استأثرت قمة الاتحاد الأوروبي حول الطاقة ومكافحة التهرب الضريبي٬ وتطورات الوضع في سورية٬ والركود الاقتصادي بجزر الكناري خلال سنة 2013٬ وعودة رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوصي ماريا أثنار إلى المشهد السياسي لبلاده٬ باهتمام الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء. وهكذا٬ قللت صحيفة (ليبر بيلجيك) في افتتاحيتها من إمكانية اتخاذ قرارات ملزمة من طرف القادة الأوروبيين الذين يعقدون قمة حول الطاقة ومكافحة التهرب الضريبي بالقارة. وذكرت صحيفة (لو سوار) في مقال تحت عنوان "قمة واحدة٬ موضوعان٬ أربع ساعات"٬ أن القمة المخصصة لمناقشة موضوعين هامين على الساحة الأوروبية لن تدوم إلا أربع ساعات٬ مقللة من أهمية النتائج التي ستسفر عنها. وفي فرنسا٬ وفضلا عن الاهتمام بقمة الاتحاد الأوروبي حول الطاقة ومكافحة التهرب الضريبي٬ خصصت الصحف الفرنسية أيضا حيزا للوضع الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة٬ الذي يتلقى العلاج بباريس٬ والخسائر التي أسفر عنها الإعصار الذي ضرب ضاحية أوكلاهوما بالولاياتالمتحدة. وحول القمة الأوروبية لمكافحة التهرب الضريبي٬ كتبت صحيفة (ليبيراسيون) أن القمة تعقد في أفق تمكين الدول الأعضاء "التي تعاني من العجز"٬ من تجاوز النقص المسجل واسترجاع الأموال المختفية" من خلال الملاذات الضريبية٬ "عوض توسيع برامج التقشف". واعتبرت صحيفة (لوفيغارو) في مقال تحت عنوان "أوروبا تهاجم الملاذات الضريبية"٬ أنه من أجل مكافحة التهرب الضريبي٬ المقدر بألف مليار أورو٬ تؤكد العواصم الأوروبية الكبرى (باريس ولندن وبرلين) على ضرورة رفع السرية البنكية على التبادل الأوتوماتيكي للمعلومات الضريبية بين الدول. ونقلت صحيفة (لي زيكو) عن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو حثه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تعميم تبادل المعطيات المصرفية على كل أنواع الموارد من أجل مكافحة التهرب الضريبي بشكل أفضل. وفي سويسرا٬ ركزت الصحف المحلية على المؤتمر الذي دعت إليه واشنطن وموسكو بغية إيجاد حل سياسي للملف السوري. وفي هذا الصدد٬ رأت صحيفة (تريبين دو جونيف) أن الأزمة السورية تشهد "منعطفا جديدا"٬ مؤكدة أن "هناك إشارات قوية لانتقال الأزمة إلى المنطقة٬ وخاصة في لبنان". وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي يجري فيه التحضير لمؤتمر جنيف٬ "تتزايد مخاطر عدم الاستقرار في لبنان". من جهتها٬ اهتمت الصحف الإيطالية بتوجه رئيس الحكومة الجديد٬ إنريكو ليتا٬ لبروكسيل من أجل المشاركة في القمة الاوروبي حول الطاقة ومكافحة التهرب الضريبي. وأكدت صحيفة (لاستامبا) أن رئيس الحكومة الايطالية على ضرورة فرض الشفافية على الصعيد الأوروبي في مكافحة الاحتيال الضريبي٬ داعيا إلى إعطاء دفعة جديدة لعمل الاتحاد. وأشارت صحيفة (لاريبوبليكا) أن هذه القمة تشكل فرصة بالنسبة لرئيس الحكومة الجديد لعقد مشاورات مع القادة الأوروبيين الذين لم يلتقيهم بعد٬ والتطرق "للمعركة السياسية الأساسية" المتعلقة بدعم النمو وخلق فرص الشغل للشباب خلال القمة الأوروبية المرتقبة في آخر يونيو المقبل. وفي البرتغال٬ سلطت الصحف المحلية الضوء على النقاشات الدائرة بين المركزيتين النقابيتين الكبريين في البلاد٬ الكونفدرالية العامة للشغالين البرتغاليين والاتحاد العام للشغالين٬ من أجل إطلاق دعوة مشتركة للإضراب في قطاع الوظيفة العمومية. وذكرت صحيفة (بوبليكو) أن الفدرالية الوطنية للأساتذة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية العامة للشغالين البرتغاليين سبق وأن دعت إلى إضراب الأساتذة يوم 17 يونيو المقبل٬ مضيفة أن الفيدرالية الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد العام للشغالين٬ قررت تبني هذا التاريخ بحكم تزامنه مع فترة امتحانات نهاية السنة. وفي إسبانيا٬ ركزت الصحف المحلية اهتماماتها على تصريحات رئيس الحكومة السابق خوصي ماريا أثنار (1996 – 2004) الذي أعلن عودته إلى الحياة السياسة. وكتبت صحيفة (أ بي سي) في هذا الصدد أن أثنار "ترك الباب مفتوحا حول احتمال عودته إلى الواجهة السياسية" بإسبانيا٬ مشيرة إلى أن الرئيس السابق للحزب الشعبي (الحاكم) استغل الحوار الذي أجرته معه القناة التلفزية (أنتينا 3) للإعلان عن نواياه السياسية. وأوردت اليومية٬ المقربة من الحزب الشعبي٬ رد خوصي ماريا أثنار٬ خلال هذا اللقاء الذي بثته (أنتينا 3) مساء أمس الثلاثاء٬ على سؤال حول احتمال عودته إلى الساحة السياسية٬ قائلا "لم أتخل قط عن مسؤولياتي٬ وأنا ملتزم بإرضاء ضميري والوفاء لحزبي ولوطني". ومن جهتها٬ أوضحت صحيفة (إلموندو) أن "أثنار لا يستبعد العودة إلى معترك السياسة"٬ مشيرة إلى أنه فضلا عن الجانب السياسي٬ انتقد أثنار تدبير رئيس الحكومة الحالي ماريانو راخوي للشأن العام للبلاد٬ داعيا إياه إلى خفض الضرائب واحترام التزاماته الانتخابية. وبدورها٬ كتبت صحيفة (إلباييس) أن أثنار عبر عن عزمه العودة إلى السياسة منتقدا علنا السياسة الاقتصادية لراخوي ولوزير الاقتصاد كريستوبال مونتورو٬ مشيرة إلى أن رئيس الحكومة السابق دعا إلى تحديد "أهداف تاريخية متجددة٬ ومشروع سياسي واضح وليس عمل سياسي مقرر". وفي جزر الكناري٬ اهتمت الصحف المحلية بالركود الاقتصادي العميق الذي طبع الأرخبيل خلال سنة 2013. وذكرت صحيفة (كنارياس 7) أن تقرير الكونفدرالية الإسبانية لمنظمات المقاولات (فرع تينيريفي) أفاد بأنه على عكس توقعات انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي ب0,8 في المائة٬ انخفض بواحد في المائة. وفي ما يخص معدل البطالة٬ أوضحت الصحيفة أنه بحسب نتائج الربع الأول من هذه السنة٬ فقد تم فقدان 9 آلاف و500 فرصة شغل٬ مؤكدة أن عدد العاطلين عن العمل يمكن أن يتعدى سقف 400 ألف عاطل في يونيو المقبل٬ وأن نسبة البطالة قد تصل إلى نحو 35 في المائة نهاية العام الجاري. وفي بريطانيا٬ سلطت الصحف المحلية الضوء على التجاذبات التي تشهدها الساحة السياسية البريطانية٬ سواء على مستوى حكومة ائتلاف المحافظين والليبراليين الديمقراطيين٬ أو داخل أروقة ودهاليز حزب المحافظين نفسه. ونشرت صحيفة (الغارديان) من جانبها مقتطفات من الخطاب الذي سيلقيه نيك كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين٬ الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي٬ اليوم٬ والذي