اهتمت الصحف الأوربية الصادرة ٬اليوم الثلاثاء٬ بعدد من القضايا أبرزها الإصلاحات المتوقعة في نظام التعويضات العائلية بفرنسا٬ والتحذير الذي أطلقه رئيس البنك المركزي الاوربي بخصوص الوضع المتأزم بمنطقة الأورو٬ وارتفاع البطالة في البرتغال٬ وزيارة الوزير الأول البريطاني الى الهند ثم الأزمة في سوريا٬ وقرار ألمانيا إرسال جنود إلى مالي ضمن مهمة الاتحاد الأوروبي. فتحت عنوان "التعويضات العائلية إصلاح في الافق" حذرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية من خطر المساس بهذا الموضوع "الشائك" خصوصا وأن "المبادرات التي أطلقت سواء من أحزاب اليسار او اليمين ومختلف محاولات إصلاح نظام التعويضات العائلية منيت كلها بالفشل". وتطرقت صحيفة "لي زيكو" الى سيناريوهات الحكومة الاشتراكية في هذا المجال٬ والتي رغم كونها ماتزال قيد الدراسة فإنها تثير العديد من التساؤلات من اليمين كما من اليسار". وبدورها تساءلت صحيفة "لوباريسيان" عما إذا كان الرئيس فرانسوا هولاند ورئيس حكومته جان مارك ارنو "سيتجرءان على القيام بتلك الخطوات". وبالنسبة لصحيفة "لوفيغارو" فإذا كان الاشتراكيون يعتبرون فرض الضرائب على التعويضات العائلية موضوعا غير مقدس٬ ونقاشا مشروعا فإن السلطة التنفيذية تتعامل بحذر مع الموضوع في حين يعارضه اليمين. وفي إيطاليا اهتمت الصحف بالتحذير الذي أطلقه أمس ببروكسيل رئيس البنك المركزي الأوربي ماريو دراغي بخصوص الوضع المتأزم في منطقة الأورو وضرورة إعطاء دينامية اقتصادية جديدة٬ وكتبت "لاستامبا" أنه على الرغم من استقرار الاقتصاد الحقيقي منذ بداية السنة فإن مستواه يظل ضعيفا ويتطلب الأمر بذل "مجهودات كبرى" من أجل خروج منطقة الأورو من الأزمة. إن الوضع يظل رغم ذلك غير مقلق بالمقارنة مع عام 2012 تكتب من جهتها "كوريري ديلا سيرا"٬ التي توضح في ما يخص إيطاليا "أن البنوك مرسملة بالكامل٬ ونظامها قوي رغم ما يبديه من هشاشة بفعل الركود المتواصل في الاقتصاد". وأوصت الصحيفة ب"التخفيض من الضرائب المرتفعة أصلا في منطقة الأورو وهو التقليص الذي يجب أن يكون على المقاس بالنسبة لكل بلد حسب الظروف". وبالنسبة لصحيفة "إل ميسانجيرو" فإن الأزمة لم يتم التغلب عليها بالمرة٬ ويجب الإلحاح لإقرار مناخ من الثقة في منطقة الأورو سواء بالنسبة للمستهلكين أو المستثمرين". وفي البرتغال شكل موضوع ارتفاع أعداد طالبي العمل في البلاد خصوصا في أوساط العمال المؤهلين اهتمام الصحف المحلية٬ فتحت عنوان "البطالة تمس خصوصا العمال المؤهلين" كتبت صحيفة "دياريو ايكونوميكو" أنه من بين طالبي العمل في البرتغال خلال شهر يناير هناك أكثر من 57 الف من العمال المؤهلين الحاصلين على شهادات عليا. ومن جهتها كتبت صحيفة "كورييرو دا مانها" أن أكثر من 92 ألف من حاملي الدكتوراء يوجدون في وضعية بطالة اي بزيادة 26 الف و500 عن العام الماضي حسب احدث أرقام معهد التشغيل والتكوين المهني٬ ملاحظا في هذا الاطار أن الأشخاص المؤهلين يمثلون 40 في المائة من طالبي العمل. في الاتجاه نفسه لاحظت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" أن أكثر من 248 الف برتغالي فقدوا عملهم منذ أن أصبحت البلاد تحصل على الدعم المالي للاتحاد الاوربي وصندوق النقد الدولي٬ ملاحظة أنه بنهاية 2012 كان بالبرتغال نحو مليون شخص عاطل عن العمل٬ 740 الف شخص من بينهم مسجلون في قوائم مراكز التشغيل. أما صحيفة "نيغوسيوس" التي توقفت بدورها عند الظاهرة فأشارت الى أن الامين العام للحزب الاشتراكي اونتونيو خوصي سيغورو (معارضة) حذر من صعوبة الوضع خلال اجتماع يوم