واشنطن ترفض توقيف نتانياهو وغالانت    وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية اثناء مهمة تدريب    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    اعتقال موظفين ومسيري شركات للاشتباه في تورطهم بشبكة إجرامية لتزوير وثائق تسجيل سيارات مهربة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    بورصة البيضاء تنهي التداولات ب "انخفاض"    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مطار الجزائر بعد انتقاده لنظام الكابرانات    رسميا.. اعتماد بطاقة الملاعب كبطاقة وحيدة لولوج الصحفيين والمصورين المهنيين للملاعب    الحكومة تُعزز حماية تراث المغرب وتَزيد استيراد الأبقار لتموين سوق اللحوم    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة أجهزة المخابرات في المنطقة العربية
هل أصبح جهاز الموساد تنظيم هواة يعيش في الماضي ؟
نشر في العلم يوم 01 - 03 - 2010

تم اغتيال القائد الفلسطيني في «حماس» محمود عبد الرؤوف محمد حسن والمعروف بإسم «محمود المبحوح» أحد مؤسسي الجناح العسكري للحركة في دولة الإمارات العربية المتحدة يوم 20 يناير 2010.
الروايات اختلفت حول أسلوب القتل، واحدة تفيد أنه وبعد أن تم شل حركته بصدمة كهربائية، خنق بواسطة قطعة قماش أو منشفته في الفندق الذي كان يبيت فيه.
صحيفة «ذي صانداي تايمز» البريطانية ذكرت في عددها الصادر يوم الأحد 31 يناير ان القتلة حقنوه بمخدر أدى الى إصابته بنوبة قلبية، وقاموا بتصوير جميع المستندات التي كانت موجودة في حقيبة يده وغادروا المكان بعد أن علقوا يافطة على باب الغرفة كتب عليها «الرجاء عدم الإزعاج».
مهما كان أسلوب القتل فإن التمويه كان محاولة لأن تجزم التحقيقات أن الرجل مات نتيجة أزمة صحية طبيعية.
وهذا ما كاد يقع، فيوم 20 يناير وبعد ساعات من اغتيال المبحوح أصدرت القيادة السياسية لحماس بيانا قالت فيه ان المبحوح توفي من مرض مفاجئ، بينما ذكرت كتائب القسام أن المبحوح توفى نتيجة لانتكاسة صحية يجري التحقيق لمعرفة أسبابها، وذلك حسبما أوردت العديد من مصادر الإعلام الدولية.
وكان العاملون في فندق البستان روتانا هم الذين اكتشفوا جثمان المبحوح (50 عاما)، ولم تظهر حينئذ أي علامات تثير الشكوك، وشخص الأطباء في دبي في تقرير أولي الوفاة على أنها نتيجة نوبة قلبية. غير أن أوساط الأمن في الإمارات وبعد تعرفها على شخصية ودور المبحوح عمقت أبحاثها وكشفت لها الصور التي التقطتها كاميرات الفيديو المنشورة في فندق البستان وغيره والمطارات حيث نزل وركب أشخاص حامت حولهم الشبهات أن هناك أمورا غير طبيعية.
وبعد مرور تسعة أيام وإرسال عينة من دم المبحوح إلى باريس لتحليلها ظهرت مؤشرات تدل على وقوع حادث تسمم».
بينما كانت المعطيات تكشف تدريجيا عن أبعاد عملية القتل ذكر طلال نصار أحد الناطقين بإسم حماس لصحيفة «ذي ناشونال» الإماراتية إن المبحوح لعب دورا رئيسيا في إمداد الفلسطينيين بالأسلحة والأموال بما في ذلك «أسلحة خاصة» لغزة.
غير أن مصادر استخباراتية في ألمانيا وفي قطر عربي رجحت أن الاغتيال تم للثأر وتصفية حسابات وجاء ربما كذلك في نطاق صفقات وتبادل مصالح وأهداف مع أجهزة دول أخرى، مذكرة أن جلب الأسلحة ليست عملية معقدة ولا تحتاج لشخص قيادي.
