بدأت تظهر بعض تداعيات فضيحة تدريب عناصر من القوات الخاصة والجيش الألماني لقوات أمن ليبية، وشهد البوندستاغ الأسبوع الماضي جلسة صاخبة في اللجنة الخاصة بمراقبة المخابرات، وطرح فيها تقييد عمل المخابرات الألمانية، لكن هذا الملف يثير حساسيات كبيرة ولاسيما في قلب المعركة ضد الإرهاب، وتزامن ذلك مع كشف معلومات عن رحلات سرية قامت بها المخابرات الأمريكية مستخدمة الأراضي الألمانية، دون علم أو ترخيص السلطات الألمانية لنقل معتقلين مصريين مشتبه بتورطهم في قضايا الإرهاب. بينما تحدث مسؤولون في الشرطة عن «اضطرار» رجال الشرطة للقيام بأعمال موازية بسبب ضعف رواتبهم، لكن لا أحد يجهر بالدفاع عن المهمة التي نفذت سرا وخارج القانون في ليبيا. أظهرت مداولات اللجنة البرلمانية في البوندستاغ الخاصة بمراقبة أجهزة المخابرات توجها لدى المشرعين الألمان لإحداث تغييرات قانونية تفرض المزيد من القيود على عمل أجهزة المخابرات وجعلها تحت مراقبة سلطة البرلمان. وهو اتجاه كان يدعو إليه فقط حزب الليبراليين الديمقراطيين المعارض وانضم اليه الآن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الحاكم، وتأكد ذلك حلال جلسة لجنة المراقبة البرلمانية التي التأمت الأسبوع الماضي لمتابعة ملف تدريب عناصر من قوات ألمانية خاصة لقوات أمن ليبية بعيدا عن أعين السلطات السياسية الألمانية. وما يضفي أهمية خاصة على هذا الملف كونه يتزامن مع انتقادات لأجهزة المخابرات الألمانية لإخفائها معلومات عن المشرعين تتعلق بالحرب على الإرهاب. وتزامن ذلك مع نشر معلومات استنادا إلى اللجنة البرلمانية لمراقبة المخابرات، وتتعلق باستخدام المخابرات الأمريكية للأرضي الألمانية في نقل عناصر مشتبه في تورطهم في قضايا الإرهاب ويتعلق الأمر بثلاثة مصريين عبر رحلات جوية سرية أعوام 2001 و2003 و2004، ولم يتم إخبار الجهات الأمنية الألمانية إلا بعد سنوات، إذ قامت المخابرات الأمريكية برحلاتها السرية ونقل معتقليها عبر مطارات تابعة لقواعدها العسكرية في ألمانيا، دون ترخيص من السلطات الألمانية خلافا لما ينص عليه القانون، وكان قد تم نقل معتقلين مصريين من ستوكهولم إلى القاهرة، عبر مطار تابع لقاعدة أمريكية. وفي سياق مداولات لجنة البوندستاغ الخاصة بمراقبة المخابرات ودفاع بعض النواب عن فكرة تقييد عمل المخابرات استدلوا بالصلاحيات التي يتمتع بها زملاؤهم في الكونغرس بالأمريكي، الذين بإمكانهم نشر ملفات في حال اعتقادهم بضرورتها، وبالمقابل فإن أجهزة المخابرات الأمريكية لديها إمكانيا ضخمة وتتوفر على ميزانيات تقدر ب45 مليار دولار. لكن هذه الدرجة ما تزال بعيدة في ألمانيا لأن سياسييها يعتقدون أنه يتعين ترك مجال واسع من السرية لعمل المخابرات كي يمكنها الأخذ والرد مع نظيراتها الأجنبية، وبالتالي لا يتعين أن تكون يديها مغلولة بسلطة نشر أي ملف في الصحافة. وما يزال طريق إصلاح قانون مراقبة المخابرات غير معبد طالما أن شريكي الحكم الحزبان المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي لم يتفقا على تصور موحد لكيفية إصلاح القانون. ساعات إضافية يجري هذا بينما تؤكد أجهزة المخابرات الألمانية وخاصة جهاز «بي إن دي» الاتحادي للاستخبارات الخارجية عدم علمها بقضية تدريب عناصر من القوات الخاصة الألمانية لقوات أمن ليبية، بشكل سري وغير قانوني، فيما ظهرت معلومات تفيد بعلم بعض أجهزة الجيش بالموضوع. ولم تظهر التحقيقات القضائية والأمنية بعد نتائج حاسمة في هذا الملف سوى تأكيد العناصر الذين