أمس الاثتين ببروكسيل مع رئيس المفوضية الاوربية مانويل باروسو مؤكدا ان البرتغال توشك على الدخول في ازمة اجتماعية حادة. وفي بريطانيا سلطت الصحف الضوء على زيارة العمل التي يقوم بها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للهند٬ وكذا الوضع في سوريا. وكتبت صحيفة (الغارديان) بخصوص زيارة ديفيد كاميرون للهند٬ عن الأهمية المتزايدة للعملاق الآسيوي بالنسبة للاقتصاديات الأوروبية التي مازالت تئن تحت وطأة الأزمة الخانقة٬ مشيرة إلى أن زيارة رئيس الوزراء البريطاني لنيودلهي تأتي أياما قليلة فقط من زيارة مماثلة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وأبرزت الصحيفة٬ عجز المسؤولين الهنود عن استيعاب سر هذا الحماس الأوروبي المتجدد٬ مشيرة إلى أن المؤشرات الماكرو اقتصادية لنيودلهي تسير في منحى تنازلي إلى درجة دفعت البنك المركزي إلى دق ناقوس الخطر. وأوضحت (الغارديان) في هذا السياق أن الناتج الداخلي الخام للهند سجل نموا بنسبة خمسة بالمائة خلال هذه السنة٬ وهو ما يعد أضعف نسبة له منذ أزيد من عشر سنوات٬ وذلك في الوقت الذي بلغ فيه عجز الميزانية نسبة 3ر5 بالمائة من الناتج الداخلي الخام٬ وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها منذ أزمة 1990/1991. ومن جهتها٬ ركزت صحيفة (الفاينانشال تايمز) اهتمامها على اتفاق التعاون بين المملكة المتحدة والهند في مجال الأمن المعلوماتي٬ والذي سيتم توقيعه اليوم الثلاثاء٬ مشيرة إلى أن الاتفاق الجديد يأتي في سياق المخاوف من تعرض الخوادم المعلوماتية الهندية التي تضم قواعد معلومات أهم الشركات البريطانية ٬ لهجمات خارجية وعمليات قرصنة. ونقلت الصحيفة عن ديفيد كاميرون قوله إن هذه الهجمات قد تكتسي صبغة الأعمال الإرهابية. وبحسب رئاسة الوزراء البريطانية فإن الاتفاق يشكل بداية لتعاون غير مسبوق بين لندن ونيودلهي في المجال الأمني. وبخصوص الوضع في سوريا٬ كتبت صحيفة (الاندبندنت) أن عجز الحكومة البريطانية عن إقناع باقي الدول الأوروبية بتمكين المجموعات المعارضة غير الإسلامية في سوريا٬ من السلاح٬ يعد "فشلا دبلوماسيا" لوزير الخارجية ويليام هيغ. واعتبرت الصحيفة أن "المملكة المتحدة أصبحت اليوم معزولة٬ وذلك في الوقت الذي أضحت فيه الجهود الروسية لقيادة مفاوضات السلام المنتظرة بين النظام والمعارضة تتمتع بآفاق واعدة أكثر فأكثر". وفي ألمانيا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع أبرزها تصريح جهاز المخابرات العسكرية الألمانية بخصوص التجسس على التسلح ٬ وبقرار مجلس الحكومة إرسال جنود إلى مالي ضمن مهمة الاتحاد الأوروبي٬ وبالوضع في سورية وبالانتخابات الإيطالية. وأبرزت صحيفة "دي فيلت" ما أكده رئيس جهاز المخابرات العسكرية الألمانية أولريش بيركنهاير٬ حول تنامي التحدي الذي تمثله عمليات التجسس على المشاريع الخاصة بالتسلح. ومن جهة أخرى اهتمت الصحف بموافقة الحكومة على إرسال 330 جنديا إلى مالي ضمن بعثة الاتحاد الأوربي للمشاركة في تدريب القوات المالية دون المشاركة في القتال المحظور على الجيش الألماني. وأشارت صحيفة "فرانكفوتر أليغماينه" على أن الحكومة التي أعلنت في السابق عن إرسال عدد أقل من الجنود تعتزم نشر 180 جنديا لمهمة تدريب القوات المالية و150 آخرين لمهمة نقل الجنود وتزويد المقاتلات الفرنسية والمالية بالوقود٬ مضيفة أن الدعم الألماني لا ينحصر عند هذا الحد بل يشمل إرسال 40 طبيبا ومسعفا٬ سيعملون في المستشفى الميداني. وأشارت إلى أن هذه الخطوة التي تساهم بها ألمانيا ضمن الاتحاد الأوروبي الذي قرر إرسال ما