تل أبيب تعتبر المبحوح أحد المسئولين عن أسر ثم مقتل جنديين إسرائيليين يدعيان آفي سبورتاس وإيلان سعدون في غزة في عام 1989 عندما حاولت القوات الإسرائيلية تحريرهما بالقوة. ولترجيح هذه النظرية أفادت نفس مصادر الرصد أن أحد المشاركين الأساسيين في الهجوم الذي أسفر عن أسر الجنديين وإسمه عز الدين الشيخ خليل جرى اغتياله في دمشق عام 2004 في عملية جرى التستر عليها لأسباب تتعلق بمبررات أمنية. مصادر رصد ألمانية قدرت كذلك أن عملية قتل المبحوح تدخل في إطار رسالة تهديد أرادت حكومة نتنياهو إرسالها على ضوء تعثر مفاوضات تبادل الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط بأسرى فلسطينيين، والتي تتوسط فيها ألمانيا بواسطة جيرهارد كونراد أحد كبار المسئولين في جهاز مخابراتها.
وحسب مصادر أمنية في الإمارات العربية، فإن المبحوح كان تحت المراقبة منذ أن ركب طائرة خطوط «الإمارات» في دمشق الساعة العاشرة صباحا يوم 19 يناير. وذكر أنه لدى وصوله إلى دبي ظل متابعا من طرف رجلين وصفتهما الشرطة في دبي بأنهما «أوروبيان يحملان جوازي سفر أوروبيين». وكان المبحوح قد غادر غزة عام 1989 وانتقل إلى دمشق حيث يمتلك معملا للنسيج.
عمليات الموساد
لا يحتاج أحد لذكاء خارق ليتوقع عدم توجيه أصابع الاتهام ألى أكبر أنظمة المخابرات الإسرائيلية التي تجسدت بعد قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين في جهاز الموساد، والتي قامت خلال 62 سنة من تاريخ تأسيس إسرائيل في قلب الأمة العربية بآلاف عمليات الاغتيال والقتل لخصوم إسرائيل عبر كل مناطق العالم وأساسا في المنطقة العربية.
غالبية عمليات التصفية الجسدية التي قام بها جهاز الموساد وغيره من الأجهزة الإسرائيلية كانت ضد مواطني القطر الفلسطيني سواء من قادة مقاومة الاحتلال الاستيطاني أو الساسة الذين نجحوا في عدم السقوط في فخاخ الاستعمار الجديد، وكذلك العلماء العرب وخاصة من مصر والعراق في محاولة لمنع هذين القطرين من الوصول إلى بناء قدرة علمية وعسكرية قادرة على محو معادلة التفوق الإسرائيلي التي أتاحت لتل أبيب أن تكسب حروب 1948 و 1956 و 1967 بغض النظر عمن ساندها وشاركها في حروبها.
القضية الأساس ليست هي من هم المسئولون في تلك الحرب السرية الشرسة التي هي امتداد للحرب العلنية ليس بين مواطني بلاد بيت المقدس والغزاة الجدد، ولكن بين هؤلاء الغزاة وهذه الأمة التي تمتد بين الخليج العربي والمحيط الأطلسي، وإنما معرفة الثغرات والنواقص التي أتاحت للخصوم الوصول بسهولة نسبية إلى تحقيق أهدافهم لأنه بدون ذلك ستستمر النكسات وسيستمر خصوم العرب والمسلمين في كسب النقاط.
البعض قد يشمئز من استخدام معادلة تقوم على أساس النقاط عندما نتحدث عن شهداء وضحايا جرائم حرب ولكن لا يجب أن ننسى أننا لسنا في المدينة الفاضلة، نحن في غابة يأكل فيها القوي الضعيف ولو كنا مؤمنين بأن للتاريخ حتمياته. ولكن بما أننا قوم نعيش زمنا محددا علينا أن ندافع عن حقنا في المقاومة دون أن ننتظر نتيجة التطور الطبيعي للتاريخ. في كل المواجهات والحروب والصراعات تحسب الأوضاع على هذا الأساس، ومن يخرج في العملية الحسابية تلك عن لغة الأرقام في رسم تكتيكاته واستراتيجياته اللاحقة يقع في الخطأ الذي يريده له خصومه، وهو ما قد يقوده إلى خسارة جديدة.
