تطرقت الصحف الأوروبية٬ الصادرة اليوم السبت٬ لعدد من المواضيع التي تستأثر باهتمام الرأي العام الأوروبي في مقدمتها الشكوك المعبر عنها من قبل سويسرا بخصوص إبرام اتفاق ضريبي على الرساميل مع ايطاليا قبل سنة 2015 ٬ ونتائج آخر استطلاع للرأي في بلجيكا توقع حصول الحزب القومي الفلاماني على 39 في المائة من نوايا التصويت بإقليم فلاندر خلال الانتخابات المزمع تنظيمها في ماي 2014 ٬ والتوقعات الاقتصادية الجديدة٬ التي عممتها أمس الجمعة المفوضية الأوروبية٬ ورسمت صورة قاتمة عن النشاط الاقتصادي بالبرتغال٬ وكذا التدابير المتخذة من قبل الحكومة الاسبانية للحد من البطالة في صفوف الشباب وتعزيز روح المبادرة. وهكذا٬ ركزت الصحافة البلجيكية اهتمامها على نتائج آخر استطلاع للرأي توقع حصول الحزب القومي الفلاماني على 39 في المائة من نوايا التصويت بإقليم فلاندر خلال الانتخابات المقبلة الاتحادية والجهوية المقرر تنظيمها في ماي 2014٬ وهو ارتفاع تم على حساب حزب اليمين المتطرف الفلاماني الذي تدحرجت شعبيته إلى 6,8 في المائة. وتحت عنوان "الحزب القومي يقفز إلى 39 في المائة ويزيح حزب اليمين المتطرف"٬ كتبت صحيفة (لوسوار) أن التقدم الذي أحرزه الحزب القوي (بزائد 3,6 في المائة مقارنة مع آخر استطلاع أنجز في نونبر 2012) جاء على حساب حزب اليمن المتطرف. وبخصوص الاتفاق الضريبي على الرساميل بين سويسرا وايطاليا٬ نقلت صحيفة (الكورييري دي لا سيرا) عن المستشارة الفيدرالية السويسرية في الشؤون الاقتصادية٬ افلين ويدماير شلومبف قولها إنه "حتى ولو أمكن التوقيع على هذا الاتفاق خلال السنة الجارية٬ فانه لن يدخل حيز التنفيذ قبل سنة 2015". ولاحظت الصحيفة أن هذا التصريح أحرج برلسكوني الذي كان يسعى إلى استخدام الأموال المستخلصة من هذه الضريبة لاسترجاع مبالغ الضريبة العقارية والسكنية التي دفعت عام 2012" وقاربت قيمتها أربعة ملايير أورو. وارتباطا بالموضوع ذاته٬ تحدثت صحيفة (الميساجيرو) عن "عرقلة" سويسرا لمساعي برلسكوني الذي جعل من استرجاع عائدات الضريبة العقارية والسكنية لأصحابها معركته الأساسية. نفس الملاحظة أبدتها صحيفة (لاستامبا)٬ حين أشارت إلى أنه لتجنب أي عرقلة فقد تعهد برلسكوني بأن يفي بالتزاماته حتى لو تطلب منه الأمر الاعتماد على أمواله الخاصة. وفي البرتغال٬ سلطت الصحف المحلية الضوء على التوقعات الاقتصادية الجديدة التي نشرت أمس من قبل المفوضية الأوروبية والتي رسمت صورة قاتمة جدا للنشاط الاقتصادي بالبرتغال. فتحت عنوان "البرتغال من بين البلدان الأكثر تضررا٬" أشارت صحيفة (بوبليكو) إلى أن توقعات الاتحاد الأوروبي الاقتصادية القاتمة أظهرت أن "البلاد لا تزال في حالة ركود هذا العام مع انكماش اقتصادي بلغ 1,9 في المائةº أي ضعف ما كان متوقعا في الأصل (1 في المائة ). ومن جهتها٬ كتبت صحيفة (لوجورنال دي نيغوسيوس) أن المفوضية الأوروبية للشؤون الاقتصادية٬ أولي رين٬ قد صرحت أنه من السابق لأوانه بحث مسألة منح مزيد من الوقت لتصويب الأوضاع المالية في البرتغال٬ في حين تنتظر لشبونة التفاتة من قبل بروكسيل٬ كما تعتزم أن تطلب من الترويكا (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) ودائنيها٬ والتي ستبدأ الاثنين المقبل الجولة السابعة الربع سنوية لفحص حجم تنفيد خطة المساعدات٬ سنة أخرى إضافية لتخفيض العجز المحدد في 4,5 في المائة. أما في سويسرا فقد اهتمت الصحف بالانتخابات في الجارة ايطاليا٬ وفي هذا الصدد توقعت صحيفة (لاتريبن دو جنيف) حصول تعادل مع فوز يسار الوسط بوفرة على مستوى مقاعد مجلس النواب وتراجع في مجلس الشيوخ٬ وهو ما قد يجبر البلاد على العودة إلى صناديق الاقتراع في غضون أشهر قليلة. وعلى صعيد آخر٬ عبرت صحيفة ( لوتون ) عن تخوفها من المخاطر الاجتماعية التي قد تلحق بأوروبا٬ مشيرة إلى أنه لا مجال للتفاؤل بعد صدور تقرير المفوضية الأوروبية