اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاربعاء بعدد من المواضيع منها على الخصوص الأزمة في جزيرة شبه جزيرة القرم الأوكرانية، والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، والقانون الانتخابي في إيطاليا ،وقضية التنصت على المكالمات التي استهدفت الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. ففي ألمانيا واصلت الصحف اهتمامها بالأزمة في شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا والتي تعتزم روسيا ضمها من خلال إجراء استفتاء، معتبرة نتيجته محسومة مسبقا. وكتبت صحيفة ( فراكفوتر أليغماينة تسايتونغ) بهذا الخصوص ، أنه في خضم الأزمة في شبه جزيرة القرم تتوجه المستشارة أنغيلا ميركل ( حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ) اليوم الأربعاء إلى بولندا من أجل التشاور في العاصمة وارسو مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك خاصة حول النزاع بين أوكرانياوروسيا، مشيرة إلى أن البرلمان المحلي للقرم الموالية لروسيا صادق مسبقا على الانفصال عن أوكرانيا. وأبرزت الصحيفة أن توسك يخشى من نهج مقاربة خجولة من قبل ألمانيا والاتحاد الأوروبي مع موسكو بخصوص الغاز، مضيفة أن المسؤول البولندي يشعر بقلق كبير حيال إمكانية تصعيد التوتر في أوكرانيا المجاورة التي يمكن أن تجر بلاده إلى ورطة. واعتبرت الصحيفة أن الاستفتاء المزمع تنظيمه يوم الأحد المقبل حول انضمام شبه جزيرة القرم الواقعة على البحر الأسود إلى الاتحاد الروسي بمثابة "مهزلة " مشيرة إلى أن "ما يسمى بالاستفتاء"، لن ينظم "في حقيقة الأمر في شبه جزيرة القرم ، ولكن في مكاتب الكرملين". أما صحيفة (بيلد) فكتبت من جهتها أن العد التنازلي بدأ ، ولم يتبق على موعد الاستفتاء في شبه جزيرة القرم إلا خمسة أيام ليصل زعيم الكرملين فلاديمير بوتين إليها، وضمها بالقوة إلى الإمبراطورية الروسية العملاقة. وأبرزت الصحيفة أن الغرب يعقد آمالا كبيرة على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تعتبر الأقدر في أوروبا على إقناع بوتين للعدول عن مخططه كما قالت وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون معتبرة أنه "إذا كان هناك أي شخص يمكن إقناع بوتين لإرسال جنوده إلى ثكناتهم، فهي المستشارة ميركل". وأضافت الصحيفة أن كريستيان آمانبور نجمة القناة التلفزيونية البريطانية (سي إن إن) الدولية أكدت في تناولها للأزمة في شبه جزيرة القرم بأن انغيلا ميركل هي "الشخص الأكثر قدرة على معالجة هذه الأزمة". وفي بلجيكا كتبت صحيفة (لوسوار ) في مقال بعنوان ''موسكو، خطوة أخرى في استراتيجية الأمر الواقع ''، أن الروس كثفوا المبادرات لإظهار أن الكرملين مرة أخرى هو المتحكم في سياسة أوكرانيا، وآخرها إعلان استقلال شبه جزيرة القرم الذي تمت المصادقة عليه أمس من قبل السلطات الانفصالية في شبه الجزيرة قرم والذي يبعدهم قليلا عن كييف ويقربهم من موسكو. وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أن سكان شبه جزيرة القرم من المحتمل جدا أن يعبروا بأغلبية الأصوات الاحد المقبل حول اندماج شبه الجزيرة مع روسيا ، مشيرة إلى أن هذا السيناريو محاك بخيط أبيض من قبل موسكو و يضع الغرب أمام الأمر الواقع. وبالنسبة لافتتاحية صحيفة (سوار) فاعتبرت أن الضم الجاري لشبه جزيرة القرم غير قانوني تماما بموجب القانون الدولي ، لكنه مع ذلك سيحصل، وباستثناء صيحات الغضب حول هذا الأمر، لا أحد في الغرب ولا في أوكرانيا له القدرة على منع خطة وهدف الكرملين ، إلا الحرب ضد روسيا، التي لا يمكن طبعا تصورها. وأضاف كاتب الافتتاحية أنه نتيجة لذلك، فعزلة بوتين تتزايد على الصعيدين الدولي والمحلي مشيرة إلى أن بورصة موسكو فقدت قيمة أصول تقدر ب 60 مليار دولار والاقتصاد الروسي دخل فترة ضعف قوية ، والنمو أصبح هشا فيما عدم الثقة في تزايد. من جهتها أبرزت (لاليبر بلجيك) أنه