ما لا يقل عن 30 من وحدات النخبة الأمنية أو القوات الخاصة المعروفة باسم «جي اس ج- 9» تولوا عمليات تدريب خارج القانون وبشكل سري، لعناصر قوات أمن خاصة ليبية، وجرى جزء أساسي من عمليات التدريب في ليبيا حيث سافر إليها هؤلاء دون علم المؤسسات التي يعملون بها، مما يعد مخالفة خطيرة لنظمها الداخلية. كشفت مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن فضيحة أمنية في ألمانيا تتعلق بقيام وحدة من القوات الخاصة الألمانية بعمليات تدريب سرية وخارج القانون لوحدات من الأمن الخاص الليبي، وبدأت تحقيقات في أجهزة الأمن الخاصة وأيضا الجيش الألمانيين بصدد هذه الفضيحة التي وصفها وزير الداخلية في ولاية رينانيا فستفاليا انغو فولف بأنها « أمر غير مقبول تماما»، ووصف مسؤولون في وزارتي الدفاع والداخلية الاتحاديتين بأنه «كابوس». وحسب تقرير المجلة المرموقة والمعروفة بكشفها معلومات غاية في السرية ، فإن ما لا يقل عن 30 من وحدات النخبة الأمنية أو القوات الخاصة المعروفة باسم «جي اس ج- 9» تولوا عمليات تدريب خارج القانون وبشكل سري، لعناصر قوات أمن خاصة ليبية، وجرى جزء أساسي من عمليات التدريب في ليبيا حيث سافر إليها هؤلاء دون علم المؤسسات التي يعملون بها، مما يعد مخالفة خطيرة لنظمها الداخلية، لاسيما أن جهاز القوات الخاصة «جي اس ج- 9» هو جهاز مكلف بمكافحة الإرهاب ويعد من أكثر الأجهزة الأمنية احترافية ويحاط عمله بكثير من السرية، ويشكل ما قامت به عناصره فضيحة. وحسب الادعاء في ولاية رينانيا فستفاليا التي يشتبه على الأقل في 8 من عناصر قواتها الخاصة، فإن التحقيقات التي أوكلت لمحققين أمنيين لم تنته، وتواجهها صعوبات في إثبات معلومات من الجانب الليبي. بيد أن مكتب التحقيقات الجنائية الاتحادي (بي كا آ) أكد أنه كانت لديه معلومات قبل 10 أشهر تفيد بتنقل موظفين من أجهزة أمن ألمانية إلى ليبيا. واعترف متحدث باسم وزيرة الدفاع الألمانية بوجود بعض العناصر الذين خرجوا من ألمانيا تحت حجة إجازات عطل، ويجري التحقق من تدريبهم لعناصر ليبييين. واستنادا إلى ذات المصادر فإن ما لا يقل عن 30 من عناصر القوات الخاصة متورطون في العملية التي يكون عناصر أجهزة أخرى من الشرطة والجيش متواطئون أو ضالعون فيها، نظرا لما تتطلبه مثل هذه العمليات الحساسة من تغطيات. وتفيد المعلومات أن شركة أمن خاصة في ولاية رينانيا فستفاليا تتولى عمليات تدريب الكومندوس، قد تكون ضالعة في العملية، حيث استأجرت عناصر من القوات الخاصة ورتبت سفرهم إلى ليبيا لتنفيذ مهمات تدريب قوات أمن ليبية خاصة، مقابل تعويضات تقدر قيمتها بمئات آلاف اليوروهات للفرد. ولا تتوقف معطيات الفضيحة لدى المؤسسات الألمانية عند خرق نظم داخلية لأجهزة أمن حساسة، وهي مسألة يعترف مسؤولون في وزارتي الداخلية والدفاع بأنها بمثابة كابوس، بل للملف تداعياته لدى عدد من المؤسسات في الحكومة والمعارضة وهيئات حقوق الإنسان، إذ تصنف ليبيا من قبل منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الألمانية على لائحة الدول المنتهكة لحقوق الإنسان على نطاق واسع، ويشكل تدريب قوات الأمن الخاصة الليبية فضيحة سياسية، وهو ما سيجلب كثيرا من المتاعب على حكومة المستشارة أنجيلا ميركل. «جي اس ج- 9» قوات النخبة الأكثر احترافية يعتبر جهاز قوات النخبة الأمنية «جي اس ج- 9» أكثر الأجهزة الأمنية احترافية، وجرى تشكيله إثر فشل قوات الأمن الألمانية في إحباط عملية اختطاف رهائن خلال الألعاب الأولمبية عام 1972 في ميونيخ، والتي قتل فيها 12 لاعبا أولمبيا إسرائيليا. ومنذ تأسيس هذا الجهاز عام 1973 أوكلت إلى هذا الجهاز عمليات التدخل الأكثر خطورة مثل الوقاية من العمليات الإرهابية أو حماية أكثر الشخصيات أهمية ، مثلا كان لها دور العام الماضي في حماية الرئيس جورج بوش خلال وجوده في قمة الدول الصناعية الثماني في هيلييغين دام شمال ألمانيا، كما تتولى مهمات التدخل ضد العمليات الإرهابية الخطيرة وكانت آخرها في سبتمبر الماضي وهي قيام وحدة من هذه القوات باعتقال عناصر إرهابية في جنوبألمانيا كانت تخطط لعمليات تفجيرات على مقربة من مطار فرانكفورت، وجرى اعتقالهم في مخزن المواد المتفجرة. وتتألف القوات الخاصة من وحدات احترافية متخصصة في عمليات مثل التدخل الأمني عبر البر وتحرير الرهائن والتفاوض والسيطرة على المواقع الاستراتيجية، كما لديها وحدات بحرية متخصصة في عمليات مكافحة الإرهاب التي تجري في البحار، وكذلك حماية السفن. ولديها أيضا وحدات من المظليين المتخصصة في التدخلات عبر الجو ومواجهة عمليات اختطاف الطائرات.