قتل القادة
عمليات الاغتيال التي نفذها الموساد ضد الفلسطينيين وغيرهم من العرب وغير العرب كثيرة، ولكن العمليات التي عرفت تركيزا والاهتمام الأكبر من جانب وسائل الإعلام هي التي جرت خارج أرض الأطراف المستهدفة. وهكذا اغتيل الفنان والمثقف الفلسطيني الكبير وائل زعيتر في العاصمة الإيطالية في السابع عشر من أكتوبر عام 1972 وكان يومها ممثلا لمنظمة التحرير في روما لأنه تمكن متسلحا بثقافته الواسعة من أن ينسج عرى صداقة وطيدة مع البيرتو مورفيا ومع كل القوى التي تشكل الضمير الإنساني للشعب الإيطالي ومن وراءه شعوب كثيرة في أوروبا. وينطبق الأمر مع تباين بسيط على الروائي والمبدع غسان كنفاني، وعلى محمود الهمشري الذي اغتيل في باريس في الثامن من ديسمبر عام 1975، وعلى سعيد حمامي وعز الدين القلق، وكثيرون من زملائهم الذين رسموا في تلك الفترة المبكرة صورة وردية وجميلة للثورة الفلسطينية الناشئة في الأوساط المثقفة الغربية والتي كانت مستهدفة إسرائيليا وأمريكيا.
وقام جهاز الموساد باغتيال ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية في بيروت في العاشر من أبريل عام 1973، وهم كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار وذلك بهدف تحريك رمال لبنان تحت أقدام منظمة التحرير والدفع في اتجاه حرب أهلية لبنانية كانت في حقيقة الأمر تقف على الأبواب، حيث بدأت بحادثة عين الرمانة بعد نحو عام من هذه العملية واستمرت حتى مؤتمر الطائف في نهايات عقد ثمانينات القرن الماضي.
واستهدف الموساد علي حسن سلامة في أحد شوارع بيروت الغربية واغتاله بسيارة مفخخة في الثاني والعشرين من يناير عام 1979 لقطع كل قنوات الاتصال التي كان قد فتحها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1988 اغتالت إسرائيل خليل الوزير (أبو جهاد) بهدف ضرب معنويات الفلسطينيين وإخماد نيران الانتفاضة الأولى، انتفاضة عام 1987، لأنه كان قائدها الفعلي، وذلك في حين تم اغتيال صلاح خلف (أبو إياد) بعد نحو ثلاثة أعوام بدافع التخلص مما وصف غربيا بالخط المعتدل داخل منظمة التحرير.
كما أن «الموساد» ومن قبيل ردع الفلسطينيين وإخافتهم ظل يطارد كل أفراد تنظيم «أيلول الأسود» التابع لحركة فتح الذين شاركوا في الهجوم على الفريق الرياضي الإسرائيلي في مونديال ميونيخ عام 1972.
وقتل الموساد رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي سليم حسين العلي في 29 أغسطس 1987 بلندن لأنه أصبح في نظر الصهاينة أحد أخطر وسائل الدعاية المناهضة للمشروع الصهيوني على الصعيد الدولي، والذي تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين حيث له أربعون ألف رسم كاريكاتوري.
كشف الموساد
حتى 20 يناير 2010 مرت غالبية عمليات القتل التي قام بها الموساد في ظروف مثالية على أساس المنطق العسكري، حيث كان الغموض يلف هوية المنفذين وكانت تل أبيب تستطيع في غالبية الأحيان وبعد حين تقدره هي مناسبا، أن تقوم بالكشف عن قدرتها على ضرب الخصوم وتصفيتهم وتتباهى بتفوقها على الأعداء.
هذه المرة استطاعت الأجهزة الأمنية في الإمارات العربية المتحدة أن تبدل المعادلة بشكل غير مسبوق، ويقول محللون غربيون أنه لو عرفت هذه الأجهزة الهوية الحقيقية للمسافر القادم من دمشق يوم 19 يناير لكانت عملية الكشف عن مؤامرة الموساد أسرع ولربما نجا المبحوح.
