في الوقت الذي آثرت فيه الصحافة السويسرية الناطقة بالفرنسية التغني ب"الاستثناء السويسري في مجال التشغيل في قارة تعاني الأمرين بفعل أزمة البطالة"٬ آثرت زميلاتها الأوروبية٬ الاهتمام٬ في أعدادها الصادرة اليوم الأربعاء٬ بأخبار اجتماعية٬ تعددت من التنديد بنظام السجون في إيطاليا٬ إلى قضية حصول الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو على الجنسية الروسية٬ مرورا بالرهانات الانتخابية في بلدية فلامانية صغيرة ببلبجيكا٬ ونشر أول منظومات للدفاع الجوي من طراز "باتريوت" على الأراضي التركية٬ وكذا قضية تقليص النفقات الاجتماعية في بريطانيا. وتبقى الأزمة الاقتصادية٬ المشجب الذي تعلق عليه كافة المشاكل٬ حاضرة بشكل يومي في الصفحات الأولى للجرائد مع عودة الدولة إلى توجيه الاقتصاد٬ مثل ما هو عليه الحال في إسبانيا٬ والإلغاء المقلق لمناصب شغل في فرنسا٬ وكذا انهيار أسعار العقار في هولندا. وقالت يومية "لو طو" السويسرية "لا زال الاستثناء السويسري مستمرا. على غرار اقتصاد البلاد٬ استطاع سوق الشغل أن يقوم بما هو أفضل من مجرد تجنب الأزمة. وهي متانة اقتصادية أشاد بها الخبراء الاقتصاديون بالنظر إلى الوضع الاقتصادي المزري السائد في أوروبا٬ بمعدلات بطالة أعلى عشر مرات من تلك المسجلة في سويسرا". وأكد الكاتب إيمانويل كاريسوس٬ في اليومية ذاتها٬ أن "حالة الضغط المستمر تعزز مناعة النظام السويسري٬ في الوقت الذي تعكس فيه فرنسا كل ملامح عدم الاستقرار الموجودة في الأنظمة المركزية". من جانبها٬ تطرقت الصحف الفرنسية إلى آثار الأزمة الاقتصادية على البلاد٬ وتحدثت جريدة "لي زيكو" في هذا الصدد٬ عن امتداد هذه الأزمة لميدان الصناعة الثقافية٬ لاسيما مع إغلاق مجلات "فيرجين" الثقافية التابعة لقناة "فيرجين ميغاستور"٬ وتساءلت المجلة عن مصير ألف من العاملين بالمجلات ال 26 لهذه المؤسسة التي تستعد لإعلان إفلاسها في فرنسا. وفي الشأن ذاته٬ أشارت جريدة "لوفيغارو" إلى وجود عدة سيناريوهات لاستئناف (كلي أو جزئي) لإصدار المجلة٬ بالإضافة إلى شراكات مع موزعين آخرين. وفي موضوع آخر٬ أشارت الصحيفة الإسبانية "إل موندو" إلى "اعتزام بنك إسبانيا تشديد المراقبة على المؤسسات المالية"٬ موضحة أن اللجنة التنفيذية للبنك اقترحت القيام بتتبع دقيق للتعاملات التي تقوم بها مختلف المؤسسات المالية. من ناحيتها٬ اعتبرت يومية "إل بايس" أن الأزمة التي تلقي بكامل ثقلها على القطاع البنكي وانتقادات المفوضية الأوروبية٬ دفعت إسبانيا إلى وضع إصلاح عميق لمراقبة الأبناك حيز التنفيذ". وتحت عنوان "انخفاض هام في أسعار بيع المنازل"٬ أكدت اليومية الهولندية "فولشكرانت" أن المنعشين العقاريين اضطروا إلى خفض أسعار العقار منذ ربيع السنة الماضية٬ في محاولة لتصفية أكبر عدد من العقارات قبل دخول قانون جديد في هذا المجال حيز التطبيق٬ مشيرة إلى أنه بين بداية أزمة "الرهن