شكل مآل التدخل العسكري الفرنسي في مالي وقرار بريطانيا إرسال فرقة عسكرية إلى منطقة الساحل وتشابك السياسية مع كرة القدم في صفقة انتقال اللاعب في الدوري الإنجليزي ماريو بالوتيلي إلى نادي آسي ميلان الإيطالي الذي يملكه سيلفيو برلسكوني٬ والإعلان عن تعديل حكومي جزئي في حكومة البرتغال٬ وتنازل الملكة بياتريس عن عرش هولندا لابنها الأمير ويليام٬ أبرز اهتمامات الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء. وبخصوص التدخل العسكري الفرنسي في مالي٬ اعتبرت صحيفة (ليبيراسيون) الفرنسية في افتتاحيتها أن عملية "سيرفال" العسكرية توجد حاليا في مفترق الطرق٬ فإما "أن يظل الفرنسيون في الصفوف الأمامية للمعركة ليظهروا بالتالي٬ إن عاجلا أم آجلا٬ كمستعمرين جدد" وتنقلب الأطراف التي ساندت العملية الفرنسية بالأمس٬ ضدها٬ أو "تكتفي القوات الفرنسية بمساندة القوات المالية والإفريقية وتركها تقود المعركة في الخطوط الأمامية٬ وتتهم بذلك بأن تدخلها في فرنسا كان محض تصفية حسابات". من جهتها٬ تساءلت يومية "لي زيكو" عن مدى جاهزية فرنسا لخوص هذه الحرب٬ وفي افتتاحية بعنوان "نعم٬ لا تزال فرنسا قادرة على خوض الحرب"٬ لاحظ صاحب المقال أن فرنسا "القوة النووية والعضو الدائم بمجلس الأمن الأممي٬ وصاحبة ثاني أعلى ميزانية عسكرية في أوروبا٬ تقود عملية "سيرفال" بنجاح٬ ويعود هذا النجاح في جزء منه إلى مساعدة بعض حلفائها". بدورها٬ تساءلت صحيفة (الغارديان) حول ما إذا كان الوضع في مالي يشكل تهديدا حقيقيا للمصالح البريطانية يستدعي إرسال لندن لقوات عسكرية إلى هذا البلد الذي يعاني من انعدام الاستقرار٬ مذكرة بإصرار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون٬ قبل أسبوع٬ على تأكيد رفض المملكة المتحدة إرسال قوات قتالية إلى مالي واكتفاءها بتوفير دعم لوجيستي للتجريدة الفرنسية التي تقاتل ضد المجموعات المسلحة. وأشارت صحيفة (التايمز) من جانبها٬ إلى أن قرار الحكومة البريطانية إرسال "مستشارين" عسكريين لمالي أثار حفيظة ومخاوف عدد كبير من أعضاء برلمان ويستمنستر الذين يخشون من تورط بريطاني جديد في نزاع خارجي٬ وذلك في الوقت الذي ما زالت تتعرض فيه القوات البريطانية لضغوطات قوية بسبب حرب أفغانستان٬ مع ارتباط ذلك كله بالتوجهات الحكومية الرامية إلى تقليص النفقات العمومية في إطار خطتها التقشفية. من جهتها نقلت صحيفة (الفاينانشيال تايمز) المقربة من أوساط المال والأعمال عن عدد من نواب حزب المحافظين الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي دعوتهم حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى تجنب أي تقليص جديد في ميزانية وزارة الدفاع٬ ولاسيما في ظل التطورات الراهنة والمرتبطة أساسا بالأزمة المستفحلة في مالي. وصلة بالموضوع نفسه٬ اعتبرت صحيفة (لوطون) السويسرية في افتتاحيتها أن لسويسرا دور تيسيري لتعلبه في تداعيات الحرب في مالي٬ "التي تعكس وضعا يبعث على اليأس لكثرة ما هو معقد". وفي نظر كاتب المقال سيكون أمام فرنسا الكثير لتنجزه في مالي لتظل حربها حربا "عادلة" إلى نهايتها٬ ولكن على سويسرا أن تبذل جهودا إضافية كثيرة لتصير درايتها بالوقائع الميدانية مفيدة في تحقيق هذا الهدف. اهتمت الصحف الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء بتطور الأحداث التي تشهدها مصر ومدى تأثيرها على المناخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي بالبلاد٬ وبزيارة الرئيس مرسي لبرلين٬ وكذا دعم ألمانيا للعمليات العسكرية في مالي وبآخر التطورات على الأرض. وركزت صحف٬ "رانيشه بوست" و"ميتل بايريشه تسايتونغ" و"دي فيلت"٬ في تعاليقها على العنف الذي اجتاح مناطق عدة في مصر وأودى بحياة عدد من الأشخاص مؤكدة على أهمية الحوار بين السلطة وجميع الفرقاء السياسيين من أجل إيجاد حل للأزمة وامتصاص غضب الشارع. ونقلت "رانيشه بوست" بهذا الخصوص دعوة حزب الخضر الألماني المعارض٬ ميركل إلى "حث الرئيس المصري خلال زيارته لبرلين على الحوار مع المعارضة في بلاده". وقالت رئيسة الحزب٬ كلاوديا روت٬ في تصريح للصحيفة إن " مرسي يتحمل مسؤولية جميع المصريين بصفته رئيس منتخب انتخابا حرا مشيرة إلى أنه " يعين عليه إشراك المعارضة ونبذ العنف وتحسين الوضع الاجتماعي " وأن تكون هذه المواضيع محور محادثات ميركل مع مرسي زيارته اليوم لبرلين. وفي سياق متصل أكدت رئيسة الفريق البرلماني لحزب الخضر في تصريح لصحيفة "ميتل بايريشه تسايتونغ" أنه " على الرئيس المصري أن يوضح ما إذا كان يريد مواصلة طريق الديمقراطية أم أنه يريد في النهاية تأسيس ديكتاتورية إسلامية". وبخصوص دعم ألمانيا للعمليات العسكرية أعربت بعض الصحف عن تخوفها من تداعيات هذا الدعم الذي قد يعرض ألمانيا لاعتداءات على أيدي متطرفين إسلاميين مقيمين في ألمانيا. وقال وزير الداخلية الألماني هانزبيتر فريدريش في تصريح ل"فرايه بريسه" بهذا الخصوص إن السلطات الأمنية الألمانية واعية بهذا الأمر مذكرا أنه من المحتمل أن يكون عدد من المتشددين قد توجهوا إلى مالي. وأضاف الوزير أن الأمن الألماني "على علم بأن هؤلاء شاركوا في إنتاج شريط فيديو نشروه على الإنترنت يهددون فيه ألمانيا". وفي إيطاليا٬ اهتمت الصحافة بانتقال لاعب "مانشيستر سيتي" الإنجليزي ماريو بالوتيلي إلى نادي "آسي ميلان" الإيطالي الذي يملكه سيلفيو برلسكوني٬ حيث رأت في ذلك ورقة انتخابية جديدة يلعبها رئيس الحكومة الإيطالي السابق تحضيرا للانتخابات التشريعية التي ستعقد يومي 24 و25 فبراير المقبل. وبهذا الخصوص٬ تساءلت صحيفة (إل صول 24 أوري) "بكم يقدر ثمن تفاحة متعفنة"٬ مرشحة أرقام من قبيل 200 ألف إلى 400 ألف صوت على المستوى الوطني و40 ألفا إلى 80 ألفا على مستوى جهة لومبادري التابعة لميلانو٬ واعتبرت أنه ليس مستغربا أن تكون حتى الثمار الفاسدة قابلة للجني. من جانبها٬ ذهبت (لا ستامبا) إلى أن برلسكوني الذي سبق ووصف اللاعب بالوتيلي بالتفاحة المتعفنة٬ حول من جديد هذا اللاعب ذو الكعب العالي إلى "أداة يستعملها في حملته الانتخابية المعقدة"٬ فيما اعتبرت (لا ريبوبليكا) أن ما قام به رئيس الوزراء السابق "رهان مثير وخطير لأنه يتأرجح بين الوعد بتحقيق أهداف ملموسة٬ وبين دعاية سياسية صرفة". وسيطر الإعلان عن إجراء تعديل حكومي جزئي والأزمة التي يعيش على إيقاعها الحزب الاشتراكي٬ أهم تشكيلات المعارضة في البرتغال٬ على اهتمامات الصحف البرتغالية. وأشارت صحيفة (إينفورماكاو) إلى أن الحكومة بصدد إعداد تعديل جزئي لن يطال الوزارات وسيمتد بالأساس إلى بعض كتاب الدولة٬ مشيرة إلى أن هذا التعديل "الخفيف" هو ثالث تعديل يحصل منذ وصول حكومة