حظي موضوع إرسال وشيك لقوات بريطانية إلى مالي في إطار الجهود المبذولة من أجل التصدي للمجموعات الإرهابية باهتمام أغلب الصحف البريطانية٬ الصادرة اليوم الثلاثاء٬ فيما توقفت اليوميات الفرنسية عند الحذر الذي أبان عنه٬ بهذا الخصوص٬ الحلفاء التقليديون لباريس. وعلى صعيد آخر٬ أسال احتمال تأميم المواقع الصناعية لعملاق الصناعة "أرسيلور ميتال" بلييج الكثير من الحبر ببلجيكا٬ وهو الحدث الذي تمت إضافته إلى عدد لا يحصى من الملفات الحساسة بأوروبا. وفي علاقة بالتدخل في مالي٬ كتبت صحيفة (الغارديان) عن استعداد المملكة المتحدة لإرسال تعزيزات عسكرية مهمة إلى مالي والدول المجاورة٬ مؤكدة أن القرار الخاص بهذه العملية سيصدر في غضون الأيام القليلة المقبلة. كما كتبت الصحيفة عن التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة٬ ومدى شعور الغرب بالقلق إزاء تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عقب أزمة الرهائن في الجزائر حول استمرار التهديد الإرهابي للغرب. وأشارت إلى أن تصريحات كاميرون٬ الأسبوع الماضي٬ كانت غير متوقعة٬ ولاسيما في ظل حرص صناع القرار على عدم المبالغة في الحديث عن التهديدات الإرهابية على اعتبار أن تداعيات ذلك تصب أساسا في مصلحة "العدو". ومن جانبها٬ اعتبرت صحيفة (الديلي ميل) أن قرار الحكومة إرسال وحدات عسكرية بريطانية إلى مالي يعد "بداية انخراط كبير" للمملكة المتحدة في منطقة الساحل٬ فيما وصفت صحيفة (الديلي ميرور) الأمر ب"المهمة الغريبة". وتطرقت صحيفة (الاندبندنت) إلى مستقبل العمليات العسكرية في مالي٬ مشيرة إلى وجود مخاوف من عجز الحكومة المالية عن السيطرة على الأوضاع بعد رحيل القوات الفرنسية. وأبرزت أن التدخل الفرنسي في مالي كشف عن ثغرات خطيرة في القدرات العسكرية الفرنسية٬ مشيرة إلى تدخل بريطانيا للمساعدة من خلال توفير حاملات جنود كتعبير عن دعمها للتدخل العسكري الفرنسي٬ واضطرار باريس إلى طلب العون من واشنطن للمساعدة عند الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود في الجو. وأكدت (الاندبندنت) أنه٬ كما كان الشأن في ليبيا٬ فإنه من الواضح عدم قدرة فرنسا وبريطانيا القيام بهذه العمليات المحدودة بالكامل وحدهما٬ حيث تحتاج الدولتان إلى بعض الدعم من الولاياتالمتحدة٬ في وقت تبدي فيه قيادة الاتحاد الأوروبي بعض التردد. وهو الرأي الذي يبدو أن اليومية الفرنسية (ليزيكو) لا تشاطره٬ من خلال نشرها لافتتاحية بعنوان "مالي: انتصارات فرانسوا هولاند"٬ إذ اعتبرت اليومية الاقتصادية أن التدخل الفرنسي "هو الآن ناجح وتمثل فرحة سكان تومبوكتو المحررين مكافأة جميلة للمجازفة التي اتخذها منذ ثمانية عشر يوما" رئيس الدولة الفرنسية الذي "بإمكانه أن يكون راضيا عن النتائج أكثر منه عن الدعم المحتشم لحلفائه". وبخصوص التأميم على شاكلة "أرسيلور ميتال" ببلجيكا٬ فقد لاحظت الصحافة بأنه بدون تغيير في القانون فإنه لا يمكن إنجاح "نزع الملكية". وكتبت (لا ليبر بلجيك)٬ بهذا الخصوص٬ أنه على