مجموعه 450 من المدربين العسكريين وقوات الدعم والحماية ٬ لتدريب الجيش المالي٬ تتطلب المصادقة من قبل البرلمان الأماني "البوندستاغ". واهتمت الصحف أيضا بالوضع في سورية والثمن الذي يدفعه الشعب من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية مبرزة أنه من الضروري أن يتحفظ الغرب تجاه ما يقع في سورية ٬ ويربط أي دعم مالي بشروط الاحترام الكامل لقيم حرية التعبير وحرية العقيدة التي لا تقبل المساومة. واعتبرت صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" أن إيجاد حل سياسي للحرب الأهلية في سورية أصبح أمرا صعبا ٬ إلا أن كل من يحاول٬ إدخال مزيد من الأسلحة إلى هذا البلد سيساهم في تعقيد الوضع وفي استحالة إيجاد حل مشيرة إلى أنه في حال تبني الاتحاد الأوروبي الاقتراح البريطاني القاضي بتسليح الثوار السوريين٬ فإن ذلك سيكون بمثابة خطوة قاتلة خاصة وأن أغلب من يقاتلون الأسد لا يرغبون في اعتبار الغرب شريكا سياسيا. وركزت الصحف على الانتخابات التشريعية الإيطالية المزمع إجراؤها يومي 24 و25 من الشهر الجاري والتي تتابعها ألمانيا باهتمام كبير وتعتبرها اختبارا لايطاليا لاستمرار أو تراجع الإصلاحات. وكتبت صحيفة "بيرلينر تسايتونغ" أن السياسيين الألمان يتابعون الحملة الانتخابية للمتنافسين بقلق خاصة وزير الخارجية غيدو فيسترفيله الذي يعتبر أن٬ عودة سيلفيو برلسكوني إلى الحكومة محتملة ٬ إلا أنه يحث على الاستمرار في الإصلاحات من أجل إنقاذ أوروبا. وفي روسيا وصفت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) اندرس فوغ راسموسن٬ بالعسيرة وقالت إن الناتو يواجه المزيد من المصاعب٬ ولا يجوز له في ظل هذه الحالة أن يرفض التعاون مع روسيا. أما صحيفة "كوميرسانت" فكتبت في مقال تحليلي٬ أن عدم التوصل الى تفاهم مع الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفائها٬ الذين يوجهون بعد عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين٬ انتقادات شديدة لروسيا٬ الشئ الذي اضطر موسكو الى اتخاذ اجراءات مضادة مضيفة أن هذه الاجراءات تجلت في استعراض "القوة الناعمة" والدعاية لنموذج روسيا في التطور٬ الذي يبرهن تفوقه على العالم الغربي٬ وان ابرز معالم الحرب الباردة الجديدة٬ ليس سباق التسلح٬ بل معركة القيم والايديولوجيا. وقالت صحيفة "ازفستيا" من جهتها إن مخابرات الجيش الروسي٬ ستقوم في الربيع القادم بتجريب سلاح متميز توكل مهمة تشغيله إلى فئران مدربة.وأوضحت الصحيفة٬ أنه يجب أن تحل الفئران محل الكلاب المدربة لاكتشاف المتفجرات . وفي سويسرا تطرقت صحيفتا "لاتيربين دو جنيف" و"لاليبيرتي" للمكافآت السخية الممنوحة لرؤساء المقاولات وآخرها كان دانييل فازيلا الرئيس المغادر للمجموعة الصيدلية نوفارتيس الذي حصل على مكافأة 72 مليون فرك سويسري او نحو 58 مليون اورو٬ مرفوقة بتقاعد تكميلي من مليوني فرنك سويسري. وكتبت "لا تريبين دو جنيف" ان لا شيء يبرر حصوله على هذه المكافأة. وفي هولندا توقفت الصحف خصوصا عند التحذير الذي أطلقه مكتب الامن الغذائي للمنتجات الاستهلاكية من وجود عيب في إنتاج الألواح الشمسية المنتجة من طرف الشركة المحلية "شوتن سولار" ما يتسبب في احتراقها. وكتبت صحيفة "فولكسكرانت" ان 650 الف لوح شمسي مهدد بالانفجار مضيفة ان العشرات منها احترقت في كل من فرنسا والمانيا وايطاليا. وذكرت الصحيفة أن الشركة المنتجة أغلقت العام الماضي بسبب الافلاس قبل أن تعيد إطلاق أنشطتها هذه السنة بمساعدة الصينيين مشيرة الى مجموعة من التحذيرات التي أطلقها مكتب السلامة الصحية بخصوص منتجات الشركة.