وسط اليمين إلى السلطة في يونيو 2011. وتحت عنوان "الحكومة تعد خروج بعض كتاب الدولة"٬ أكدت صحف (ديارو إيكونوميكو) و(ديارو دي نوتيسياس) و(كوريو دي مانا) أن عددا من كتاب الدولة٬ سيما٬ في التشغيل والاقتصاد والفلاحة قرروا الاستقالة من مناصبهم٬ إما لأسباب صحية أو من أجل الترشح للانتخابات الجماعية المقبلة٬ مضيفة أنه سيتم إعلان لائحة المسؤولين الجدد في الأيام المقبلة. وفيما يتعلق بالأزمة التي يمر بها الحزب الاشتراكي٬ كتبت صحيفة (ديارو دي نوتيساس) أن الأمين العام للحزب٬ أنطونيو خوسي سيغيرو٬ الذي أعلن ترشحه لولاية جديدة في منصب الأمين العام٬ أعرب عن أسفه لكون العمل السياسي صار مرتبطا بأجندات شخصية٬ في إشارة إلى الدعوة الملحة لبعض أعضاء الحزب إجراء المؤتمر قبل أوانه. من جانبها٬ سلطت الصحف الهولندية الضوء على إعلان ملكة هولندا بياتريس تنازلها عن العرش لابنها ولي العهد فيلام ألكسندر في شهر أبريل المقبل. وذكرت صحف (فولسكرانت) و(وألكيمن داكبلاد) و(تروفي) أن الهولنديين يستعدون للاحتفال بتسليم العرش٬ كما يريدون أن لا يكون الحفل مكلفا كثيرا نظرا لضغط الأزمة الاقتصادية٬ مضيفة أنه سيتم استبدال حفل الملك الذي يحل يوم 27 أبريل٬ بحفل الملكة وذلك ابتداء من السنة المقبلة. وواصلت الصحافة الروسية اهتمامها بتطورات الوضع في مصر٬ وقالت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) في هذا الصدد إن الأمور في بلاد الكنانة تسير من سيء إلى الأسوأ٬ فيما ذكرت صحيفة (ازفستيا ) أن الرئيس محمد مرسي أعلن حالة الطوارئ في ثلاث محافظات من البلاد٬ واعدا بأن يعتمد اجراءات أكثر صرامة في حالة الاستمرار في الاضطرابات. وعادت (كومسومولسكايا برافدا) إلى الأزمة السورية مشيرة إلى أن بشار الأسد "يلمح إلى احتمال وصول موجة الثورات العربية إلى روسيا"٬ وذكرت الصحيفة ٬ أن "الرئيس السوري قال في مؤتمر صحفي إن روسيا ستبقى داعمة له٬ فهي تدافع عن نفسها٬ لا عن نظام في سوريا". من جانبها تطرقت الصحف البلجيكية إلى إصلاح النظام القضائي وبالضبط مشروع القانون الرامي إلى تشديد نظام إطلاق السراح المشروط الذي تمت المصادقة عليه أمس الثلاثاء. وأشارت صحيفة (لا ليبر بلجيك) إلى أن المشروع يتابع سيره الطبيعي داخل الهيآت التشريعية المختصة رغم الانتقادات والتحفظات التي أبداها البعض حول بعض مقتضياته التي صدمت الكثيرين في الأوساط القضائية. وهيمن الكلاسيكو المرتقب مساء اليوم بين فريقي ريال دي مدريد و برشلونة برسم إقصائيات كأس الملك على صفحات الجرائد الإسبانية٬ إلى جانب فضائح الفساد في البلاد٬ لاسيما تلك التي تورط فيها الخازن العام السابق المنتمي حزب الشعبي وعدد من قيادات هذه التشكيلة السياسية. وكتبت (إلباييس) في هذا الصدد أن "النيابة العامة تعتبر أن الشكاية التي تقدم بها الحزب الاشتراكي العمالي حول العلاوات التي تقاضاها أعضاء بالحزب الشعبي خلال العقدين الأخيرين تدخل في نطاق اختصاص قاضي الجلسة الوطنية بابلو روز". ونقلت (إل موندو) أن المدعي العام "إدواردو توريس أعطى أوامره لمصالح مكافحة الفساد من أجل التحقيق في ما إذا كان الخازن العام السابق المنتمي للحزب الشعبي٬ لويس بارسيناس٬ صرف علاوات إلى أعضاء من قيادة الحزب ومسؤولين آخرين"٬ من صناديق كانت داخلة في إطار الحسابات الرسمية.