يتابع الرأي العام الألماني بكثير من الفضول فصول فضيحة تدريب عناصر من القوات الخاصة الألمانية لقوات ليبية، ويتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة مزيدا من الإثارة في ظل تشديد أحزاب المعارضة والصحافة ضغوطهما على الحكومة وعلى أجهزة المخابرات للتحقيق في الموضوع. وقد دعا نواب اللجنة البرلمانية، المعنية بمراقبة أنشطة المخابرات، إلى الاجتماع بهدف بحث الملف، فيما تواصل الصحف نشر مزيد من التفاصيل المثيرة عن تورط صناع قرار وأجهزة أمنية في القضية. فضيحة تواجه الحكومة وأجهزة المخابرات الألمانية امتحانا عسيرا على خلفية فضيحة تدريب قوات ليبية من قبل عناصر من القوات الخاصة والجيش الألمانيين. واضطرت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، منذ أسبوع، أن تصدر يوميا نفيا لما يتقاطر من معلومات عبر الصحافة الألمانية عن تفاصيل وخلفيات تتعلق بالفضيحة. وبينما يواصل القضاء والشرطة تحقيقاتهما في الملف، دعت أحزاب المعارضة إلى جلسة خاصة في البرلمان البوندستاغ يوم أمس الأربعاء لتسليط الأضواء على الفضيحة، وتطالب المعارضة بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في الموضوع. وكانت آخر التقارير الصحافية في ألمانيا قد ذكرت أن أكثر من ثلاثين من عناصر القوات الأمنية الخاصة المتخصصة في مكافحة الإرهاب وعناصر من الجيش سافروا سرا إلى ليبيا ما بين 2005 و2007 عن طريق شركة أمنية خاصة، وباشروا تدريبات غير قانونية لقوات ليبية. وذهبت إحدى الصحف إلى الحديث عن صفقة بين الزعيم معمر القذافي والمستشار السابق غيرهارد شرودر، كمكافأة لليبيا لمساعيها للإفراج عن رهائن ألمان عام 2000 في الفلبين، وهو ما سارع المستشار السابق شرودر إلى نفيه بشكل قاطع. وتتركز الانتقادات للحكومة وأجهزة المخابرات في النقاط التالية: أولا: إن تسرب عناصر من أجهزة أمنية حساسة، كالقوات الخاصة أو الجيش، إلى الخارج وتقديم خبرات أمنية دون علم مؤسساتهم يعد فضيحة. ثانيا: إذا ثبت استخدامهم لمعلومات وخطط أمنية خاصة عن عملهم، فذلك يعد مخالفة خطيرة لأسرار المهنة، ويعاقب عليها القانون. ثالثا: إذا كانت المخابرات تعلم فتلك فضيحة، لأنها قامت بذلك من وراء المؤسسات السياسية، وإذا كانت لا تعلم فهي فضيحة أكبر لأنها تفتقر إلى الفعالية، كما قال نائب من الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض. رابعا: إن المتورطين في العملية مسؤولون عن القيام بتقديم خدمات لنظام سياسي عليه مؤاخذات في مجال حقوق الإنسان وعلاقته بالإرهاب. عودة الحرارة أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في ختام أعمال قمة حلف شمال الأطلسي التي انعقدت الأسبوع الماضي في بوخارست، أن قمة تاريخية للحلف ستحتضنها ألمانيا وفرنسا معا في مناطقهما الحدودية في ستراسبورغ وكيهل، وذلك في العام المقبل 2009 بمناسبة مرور 60 سنة على تأسيس الحلف. ووصفت ميركل القمة المقبلة وظروف تنظيمها بأنها ستكون رمزية جدا. ومن جهته، نوه ساركوزي بالتطابق الواضح بين مواقف برلين وباريس، خلال قمة بوخارست، سواء في قضايا التسلح التقليدي أو ملف أفغانستان أو مسألة انضمام أعضاء جدد. كما تبنى ساركوزي وميركل مواقف داعية إلى الحوار مع موسكو في خلافها مع واشنطن، ولاسيما إزاء ملف نصب الدروع المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية. ورأى مراقبون في التقارب الشديد بين ميركل وساركوزي، خلال قمة بوخارست، مؤشرا على عودة الحرارة إلى المحور الفرنسي-الألماني الذي شهد نوعا من الفتور بعد وصول الرئيس ساركوزي إلى الإليزيه، ويعتقد أن تأييد ميركل في الأسابيع الأخيرة لمشروع الاتحاد المتوسطي الذي قدمه ساركوزي، وإقراره من قبل قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل أعطيا روحا جديدة للعلاقات. وتستعد برلين وباريس للاحتفال بصدور جزء جديد من كتاب مشترك للتاريخ، يقدم رواية فرنسية-ألمانية للتاريخ العالمي المعاصر من مؤتمر فيينا إلى عام 1945، ويقدم الكتاب رواية مشتركة لمرحلة حساسة في تاريخ البلدين تواجها خلالها في ثلاثة حروب. وكان صدور الجزء الأول من هذا المؤلف في بداية العام الدراسي 2006-2007، وهو يقدم قراءة مشتركة ألمانية-فرنسية لتاريخ أوروبا والعالم منذ القدم، ويعتبر مرجعا لأجيال الشباب وطلاب المدارس في البلدين وتشرف عليه هيئة علمية مشتركة من المؤرخين والمفكرين. ويعتبر هذا الإنجاز العلمي التاريخي المشترك ثمرة للتعاون الذي يستند إلى «اتفاقية الإليزيه» التي وقعت بين البلدين عام 1963، وحولتهما من خصمين لدودين إلى حليفين وعماد للوحدة الأوروبية. دعوى قضائية واجهت محكمة الاستئناف في فرانكفورت، بداية هذا الأسبوع، وضعية غير مسبوقة، حيث غص مبنى المحكمة بآلاف الأشخاص، لمتابعة فصول أضخم دعوى قضائية من نوعها، وذلك عندما بدأت هيئة المحكمة بالنظر في دعوى رفعها 16 ألف مواطن ألماني، يؤازرهم 800 محام، ضد شركة «دويتشه تيليكوم»، في ما يعد أكبر دعوى قضائية من نوعها ضد الشركة التي يوجد مقرها في مدينة بون، وكانت تحتكر قطاع الاتصالات في ألمانيا قبل فتح رأسمالها للخواص، وتعتبر أكبر شركة اتصالات في أوروبا. وكان مئات الصحافيين يتابعون المحاكمة، ناهيك عن جمهور المهتمين، وساهم سقوط الثلوج في مزيد من المتاعب للجمهور. ويطالب المدعون بتعويضات من الشركة بسبب إخفائها معلومات عن أصولها عندما دخلت الشركة إلى البورصة، مما تسبب في خسائر للمساهمين الستة عشر ألفا الذين اشتروا أسهما من الشركة بعد فتح رأسمالها لعموم الجمهور عام 2001، وهو ما ترفضه الشركة وتعتبر الشكاوى غير مستندة إلى أساس قانوني. وتتراوح خسائر كل فرد بين 5 إلى 50 ألف يورو، وترتفع إجمالا إلى 80 مليون يورو، وهي أرقام يقولون إنها لا تمثل شيئا من رقم معاملات الشركة السنوي الذي يبلغ 60 مليار يورو، وهي تحصد أرباحا ضخمة بفضل مشاريعها في أحدث تكنولوجيات الاتصالات. خسائر البنوك الألمانية قدر خبراء مصرفيون حجم الخسائر التي ستتكبدها البنوك الألمانية جراء أزمة الائتمان العقاري في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بنحو 11 مليار يورو، ودعا سياسيون الحكومة الألمانية إلى الخروج عن حيادها والتدخل لإنقاذ عدد كبير من البنوك، وخصوصا بنوك الولايات من انهيار يصفه بعض الخبراء بأنه الأسوأ منذ عقود، بل ربما منذ أزمة 1931. وقدرت مصادر مصرفية في ولاية بافاريا، أغنى ولاية ألمانية، حجم خسائر بنوكها بنحو 4 ملايير يورو، وهو رقم مضاعف للتوقعات، وفي دوسلدورف عاصمة ولاية رينانيا فستفاليا تحدثت المصادر عن خسائر ب1,7 مليار يورو. ومن أحدث تداعيات هذا الملف استقالة