المستوى القانوني٬ لا توجد الكثير من العقبات لهذا التأميم ٬ ولكن ما وراء القضايا التقنية٬ فإن من شأن هذه العملية أن "تكون جد مكلفة وعلى نحو كبير للدولة"٬ إذ ستحتاج هذه الأخيرة إلى طلب "الضوء الأخضر" من الاتحاد الأوروبي. ومن جانبها٬ سجلت يومية (لافنير) أن مستخدمي "أرسيلور ميتال" يستعدون لخوض معركة طويلة الأمد ٬ حيث سيكون الوسط السياسي مستهدفا بوضوح٬ مشيرة إلى أن تظاهرة كبيرة سيتم تنظيمها اليوم الثلاثاء للضغط على حكومة والون. وفي المقابل٬ اعتبرت صحيفة (ليكو) أن تأميم خطوط الإنتاج يشق طريقه داخل انشغالات الطبقة السياسية البلجيكية التي تحاول أن تعثر على إجابة لهذه "الكارثة الاجتماعية" التي ستتسبب في تسريح 1300 وظيفة مباشرة. وفي فرنسا المجاورة٬ المخاوف من البطالة تتردد على كل لسان٬ إذ علقت يومية (لوموند)٬ في مقال تحت عنوان "فرنسا لا تحسن مكافحة البطالة"٬ على الأرقام الأخيرة للبطالة خلال 2012 ٬ والمقدرة ب 3.4 مليون نسمة٬ مسجلة أنه "لعكس منحنى البطالة من هنا إلى نهاية العام الجاري٬ وهو الالتزام الذي أخذه فرانسوا هولاند على عاتقه٬ ينبغي تحقيق 1,5 في المائة من النمو خلال 2013 ". وأضاف كاتب الافتتاحية أن "الهدف يبدو بعيد المنال٬ ولكن إذا ما حصلت معجزة وتم الأمر٬ فإن فرنسا ستجد صعوبة في الاستفادة من الأمر إذا لم تتسلح بأدوات فعالة ضد البطالة". ونفس جو الركود يهيمن على إسبانيا٬ حيث أولت الصحف الوطنية اهتماما خاصا لزيارة ثانية تقوم بها لمدريد بعثة مفتشي الترويكا (الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي) لتقييم برنامج المساعدة للبنوك الإسبانية. ونقلت يومية (إيل موندو) عن المفوض الأوروبي أولي رين انشغاله من ارتفاع معدلات البطالة في اسبانيا٬ ودعوته إلى مدريد "لمواصلة إصلاح سوق العمل"٬ وذلك في أعقاب إطلاق 1,865 مليار أورو الموجهة للقطاع المصرفي الإسباني. وفي البرتغال٬ شكلت الأزمة الداخلية للحزب الاشتراكي٬ التشكيلة المعارضة الرئيسية٬ صدارة العناوين الرئيسية للصحافة البرتغالية. فتحت عنوان "الحزب الاشتراكي يحضر للانتخابات في مارس ولمؤتمره في أبريل"٬ أشارت (دياريو دي نوتيسياس) إلى أن اجتماعا عاجلا للجنة السياسية للحزب ستعقد أشغالها اليوم الثلاثاء بمبادرة من الأمين العام للحزب٬ خوسيه أنطونيو سيغورو الذي "يريد أن يوضح وضع الحزب في أقرب وقت ممكن". ومن جهتها٬ أشارت (بوبليكو) إلى أن المحكمة الدستورية قضت لصالح سيغورو خوسيه٬ بالموافقة على الوضع القانوني الجديد للحزب الاشتراكي٬ التي أثارت العام الماضي مناقشة حية داخل الحزب. ووفاء للذكرى بإيطاليا بعد التطورات المذهلة للكارثة الجوية لأوستيكا (جزيرة تقع شمال جزيرة صقلية)٬ والتي يعود تاريخها إلى يونيو 1980٬ والتي تسببت في مصرع 81 شخصا. وفي السياق ذاته٬ كتبت يومية "لا ستامبا أنه في ما يشبه "تحولات درامية٬ رجحت محكمة النقض أن تكون طائرة دي سي 9 التابعة لشركة إيطالفيا والتي سقطت بعرض سواحل صقلية قد أصيبت بصاروخ٬ وأن الدولة لم تحم بما