شكل تهديد اليمين المتطرف ببلجيكا٬ واغتيال ثلاث ناشطات كرديات بباريس٬ والتقليص من نفقات وسائل الإعلام العمومية بهولندا إلى جانب قضايا أخرى تتعلق بالحياة السياسية الداخلية وتداعيات تدبير الأزمة الاقتصادية٬ أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف الأوربية اليوم الجمعة. ببلجيكا٬ واصلت عدد من الصحف تركيز اهتمامها على "دانديرلووي" وهي قرية صغيرة بمنطقة فلاندر الشرقية٬ والتي شهدت الأربعاء الماضي تشكيل المجلس المسير لها وذلك بدعم من اليمين المتطرف. وتحت عنوان "الاحتجاج بعد الأربعاء الأسود"٬ كتبت يومية " لاديرنيير أور" أنه في دانديرلووي لعب اليمين المتطرف دورا حاسما في عملية انتخاب عمدة القرية ومستشاريه. من جهتها٬ كتبت يومية "لوسوار" أن دعم اليمين المتطرف يمكن أن يتكرر أيضا في دانيرلووي٬ موضحة أن الوضعية أثارت موجة من الانتقادات داخل غالبية الأحزاب التي أصبحت تتحدث عن "أول خطر وأسوء شيء يتهدد الحياة السياسية". من جانبها٬ اعتبرت "لا ليبر بيلجيك" أن "حبل المشنقة" حول حزب اليمين المتطرف انقطع بدانديرلووي٬ مشيرة إلى أن منع حزب فلامس بيلانغ من الولوج إلى السلطة بفلاندر لم ينجح. وبفرنسا٬ تصدر اغتيال ثلاث ناشطات من حزب العمال الكردستاني بوسط باريس والذي أثار موجة من الاستياء والغضب في صفوف الجالية الكردية بفرنسا٬ الصفحات الأولى للجرائد الفرنسية الصادرة اليوم٬ والتي تناولت مختلف الاحتمالات التي قد تؤدي إلى كشف ملابسات هذا الحادث وخاصة الفرضية السياسية التي يرى المحققون أنها قد تكون السبب الرئيسي وراء هذا الاغتيال. وفي هذا الصدد٬ أبرزت يومية "لاكوروا" تحت عنوان "القضية الكردية توقع ثلاث ضحايا بباريس"٬ أن هذا الحادث يأتي بعد الإعلان عبر وسائل الإعلام التركية٬ عن حصول اتفاق بين السلطات التركية وعبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل منذ 1999. من جهتها٬ اعتبرت " لوفيغارو" أن فرضية تصفية حسابات داخلية بين مختلف تيارات حزب العمال الكردستاني ٬ المساندة لحمل السلاح ضد تركيا أو المعارضة لذلك٬ يمكن أن تكون السبب وراء حادث الاغتيال. وبهولندا٬ استأثر تقليص نفقات وسائل الإعلام العمومية وتأثيره على برمجتها وارتفاع تكاليف الأجراء ببعض المقاولات في سنة 2013٬ باهتمام الصحف الصادرة اليوم الجمعة. وفي هذا السياق٬ كتبت يومية " إن إر س هاندلسبلاد" أن وسائل الإعلام العمومية ستقلص نفقاتها خاصة في برامج الرياضة والحفلات والبرامج ذات الطابع الاجتماعي من أجل بلوغ الأهداف الجديدة للحكومة التي تسعى إلى تقليص نفقاتها ب300 مليون أورو في أفق 2014. بدورها٬ اهتمت يومية " ألجيمين داغبلاد" بتعقيد الإجراءات الضريبية والتي ستقود حسب الجريدة٬ المقاولات إلى دفع مستحقات إضافية٬ مشيرة إلى أن شركات الاستقبال والنظافة والعلاجات الطبية ستواجه هذه السنة ارتفاعا في تكاليف الأجراء. وبالبرتغال٬ شكلت موجة الانتقادات التي أثارها التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي الذي يدعو البرتغال إلى اتخاذ اجراءات اقتصادية صارمة٬ وخاصة تقليص عدد وأجور الموظفين٬ أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف الصادرة اليوم. وكتبت يومية " إي" أن " الحزب الاشتراكي يطالب بإجراء انتخابات في حال قامت الحكومة باعتماد مقترحات صندوق النقد الدولي" ٬ مضيفة أن هذا الحزب الذي يعتبر أبرز وجوه المعارضة٬ يرى أن على الوزير الأول أن يعرض ٬ بطواعية٬ هذا القرار على صناديق الاقتراع لمعرفة ما إذا كان البرتغاليون يقبلون أو يرفضون هذه الإجراءات. وفي تصريح ليومية "دياريو دو نوتيسيا" انتقد رئيس البرلمان الأوربي مارتن شيلتز ٬ الذي يقوم بزيارة للبرتغال٬ تقرير صندوق النقد الدولي. وبإيطاليا٬ خصصت اليوميات حيزا هاما للتعليق على الخروج الإعلامي ٬ للرئيس السابق للحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني٬ على قناة عمومية ٬ خلال نقاش أداره أحد أبرز الوجوه الإعلامية الصحفي ميشال سانتورو٬ مشيرة إلى أن برلسكوني حاول خلال هذا النقاش أن يحسن صورته لدى الرأي العام الإيطالي تمهيدا لخوض الانتخابات المقبلة. من جهة أخرى٬ شكل موت مؤسس مهرجان الجاز بمونترو ٬ كلود نوبس ٬ وتورط البنك السويسري "يو إس ب" في فضيحة ليبور أبرز المواضيع التي تناولتها الصحافة السويسرية. أما الصحافة الإسبانية الصادرة اليوم٬ فاهتمت بالخصوص٬ بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإقليمية لكاطالانيا من أجل تنظيم استفتاء مستقل في 2014 . وقالت يومية " إلموندو" أن حزبي "الالتقائية والاتحاد" و"اليسار الجمهوري" اللذين يتوليان السلطة بكاطالانيا تبنيا وثيقة سيتم عرضها في ال23 من الشهر الجاري على البرلمان الإقليمي للتصويت٬ يعلنان فيها القطيعة مع إسبانيا " ويطالبان " بالحق في تقرير الشعوب لمصيرها". من جهة أخرى٬ ركزت اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة اليوم على تعاظم قضايا الاغتصاب والاعتداءات الجنسية في المملكة المتحدة مؤكدة أن الأمر بلغ مستويات وأرقام صادمة. وكتبت صحيفة (الاندبندنت) في هذا السياق عن عجز النظام القضائي البريطاني في مجال حماية النساء والرجال على حد السواء من الاعتداءات الجنسية. وأشارت الصحيفة إلى أن الاحصائيات الرسمية البريطانية تشير إلى أن المحاكم تصدر أحكاما في حق 1000 شخص متهم بالاغتصاب كل سنة بالرغم من أن المعطيات تشير إلى تعرض 95 ألف شخص للاغتصاب والاعتداءات الجنسية. ومن جانبها٬ كتبت صحيفة (التايمز) أن واحدة من كل عشرين امرأة في بريطانيا تتعرض للاغتصاب أو لاعتداء جنسي عنيف قبل بلوغهن سن الستين. وأبرزت صحيفة (الديلي تلغراف) أن الإحصائيات تشير إلى تنامي ظاهرة الاجهاض الناجم عن اعتداءات جنسية في صفوف الجنسيات والعرقيات الأجنبية. وبخصوص العلاقات البريطانية الأوروبية٬ كتبت صحيفة (التايمز) عن تحذير مسؤول ديبلوماسي ألماني رفيع المستوى للسلطات البريطانية من مغبة إقدام رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على إعادة النظر في علاقات بلاده مع الاتحاد الاوروبي. وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف الألماني يأتي يوما فقط بعد موقف أمريكي مماثل. ولاحظت صحيفة (الديلي ميل) أن هناك اختيارا مقصودا من الألمان والأمريكيين لتوقيت التعبير عن مواقفهم وذلك على بعد أيام قليلة من خطاب منتظر لرئيس الوزراء البريطاني بخصوص الموضوع ذاته. ومن جهة أخرى٬ كتبت ذات الصحيفة عن توقعات مصالح الأرصاد الجوية عن موجه برد وصقيع تجتاح المملكة المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة مبرزة أن درجات الحرارة ستنزل إلى ما دون العشرة تحت الصفر. وحذرت الصحيفة من التداعيات السلبية الوخيمة للظروف المناخية السيئة على الأشخاص المسنين ولاسيما الفقراء منهم العاجزون عن توفير ثمن الطاقة للتدفئة بسبب ارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية. كما شكلت الأزمة السورية وتطوراتها الميدانية والسياسية٬ إلى جانب عدد من الملفات العربية الساخنة٬ أبرز اهتمامات الصحف العربية ببريطانيا الصادرة اليوم الجمعة. فبخصوص سوريا٬ كتبت صحيفة (العرب) أن السوريين فهموا أن تصريحات الابراهيمي التي تستثني أي دور للأسد في المرحلة القادمة على أنها "إعلان حرب" من الدول الغربية وأنها إشارة بدء الخطة البديلة لخيار الحل السياسي والذي حرصت واشنطن على اتباعه لمنع