الموساد رغم ما ذكر من أنه معني بأن تظهر مسؤوليته لا حقا عن الاغتيال وفي إطار بطولي فإنه وقع في خطأ سوء التقدير لردة الفعل والاهتمام والمتابعة التي ستحظى به هذه العملية وما سيتبعها من آثار وتفاعلات، فتمكن سلطات الأمن في الإمارات وعبر أحدث وسائل الرصد من تحديد مرتكبي القتل وأدق تفاصيل عملهم كانت صفعة لقدرات الموساد.
وهكذا ورغم مضي أكثر من شهر على اغتيال المبحوح، تبقى هذه القضية وتفاعلاتها تحتل الصدارة في وسائل الإعلام في سابقة تكاد تكون فريدة من نوعها لمثيلاتها من أحداث، حتى أنها حجبت التركيز على ملفات دولية ساخنة.
سوء التقدير هذا يظهر حقيقة الضعف الذي بدأ يزحف على جسد الموساد حيث أنه ربما في هذه القضية تعامل بسطحية وتصور أنها لن تحظى بأي اهتمام أو بال وربما اعتمد كذلك على نجاحه في اغتيال عماد مغنية في دمشق دون أن تحدث أي ردة فعل كذلك في حينه.
تمكن المحققين تحت إمرة قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم من استكمال وتحديد جل المتورطين في عملية الإغتيال والجوازات التي استخدموها وحتى البنوك والهواتف ومركز الاتصالات الذي نسق بينهم لم يضع الموساد وحكومة تل أبيب وحدهما في مأزق، بل كل الدول التي تحرك القتلة تحت غطاء جنسياتها.
كثير هي المحاولات التي قامت بها تل أبيب وأطراف حليفة للحد من توسع التحقيقات وترك الزمن يمحو القصة لتكون مثل سابقاتها سطورا في سجل قديم مهمل، غير أن الأمر لم يصبح كذلك حتى بعد شهر من عملية فندق البستان روتانا حيث أن هناك إصرار على المتابعة.
تهديد بوقف الاستثمارات
يوم الثلاثاء 23 فبراير 2010 كشفت مصادر دبلوماسية أن دبي هددت دولا أوروبية بوقف استثماراتها ومشاريعها إذا لم تتعاون معها بشكل جدي في التحقيق في اغتيال المبحوح وإذا لم تبق القضية على سلم أولوياتها.
ولتعزيز هذا الإنذار شددت دبي في بيان لها على ان «أمن دولة الإمارات العربية وسلامة كل من يقيم على أرضها سواء من مواطني الدولة أو المقيمين فيها وكذلك زوارها، يعتبر بمثابة خط أحمر لا يمكن المساس به أو تجاوزه بأي حال من الأحوال».
وشددت على أن دولة الإمارات لا تسمح على الإطلاق بامتهان سيادتها أو انتهاك حرمة أراضيها أو استغلال أي ركن من ربوعها كساحة لتصفية حسابات بين أية أطراف خارجية مهما كانت انتماءاتهم العرقية أو المذهبية أو الإيديولوجية.
وقال الفريق ضاحي خلفان تميم في تصريحات لصحيفة الإمارات أن «التعاون مع بريطانيا وفرنسا وايرلندا وألمانيا» التي يحمل أفراد المجموعة المتهمة بقتل المبحوح جوازات سفر منها «يسير على قدم وساق».
وأضاف «نقدم كل ما لدينا وننتظر إجابات واضحة من جانب الأطراف الأخرى». وتابع «لا نعمل وفق دليل واحد في هذه القضية لكن أدلتنا متعددة ومتنوعة ولا مفر منها وستجد الأطراف الأخرى نفسها محاصرة من كل النواحي».
وأضاف أن «الأسئلة وعلامات الاستفهام التي أثارتها شرطة دبي في هذه القضية لا يمكن تجاهل إجابتها من جانب الدول المعنية بالقضية». وأكد خلفان أن «تورط الموساد لم يعد قضية محلية بل هو قضية أمنية تمس الدول الأوروبية». وأكد أن على الشرطة الدولية أن تصدر أمرا باعتقال رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي مائير دغان.
من جانبه ذكر الإنتربول انه أصدر «إشعارات حمراء» ضد المشتبهين بسبب وجود أسباب توحي بأن المتورطين بالجريمة انتحلوا شخصيات أشخاص حقيقيين، وأوضح أن الإشعارات الحمراء تشير إلى أن الأسماء التي استخدمت كانت مستعارة لارتكاب الجريمة.