سافروا إلى ليبيا أنهم لم يفشوا أي أسرار مهنية وهي من بين أهم المسائل التي ركز عليها المحققون، لكن من بين أولى التداعيات ردود الفعل التي صدرت عن نقابة الشرطة، إذ أن كونراد فرايبيرغ أكد أن رجال الشرطة باتوا يعتمدون بشكل ملحوظ على العمل الموازي لعملهم الرسمي أي في أوقات الإجازات والراحة. وصرح رئيس نقابة الشرطة في مقابلة مع صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» بأن هذا التوجه مرده الى تراجع رواتب رجال الشرطة بنسب تتراوح بين 10 الى 20 في المائة حسب الولايات التي يعملون بها. ففي ولاية بافاريا التي تعتبر أغنى الولايات الألمانية يعمل رجل شرطة من أصل ستة خارج وقت الدوام الرسمي، في أعمالا خاصة موازية، وفي كولونيا يمارس 10 في المائة من رجال الشرطة أعمال موازية ونسب النسبة تقريبا في هامبورغ بينما النسبة في برلين هي 5 في المائة. ومن أهم الأعمال الموازية التي يمارسها رجال الشرطة الألمان تدريبات رياضية وحراسة المنازل والأماكن الخاصة ومؤسسات. ويعتقد الخبراء أن هذه الأعمال الخاصة لاشك في أنها تشكل مصادر لتنازع المصالح الشخصية مع وظيفة الشرطي وخدمته للمصلحة العامة، ولذلك فإن بعض الأعمال تعتبر ممنوعة أن يقوم بها رجال الشرطة بشكل مواز لعملهم، من ضمنها أعمال سائق تاكسي أو حراسة النوادي الليلية. ورغم الانتقادات الحادة التي وجهت لعناصر الأمن الألماني الذين دربوا سرا قوات ليبية، بواسطة شركة خاصة، وجنوا ملايين اليوروهات، فإن فكرة القيام بتلك المهمات سرا وبشكل غير قانوني تلقى الرفض، وقد قال رئيس مكتب التحقيقات الجنائية الفيدرالي يورغ تسياركا إن فكرة التدريبات مقبولة فقط عندما تكون في إطار قانوني وشرعي، على غرار ما تقوم به قوات ألمانية في الصين، واعتبرها مهمة تؤدي هدفا نبيلا وهو المساعدة على تحقيق إصلاحات ديمقراطية، وهو ما يتعارض برأي تسياركا مع المهمة التي قامت بها عشرات من عناصر الأمن الألمان في ليبيا. عودة برلسكوني رغم «التهنئة الحارة» التي تلقاها سيلفيو برلسكوني بعد فوزه في الانتخابات الإيطالية، من المستشارة أنجيلا ميركل، عبر محادثة هاتفية، أكدت له فيها أنها ستجد فيه شريكا مهما في سياستها الأوروبية، وينظر الخبراء الألمان لفوز برلسكوني كتعبير عن توجهات الناخبين الإيطاليين ورغبتهم في التغيير. لكن ورغم هذه الحرارة التي تلقت بها برلين عودة برلسكوني، فإن بعض الأوساط الألمانية والأوروبية لا تخفي مرارتها، وقد عبر عنها معلق صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» بقوله: «إنها خيبة أمل، فهاهو الرجل المتعجرف المشهور بلهجته الفضة يعود مرة أخرى لسدة الحكم». فقد أعربت أوساط الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في حكومة ميركل، وكذلك حزب الخضر عن قلقها إزاء تبعات فوز برلسكوني . وحذر مارتن شولتز، عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، من عودة برلسكوني وهيمنة «مركزية السلطة» لدى برلسكوني الذي يمسك بيده قوة الثروة وسلطة الاعلام. وكان شولتز إبان حكم برلسكوني في الفترة السابقة قد تعرض لهجوم عنيف من طرف برلسكوني ووصفه عام 2003 ب»الكابو» في إشارة رمزية مسيئة له تذكره بأيام الإبادة النازية التي تعرض لها اليهود في عهد هتلر. ولم يكن السياسي الألماني وحده من اشتبك مع برلسكوني، بل هنالك لائحة طويلة من السياسيين الأوروبيين. واعتبر يورغن تريتن، نائب رئيس كتلة حزب الخضر، أنه يعتقد أن الوضع سيصبح أصعب في السياسة الأوروبية مع برلسكوني الذي يضع أجندته