يؤكده على تشبث حزبه بالاستمرار في تحالفه مع حزب المحافظين إلى غاية نهاية الولاية التشريعية الحالية سنة 2015. ويشدد كليغ في خطابه على وحدة الحكومة وقوتها وتماسكها٬ بالرغم من كل ما يقال عن ضعفها وتفتت صفوفها٬ مشيرا إلى أنها ستواصل خططها الإصلاحية. وأبرز زعيم الليبراليين الديمقراطيين٬ في هذا السياق٬ سعي الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى تنفيذ إصلاحات وبرامج كبيرة وقوية على مستوى الرعاية الاجتماعية والتعليم والاقتصاد. ووصفت صحيفة (الصن) من جانبها٬ خطاب نيك كليغ بأنه "إهانة" قوية وبالغة لديفيد كاميرون. وأشارت في هذا السياق إلى أن نائب رئيس الوزراء سيؤكد في خطابه على "أنه حان الوقت للعودة لمواصلة الحكم"٬ وذلك في إشارة إلى حالة الانقسام الشديدة التي سادت صفوف حزب المحافظين الحاكم وأوهنت قوته٬ وصرفت انتباهه عن قضايا تدبير الشأن الحكومي. وأكدت (الصن) أن خطاب نيك كليغ يتضمن تشديدا على ضرورة عودة المحافظين إلى الانكباب على القضايا المصيرية للشعب البريطاني٬ عوض الانغماس في مشاكلهم الداخلية. وانتقدت صحيفة (الديلي ميل) من جانبها٬ الوضع السياسي والحزبي السائد حاليا في بريطانيا٬ مشيرة إلى أنه من الغريب جدا أن نعيش اليوم في عالم يرسل فيه رئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين رسائل إلكترونية إلى نواب حزبه في البرلمان يستجدي فيها رضاهم ويؤكد على أهميتهم وقيمتهم الكبرى بالنسبة له. وعبرت الصحيفة عن الأسف للوضع الذي آل إليه حزب المحافظين٬ مؤكدة أن ديفيد كاميرون يجد نفسه محاطا بأناس لا يعبأون بقيم الحزب وأخلاقياته. ومن جهة أخرى٬ خصصت صحيفة (التايمز) موضوعها الرئيسي للحديث عن فوز 600 مترجم أفغاني بالحق في الإقامة ببريطانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن المترجمين٬ الذين عملوا مع القوات البريطانية في أفغانستان لمدة لا تقل عن 12 شهرا٬ سيحصلون على تأشيرة دخول للمملكة المتحدة تخول لهم٬ ولذويهم الأقربون٬ حق الإقامة بها لمدة خمس سنوات على الأقل. وأبرزت الصحيفة٬ التي قادت حملة لدعم المترجمين الأفغان في معركتهم ضد الحكومة البريطانية٬ أن الإعلان عن هذا القرار يعد انتصارا لهؤلاء الذين شددوا على أن حياتهم ستكون مهددة بعد انسحاب القوات البريطانية من أفغانستان سنة 2014٬ مشيرة إلى أنهم أجبروا الحكومة البريطانية على تغيير موقفها السابق. وفي ألمانيا٬ ركزت الصحافة المحلية اهتمامها على الانتقادات المتزايدة لوزير الدفاع الألماني توماس دي ميتزير بسبب فشل مشروع "هوك الأورو"٬ وبالذكرى ال150 لتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني. وبخصوص التصعيد من حدة الانتقادات لوزير الدفاع الألماني على خلفية التخلي عن مشروع برنامج تطوير طائرات بدون طيار بسبب عدم الترخيص لها للتحليق في الأجواء الأوروبية٬ كتبت صحيفة (راينبفالتز) أن هذه المغامرة لا يعرف المدى الحقيقي لها٬ متسائلة عما إذا كان الوزير يدرك منذ فترة طويلة حقيقة المشروع. أما (زود دويتشه تسايتونغ)٬ فأشارت إلى أنه "لا يمكن ربط نهاية المشروع بنهاية دي ميتزير لأنه ليس المسؤول الأول عن العقد٬ الذي اكتمل في سنة 2007 وبنوده