يكفي مواطنيها٬ وأن من حق الضحايا الحصول على تعويض ". وتأكيدا لنفس الطرح٬ سجلت يومية (ريبوبليكا) أن الأكثر أهمية في هذا الإقرار هو خلوص المحكمة إلى فرضية طالما دافع عنها المحامي روزاريو ابريوري٬ والتي مفادها أن الطائرة٬ التي كانت في نفس مسار ست طائرات مقاتلة تابعة لحلف شمال الأطلسي وكانت تتعقب طائرة ليبية كانت تقل أنذاك القذافي٬ تم إسقاطها بالخطأ بواسطة صاروخ. واعتبرت يومية "ليبيرو" أن القضاة لم يفعلوا أكثر من إقرار فرضية كان يعرفها الجميع٬ دون أن يقدموا أي أدلة مادية جديدة. وفي نفس خط الوفاء لذكرى من قضوا٬ خصصت صحيفة (دي لا تريبيون جنيف) صفحة كاملة لتكريم ستيفان كودلسكي مخترع جهاز التسجيل الشهير(ناغرا)٬ الذي توفي السبت الماضي بسويسرا٬ البلد الذي رحب به وعائلته بعد فرارهم من بولونيا بعد تعرضها للغزو من قبل القوات النازية. وتحت عنوان جد معبر "جهاز التسجيل أصبح يتيما" تستحضر الصحيفة مرة أخرى مسار هذا البولوني المولد واختراعه الذي أحدث ثورة في عالم التلفزيون والإذاعة والسينما والذي استحق عليه العديد من الجوائز في أنحاء مختلفة من العالم. وفي هولندا٬ استأثر باهتمام الصحف قرار الملكة بياتريكس التنازل عن العرش لفائدة إبنها البكر. وكتبت يومية (ترو) أن "الملكة بياتريكس اختارت اللحظة المثالية"٬ بالرغم من أن تنحي الملكة ( 75 سنة) عن منصبها كان متوقعا منذ مدة طويلة. ومن جهتها٬ تناولت الصحف الألمانية "دي فيلت" و"بيرلينر تسايتونغ" و"شبيغل أولاين" أيضا موضوع تنازل ملكة هولندا عن العرش٬ إلى جانب تطرقها للزيارة المرتقبة٬ الأولى من نوعها للرئيس المصري محمد مرسي٬ لبرلين ٬ مشيرة إلى الدعم الذي طالما أبدته ألمانيا للثورة المصرية والتزامها بتعهداتها إزاءها لمساعدتها على تجاوز أزمتها. وأشارت صحيفة (دي فيلت)٬ في هذا الصدد٬ إلى دعوة حزب الخضر الألماني المعارض للقيادة المصرية إلى ضرورة فتح حوار مع المعارضة المصرية٬ وتأكيده على أنه من غير الممكن "تحقيق الاستقرار في مجتمع ديمقراطي وتحقيق الانتعاش الاقتصادي في ظل حالة الطوارئ والأحكام بالإعدام". وعلى صعيد آخر٬ نقلت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية صدى تصريحات رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف٬ التي أدلى بها نهاية الأسبوع الماضي٬ في وسائل الإعلام الروسية والأجنبية٬ والتي قدم من خلالها خلاصة لفترة رئاسته٬ حيث اعترف بفشله في اقتلاع الفساد وإنشاء نظام قضائي مستقل في روسيا. وحول إعفاء محمد سلام محمدوف من منصبه كرئيس لجمهورية داغستان وتعيين النائب عبد اللطيفوف رئيسا لها بالوكالة٬ كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن تغيير رئيس داغستان يندرج٬ من بين أهداف أخرى٬ في تجريب النظام الانتخابي الجديد لانتخاب رؤساء الأقاليم القوقازية٬ وهو نظام يستبعد دور الشعب في انتخاب رئيس الإقليم بالطريقة المباشرة٬ ويخول للبرلمان المحلي الحق في انتخاب الحاكم الإقليمي من بين ثلاثة مرشحين يحددهم رئيس روسيا.