إذا كان الأوروبيون يعتمدون على الغاز الروسي ، فإن روسيا هي أيضا تعتمد على العائدات المالية التي يوفرها تصدير النفط والغاز مشيرة إلى أن الابتزاز في مجال الطاقة ،سلاح ذو حدين. وفي روسيا اعتبرت الصحف أن إعلان استقلال شبه جزيرة القرم، سيمكن من إجراء الاستفتاء العام في القرم يوم 16 مارس الجاري، إذ أشارت صحيفة ( روسيسكايا غازيتا ) إلى أن حملات الدعاية والترويج بدأت في مدن شبه الجزيرة ويجري خلالها استخدام قوائم للمقارنة بما في ذلك مقارنة أجور العمل ورواتب التقاعد في كل من روسياوأوكرانيا. من جانبها كتبت صحيفة ( ارب - كديلي ) أنه بعد احتجاج البرلمان الأوكراني على قرار برلمان القرم، نشرت وزارة الخارجية الروسية بيانا أشارت فيه إلى قرار المحكمة الدولية الصادر في 2010 بشأن كوسوفو (الإقليم الذي أعلن استقلاله عن صربيا في فبراير عام 2008 من جانب واحد) واعتبرت أن استقلال كوسوفو هو حالة استثنائية، وأن الممارسة العملية على ارض الواقع "لا تدل على ظهور قاعدة جديدة في القانون الدولي تمنع إعلان الاستقلال في مثل هذه الحالات". أما صحيفة ( كوميرسانت ) فذكرت بان الجمعية العامة للأمم المتحدة وبطلب من صربيا كلفت المحكمة الدولية بالنظر في توافق إعلان كوسوفو لاستقلالها مع معايير القانون الدولي. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المؤسسات الأوروبية أخذت تنظر في موضوع القرم ، مبرزة في الوقت نفسه أن هيئة رئاسة مجلس الدوما ( البرلمان الروسي ) قررت أمس عدم تسريع عملية إقرار مشروع قانون حول تسهيل عملية قبول مناطق جديدة في قوام روسيا الاتحادية وقررت الهيئة مواصلة العمل وفقا للجدول الزمني الذي وضعته لجنة التشريعات الدستورية في مجلس الدوما.يتبع).. وفي بريطانيا سلطت الصحف البريطانية الضوء على العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ومستقبل لندن ضمن فضاء بروكسيل. وكتبت صحيفة (الغارديان) عن تصريحات إد ميليباند زعيم المعارضة العمالية الذي يرفض فكرة تنظيم استفتاء حول عضوية بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي في حالة فوز حزب العمال في الانتخابات التشريعية لسنة 2015. وأبرزت الصحيفة أن ميليباند يعارض نقل بعض السلطات والصلاحيات البريطانية إلى بروكسيل ، مذكرة في هذا السياق بالتزام رئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون بطرح مسألة عضوية لندن في الاتحاد الأوروبي على استفتاء يتم تنظيمه سنة 2017 في حال فوزه بولاية انتخابية جديدة. من جانبها، تطرقت صحيفة (الاندبندنت) إلى موقف إد ميليباند زعيم حزب العمال بخصوص استمرار عضوية المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي ، وهو موقف يتقاسمه مع حزب الليبراليين الديمقراطيين الشريك الأصغر في حكومة الائتلاف التي يقودها ديفيد كاميرون. وأشارت إلى سعي ميليباند إلى إقناع المشككين في جدوى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من خلال اقتراح تدابير تروم تعزيز تقليص وصول المهاجرين إلى تعويضات البطالة والسكن الاجتماعي والخدمات الصحية العمومية. وركزت صحيفة (الديلي تلغراف)، من جهتها، على الأولويات السياسية والاقتصادية للعماليين، حيث اعتبر هؤلاء أن تنظيم استفتاء حول عضوية بريطانية داخل الاتحاد الأوروبي يؤدي إلى خطر زيادة شكوك المستثمرين مما يضر بالنمو الاقتصادي. وعرضت صحيفة (الفاينانشال تايمز) تشريحا لسياسة إد ميليباند زعيم حزب العمال والذي يسعى للإعلان عن مواقف تميزه عن غريمه ديفيد كاميرون، من خلال اقتراح تدابير تروم تحسين ظروف عيش الأسر ذات الدخل المحدود والاستجابة لتطلعات الناخبين المتخوفين في أوروبا والمشككين في جدوى الانضمام لها. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بإحياء الذكرى العاشرة للاعتداءات الإرهابية التي هزت مدريد في 11 مارس 2004، والأنشطة التي ميزت يوم أمس الثلاثاء. وهكذا كتبت صحيفة (أ بي سي)، المقربة من الحكومة، تحت عنوان "إسبانيا متضامنة مع جميع الضحايا"، أن رئيس الحكومة ماريانو راخوي أكد على وحدة مختلف مكونات المجتمع الإسباني في إحياء ذكرى هذه الأعمال الفظيعة. وأضافت اليومية أنه "يوم للتناغم السياسي دون انقسام أو شكوك حول هذه المجزرة" البشعة، مشيرة إلى أن جميع الأحزاب السياسية أعربت، بدون استثناء، عن دعمها للضحايا. وكتبت صحيفة (إلباييس)، في السياق ذاته، أنه هذه المرة الأولى منذ 2004 التي تخلد فيها جمعيات ضحايا هذه الأعمال الإرهابية ذكرى هذا اليوم الحزين مع الحكومة والعائلة المالكة والأحزاب السياسية والمصالح الأمنية للدولة. وأضافت اليومية أنه أقيم حفل رسمي لضحايا هذه الهجمات صباح أمس الثلاثاء بكاتدرائية مدريد، بحضور العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول والملكة صوفيا، إلى جانب أفراد من العائلة المالكة. ومن جانبها، أشارت صحيفة (إلموندو) إلى غياب رئيسي الحكومة الإسبانية السابقين خوسيه ماريا أثنار وخوصي لويس رودريغيز ثاباتير، اللذين لم يتوصلا بأي دعوة لحضور حفل تكريم الضحايا. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بقضية التنصت على المكالمات التي استهدفت الرئيس السابق نيكولا ساركوزي حيث كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن الجدل الدائر حول هذه القضية تحول إلى نقاش سياسي قبل 12 يوما من الانتخابات البلدية، مشيرة إلى أن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية شن أمس هجوما ضد المساطر التي اعتمدت في عملية التنصت على الرئيس السابق. من جهتها، ذكرت صحيفة (لاكروا) أن محكمة النقض اعتبرت أمس أنه ليس هناك حاجة للبت في الشكوى التي تقدم بها نيكولا ساركوزي ضد الاستيلاء على أجنداته في اطار قضية بيتانكور مشيرة الى أن هذا القرار يعني أساسا أن هذه الأجندات قد يتم استعمالها (دون الحسم في شرعية هذا الاستعمال من قبل العدالة) في قضايا أخرى يذكر فيها اسم ساركوزي. من جهتها، قالت صحيفة (لوموند) أن مناضلي الاتحاد من أجل حركة شعبية بدوا مصدومين من كشف هذه الاسرار التي تسيىء الى حزبهم مبرزة أن هذا الحزب اليميني يعاني في الأصل من أزمة زعامة منذ فشله في الانتخابات الرئاسية السابقة. وفي إيطاليا ، اهتمت الصحف بشكل خاص بإصلاح القانون الانتخابي وسط نقاش محتدم أمس الثلاثاء في مجلس النواب، وعلى التدابير الضريبية التي يتعين اتخاذها ، اليوم الأربعاء، في مجلس الحكومة الأسبوعي. وكتبت (لا ريبوبليكا) في تقريرها أن نص القانون الانتخابي الجديد (إيطاليكوم) يمكن أن يتم التصويت عليه اليوم الأربعاء، من قبل مجلس النواب الذي رفض قبل يوم التعديلات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين. وأشارت الصحيفة إلى أن النساء النائبات مصرات على خوض معركة على مشروع الإصلاح الذي سيحال على مجلس الشيوخ حيث أن احتمال رفضه مازال قائما بسبب الخلافات حتى داخل الحزب الديمقراطي، وهو الحزب السياسي الرئيسي في الائتلاف الحاكم. ووفقا للصحيفة فإن الاتفاق المبرم بين رينزي وبرلسكوني حول (إيطاليكوم) جيد حتى الآن، إلا أن '' الحزب الديمقراطي يعرف انقسامات عميقة بشأن مسألة المساواة بين الجنسين وتضارب المصالح". من جانبها، كتبت صحيفة (المساجيرو) أن مجلس الحكومة يستعد اليوم الأربعاء لاتخاذ سلسلة من التدابير للحد من العبء الضريبي لصالح الفئات الأكثر حرمانا. وذكرت الصحيفة أن رئيس وزراء إيطاليا ، ماتيو رينزي ، أعلن تخفيض ضريبة دخل هذه الشريحة بهدف إنعاش القوة الشرائية لديها. ولاحظت الصحيفة أن جدول أعمال الحكومة لليوم الأربعاء مليء بالمواضيع فبالإضافة إلى التصويت في مجلس النواب على قانون الانتخابات والإجراءات الضريبية ، تعتزم الحكومة أيضا دراسة ثلاثة نصوص ذات أهمية بالغة، من ضمنها النص الخاص بإصلاح قانون العمل (جوبس أكت) ، وملكية المنزل، وترميم المدارس.