وكانت شرطة دبي قد زادت عدد المتورطين في عملية الاغتيال بعد فحص مزيد من تسجيلات الكاميرات، وبذلك ارتفع عدد المتهمين ممن حملوا جوازات سفر بريطانية أثناء دخولهم إلى دبي من ستة إلى 12 متهما، بينما زاد عدد من استخدموا جوازات سفر إيرلندية من ثلاثة إلى ستة متهمين، وكذلك ارتفع عدد مستخدمي جوازات السفر الفرنسية من بين أعضاء الشبكة من متهم واحد إلى أربعة متهمين، إضافة إلى جواز سفر واحد ألماني حمله المتهم بودنهايمر الذي كان يقيم في الكيان الصهيوني واختفى فجأة، وثلاث جوازات سفر استرالية حملها آدم كورمان و دانيال بروس ونيكول مكابي خلال دخولهما إلى الإمارة.
واوضحت شرطة دبي أن مهام الأشخاص الذين حملوا تلك الجوازات توزعت ما بين المساعدة في الأعمال المجهِزة والمسهلة للجريمة خلال فترات زمنية مختلفة قبل تنفيذ الجريمة وبين القيام بأدوار رئيسية في ارتكابها.
عصر جديد
التحقيقات كانت دقيقة جدا وذكرت صحيفة «الصندي تايمز» البريطانية نقلا عن مصدر إسرائيلي وصفته بواسع الاطلاع قوله «إن الفرق كانت على علم تام بشبكة الكاميرات في دبي، إلا أنها ذهلت من قدرة الشرطة في دبي على إعادة تركيب وتجميع كل هذه الصور لتروي الحكاية». وتوقعت الصحيفة ان «العقل المنظم ورئيس جهاز الموساد مئير داغان، قد يجد نفسه في النهاية ضحية الحرب السرية التي يشنها بنفسه»، مشيرة إلى انه قد يخسر منصبه بعد ما بدا أن العملية التي نفذت في دبي لم تكن محبوكة كما ينبغي وكما يصور الموساد نفسه للعالم، وللإسرائيليين.
في نفس الصحيفة كتب عوزي محنايمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقع في مقر الموساد والمعروف باسم «مدراشا» والواقع في ضواحي تل أبيب على قرار اغتيال المبحوح في دبي في يناير عندما كشفت مصادر التجسس أنه سيغادر العاصمة السورية.
وبعد ذلك بأيام، وفي التاسع عشر من يناير أقلعت رحلة رقم «إي كيه 912» من دمشق في الساعة العاشرة وخمس دقائق، وكما توقع الموساد كان المبحوح الذي يعرف أيضا باسم أبو العبد على متنها.
«وفيما كان المبحوح في الجو فوق دمشق وقف تحته على أحد الطرق عميل للموساد يراقب إقلاع الطائرة، وبعد تلقيه معلومات من مخبر في المطار بأن المبحوح، الذي كان يسافر باسم مستعار، قد ركب الطائرة فعلا أرسل رسالة باستخدام هاتف محمول نمساوي مدفوع الفاتورة مسبقا إلى الفرق في دبي بأن الهدف في الطريق».
«بعد وصول المبحوح إلى دبي وتسلمه أمتعته استقل سيارة أجرة لتنقله مسافة قصيرة إلى فندق البستان روتانا. كانت هناك سيدة أوروبية الملامح في أوائل الثلاثين من عمرها تنتظر في الخارج، شاهدته، فأرسلت رسالة إلى رئيس الفريق».
«تعمد المبحوح طلب النزول في غرفة من دون شرفة، لأسباب أمنية على ما يبدو، فيما حجز الموساد الغرفة المقابلة لغرفته رقم 230». غادر الفندق في ساعات المساء الأولى يتبعه اثنان من أفراد الفرقة، وبعد عودته تم قتله في غرفته وغادر منفذو العملية الفندق خلال عشر دقائق بينما توجه كل أعضاء المجموعة من مواقع إقامتهم المختلفة إلى المطار للسفر في اتجاهات مختلفة فقط اثنان منهم سافرا تلك الليلة إلى إيران.
