بعد «شاسينيي» فرنسا 1815، و»شيرغوتي» الهند 1865، و»نخلة» مصر 1911، و»زاغامي» نيجيريا 1962، يختار كوكب المريخ المغرب ليقذف فيه أحد نيازكه. مدينة طاطا التي استقبلت النيزك المريخي، حركت الأساتذة الجامعيين المختصين في علم الفلك والجيولوجيا، ودفعتهم إلى التعمق في البحث، فكشفت الأستاذة الجامعية حسناء الشناوي أودجيهان، أن الحجر النيزكي الذي سقط في يوليوز الماضي بالقرب من قرية «تيسينت» بطاطا، جاء من كوكب المريخ. وأوضحت الأستاذة الشناوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، والتي قادت التحريات الميدانية لفريق من جامعة الحسن الثاني قصد تحديد مكان سقوط هذا الحجر النيزكي، أن سقوط هذا الأخير له طابع استثنائي باعتباره الخامس من نوعه المعروف في العالم. وأضافت الأستاذة الشناوي أن أكبر شظية عثر عليها تقل بقليل عن كيلوغرامين اثنين، فيما تتنوع أوزان الشظايا الأخرى إلى غاية ملليغرامات، مبرزة أن الكتلة المقدرة لجميع الأجزاء، التي عثر عليها، قد تصل إلى 8 كيلوغرام. الأحجار النيزكية تعد صخورا من خارج كوكب الأرض يأتي معظمها من الحزام النيزكي الواقع بين كوكبي المريخ والمشتري، فيما يأتي بعضها، وهو نادر، من الفضاء الأرضي، أو القمر، أو كوكب المريخ. ويعتبر المغرب واحدا من البلدان الغنية في العالم بالموجودات من الأحجار النيزكية، وتم العثور على عدة آلاف منها بالجنوب، كما عثر على جميع الأنواع المعروفة منها والنادرة. وذكرت الأستاذة الشناوي أن تحريات الفرقة المغربية من كلية العلوم بعين الشق، التي احتضنت مختبرا علميا تطبيقيا للتهيئة والهندسة، مكنت من رسم المسافة التي قطعها الشهاب المتفجر من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وتحديد المجال الذي وقع فيه السقوط. وشرعت العديد من المختبرات العلمية الدولية منذ مدة في الاشتغال على هذه العينة لتحديد معطيات دقيقة ومفصلة بخصوص أصل هذا الحجر النيزكي، ومن خلاله الوصول إلى معلومات علمية جديدة عن كوكب المريخ. ويأتي سقوط هذا الحجر بمنطقة «تيسينت» لينضاف إلى ظواهر أخرى مشابهة شهدتها مناطق أخرى من المغرب منها على الخصوص، كما تشير إلى ذلك الخبيرة المغربية، سقوط حجر نيزكي في 22 نونبر 2004 على الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة بمنطقة «سبت لبريكيين» ببنكرير وآخر بمنطقة «تامداخت» بورزازات والذي سقط في 20 دجنبر 2008 في الساعة العاشرة مساء و37 دقيقة. وقد قام فريق علمي تابع لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بتعاون مع متخصصين من مختبرات دولية من بينهم على الخصوص البروفيسور ألبير جامبون من جامعة (بيير إي ماري كوري) بباريس 6 بتصنيف هذه الأحجار النيزكية ومنحها أسماء تعريفية منها الحجر الذي سقط بمنطقة «الهكونية» بالعيون والذي بقي أصله مجهولا بالنسبة للعلماء لمدة طويلة.