أكدت حسناء الشناوي أودجيهان، أستاذة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، يوم الثلاثاء 17 يناير، أن الحجر النيزكي الذي سقط في يوليوز الماضي بالقرب من قرية "تيسينت" بطاطا، جاء من كوكب المريخ. وأوضحت الشناوي، والتي قادت التحريات الميدانية لفريق من جامعة الحسن الثاني قصد تحديد مكان سقوط هذا الحجر النيزكي، أن سقوط هذا الأخير له طابع استثنائي باعتباره الخامس من نوعه المعروف في العالم. وأضافت الشناوي أن أكبر شظية عثر عليها تقل بقليل عن كيلوغرامين اثنين، فيما تتنوع أوزان الشظايا الأخرى إلى غاية ملليغرامات، مبرزة أن الكتلة المقدرة لجميع الأجزاء، التي عثر عليها، قد تصل إلى 8 كيلوغرام. وكانت الأحجار النيزكية الأربعة، المعروفة سابقا عبر العالم، قد سقطت في شاسينيي (فرنسا، أكتوبر 1815)، وشيرغوتي (الهند، 25 غشت 1865)، ونخلة (مصر، 28 يونيو 1911)، وزاغامي (نيجيريا، 3 أكتوبر 1962). وتعد الأحجار النيزكية صخورا من خارج كوكب الأرض يأتي معظمها من الحزام النيزكي الواقع بين كوكبي المريخ والمشتري، فيما يأتي بعضها، وهو نادر، من الفضاء الأرضي، أو القمر، أو كوكب المريخ. ويعتبر المغرب واحدا من البلدان الغنية في العالم بالموجودات من الأحجار النيزكية، وتم العثور على عدة آلاف منها بالجنوب، كما عثر على جميع الأنواع المعروفة منها والنادرة. وذكرت الشناوي أن تحريات الفرقة المغربية من كلية العلوم بعين الشق، التي احتضنت مختبرا علميا تطبيقيا للتهيئة والهندسة، مكنت من رسم المسافة التي قطعها الشهاب المتفجر من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وتحديد المجال الذي وقع فيه السقوط. وكان رحل من منطقة وادي درعة، وكذا عدد من سكان مدينة طاطا قد لا حظوا الحجر النيزكي ليلة 18 يوليوز الماضي على الساعة الثانية صباحا تقريبا، والذي كان يتخذ في البداية لونا أصفر، ثم أصبح أخضر قبل أن ينشطر إلى جزئين، كما سمعوا انفجاريين قويين. وقام العديد من الأشخاص بالبحث، خلال عدة أسابيع، عن هذا الحجر، الذي لم يعثر عن أول شظية منه إلا في نهاية أكتوبر الماضي. وأضافت الشناوي أن تصنيف هذا الحجر النيزكي قام به البروفيسور توني إيرفين، من جامعة واشنطن، والذي أكد أن الأمر يتعلق بحجر نيزكي من المريخ من نوع شيرغوتيت. وشرعت العديد من المختبرات العلمية الدولية منذ مدة في الاشتغال على هذه العينة لتحديد معطيات دقيقة ومفصلة بخصوص أصل هذا الحجر النيزكي، ومن خلاله الوصول إلى معلومات علمية جديدة عن كوكب المريخ. ويأتي سقوط هذا الحجر بمنطقة "تيسينت" لينضاف إلى ظواهر أخرى مشابهة شهدتها مناطق أخرى من المغرب منها على الخصوص، كما تشير إلى ذلك الخبيرة المغربية، سقوط حجر نيزكي في 22 نونبر 2004 على الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة بمنطقة "سبت لبريكيين" ببنكرير وآخر بمنطقة "تامداخت" بورزازات والذي سقط في 20 دجنبر 2008 في الساعة العاشرة مساء و37 دقيقة. وقد قام فريق علمي تابع لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بتعاون مع متخصصين من مختبرات دولية من بينهم على الخصوص البروفيسور ألبير جامبون من جامعة (بيير إي ماري كوري) بباريس 6 بتصنيف هذه الأحجار النيزكية ومنحها أسماء تعريفية منها الحجر الذي سقط بمنطقة "الهكونية" بالعيون والذي بقي أصله مجهولا بالنسبة للعلماء لمدة طويلة. ويعتبر تحديد أصل الحجر النيزكي الذي سقط ب"تيسينت" مفخرة لفريق العمل لكونه سيمكن من وضع قائمة بأسماء الأماكن المغربية التي توجد بها أحجار نيزكية والتي جرت العادة على تسميتها ب(إن دوبل في أ) أي (شمال غرب إفريقيا) متبوعة برقم تسلسلي تبعا لعدد الأحجار التي تم العثور عليها وذلك لغياب معلومات دقيقة تتعلق بمكان تجميع هذه العينات القادمة من مختلف مناطق جنوب المغرب. --- تعليق الصورة: شخصان يبحثان عن شظايا من الحجر النيزكي صحراء طاطا