تعرف المانيا جدلا سياسيا حادا بعد ان تم الكشف عن ان أكثر من ثلاثين جندي ورجل شرطة سابقين، وبعضهم أثناء الخدمة، من ألمانيا قاموا أو يقومون بتدريب جهاز الاستخبارات في ليبيا. وقد قاموا بذلك من أنفسهم دون علم من رؤسائهم. ويشكك سياسيون في البرلمان الألماني في أن السلطات ليس لها علم فعلاً بهذا الأمر. ومن المعتقد أن رواتب هؤلاء الخبراء الألمان وصلت إلى 5000 يورو في الأسبوع. وان مجموع ما قد تكون حكومة ليبيا قد دفعته للألمان أكثر من مليون ونصف يورو. وقد اقتصر التدريبت على إطلاق النار والدفاع عن النفس، بالإضافة إلى مداهمة السفن والسيطرة على المشتبه بهم. ويقول منتقدو برلين ان التدريبات جرت في 2005 و 2006 حين كانت ليبيا على قائمة الدول المتهمة بدعم ما يوصف غربيا بالإرهاب. وحتى الان ليس من الواضح كم كان عدد رجال الشرطة الذين شاركوا في تلك التدريبات. وهناك دعوة قضائية مرفوعة للنيابة العامة بحق واحد منهم، واتخذت إجراءات داخلية بحق آخرين، من المرجح أن يزيد عددهم على الثلاثين. وهؤلاء العناصر كانوا أعضاء في وحدة النخبة التابعة للشرطة الألمانية المتخصصة في العمليات المضادة للإرهاب. وتبين ان الأفراد الذين كانوا في الخدمة الفعلية كانوا يتقدمون بطلبات إجازة من أجل التدريب. وحتى أن احدهم أقام مدة ستة أشهر متواصلة في طرابلس. وقد قام بتنظيم العملية كلها رجل شرطة سابق يبلغ من العمر 48 سنة. وقد تم طرد هؤلاء العناصر من الوحدة الخاصة. والقضية التي تنتظرهم هي إفشاء أسرار الدولة. وليس من الواضح بعد إلى أي مدى كانت الحكومة الألمانية على علم بهذا الأمر أو أنها هي من قامت بتنظيم ذلك، فقد أنكرت الحكومة تهمة تورطها. وأوردت الصحف الألمانية في عطلة الأسبوع الماضي أقوالاً من مصادر حكومية مختلفة تسلط الضوء على هذه القضية. ويعتقد أن السفارة الألمانية في طرابلس كانت على علم بما يحدث على اقل تقدير. ولقد ورد أيضاً اسم المستشار الألماني السابق، جيرهارد شرويدر. وتقول أغلب الصحف الألمانية أنه عقد اتفاقية سرية مع القذافي عام .2004 وقد تكون تلك التدريبات ردا للجميل وتعبيرا عن التقدير للدور الذي لعبته ليبيا في تحرير عدد من الألمان الذين تم اختطافهم من قبل حركة أبو سياف في الفليببين عام .2000 واعتبر شرويدر هذه التهمة هراء، وعين محاميا لمتابعة القضية. من الجدير بالذكر أيضاً أن وزير الدفاع الألماني كان في كل الأحوال على علم بهذه النشاطات عام .2006 وعندها تم عزل صف ضابط برتبة رقيب أول، كان أحد مرافقي القائد الأعلى للقوات المسلحة الألمانية، من وظيفته بعد أن تم الكشف داخليا عن تورطه في التدريبات،. وقد يكون هذا الشخص هو الذي قام بتدريب مرافقي العقيد القذافي.