العقاري" سنة 2008 وإلى غاية أكتوبر 2012 انخفض متوسط سعر البيع بحوالي 15 في المائة. واهتمت الصحف الإيطالية بإدانة بلادهم من طرف المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بسبب الظروف اللاإنسانية داخل السجون. وحسب اليومية اليسارية "لا ريبابليكا" تعتبر الإدانة الأوروبية "صفعة" تأتي في خضم الحملة الانتخابية٬ ومن شأنها أن تحول أنظار الطبقة السياسية نحو هذا الموضوع المنسي. أما في البرتغال٬ فقد عارضت النقابات بشدة مشروع القانون٬ الذي قدمته الحكومة بتوصية من الدائنين الدوليين للبلاد٬ المتعلق بتقليص تعويضات العمال المسرحين من العمل من 20 إلى 12 يوما على كل سنة. واعتبر رئيس الاتحاد العام للشغالين في البرتغال (ثاني مركزية نقابية بالبلاد) جواو بورينسا٬ حسب يومية "دياريو نوتيسياس"٬ هذا النص٬ الذي تمت إحالته على البرلمان الأسبوع المنصرم والذي سيدخل حيز التنفيذ هذا العام٬ "بغير المقبول". وصلة بالموضوع٬ أشارت يومية "بابليكو" إلى أن بورينسا دعا الحكومة إلى احترام الالتزامات التي اتخذتها في إطار الاتفاق حول إصلاح مدونة الشغل الموقع السنة الفارطة والرامي٬ على الخصوص٬ إلى جعل سوق الشغل أكثر مرونة٬ وإلغاء أيام العطل وتقليص مدة الإجازات. وبعد احتجاب عن الصدور لثمانية أيام بمناسبة العطلة الرسمية لأعياد الميلاد ورأس السنة٬ اهتمت الصحف الروسية الصادرة اليوم بمجموعة من المواضيع همت على خصوص٬ "نيزك قادم من المريخ في أراضي المغرب"٬ و"تجنيس الممثل الفرنسي ديبارديو المدعو إلى تولي منصب وزاري بروسيا"٬ و"معاناة سوريا من نقص غذائي"٬ و"نشر منظومات للدفاع الجوي من طراز "باتريوت" على الأراضي التركية. وأفادت صحيفة "أر بي كا ديلي" بأن بعثة من جامعة نيومكسيكو كشفت عن نيزك يرجع عمره إلى أكثر من 2,1 مليار عام٬ وقد يكون وصل إلى الأرض من كوكب المريخ٬ حيث تم العثور على هذا النيزك الذي يزن 320 غراما بالصحراء المغربية. أما صحيفة "فيدوموستي" فقالت بأن السلطات المحلية لإقليم موردوفيا الروسي اقترحت على الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو٬ الذي حصل على الجنسية الروسية وسلمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جواز السفر الروسي في الخامس من يناير الماضي٬ أن يتولى وزارة الثقافة في الحكومة المحلية. وبخصوص الوضع في سورية٬ ذكرت صحيفة "كوميرسانت" أن خبراء دوليين يرون أنه يمكن أن تواجه هذه البلاد المجاعة في وقت وشيك بسبب استمرار الحرب الأهلية حيث بات معلوما أن السلطات السورية تعتزم شراء 100 ألف طن من القمح من الخارج. وفي موضوع آخر٬ نشر موقع "روسيسكايا غازيتا" الالكتروني٬ مقالة تحليلية حول نشر مضادات صواريخ من نوع "باتريوت" على الأراضي التركية٬ يشير فيها إلى تأكيدات عسكريين في مقر القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا٬ بأن أعمال نشر أول منظومات للدفاع الجوي من طراز "باتريوت" على الأراضي التركية قد بدأت في الرابع من شهر يناير الجاري. وحظيت البرامج الحكومية الرامية إلى التقليص من النفقات الاجتماعية ورفع الضرائب ببريطانيا٬ باهتمام الصحف الصادرة اليوم. وأشارت صحيفة "تايمز"٬ في هذا الصدد٬ إلى أنه بعد مصادقة البرلمان على قرار بعدم تجاوز سقف الامتيازات لحاجز 1 في المائة خلال سن العمل٬ فإن الحكومة وضعت المتقاعدين الأثرياء في مرمى نيرانها. وأوضحت الصحيفة أن حكومة ديفيد كاميرون تسعى٬ تحت وطأة ضغوط كبار قادة حزب المحافظين الحاكم٬ إلى تقليص حجم المساعدات التي يستفيد منها المتقاعدون الأثرياء ولاسيما منها منحة بقيمة 300 جنيه استرليني كتعويض عن التدفئة خلال فصل الشتاء. من جهتها٬ أكدت صحيفة "الفاينانشال تايمز" أن كاتب الدولة المكلف بالعمل والمعاشات٬ إيان دونكان سميث٬ ينكب حاليا على وضع قانون يروم وقف المساعدات التي يستفيد منها المتقاعدون لتمويل شراء المحروقات التي تستعمل في التدفئة خلال فصل الشتاء. وقالت الصحيفة إن "المشروع يستهدف بالأساس فئة المتقاعدين الأثرياء الذين يتوجهون إلى دول دافئة لقضاء فصل الشتاء مثل إسبانيا واليونان هربا من صقيع بريطانيا". من جانبها٬ كتبت صحيفة "الغارديان" عن المخاوف التي تنتاب مسؤولي الجامعات البريطانية بخصوص إعراض محتمل للطلبة الأجانب عنها٬ نتيجة للتصريحات الأخيرة لعدد من الوزراء في حكومة ديفيد كاميرون والذين يعتبرون أن العديد من الطلبة يسعون إلى استغلال الجامعات من أجل الحصول على بطاقة الإقامة في بريطانيا. ونقلت الصحيفة عن رئيسة هيئة الجامعات البريطانية قولها إن دعوة المسؤولين الحكوميين إلى الكشف عن "الطلبة المزيفين" كان له انعكاس سلبي عليهم٬ مشيرة إلى أن رحيل الطلبة الأجانب صوب جامعات أخرى في الولاياتالمتحدةالأمريكية٬ وكندا وأستراليا٬ يعني حرمان بريطانيا من مليارات الجنيهات. وفي بلجيكا٬ سلطت مجموعة من الصحف الضوء على جماعة "دينديرلويي" الصغيرة بإقليم فلامانيا الشرقية٬ والتي من المنتظر أن يتم انتخاب أعضائها مساء اليوم والذين سيتعين عليهم الاعتماد٬ خلال السنوات الست المقبلة٬ على دعم ثلاثة نواب من اليمين المتطرف من أجل اتخاذ أبسط القرارات. وذكرت افتتاحية يومية "لوسوار" أن جماعة "دينديرلوي" يمكن أن تتحول إلى مسرح لسابقة سياسية إذا ما صعد اليمين المتطرف إلى السلطة٬ مشيرة إلى أنه لدى أربعة أحزاب من الإتلاف الحكومي القدرة على منع حدوث ذلك دون القيام بتنازلات كبيرة. من جانبها٬ أكدت الصحيفة الناطقة بالهولندية "لاتشتي نيوز" انه في حال لم تقع مفاجآت في اللحظات الأخيرة٬ فجماعة "دينديرلويي" ستصير رهينة اليمين المتطرف٬ لأنه دون دعم اليمين لن يكون بالإمكان حكمها٬ فيما اعتبرت صحيفة "نيوزبلاد" أنه لا ينبغي تهويل حالة "دينديرلويي"٬ مشيرة إلى أن أحزاب الأغلبية لا يمكنهم٬ من حيث المبدأ٬ إبرام اتفاق مع تشكيلة لا تحترم قواعد الديمقراطية.