبت مزيدا من الجهد من حكومة اليونان للتوصل لاتفاق بشأن ديونها. ومن جهتها، ذكرت (إلباييس) أن أوروبا ترغب في أن يحافظ البنك المركزي الأوروبي على السيولة لفائدة اليونان، مشيرة إلى أن وزراء مالية البلدان الأوروبية رحبوا أمس ببروكسل ب"التقدم البطيء" للمفاوضات الأورو-يونانية، وأن أوروبا تفضل الإبقاء على الوضع على ما هو عليه بالنسبة لديون هذا البلد. أما صحيفة (إلموندو) فأوردت أن صندوق النقد الدولي أبلغ مجموعة الأورو أنه لا يرغب في أن يكون طرفا في إنقاذ محتمل مستقبلا لليونان، والذي قد تبلغ تكلفته نحو 50 مليار أورو، وذلك بالنظر لعدم وجود تدابير فعلية وتردد أثينا في احترام شروط هذه العملية. وفي سياق متصل، أشارت (لا راثون)، التي أوردت أن فاروفاكيس أكد أن الوضع "مستعجل بشكل رهيب" دون إعطاء بدائل للإصلاحات المقترحة من قبل مجموعة الأورو، إلى أن صندوق النقد الدولي أعد مخططا لحماية البلدان المجاورة من انتشار الأزمة المالية باليونان. واهتمت الصحف الإسبانية، من جهة أخرى، بالتوقيع، أمس الاثنين، على اتفاق بين النقابات الإسبانية الرئيسية وأرباب العمل لرفع الرواتب بنسبة 1 في المائة في سنة 2015 و1,5 في المائة في سنة 2016. وفي بلجيكا، تركز اهتمام الصحف حول الإعلان عن الفريق الجديد لرئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون. وكتبت (لا فنير)، في هذا الصدد، أن ديفيد كاميرون أكمل تشكيل حكومته الثانية، مشيرة إلى أنها 100 في المائة من "المحافظين"، وتتميز بالاستمرارية السيادية وبتمثيلية مهمة للمرأة . وأضافت اليومية أن ديفيد كاميرون أكد أيضا على اهتمامه بالاستقرار من خلال تجديد الثقة في أربعة من الأسماء الوازنة في الحكومة السابقة (المالية والخارجية والداخلية والدفاع). وتحت عنوان "الاستمرار في المحافظة" اعتبرت (لو سوار) أن الفريق الجديد لكاميرون يتميز بشكل واضح بالاستمرارية مع التشبيب، مبرزة أن الأغلبية المطلقة التي يتوفر عليها رئيس الوزراء منذ نهاية التحالف مع الديمقراطيين الأحرار، أعطى فسحة في الوزارات غير السيادية. وأضافت أن "انتشاء" ديفيد كاميرون لم يدم طويلا، إذ سيتعين على رئيس الوزراء المحافظ مواجهة ضغوط المشككين في أوروبا من حزبه للحصول على تنازلات أكبر خلال المفاوضات مع بروكسل في إطار الاستفتاء (المقرر متم 2017) حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت). وفي سياق متصل، قالت (لا ليبر بلجيك) إنه بالأغلبية المطلقة البسيطة التي حصل عليها (331 نائبا من أصل 650)، سيتعين على كاميرون إيلاء اهتمام خاص لعلاقاته مع المنتخبين من حزبه، خاصة الفئة المشككة في أوروبا. وأضافت أنه قد يسعى في الواقع إلى تنظيم الاستفتاء حول بقاء المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي إلى سنة 2016، وذلك بغية قطع معركته في كل من بروكسل وضد المشككين في أوروبا من داخل معسكره. وفي روسيا، اهتمت الصحف بالزيارة التي سيقوم بها اليوم الثلاثاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن وزارة الخارجية الروسية أكدت، في بيان لها، أن كيري سيتوجه إلى روسيا للمرة الأولى منذ بدء الأزمة في أوكرانيا، حيث سيجري محادثات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، مشيرة في هذا الإطار إلى أن موسكو "تأمل في أن تساهم هذه الزيارة في تطبيع العلاقات الثنائية التي يعتمد عليها الاستقرار العالمي إلى حد كبير". ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، قولها إن "هذه الزيارة جزء من جهودنا المستمرة لإبقاء علاقات مباشرة مع المسؤولين الروس الكبار وضمان نقل وجهات النظر الامريكية بوضوح". وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة (كوميرسانت) إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يزور روسيا لأول مرة بعد سنتين، حيث سيلتقي في سوتشي مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وربما مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وأضافت الصحيفة أن زيارة جون كيري، تأتي مباشرة بعد زيارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لموسكو، موضحة أن هناك على ما يبدو رغبة للغرب في إيجاد صيغة جديدة للعلاقات مع موسكو، على الرغم من الاختلافات بشأن الملف الأوكراني. ومن جانبها، نقلت صحيفة (ماسكوفسكي كمسموليتس) عن المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، قوله إن الرئيس الروسي سيلتقي بوزير الخارجية الأمريكي، بمدينة سوتشي اليوم، مشيرة إلى أن جدول أعمال اللقاء سيكون واسعا وأن الجانب الروسي لن يتطرق إلى موضوع العقوبات. ومن جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بعدد من المواضيع الدولية والوطنية، وخاصة الأزمة التي يعيشها سكان شرق أوكرانيا جراء الصراع الدائر هناك، حيث أشارت صحيفة (في غي) إلى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية النرويجي، بورغ ريندا، إلى أسر نازحة في منطقة خاركوف بشمال أوكرانيا. وذكرت أن عدد النازحين قد بلغ 1.2 مليون شخص، مشيرة إلى شهادات بعضهم الذين عبروا عن عدم شعورهم بالأمان جراء النزاع بين الأطراف المتصارعة، وحاجتهم إلى المساعدات لتلبية الاحتياجات الأساسية. ومن جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى إعلان النرويج عن تقديم مساعدات عاجلة لشرق أوكرانيا بقيمة 40 مليون كورونة نرويجية. وأكدت أن هذه المساعدات تهدف إلى المساهمة في تلبية الاحتياجات الأساسية وحماية المدنيين وتعليم الأطفال المتضررين من الأزمة. وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى قيام البحرية الاندونيسية باقتياد سفينة كان على متنها مئات من اللاجئين، وهم من بورما وبنغلاديش، إلى مياهها الإقليمية. وذكرت بحوادث مماثلة وقعت قبالة سواحل شمال محافظة اتشيه في اندونيسيا، وعلى الخصوص، إنقاذ نحو 600 مهاجر، أول أمس الأحد، يعتقد أنهم من الروهينجا الفارين. وفي ألمانيا، سلطت الصحف الضوء على زيارة الرئيس الاسرائيلي، رويفين ريفلين، لبرلين بمناسبة احتفال ألمانيا وإسرائيل بالذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين والتي تحولت إلى شراكة. وكتبت صحيفة (اوغسبورغر أليغماينه) أن العلاقات الإسرائيلية الألمانية وسياسة التقارب بدأت بحذر ودشنها المستشار الألماني كوندراد أديناور وبن غوريون، في وقت كانت تبدو فيه شبه مستحيلة في البداية. وتمكنت الدولتان، تقول الصحيفة، بالرغم من ذلك، من إرساء علاقات جيدة، رغم أنها تتسم باختلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا، خاصة منها البرنامج النووي الإيراني وبناء المستوطنات ومقترح حل الدولتين فلسطينية وإسرائيلية. ومن جانبها، كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ ) أن "الصداقة التي تجمع بين ألمانيا وإسرائيل، لم تأت من فراغ أو من قبيل الصدفة، ولكن جاءت نتيجة نضال شاق وعمل جاد من كلا الجانبين"، مشيرة إلى أن هذه العلاقات لها كل الأسباب لتتطور أكثر مستقبلا. ومن جهتها، كتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن "أمن إسرائيل وحقها في الوجود، هو جزء من مسؤولية الدولة الألمانية التي عليها أن تحدد إلى حد كبير سياستها ومواقفها في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أنه "يتعين إيجاد صيغ جديدة ثابتة في المستقبل لهذه العلاقات دون استبعاد الالتزام التاريخي". وعلى صعيد آخر، اهتمت الصحف الألمانية بالانتخابات التي شهدتها ولاية بريمين والتي عرفت هزيمة جديدة لحزب المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، وفقدانه عددا من المقاعد في البرلمان المحلي لحساب "حزب البديل من أجل ألمانيا" الذي انتزع أصواتا للمرة الخامسة في انتخابات الولايات من المحافظين منذ تأسيسه في 2013 ، بفضل معارضته لمنطقة الأورو وتقديم حزم الإنقاذ لبلدان بالمنطقة كاليونان. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (مونشنر ميركور) أن "الخاسر الأكبر في بريمن هي الديمقراطية"، موضحة أن نتائج الانتخابات في ولاية بريمن "بينت أنه للمرة الأولى بقي ما يناهز نصف الناخبين في منازلهم خاصة الشباب، الذين أبدوا عدم الاهتمام وهو أمر محزن ومقلق". أما صحيفة (فرانكنبوست) ترى، في تحليلها، أن مساعي المواطنين من السياسيين في ألمانيا تكمن بالخصوص في بناء مستقبل نظام سياسي قوي يضمن الثقة والعدالة الاجتماعية وأيضا الديمقراطية. وفي فرنسا عادت صحيفة (لوموند) للتعليق على فوز المحافظين في الانتخابات التشريعية ببريطانيا، وهو الفوز الذي شكل تحولا في المشهد السياسي البريطاني لم يسجل منذ نحو ربع قرن، حيث حصل دافيد كامرون على اغلبية مطلقة لفائدة المحافظين بمفردهم (331 مقعدا من بين 650 )، فيما اضطر خصمه إيد ميليبان الى الاستقالة بعد تلقيه هزيمة هي الأقسى (232 مقعدا) منذ فترة تاتشر. وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء يجب أن يواجه ضغط الراغبين في الخروج من الاتحاد الأوروبي من داخل حزبه أيضا، مشيرة إلى أن كامرون المنتشي بهذا الفوز يجب أن يستحضر أنه لا يتوفر سوى على أغلبية صغيرة من خمسة مقاعد. ومن جهتها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) باقتصاد العملاق الصيني، مشيرة إلى أن بكين تستعد لتجاوز البطء المتوقع في آلتها الاقتصادية. وقالت إن السلطات الصينية تحضر مخططا جديدا للإقلاع يقوم على الموارد القديمة للاستثمار المكثف، وتحفيزات جبائية من أجل إنقاذ نموها السنوي (7 في المائة) الذي تجد صعوبة في تحقيقه. ومن جانبها، سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على إصلاح التعليم الإعدادي بفرنسا، وهو مشروع لوزيرة التربية الوطنية، نجاة فالو بلقاسم (الحزب الاشتراكي) أدى إلى إبراز الفجوة بين اليسار واليمين حول تصورهما لإصلاح القطاع .. هل يجب تفضيل المساواة أم النخبوية ¿. وأضافت الصحيفة أن اليسار يتهم كلما قدم اقتراحات لدمقرطة المدرسة ،ب"تنظيم الإصلاح من الأسفل" ، مؤكدة أن مشروع نجاة فالو بلقاسم يهدف إلى إزالة الإجراءات التي تعزز عدم المساواة بالمدارس الإعدادية . وفي سويسرا، تساءلت الصحف حول