الشكوك تبقى قوية بشأن مشاركة أجهزة استخبارات أخرى في العملية خاصة بعد أن كشفت التحريات عن أن البطاقات الائتمانية التي استخدمها 14 متهما لحجز غرف الفنادق وبطاقات السفر صدرت من بنك «ميتا بنك» ومقره الولايات المتحدة الأمريكية.
ولم تستبعد شرطة دبي إمكانية زيادة عدد المتهمين في المستقبل القريب مع مواصلة أجهزة الأمن للتحقيقات والتحريات، وقالت إن كافة الأسماء المعلن عنها تقع تحت طائلة القانون في ضوء ما أظهرته التحقيقات من تورطهم في مقتل المبحوح، وذلك على اختلاف أدوارهم وإسهاماتهم سواء ضمن فريق الرصد من بين المتهمين الذي تولى مراقبة تحركات المبحوح، أو التمهيد لعملية القتل أو الضلوع في تنفيذ الجريمة والمشاركة في فعل القتل ذاته.
وأظهرت التحقيقات أن أفراد المجموعة وعددهم 26 شخصا وصلوا إلى دبي بالطائرات من ستة مدن أوروبية هي: زيورخ، وروما، وباريس، وفرانكفورت، وميلان ودوسلدورف إضافة إلى مدينة هونغ كونغ.
وقد غادر 24 منهم برحلات جوية بعد عملية القتل خلال ساعات إلى عدد من المدن المتفرقة حول العالم هي: هونغ كونغ وزيورخ والدوحة وبانكوك عبر هونك كونغ وروما وفرانكفورت، وجوهانسبرغ ومنها إلى أمستردام.
شرطة الامارات ذكرت إن اثنين هما نيكول ساندرا مكابي، وآدم ماركوس كورمان غادرا على غير ما فعله بقية أفراد المجموعة على متن سفينة من دبي إلى إيران، وهو ما يعني أنها كانا يتوفران على تأشيرات.
يذكر أن شرطة دبي كانت قد قدمت خلال مؤتمر صحافي حضره ممثلو وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المحلية والعربية والعالمية شريطا مصورا أظهر كافة تحركات المتهمين الذين شملتهم القائمة الأولى منذ لحظة وصولهم إلى مطار دبي الدولي حتى مغادرتهم البلاد، بالإضافة إلى عرض كامل حول ملابسات الجريمة ونتائج التحقيقات وتسجيلات كاميرات المراقبة الأمنية المنتشرة في مواقع مختلفة في دبي، بما في ذلك الفندق الذي جرت فيه وقائع الجريمة التي لم يستغرق الجناة أكثر من 20 دقيقة لتنفيذها.
مركز قيادة في فيينا
يوم الخميس 18 فبراير انفجرت قضية أخرى كانت قد أثبتتها شرطة دبي، ولكن هذه المرة جاء التأكيد من عاصمة النمسا.
فقد أفادت عدة صحف في فيينا أن عملية الاغتيال أديرت من العاصمة النمساوية، وأن القتلة قد استخدموا شبكة هاتف شركة «تي موبايل» النمساوية لهذا الغرض، عبر شرائح هواتف نقالة لا تتطلب تسجيل بيانات حامليها. وقد شرعت السلطات الأمنية النمساوية في التحقيق في القضية، طبقا لما أفصحت عنه وزارة الداخلية. وطبقا لصحيفة «كرونن تسايتونغ» الأوسع انتشارا في البلاد فإن المنفذين «لم يتحادثوا في ما بينهم مطلقا بل تبادلوا المعلومات عبر مركز قيادة في فيبنا لديه رقم هاتف محلي.
الملفت للإنتباه أن الدول التي استخدم المنفذون جوازات سفرها وبعد أن رددت لفترة أنها مزورة أو مسروقة اضطرت لاحقا لأن تقر رسميا أن الجوازات التي استخدمها أعضاء المجموعة سليمة، لكنها صدرت عن طريق الاحتيال.
