آخر صيحة غربية تضاف إلى المزيد مما سبقها من غرائب حول أصول العقيد الليبي معمر القذافي،، فمن بعد رواية نسب الزعيم الليبي إلى أم ممرضة إيطالية يهودية وما إلى ذلك من شائعات، خرجت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية الأحد بحكاية قد تكون أقرب إلى النكتة الساخرة من كونها قصة حقيقية. والقصة "الحكاية" الجديدة التي كانت لمحت لها مصادر صحفية فرنسية وتلقفتها مواقع ليبية تنطق باسم المعارضة في الخارج تقول أن العقيد القذافي "ابن لبطل تاريخي فرنسي"، مثل هذه الحكاية كان أول من ابتسم لها بسخرية الزعيم الليبي نفسه. تسريب الحكاية يأتي بعد الزيارة التاريخية التي قام بها لخمسة أيام العقيد القذافي إلى باريس حيث نصب خيمته البدوية الشهيرة قبالة قصر الأليزيه، وتقول تفاصيل الرواية أن العقيد معمر بو منيار القذافي قد يكون ابن لطيار فرنسي قتل في الحرب العالمية الثانية حين أقطت طائرته فوق روسيا العام 1943. وتضيف الحكاية أن الضابط البرت بريزيوسي الذي عمل في قاعدة فرنسية في ليبيا العام 1941 كان على علاقة مع سيدة بدوية وكان نتيجة ذلك ولادة الابن معمر القذافي!. وينتمي الضابط الطيار الى كتيبة نورماندي نيمان الجوية العسكرية. ويقول جين بيير باغاني عمدة بلدة فيزاني في جزيرة كورسيكا الفرنسية التي تحتفل كل عام بذكرى مقتل الطيار بريزيوسي والد القذافي المفترض "ان صورة الطيار تشير الى تشابه ملامحه مع القذافي حين كان شابا". وتقول صحيفة (صنداي تايمز) أن الأصول التي ينتمي إليها القذافي كانت دائما سرا غامضا، حيث دمر الاحتلال الإيطالي لليبيا جمسع الوثائق الليبية بما فيها وثائقه خلال تلك الفترة، ويذكر أن الزعيم الليبي كان ولد العام 1942، ولكن مجلة فرنسية كشفت في الأسبوع الماضي من خلال وثائق في أرشيف سلاح الجو الفرنسي عن احتمال نسبة العقيد الليبي الى الطيار الفرنسي المذكور. كما نشرت المجلة رسائل متبادلة بين عدد من كبار ضباط سلاح الجو الفرنسي السابقين حول الأبوة الفرنسية المزعومة للرئيس الليبي الذي ولد ونشأ وتربى في قبيلة بدوية كبيرة معروفة في وسط الصحراء الليبية. ونقلت المجلة عن الجنرال الفرنسي سيلفستر دي ساسي قوله في إحدى الرسائل في العام 1999 أن نسب القذافي الى الضابط الطيار الذي كان يعمل في قاعدة بعيدة 400 ميل من مكان مسقط رأس العقيد القذافي ما بين عامي 1941 و1942 . واضاف الجنرال "الحرب كانت ضروسا تلك الايام، حيث لا مجال لأي ضابط أو جندي أن يكون منشغلا بالنساء او غيرهن". ومن جهة أخرى، نقلت المجلة الفرنسية عن ابن عم الطيار برزيوسي الوالد المزعوم للعقيد القذافي "مثل هذه الحكاية كنت اسمع بها منذ زمن بعيد"، وأضاف "كل ما أعرفه أن الحكاية تعتبر من الأسرار المهنية لا أكثر"!. وإليه، تختم صحيفة (صنداي تايمز) تقريرها بالقول "في الحقيقة لا يمكن التأكد من حكاية الدماء الفرنسية في العقيد القذافي إلا بعد اختبارات للحمض النووي DNA ، وهذا أمر صعب المنال إلا إذا اقتنع القذافي نفسه بالخضوع له". كلام الباحثة جودشلي وكانت الباحثة الفرنسية "آن جودشلي" في تحقيق قامت به مؤخرا في جزيرة كورسيكا جنوبفرنسا، قالت ان قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي ليس في الحقيقة إلا ابنا لطيار فرنسي من جزيرة كورسيكا يدعى "ألبار بريزوسي" مات إبان الحرب العالمية الثانية بعد زواجه من فتاة ليبية. وفي تصريح خاص لشبكة "إسلام أون لاين.