حول التوقعات الاقتصادية. وبحسب الصحيفة٬ إذا كانت الأزمة المالية والاقتصادية قد كشفت عن جل ملامحها فإن أزمة اجتماعية جديدة بصدد الولادة. واهتمت الصحف الروسية بالعلاقات بين موسكو وواشنطن. وفي هذا الصدد قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إن الخطاب البرنامجي الأول لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي ألقاه في جامعة ولاية فيرجينيا منذ توليه منصبه الجديد٬ تضمن فكرة أساسية مفادها٬ أن دعم السلام بواسطة الجهود الدبلوماسية أرخص بكثير من استخدام الجيش٬ موضحا أن أمريكا الآن بحاجة للتجارة لا للحرب. وأضافت الصحيفة أنه فضلا عن ذلك عدد رئيس الدبلوماسية الأمريكية بضعة اتجاهات ذات أولوية٬ مشيرا٬ على وجه الخصوص٬ إلى المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لعقد اتفاقية تجارية شاملة٬ وضرورة "اللحاق بالصين وتجاوزها" في "الغزو" الاقتصادي للقارة الإفريقية الواعدة. ومن جهتها٬ لاحظت صحيفة "نوفي ازفيستيا" أن صندوق النقد الدولي يتوقع نموا للاقتصاد الروسي في عام 2013 يصل إلى 3,75 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وأوضحت الصحيفة أن صندوق النقد الدولي كان أكثر تفاؤلا من وزارة التنمية الاقتصادية الروسية التي توقعت 3,6 في المائة فقط٬ مبرزة أنه لتحقيق مزيد من النجاح يجب بذل جهود كبيرة من أجل تغيير السياسة الاقتصادية للبلاد وتحسين بيئة الأعمال وفعالية السياسة المالية. ومن جانبه٬ تطرق الموقع الإلكتروني "راشن رت" إلى أنه تم العثور في إحدى المدن بمالي على تعليمات تركها مقاتلو "القاعدة" تتألف من 22 بندا وتتضمن طرق الحماية من الطائرات الأمريكية بلا طيار٬ ويعتبر العسكريون أن نسخة التعليمات التي عثر عليها في أحد المنازل الذي كان يقيم فيه إسلاميون قبل دخول القوات الفرنسية تدل على مدى تنظيم الإدارة والتحكم في شبكة المتطرفين. وفي فرنسا٬ أولت الصحف المحلية اهتماما بالمعرض الدولي للزراعة في باريس الذي يفتتح اليوم٬ مركزة على قضية لحوم الخيول التي هزت القطاع الأوروبي للحوم والصناعة الغذائية والتوزيع والمستهلكين. وفي هذا الصدد٬ كتبت صحيفة (لوموند) "إننا أمام احتيال كبير على المستوى الأوروبي٬ سمح بتسريب وجبات طعام من لحوم الخيول لأكثر من ستة أشهر على أنها لحوم بقر"٬ مبرزة أن الرئيس فرانسوا هولاند يريد بقوة٬ من خلال تدشين هذا المعرض الدولي الكبير٬"طمأنة الجمهور حول جودة اللحوم الفرنسية". وفي المقابل٬ لاحظت جريدة (ليبيراسيون) أن قضية لحوم الخيول "كشفت التناقضات الكبيرة التي يعرفها قطاع الصناعة الغذائية". ومن جهتها٬ اعتبرت صحيفة (لو باريزيان) أنه بعد مرور أكثر من عشر سنوات على أزمة جنون البقر تأتي قضية تسويق لحوم الخيول "لتجدد المخاوف إزاء قطاع الصناعة الغذائية". أما الصحف البريطانية فاهتمت بقرار وكالة التصنيف المالي الائتماني (موديز) تخفيض التصنيف الائتماني السيادي لبريطانيا٬ مؤكدة أنه يشكل ضربة موجعة للحكومة البريطانية التي يقودها حزب المحافظين. وأشارت صحيفة (الغارديان) في مقال بعنوان (أوزبورن تحت الضغط) إلى أن قرار وكالة (موديز) سيكثف من حجم الضغوط التي يتعرض لها وزير الاقتصاد والمالية جورج أوزبورن٬ والذي كان قد التزم بالحفاظ على التصنيف السيادي للمملكة المتحدة بالرغم من اعتماد حكومته لخطة تقشف صارمة تسعى إلى تقليص عجز الميزانية. وأضافت (الغارديان) أنه سيكون لفقدان بريطانيا تصنيفها في فئة (أ أ أ)٬ لأول مرة منذ سنة 1978٬ عواقب سياسية هامة بالنسبة لحكومة الائتلاف٬ مشيرة إلى أن المحافظين وخصومهم العمال (المعارضة)٬ يتفقون على أن الحسم في معركة الانتخابات التشريعية القادمة (2015) سيتم على أساس الاختيارات والقضايا الاقتصادية. ومن جانبها٬ اعتبرت صحيفة (الأندبندنت) أن الإعلان عن تخفيض التصنيف الائتماني السيادي لبريطانيا٬ مساء أمس الجمعة٬ أي بعد إغلاق الأسواق المالية العالمية٬ سيساهم في تخفيف آثار الصدمة بالنسبة للمستثمرين الذين كانوا ينتظرون مثل هذا القرار منذ شهور عديدة. وأبرزت الصحيفة أنه بالرغم من الانعكاسات الاقتصادية المحدودة لهذا القرار٬ فإنه يتوقع أن تكون له تداعيات سياسية كبيرة٬ ولاسيما بالنسبة لوزير الاقتصاد والمالية الذي طالب بمحاسبته على أساس حفاظ بريطانيا على تصنيفها الائتماني السيادي. وشددت صحيفة (الفاينانشال تايمز) على أن قرار وكالة (موديز) يشكل ضربة قوية لمصداقية جورج أوزبورن٬ مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بأكبر انتكاسة يتعرض لها منذ تحمله حقيبة الاقتصاد والمالية. وأشارت الصحيفة إلى أن تخفيض التصنيف الائتماني للمملكة المتحدة يشكل "الاختبار الأصعب" لأي سياسة اقتصادية للحكومة٬ مؤكدة على أن قرار (موديز) سيعزز مواقف المعارضة العمالية ويساهم في إضعاف تلاحم الائتلاف الحكومي. ومن جهتها٬ ركزت الصحف الألمانية اهتمامها بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الألماني يواكيم غاوك٬ وبالإسلاميين المتطرفين المقيمين في أوروبا الذين يتوجهون إلى سورية٬ إلى جانب وضع القوات الألمانية في أفغانستان ما بعد 2014. وتناولت جميع الصحف الألمانية خطاب الرئيس الألماني الذي ألقاه أمس بقصر الرئاسة في برلين والذي دعا فيه بريطانيا إلى عدم مغادرة الاتحاد الأوروبي وإلى تقوية روابط هذا التكتل من أجل تجاوز أزماته. وأبرزت صحيفة (دي فيلت) أن الرئيس حرص في أول خطاب سياسي له على طمأنه الأوروبيين من القلق الذي قد يساورهم بشأن دور ألمانيا التي ليست لها نوايا في التحكم والهيمنة على سياسة القارة٬ وتأكيده على أن الاندماج? بين دولها سيؤدي حتما إلى انتماء ألمانيا بشكل أكبر للقارة٬ ودعوته إلى اعتبار أوروبا اتحادا تتقاسم فيه الدول مجموعة من القيم. وعلقت (برلينر تسايتونغ) من جهتها على مضمون خطاب الرئيس الذي ركز على أوروبا٬ بأنه جاء في وقت مناسب٬ خاصة وأن الاتحاد يمر بظرفية صعبة٬ حيث ذهب الحماس حول الوحدة والتكامل الأوروبيين وأضحت الثقة تتلاشى بشكل متزايد٬ لذلك أكد الرئيس على الحاجة إلى الاهتمام أكثر بقضايا تستأثر باهتمام المواطنين في أوروبا والتحلي بالشجاعة في اتخاذ القرارات. وتحت عنوان "الإسلاميون المقيمون في أوروبا يتوجهون نحو سورية" كتبت (دير تاغسشبيغل) أن نحو 200 متطرف إسلامي مقيم في بلدان أوروبا توجهوا إلى سورية للمشاركة في الحرب الأهلية الدائرة هناك٬ مشيرة إلى نحو 100 من بين هؤلاء قدموا من بريطانيا وألمانيا٬ وأنه منذ بداية هذا العام توجه من أجل المساعدة وتقديم التبرعات ما لا يقل عن اثني عشر من السلفيين إلى سورية٬ أغلبهم من برلين٬ وجميعهم ينتمون إلى "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة. كما لاحظت أن الحرب الأهلية السورية حظيت في الأشهر الأخيرة باهتمام كبير من قبل السلفيين. ومن جانب آخر٬ نقلت عدد من الصحف عن وزير الدفاع الألماني٬ توماس دي ميزير أن عددا من القوات الألمانية ستبقى في شمال أفغانستان ضمن قوات شمال الحلف الأطلسي دون أن يحدد عددهم. ونقلت صحيفة (بيلد) عن وزير الدفاع بأن نظيره الأمريكي ليون بانيتا أكد له إن بلاده ستبقي على نحو 8 إلى 12 ألف جندي في أفغانستان في إطار مهمة الحلف الخاصة بتدريب القوات الأفغانية٬ مشيرة إلى أن الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن أكد هو الآخر أن القوات خلال مهمة ما بعد 2014 ستكون "أصغر بكثير في الحجم" عن قوات المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" الحالية. إلا أن الصحيفة٬ التي لاحظت أن اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل أمس اتسم بالارتباك٬ أشارت إلى أن وزير الدفاع الأمريكي كان يقصد في تصريحه أن ما بين 8 آلاف و12 ألف جندي في مجموع قوات حلف شمال الأطلسي وليس القوات الأمريكية.