في حين خففت حركة حماس من انتقادها لبعض تصريحات شرطة دبي عن تورط عناصر منها في العملية. وكان خلفان قد صرح لصحيفة «الاتحاد» الإماراتية يوم الأحد 21 فبراير، أن «المعلومات عن موعد تنقلات ووصول المبحوح إلى دبي وصلت إلى فريق القتل من قبل شخص في الدائرة الضيقة المقربة جدا من المبحوح»، ورأى أن هذا الشخص هو «العنصر القاتل»، مطالبا حركة حماس «بإجراء تحقيق داخلي حول الشخص الذي سرب المعلومات عن تنقلات المبحوح بهذه الدقة إلى الفريق الذي قتله». وكان تميم قد أعلن في تصريحات سابقة أن شرطة دبي تتحفظ على فلسطينيين في القضية.
القيادي في حماس صلاح البردويل قال، إن إشاعة مسؤولية عناصر من حماس في اغتيال المبحوح لا صحة لها. ولكن الحركة اعترفت بكثير من الثغرات الأمنية في قضية المبحوح، مثل الاتصال الهاتفي الذي أجراه المبحوح مع والداته وعائلته وإبلاغهم بتفاصيل وموعد سفره إلى دبي، ومكان الفندق الذي سينزل فيه، إضافة إلى أن حجزه تذاكر الطائرة وغرفته في الفندق تم عبر الإنترنت، وقال البردويل: «هذه ثغرات لا تعني أن هناك اختراقا أمنيا داخل حماس».
وتتنافى هذه التصريحات مع ما سبق وأعلنته الحركة من أن المبحوح كان يتنقل بخفاء وحذر تحسبا من الملاحقة والاغتيال.
وكانت صحيفة «صنداي اكسبريس» البريطانية قد كشفت يوم الاثنين 21 فبراير نقلا عن المخابرات البريطانية ومصادر في غزة أن المبحوح تعرض لأربع محاولات اغتيال سابقة واحدة في بيروت وثلاثة في دمشق حيث يقيم مع زوجته وأبنائه الأربعة، وأنه كثف من عمليات تضليل خصومه وأن ما ذكر عن الثغرات التي تسبب هو فيها غير منطقية.
جاسوس من الداخل
في نطاق الحرب الإعلامية ولخلط أوراق اغتيال المبحوح ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم الأربعاء 24 فبراير إن مصعب نجل القيادي في حماس والمعتقل حاليا لدى إسرائيل حسن يوسف، عمل لصالح المخابرات الإسرائيلية على مدار عقد كامل وإنه كشف وأحبط العديد من العمليات التي خططت حماس لتنفيذها، وأعلنت الصحيفة أنها ستنشر مقابلة معه على أثر إصدار سيرته الذاتية في الولايات المتحدة تحت عنوان «ابن حماس» وذلك بعد أن كان قد لجأ إليها سنة 2007 واعتنق المسيحية.
وأضافت صحيفة «هآرتس» أن مصعب كان يزود جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت» بمعلومات ساهمت في القيام بعدة اعتقالات ووقف هجمات، وأن معلوماته أدت إلى اعتقال إبراهيم حميد وهو قائد عسكري لحماس في الضفة الغربية ومروان البرغوثي الذي كان أمين سر حركة فتح، وعبد الله البرغوثي وهو قائد عسكري من حماس تحمله إسرائيل مسئولية هجمات بالمتفجرات».
حركة «حماس» اعتبرت ما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصعب، مجرد مكيدة ومحاولة لتشويه صورة الحركة وقيادتها.
لكن في نفس اليوم وعن طريق محاميه قال الشيخ حسن يوسف أن ابنه مصعب لم يكن في يوم من الأيام عضوا فاعلا في صفوف الحركة أو في أي من أجنحة الحركة العسكرية أو السياسية أو الدعوية أو غيرها. وأضاف أنه منذ عام 1996 وحين كان مصعب يبلغ من العمر 17 عاما تعرض لعملية ابتزاز وضغوط من المخابرات الإسرائيلية وعندما انكشف أمره منذ ذاك التاريخ تم تحذير أبناء الحركة منه وكان تحت رقابة والده والحركة.