التداعيات الأمنية لخيار التدخل العسكري بالوكالة٬ عبر تزويد المعارضة بأسلحة متطورة. وأشارت الصحيفة إلى أن اتهام وسائل الاعلام السورية للولايات المتحدة بأنها تقف وراء التصعيد في خطاب الابراهيمي ولمحت إلى دور بريطاني في قيادة تحرك ضد سوريا بضوء أمريكي أخضر. أما صحيفة (القدس العربي)٬ فكتبت من جهتها عن الهجوم الذي شنته سوريا على الاخضر الابراهيمي متهمة اياه بالانحياز بشكل سافر الى جانب "المتآمرين" على سوريا٬ من دون أن تغلق الباب على التعاون معه٬ وذلك غداة انتقاده طرح الرئيس بشار الاسد لحل الأزمة السورية المستمرة منذ 21 شهرا. وأشارت الصحيفة من جهة أخرى إلى إعلان معارضين سوريين بإنشاء جهاز مخابرات خاص بهم "لحماية الثورة" ومراقبة المواقع العسكرية الحساسة وجمع المعلومات العسكرية لمساعدة المقاتلين على التخطيط للهجمات ضد القوات الحكومية. ومن جهتها٬ أشارت صحيفة (الحياة) إلى تجديد موسكو وطهران التأكيد على مواقفهما القديمة الرافضة لأي حل يستبعد الرئيس السوري بشار الأسد وذلك عشية انعقاد الاجتماع الثلاثي اليوم في جنيف بين المبعوث الدولي - العربي الاخضر الابراهيمي ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليم بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. كما تطرقت الحياة إلى الانتقادات التي وجهتها وسائل الإعلام السورية للابراهيمي بعد تصريحاته الاخيرة التي انتقد فيها مبادرة الأسد واتهمته بأنه أداة في يد السياسات الغربية. وكتبت الصحيفة من جهة أخرى٬ عن تنويه البارونة وارسي كاتبة الدولة في الخارجية البريطانية بالمساهمة الكبيرة والإيجابية للبريطانيين من أصل عربي في مجتمعهم٬ وإعلانها ترحيب حكومة ديفيد كامرون بضم عضو من أصل عربي إلى مجلس اللوردات٬ الغرفة الثانية في البرلمان البريطاني. أما بخصوص الصحف الروسية فقد كتبت صحيفة "كوميرسانت" أن الولاياتالمتحدة تبدل جهودا٬ بعد إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما٬ لإخراج العلاقات الأمريكية الروسية من الطريق المسدود. وعلمت الصحيفة الروسية٬ أن أوباما سيوفد مبعوثا هو مستشاره لشؤون الأمن القومي توم دونيلون٬ إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية شهر يناير الجاري. أما صحيفة "روسيسكايا غازيتا" فذكرت أن ممثلي دول "بريكس" (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا) بحثوا٬ من جملة مواضيع أخرى٬ مكافحة الإرهاب والقرصنة٬ خلال اجتماعهم أمس في دلهي. ونقلت الصحيفة عن أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف الذي مثل روسيا في الاجتماع قوله "إن المجتمع الدولي كان يكافح منفذي عمليات القرصنة حتى الآن٬ ويتعين علينا أن نكتشف مدبري العمليات الإجرامية وغيرهم من الأشخاص والجهات الذين يرون لهم مصلحة في استمرار أعمال القرصنة". أما صحيفة "إيزفيستيا" فقد نشرت مقالا لمدير معهد العولمة الخبير الاقتصادي ميخائيل ديلياغين يعيد فيه القراء حوالي عقدين إلى الوراء. يقول ديلياغين إن الكذبة الكبرى التي سميت "خوصصة" في تسعينات القرن الماضي هي من أكبر الجرائم التي ارتكبت بحق روسيا منذ اعتداء ألمانيا الهتلرية عليها في أربعينيات القرن الماضي٬ مؤكدا على ضرورة الكشف عنها وتصحيحها. وفي حديث لصحيفة "روسيسكايا غازيتا" كشف الكسندر زفياغينتسيف٬ وكيل النيابة العامة الروسية٬ أن النيابة العامة تبحث عن أكثر من 1800 شخص فروا من روسيا بالأموال المسروقة ومنهم "بيريزوفسكي" الذي سرق أكثر من 50 مليون دولار من شركة "أيروفلوت". وأضافت أن بيريزوفسكي فر إلى "بريطانيا التي تعتبر ملاذا آمنا للمطلوبين لدى السلطات الروسية في الجرائم٬ ويختبئ فيها 25 شخصا من هؤلاء المطلوبين".