الداخلية كأولوية على حساب أوروبا. بيد أن برلسكوني سعى خلال حملته الانتخابية إلى تبديد النظرة السلبية السائدة عنه لدى عدد من الأوساط الأوروبية، بقوله: «إنني رجل مختلف تماما عن برلسكوني رئيس الحكومة الأسبق عام 2001». ألمانيا وانتقاد إسرائيل بمناسبة منحه جائزة «شتيفان هيم» الأدبية الألمانية في مدينة كيمنتيس بولاية سكسونيا، حث الكاتب الإسرائيلي المرموق عاموس عوز الحكومة الألمانية والشعب الألماني على عدم التردد في توجيه الانتقادات للسياسة الإسرائيلية. لكن الكاتب الإسرائيلي، دعا ألمانيا إلى دعم حق إسرائيل في الوجود بكل ما أوتيت من قوة. وقال الكاتب الإسرائيلي: «إنني لا أتفق مع سياسة الحكومة الإسرائيلية منذ عدة سنوات وأرى أن على بلادي أن تتصرف كدولة ناضجة بعد مرور ستين عاما على تأسيسها». وشبه عوز نفسه بالكاتب الألماني هيم(1913 -2001) الذي تحمل الجائزة التي نالها اسمه، ووصفه بالكاتب المتمرد، ونشر عوز عشرات الأعمال الأدبية والفكرية، وترجم عددا منها إلى الألمانية وحصل عام 1992 على جائزة « السلام» التي تمنحها دور النشر والمكتبات الألمانية. ويعد عوز من مؤسسي حركة السلام الإسرائيلية بعد مشاركته في حرب 1967 ويؤيد حل إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل من أجل إنهاء النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. طلة ميركل أثار ظهور المستشارة أنجيلا ميركل بلباس كلاسيكي أسود يظهر مفاتن صدرها عارية ردة فعل واستغراب في الصحافة الألمانية، والتي يبدو أنها اعتادت على ظهور المستشارة بلباس محتشم، وكانت ميركل قد ظهرت في حفل افتتاح الأوبرا الوطنية في أوسلو عاصمة النرويج وهي ترتدي لباسا يظهر الجزء الأعلى من صدرها وكتفيها، وقالت صحيفة «بيلد» الشعبية إن «ميركل لم يسبق لها أبدا أن ظهرت بلباس يكشف هذا الجزء من جسمها»، وقالت صحيفة «تاغس شبيغل»: «لقد أظهرت ميركل أكثر من أي وقت مضى أنوثتها بشكل بارز». وكشفت صحيفة «دي فلت» أن مصممة البذلة التي ارتدتها ميركل وظهرت بها في حفلة أوسلو هي المصممة البرلينية فوم غريشايم. وتعتبر الأوبرا من الأعمال الفنية التي تعجب المستشارة ميركل، وكانت حضرت حفل افتتاح أوبرا أوسلو إلى جانب أفراد العائلة المالكة في النرويج، ويبدو أن ميركل أعربت بدورها عن استغرابها لرد فعل الصحافة الألمانية، كما أكد ذلك المتحدث باسمها في برلين توماس شتيغ، مضيفا أن المستشارة ستواصل اختيار لباسها وفق ذوقها الخاص ووفق ما تمليه عليها ميولها والمناسبات. هيلموت كول يتزوج مرة ثانية وهو في 78 لم تمنع الشيخوخة وحالة المرض التي يعاني منها المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول، وظروف نقله إلى المستشفى بعد الغيبوبة التي تعرض لها في الأسابيع الأخيرة، من أن يتزوج من صديقته مايكا ريشتر (43 عاما)، وذلك بعد سبع سنوات من فقدانه زوجته السابقة هانلور التي توفيت منتحرة. ورغم وجود كول في المصحة، فهو يستعد، كما أكد متحدث باسم مكتبه في برلين لصحيفة « بيلد» الشعبية، يستعد لإتمام مراسيم زيجته قريبا جدا، من مايكا التي تعرف عليها منذ أربع سنوات، وهي خبيرة اقتصادية بوزارة الاقتصاد، وفي الأربعينات من عمرها ويكبرها ب45 عاما، وساعدته في إعداد مذكراته وترافقه منذ فترة في عدد من رحلاته. ويذكر أن كول من زعماء حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي (حزب المستشارة الحالية أنجيلا ميركل) يعتبر من الشخصيات السياسية التاريخية في ألمانيا وهو أب الوحدة الألمانية.