تهديد لكل دول الخليج العربي
ملاحظون غربيون وخاصة في ألمانيا أشاروا أن الإمارات العربية ومعها السعودية وأقطار أخرى في الخليج العربي مهتمة كثيرا بنتائج التحقيق الجاري في دبي خاصة بعد أن تبين أن عددا من أفراد خلية الاغتيال سبق أن دخلوا إلى دبي نهاية عام 2009، في حين أن آخرين زاروا دولا خليجية مجاورة قبل ذلك بأشهر، في ما يعتقد أنها زيارات تهدف لجمع المعلومات والتخطيط ورسم الخرائط. وبمعنى آخر فإن الموساد ومن يتعاون معه ربما قام بالمشاركة في عمليات قتل وتصفية مختلفة وقعت في دول المنطقة وعللت بأزمات صحية أو حوادث عابرة. زيادة على ذلك تبين ان اثنين من المتهمين من طرف الإمارات استخدما جوازات دبلوماسية وترددا على عدة دول خليجية وكذلك عربية في أفريقيا.
السؤال المطروح الآن هو هل ستتحول المعركة الدائرة حاليا حول عملية فندق البستان إلى ضربة لعلاقات إسرائيل مع العديد من دول العالم وخاصة الأوروبية، وأداة لبتر بعض أذرع أخطبوط الأجهزة الأمنية الصهيونية ؟. وهل سينجح العرب في تحسين قدراتهم الأمنية لمواجهة الموساد والأجهزة المشابهة المعادية في مجمل عملياتها ؟.
في الكيان الصهيوني هناك انقسام في تقدير المستقبل. الاتجاه الغالب هو القول بأن الضجة الدولية سوف تخفت بسرعة اعتمادا على قاعدة «القبول الصامت» بفعل الموساد ضد حماس. غير أن هناك من يشدد على أن الخسارة كانت أكبر بكثير من الإنجاز. وفي الخلاصة يقول البعض بأن الإنجاز الإسرائيلي كان تكتيكيا، لكن الإخفاق فعليا كان استراتيجيا. وذهب معلقون للقول بأن أداء «موساد» الفعلي كما تبدى بالصوت والصورة، كان أقرب إلى فعل الهواة منه إلى فعل المحترفين
وبينما قال داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي يوم السبت 20 فبراير انه لا يتوقع أزمة دبلوماسية مع أوروبا بسبب الاغتيال، أضاف أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا دول لها مصالح مشتركة مع إسرائيل في محاربة الإرهاب.
الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس لم يذكر في خطاب ألقاه يوم الجمعة 19 فبراير شيئا عن عملية دبي لكنه شدد على أهمية التعاون بين الأجهزة الأمنية فيما وصفه بجهود «وقف الإرهاب». وقال بيريس «العلاقات السرية بين المنظمات الأمنية أكثر انفتاحا وأكبر مغزى من العلاقات الدبلوماسية».
وقال ميشكا بن دافيد وهو من ضباط الموساد الميدانيين السابقين أن أعضاء فريق الاغتيال الذين نشرت دبي صورهم وبعضهم له لحية ويضع نظارات شمسية من الممكن أن يعودوا بسهولة إلى العمل الميداني بعد تغيير أشكالهم.
عهد بكامله قد انتهى
وكتب الصحفي الإسرائيلي نحاميا شتاسلر في «هآرتس» عن الموساد أنه «تنظيم هواة يعيش في الماضي». وأشار إلى أن «مخططي العملية لم يأخذوا بالحسبان أن التكنولوجيا طارت إلى الأمام في السنوات الأخيرة»، وأن العالم تحول إلى دائرة رقمية.
وكتب معلق أمني آخر في «هآرتس» هو يوسي ميلمان أن «الأمر مسألة وقت وأموال إلى أن تتمكن بيروت ودمشق وعمان من نصب شارات ممنوع الدخول للنشاط السري على أراضيها. فعندما تتحول هذه إلى «مدن ذكية»، أي عندما تنشر تكنولوجيا متقدمة وتنشر شبكات من كاميرات الأمان، فإن ما هو متوفر اليوم لن يبقى كذلك.
ويضيف ميلمان: إذا كان رجال الاستخبارات الإسرائيليين، خصوصا موساد، لم يتعذر عليهم في الأربعين عاما الأخيرة التغلغل في عواصم العرب، فإن عهدا بكامله قد انتهى فعليا أو على وشك الانتهاء».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.