يبدو أن الوضع في مالي نزل إلى المرتبة الثانية في اهتمامات الصحافة الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة٬ حيث استأثرت اهتمامها للقضايا الاقتصادية والسياسية٬ من بينها على الخصوص الانتخابات البرلمانية المقبلة في إيطاليا٬ وفضيحة الفساد التي يتورط فيها أمين المال السابق للحزب الشعبي الإسباني٬ وموجة فقدان الوظائف في إسبانيا٬ وتحرير الفرنسية فلورانس كاسي٬ فضلا عن الأزمة المستمرة في سوريا. ففي روما٬ ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 24 و 25 فبراير المقبل٬ اهتمت أعمدة الصحف الايطالية على الخصوص بالمرشحين الرئيسيين خلال هذه الانتخابات زعيم تحالف الوسط٬ ماريو مونتي٬ وزعيم يسار الوسط٬ بييرلويجي برساني. واعتبرت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن الجدل السياسي القائم يلهب أكثر الحملة الانتخابية٬ مشيرة إلى أنه مع ذلك فإن إمكانية قيام تحالف بين الرجلين غير مستبعد. من جانبها لاحظت (لا ستامبا) أن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا إذا أظهر مونتي أنه سيتعامل مع ائتلاف يسار الوسط ككل. أما في إسبانيا٬ فقد ركزت الصحافة على فضيحة الفساد التي يتهم فيها أمين المال السابق للحزب الشعبي٬ لويس بارسيناس٬ بالاغتناء غير المشروع٬ وكذا بتوزيع على امتداد 20 عاما٬ مبالغ تتراوح بين 5 آلاف و15ألف أورو على قيادة الحزب. وقالت صحيفة (إل موندو) إن صمت رئيس الحكومة ماريانو راخوي بشأن ملف بارسيناس٬ يرجع إلى أن راخوي لا يريد أن يتدخل في مسار التحقيق الداخلي الذي يجريه الحزب. من جهتها كتبت (أ بي سي) أن "أمين المال الحالي للحزب اليميني يتوفر على تفويض مطلق من راخوي للذهاب حتى النهاية في هذا التحقيق". في بلجيكا٬ أثار قرار الشركة العالمية العملاقة للصلب "أرسيلور ميتال" حذف 1300 وظيفة في لييج تعليقات كثيرة في الصحف المحلية. صحيفة (لو سوار) أشارت إلى ثلاثة مسارات ممكنة للتعامل مع هذا الاشكال هي تأميم موقع ميتال٬ أو البحث عن مشتر أو التخلي تماما عن صناعة الصلب. من جانبها٬ رأت (لا ليبر بلجيك) أن قرار ميتال لا يعني الحكم بالإعدام على صناعة الصلب في لييج٬ موضحة أنه تم إنقاذ خمسة خطوط للإنتاج. في سويسرا٬ أجرت (لوتون) حديثا صحفيا مع القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي٬ العضو في لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بارتكاب جرائم حرب في سوريا٬ أكدت خلاله أنها مقتنعة تماما بأن السلام لن يسود دون عدالة في سوريا٬ محيلة في هذا الصدد على حالة البلقان. أما الصحافة الفرنسية٬ فقد اهتمت بتحرير الفرنسية فلورانس كاسي بعد سبع سنوات من الاحتجاز في المكسيك. في هذا الصدد أشادت (لو فيجارو) بدور الرئيس ساركوزي الذي أعطى زخما إعلاميا للقضية الشيء الذي ساهم في إطلاق صراح كاسي. من جانبها٬ اهتمت (لا كروا) بمبادرة من مجموعة من المواطنين الجزائريين الذين اقترحوا٬ في تقرير بعنوان "بلادنا الجزائر تبنى على أفكار جديدة" إنجاز 50 ورشا في أفق 2020 يأملون من خلاله في تحقيق "ربيع جزائري" محتمل. وفي البرتغال٬ اهتمت الصحافة المحلية بقرار الحكومة تأجيل خوصصة جزء من إعلامها السمعي البصري العمومي٬ الذي يوجد قيد الدراسة في إطار الإجراءات الاقتصادية التي تنص عليها خطة المساعدات الدولية. في هذا السياق٬ قال جريدة (إيكونوميكو) إن القرار يرجع إلى السياق الحالي غير المواتي لاسيما الانخفاض الحاد الذي تسجله إيرادات الإعلانات في الأشهر الأخيرة. كما أشارت الصحيفة ذاتها إلى عزم قنوات الإعلام السمعي البصري العمومية تسريح نحو 620 شخصا في عام 2013 و 2014٬ كجزء من عملية إعادة الهيكلة هذه. أما في موسكو٬ وتحت عنوان "الأسطول الروسي يحفظ الاستقرار بالبحر الأبيض المتوسط" قالت صحيفة (كراسنايا زفيزدا) إن وحدات من القوات البحرية الروسية تواصل مناوراتها في البحرين المتوسط والأسود٬ منفذة أكبر مشروع تدريبي منذ ثمانينات القرن العشرين. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف٬ أكد أن روسيا لا ترى لها مصلحة في حدوث المزيد من القلاقل التي تزعزع الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط٬ موضحا أن وجود الأسطول الحربي الروسي هناك يمثل عاملا هاما في تحقيق الاستقرار. من جانبها٬ توقفت صحيفة (روسكي ريبورتيور) عند الحرب الدائرة في مالي٬ والاقتراح الذي قدمته روسيالفرنسا والمتعلق بتقديم المساعدة في نقل قواتها إلى مالي٬ مذكرة بأن الصراع المحتدم في مالي لم يكن قبل نصف عام يعني أي شيء لأية دولة٬ إذ كان يبدو محصورا في صحراء خالية من السكان٬ لكن فجأة وجدت القوى الكبرى في العالم نفسها متورطة في هذا الصراع ٬بعد أن تشكل خلسة في مناطق مالي الشمالية معقل جديد وخطير جدا للإسلاميين. وأضافت "روسكي ريبورتيور"أن المعارك الأولى٬ بينت أن إطفاء لهيب هذا الصراع ليس بالمسألة البسيطة. وفي نفس السياق اعتبرت صحيفة "أرغومينتي نيديلي" أن استعانة حلف شمال الأطلسي بطائرات شحن روسية لنقل ما يحتاجه الجيش الفرنسي الذي يحارب المتمردين الإسلاميين في مالي تعنى مشاركة روسيا في حرب احتلالية تجريها فرنسا في إفريقيا موضحة تعثرت العملية العسكرية الفرنسية في مالي وذلك لأن فرنسا لم تكن مستعدة ليقاوم المتمردون الإسلاميون قواتها٬ فوقعت في فخ. أما صحيفة "كوميرسانت" فاهتمت بالمؤتمر الصحفي المطول الذي عقده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول أمس الأربعاء لاستعراض إنجازات السياسة الخارجية الروسية خلال العام الماضي٬ مبرزة أن رئيس الدبلوماسية الروسية٬ أكد أن العمل يجري حاليا لإدخال تعديلات على "مفهوم السياسة الخارجية" الروسية السابق٬ وأن المفهوم الجديد سيتم الإعلان عنه فور التوقيع عليه من قبل الرئيس فلاديمير بوتين.