المستقبل الأوروبي في المملكة المتحدة بعد الفوز الواضح للمحافظين في الانتخابات الأخيرة، إذ كتبت (ذي تايمز)، تحت عنوان "نشوة قصيرة لديفيد كاميرون"، أن رئيس الوزراء المحافظ قد يخضع للجناح المتشدد داخل حزبه، خاصة "لجنة 1992" المؤثرة والتي تضم النواب المحافظين المتشددين. ومن جهتها أوردت (لا تريبيون دي جنيف) أن كاميرون شكل سريعا حكومته من المشككين في أوروبا بعد أن تخلص من الديمقراطيين الليبراليين، واضعا بذلك نصب عينيه أوروبا والمساعدات الاجتماعية. وفي سياق متصل، ذكرت (24 أور) أن رئيس الوزراء أعطى، منذ إعادة انتخابه، وعودا للمتشككين في أوروبا، بجعل تمرير قانون حول حقوق الإنسان بدلا من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي تعتبر اليوم مرجعا من بين أولوياته. وفي الدنمارك، تطرقت الصحف لخطة الاتحاد الأوروبي حول توزيع المهاجرين عن طريق الحصص بين الدول الأعضاء داخل الاتحاد، إذ أشارت (بوليتيكن) للخطوط الرئيسية لمشروع رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، الرامي، بحسبه إلى التخفيف عن بلدان مثل إيطاليا ومالطا واليونان من تدفقات المهاجرين الجدد. الموضوع نفسه تناولته الصحافة البريطانية، إذ عادت (الغارديان) للتقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها مهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء في ليبيا على يد الجماعات المسلحة والمتاجرين في البشر والمهربين. أما (الديلي تلغراف) فأوردت طلب الاتحاد الأوروبي من الأممالمتحدة دعم خطته لمحاربة شبكات التهريب للحد من تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى مصادقة زعماء الاتحاد الاوروبي الشهر الماضي على خطة تسمح لقوات البحرية الأوروبية ب"تحديد واعتقال وتدمير قوارب المهربين". ومن جهتها، ذكرت (الأندبندت) أن بلدان الاتحاد الأوروبي، التي توجد حاليا بمجلس الأمن، تهيئ مشروع قرار، وستطالب الأممالمتحدة بالموافقة عليه، بموجب الفصل 7 من ميثاق هذه الأخيرة، مشيرة إلى أن النص الأوروبي يقضي بالسماح للاتحاد الأوروبي بالتدخل في عرض البحر، وفي المياه الإقليمية الليبية، وسواحل أخرى لاعتراض قوارب المهربين. وفي إيطاليا، عادت الصحف أيضا لموضوع "توزيع" طالبي اللجوء على بلدان الاتحاد الأوروبي، ومحاولة رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغريني انتزاع قرار من مجلس الأمن يفوض للاتحاد الأوروبي استخدام القوة على الساحل الليبي. وكتبت (لا ريبوبليكا)، في هذا الصدد، أن المفوضية الأوروبية ستعتمد، غدا الأربعاء، الأجندة الخاصة بالهجرة، مشيرة إلى أن مسألة الحصص لطالبي اللجوء ببلدان الاتحاد الأوروبي "لا زالت مفتوحة". ومن جهتها، تطرقت (لا كورييري ديلا سيرا) إلى موقف إيطاليا من قضية "توزيع" طالبي اللجوء، مشيرة إلى أن روما طلبت نقل 25 ألف مهاجر إلى بلدان أخرى من الاتحاد الأوروبي، وميزانية بقيمة 250 مليون أورو لمواجهة "الوضع الطارئ" نتيجة تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين على السواحل الإيطالية. وفي السياق ذاته، قالت (المساجيرو) إن إيطاليا اعتبرت أن مقترحات رئيس المفوضية الاوروبية، جان كلود يونكر، أبعد ما يكون من أن تشكل حلا لموضوع الهجرة، وطالبت بتوزيع 25 ألف مهاجر موجودين فوق ترابها، وبميزانية قدرها 250 مليون أورو لمواجهة تدفق هؤلاء اللاجئين.