السرية لم يضعها هو"٬ فيما ترى (فرانكفوتر أليغماينه) أن هناك أسباب وجيهة للنظر في مسألة إسقاط دي ميتزير خاصة دعم حزبه وجماعته والثقة التي يحظى بها تاريخ المستشارة ميركل. من جهتها٬ ذكرت صحيفة (باديشن نويشتان ناخشيشتن) بأن مشروع الطائرات كان واضحا للجميع أنه لن يحصل على الموافقة وتناولته لجنة برلمانية في صيف 2011 حيث لم يمض دي ميتزير حينها إلا أشهر قليلة في منصبه. كما تناولت الصحف احتفال الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض بالذكرى 150 على تأسيسه٬ حيث كتبت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن "الحزب حقق على مدى العقود الماضية إنجازات تشكل مصدر فخر له"٬ مشيرة إلى أن الحزب الذي أخذ بزمام السلطة ما بين 1998-2009 "يبدو أنه بدأ يستعيد قوته في الوقت الراهن (...) إلا أنه رغم كل الجهود٬ لم يتمكن من بلوغ الشعبية التي يتمتع بها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي". وفي هولندا٬ أبرزت الصحف المحلية نتائج دراسة أنجزها باحثان٬ وأظهرت أن الأشخاص الذين يصوتون على بعض الأحزاب٬ لاسيما الشعبوية٬ يعتقدون أكثر بنظرية المؤامرة وتصرفات شركة آبل الأمريكية العملاقة بخصوص التهرب الضريبي. وكتبت صحيفة (فولكسكرانت) تحت عنوان "آبل لا تدفع إلا 0,2 في المائة من الضرائب"٬ أن الشركة الأمريكية العملاقة التي تحصد أرباحا هائلة٬ لم تدفع سنة 2012 إلا 5 ملايين أورو لمكتب الضرائب الهولندي٬ وهو ما يمثل 0,2 في المائة فقط من رقم أعمال فرعها بهولندا. وفي روسيا٬ قالت صحيفة (أر بي كا ديلي) أن عالم الفيزياء السوفياتي روالد ساغدييف٬ الذي يعيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية٬ عبر للصحيفة عن اعتقاده بأن اقتراب إيران من صنع السلاح النووي يحث الكثير من دول العالم العربي خاصة الجزائر والسعودية ومصر٬ على اكتساب التكنولوجيا النووية لكي تتعامل مع إيران وفق قاعدة الند للند. أما صحيفة (كوميرسانت) فقد أوضحت أن وليام هيغ وزير خارجية بريطانيا٬ وأحد ألد أعداء الرئيس السوري بشار الاسد٬ غير موقفه من النزاع السوري٬ موضحة أنه في خطابه في مجلس العموم البريطاني٬ دعا المعارضة السورية إلى الموافقة على التفاوض مع السلطات٬ دون فرض شروط مسبقة مثل استقالة بشار الاسد. ووصف وزير خارجية بريطانيا٬ تضيف الصحيفة٬ الوضع بسورية بأنه يمكن أن يتطور في اتجاه مسارين. الأول٬ مأساوي٬ وهو استمرار الحرب وسقوط ضحايا جدد وفوضى وانهيار البلاد٬ والثاني يهم التفاوض ووقف سفك الدماء وتشكيل حكومة انتقالية. وفي السياق ذاته٬ قالت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) أن القوات الحكومية السورية استعادت السيطرة على مدينة القصير قرب الحدود مع لبنان٬ والتي كان نحو 60 في المائة من إمدادات السلاح والذخيرة يأتي عبرها إلى قوات المعارضة في سوريا. وأشارت (نيزافيسيمايا غازيتا) إلى أن الجيش السوري استعاد السيطرة على القصير بمساعدة حزب الله اللبناني٬ مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر للرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال مكالمة هاتفية عن قلقه إزاء تزايد دور حزب الله في الأزمة السورية.