أنغريد ماتياس، الرئيسة التنفيذية لبنك «كا إف دابليو» المتخصص في القروض العقارية لإعادة الإعمار، والذي خسر 1,8 مليار يورو. وتكتسي الأزمة المالية التي تواجهها المصارف الألمانية طابعا مرتبطا بالولايات، لأن الاقتصاد الألماني لامركزي وتعتبر الولايات ومؤسساتها المالية والبنكية القاعدة الصلبة للاقتصاد. عيد ميلاد صادف أول أبريل عيد ميلاد نجم كرة القدم الفرنسية ومهاجم بيارن ميونيخ الألماني فرانك ريبيري، ولم يكن ذلك كذبة أبريل، بل كان حقيقة، رغم أن الكثيرين لم يصدقوها. النادي البافاري نظم بمناسبة عيد ميلاد نجمه، مسابقة شعرية على الأنترنت لتقديم التهاني لريبيري بمناسبة عيد ميلاده ال25، وأعلن عن نتائج المسابقة التي شارك فيها زهاء 840 مشجعا للنادي وعاشقا للساحر ريبيري، وتفننوا في تقديم التهاني بأجمل العبارات والأوصاف والمديح، من قبيل «ريبيري يا عبقري» و»فرانك، أنت ملكي»... واحتفظت هيئة تحكيم المسابقة بعشر مساهمات، ثلاث منها فازت بتذكرة دخول لمباراة بيارن ضد دورتموند يوم الأحد ضمن الدوري (البوندسليغا)، أما الآخرون فقد حصلوا على هدية رمزية هي عبارة عن فأرة كمبيوتر وعليها توقيع ريبيري شخصيا! ويستعد بيارن ونجمه ريبيري لنيل بطولة البوندسليغا رقم 21 هذا العام، ويعتبر النجم الفرنسي صانعا لأجمل الألعاب والأهداف، كما يخوض النادي سباقا صعبا في مباريات بطولة الأندية الأوروبية. «دير شبيغل» وستة عقود من التحقيقات الصحافية أنهت مجلة «دير شبيغل» الألمانية المرموقة في الرابع من هذا الشهر احتفالاتها التي انطلقت منذ العام الماضي بمناسبة الذكرى الستين لتأسيسها، وشهد مقر المجموعة الصحافية في هامبورغ، خلال الأشهر الماضية، وإلى حدود 4 أبريل الحالي، الذي صادف الذكرى ال61 للتأسيس، فعاليات خاصة بالذكرى، كما أصدرت بالمناسبة سلسلة أعدادا خاصة وكتبا وأقراص مدمجة وصفحات خاصة عبر الأنترنت للتواصل مع قرائها، وعددا كبير من الأبحاث والمؤلفات التي يتناول فيها المهتمون والباحثون بالدراسة هذه التجربة الصحافية المتميزة. وتعتبر «دير شبيغل»، التي أسسها رودولف هوغشتاين ولم يكن عمره قد تجاوز 23 عاما (توفي عام 2002)، مدرسة للتحقيقات الصحافية، وتطبع مليون نسخة أسبوعيا وموقعها الإلكتروني يتابعه 40 مليون قارئ، وتعتبر من أعمدة صناعة الرأي العام الألماني، فضلا عن نفوذها العالمي، ودورها من خلال الفضائح التي فجرتها تاريخيا في هزات سياسية داخل ألمانيا وخارجها. وتعني «دير شبيغل» بالألمانية «المرآة»، وهي مجلة متخصصة في التحقيقات الصحافية الرصينة التي تعتمد على الوثائق والأدلة القوية في إطار تقيد بقيم وأخلاقيات المهنة، وتاريخيا كانت المجلة تضع السياسيين كهدف لتحقيقاتها، وتعتمد أسلوب سرد قصصي بعيد عن النمط التقليدي للصياغات الصحافية التي كانت سائدة في الصحافة الأوروبية طيلة العقود التي أعقبت نشأتها بعيد الحرب العالمية الثانية. وكانت لتحقيقات المجلة أصداء تاريخية من خلال كشفها عن فضائح أدت إلى تغييرات سياسية داخل ألمانيا وخارجها، وضمنها في البرلمان الألماني في الخمسينات وفي عهد حكم المحافظ كونراد أدناور في الستينات، حيث اضطر وزير دفاعه آنذاك إلى الاستقالة تحت وطأة فضيحة فجرتها المجلة، وكان أيضا الاشتراكي ويلي براند من أبرز السياسيين الذين استهدفتهم المجلة.