أكد عبد الرحمان إبهي باحث مغربي في علم الفضاء بجامعة ابن زهر بأكادير أن الحاجة ماسة إلى إنشاء متحف وطني أو جهوي لجمع قطع النيازك المغربية التي تضيع بين جهات مختلفة وتباع بعيدا عن أعين السلطات المختصة٬ خاصة في ظل غياب قوانين على الصعيد الوطني تقنن تجارة النيازك. وأوضح الباحث المغربي٬ في حديث لصحيفة الصحراء المغربية نشرته في عددها الصادر اليوم الخميس٬ أنه سيكون للمتحف والمختبر التابع له دور مهم في توعية ومساعدة الأشخاص العاملين في هذا الميدان (من رحل وسماسرة وهواة )٬ والحيلولة دون النزيف الذي يطال هذه الثروة الوطنية٬ خاصة وأن معظم النيازك المغربية يتم إرسالها إلى فرنسا أو أمريكا للتعرف على طبيعتها٬ الأمر الذي يؤدي غالبا إلى ضياع أهمها٬ نتيجة الجهل بقيمتها الحقيقية. وأضاف أن النيازك إرث وطني٬ وأن مكانها الطبيعي هو متحف وطني لحمايتها ودراستها وإعطاء فرصة التعرف عليها من قبل الباحثين والمهتمين من داخل الوطن وخارجه٬ وهو ما من شأنه٬ بحسب هذا الباحث٬ أن يشجع السياحة الثقافية والعلمية في المغرب. وبخصوص "نيزك تيسينت" الذي عثر عليه مؤخرا قرب مدينة طاطا٬ أوضح الباحث٬ الذي يرأس مختبر دراسة البلورات والمعادن والمواد التابع للجامعة٬ أن الأهمية العلمية الكبيرة لهذا النيزك٬ الذي تم تقييمه بسعر عالي من قبل أحد المتاحف اللندنية٬ تكمن في عدم تعرضه لآثار التلوث المائي ولا للتفاعلات الكيميائية للتربة كما هو الشأن بالنسبة للنيازك القديمة الموجودة فوق الأرض٬ ناهيك عن ما سيكشف عنه من معلومات مهمة حول إنشاء براكين كوكب المريخ وعما إذا كانت به إمكانية للحياة٬ خاصة من خلال التحاليل الممكنة للسوائل والغازات المضمنة داخل جيوبه البلورية. وأضاف أن نتائج التحليل الأولية لهذا النيزك كشفت أنه عبارة عن حجر بركاني من المريخ متكون من بلورات أوليفين وبيروكسين المكونين الأساسيين لجوف الكواكب٬ وأن شظاياه تناثرت على مساحات شاسعة وما تزال بقايا منها موجودة بضواحي مدينة طاطا على خط مسار دخول النيزك للأرض٬ مسجلا احتمال وجود بعض هذه القطع النيزكية مدفونة وتحتاج إلى مزيد من الوقت للتنقيب والحفر والتمشيط٬ خاصة مشيا على الأقدام ضمن مساحة تتجاوز 50 كلم مربعا. وفي ما يتعلق بنتائج البحث الميداني الذي باشره مختبر دراسة البلورات والمعادن والمواد بأكادير على "نيزك تيسينت"٬ أشار الباحث الى أنها ستصدر مرفقة بتوضيحات وبيانات متكاملة وخريطة تبين مناطق وجود الشظايا النيزكية٬ وذلك خلال شهر مارس المقبل ضمن مجلة علمية تصدرها الجمعية الأمريكية لعلم النيازك وأخرى فرنسية متخصصة في علم الفلك. وذكر الباحث بما سبق أن روج له في وسائل إعلام وطنية ودولية بأن عدد النيازك المريخية في العالم هو 50 نيزكا٬ التقط 21 منها في المغرب٬ وجميعها غادرت التراب الوطني دون علم أحد إلى وجهات عالمية حيث بيعت في المزاد العلني بأمريكا٬ وبعضها يوجد في متاحف عالمية٬ مستدركا بالقول أن الضجة الإعلامية التي رافقت "نيزك تيسينت" نجمت عن كونه كان النيزك المريخي المغربي الوحيد الذي شوهد سقوطه بالعين المجردة يوم الأحد 18 يوليوز الماضي بمنطقة طاطا. يشار إلى أن علم النيازك يهتم بدراسة الأحجار الطبيعية السماوية التي تسقط على سطح الأرض وهو علم حديث في العالم عموما والمغرب خاصة.