نت" قالت آن جودشلي إن فكرة التحقيق انطلقت من معلومة استقتها من مصدر فرنسي في باريس أثناء زيارة العقيد معمر القذافي للعاصمة الفرنسية مؤخرا، ولأنه ليس هناك دليل قاطع إلى درجة اليقين على هذا الأمر -تقول الباحثة الفرنسية- فإن كل المعلومات التي استقيتها والتي أكدتها مصادر أخرى من جزيرة كورسيكا "أشارت إلى رابطة الدم بين العقيد معمر القذافي والطيار الفرنسي ألبرت بريزوسي". وتقول آن جودشلي: إن كل سكان مدينة "فيزاني" في كورسيكا يرددون الأسطورة القائلة بأن العقيد الليبي معمر القذافي هو سليل ابن من أبناء القرية وهو "ألبار بريزوسي" الذي وضعت له البلدية في مدخل المدينة نصبا تذكريا لأعماله "البطولية" أثناء الحرب العالمية الثانية. غير أن "جودشلي" تقول: "الأمر أبعد من مجرد أسطورة" حيث قامت بتحقيق ميداني حول هذه "الأسطورة-الحقيقة". ونشر مؤخرا موقع "بجشيش" الفرنسي المعروف تحقيقا مطولا للباحثة الفرنسية من أصول كورسيكية "آن جودشلي" حول رابطة الدم بين العقيد الليبي معمر القذافي والطيار الفرنسي "ألبار بريزوسي" مشفوعا بصورة للعقيد وأخرى للطيار الكورسيكي تبين مدى التشابه بين الرجلين، وهو الأمر الذي جعل جريدة ليبراسيون الفرنسية كانت أفردت حيزا للخبر. قناعة في كورسيكا "التشابه بين الرجلين -تقول آن جودشلي- ليس على سبيل الصدفة فبين الرجلين روابط أقوى من الصور ذاتها". بالنسبة للنائب في البرلمان الكورسيكي المحلي "ألكسندر السونديني" فإن هناك عاملا سياسيا قويا أكد الأسطورة الكورسيكية القائلة بأن القذافي ينحدر من أب كورسيكي بالنسبة للكورسيكيين وهو "المساندة القوية للعقيد القذافي للقضية الكورسيكية إبان بداية العمل المسلح للاستقلاليين الكورسيكيين". ويضيف النائب الكورسيكي: "وصل الأمر بالعقيد القذافي إلى حد استقبال العشرات من المقاتلين الكورسيكيين في سنوات السبعينيات من القرن العشرين للتدرب في المعسكرات الليبية". غير أن "آن جودشلي" تقول: إن رابطة الدم بين القذافي والأب الكورسيكي لا تؤكدها مجرد المساندة السياسية للعقيد القذافي للقضية الكورسيكية، حيث تنسب إلى مسئول في المخابرات الفرنسية يسمى "فرنسوا قليتشني" كان يعمل في النيجر كمسئول عن أمن الرئيس النيجري آنذاك "هماني دياوري" أنه "وفي لقاء جمع بين العقيد الليبي ورئيس النيجر سنة 1974، أسرّ هذا الأخير للمسئول الفرنسي بأن العقيد من أصول كورسيكية". خبر انتساب العقيد القذافي إلى أب كورسيكي ورد قبل ذلك في خبر صغير – بحسب "آن جودشلي"- أوردته جريدة محلية كورسيكية سنة 1977 تحت عنوان "هل القذافي من أصول كورسيكية؟". "غير أني -تضيف الباحثة- اتجهت إلى أرشيف الطيران الفرنسي حيث تأكدت أن الطيار الكورسيكي (ألبار بريزوسي) والذي عاش بين الفترة 1915 – 1943 سافر فعلا إلى ليبيا واستقر بها مدة من الزمن حيث كان يعمل في مهمة للجيش الفرنسي". وتؤكد أن الطيار الفرنسي كان في جيش الجنرال لكيلارك الفرنسي حينما حل بمدينة "فزان" لقطع الطريق بين القوات الألمانية والإيطالية. وفزان هي نفس المدينة التي ولد فيها العقيد الليبي معمر القذافي في 19 من يونيو 1942 ومن المعروف أن الجيش الفرنسي حل بفزان سنة 1940 وقام بإدارتها من سنة 1943 إلى غاية 1951 . في هذه المدة تحديدا، تقول الباحثة، "من المحتمل جدا" أن يكون التقى الطيار الفرنسي" ألبار بريزوسي" بفتاة ليبية وتزوج بها. خبر التقاء الطيار الكورسيكي بفتاة ليبية وزواجه منها أكده أيضا أحد قدماء المحاربين الفرنسيين الذين شاركوا في معركة "بئر حكيم" في شمال ليبيا، حيث يقول "جورج مازيرال": إنه إبان المعركة اختفت الطائرة التي يقودها "ألبار بريزوسي" تماما عن المعركة وظننا أنها أسقطت من قبل قوات المحور ومات صاحبها، غير أن "بريزوسي" ظهر بعد الواقعة بشهرين وأخبرنا بأن طائرته أسقطت وأن أسرة ليبية آوته وأخفته عن الجنود الألمان. فيديو حول جذور القذافي