ركزت الصحف الأوروبية٬ الصادرة اليوم الأربعاء٬ اهتمامها على الوضع في تونس٬ واختطاف السياح الفرنسيين بشمال الكاميرون٬ والانتخابات في ايطاليا٬ ومهمة التقييم الجديدة للربع السنوي من تنفيذ مخطط الإنقاذ بالبرتغال٬ وفضيحة التنصت على المكالمات الهاتفية بكاطالونيا٬ وكذا الزيادة المتوقعة في أسعار المنتجات الطاقية ببريطانيا. وعادت الصحف الفرنسية بقوة إلى تناول موضوع اختطاف سبعة سياح فرنسيين من نفس الأسرة بشمال الكاميرون٬ من بينهم أطفال صغار٬ وأيضا مصير الرهائن الآخرين الواقعين في أيدي "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بالساحل٬ وذلك على خلفية التدخل الفرنسي بشمال مالي. وأشارت صحيفة (لوفيغارو) إلى أنه بعملية "الاختطاف الجديدة هاته٬ الأولى المستهدفة للغربيين بهذه المنطقة من إفريقيا الوسطى٬ أصبح لفرنسا 15 رهينة بالخارج جميعهم محتجزون بمالي أو بالمنطقة٬ ويرتبط مصيرهم٬ أكثر من أي وقت مضى٬ بتدخل فرنسا في هذا البلد في إطار محاربة الإرهاب". وبالنسبة لصحيفة (لو باريزيان) "يتسع التهديد الإسلامي بغرب إفريقيا" مع هذا الاختطاف المنسوب إلى طائفة "المتعطشين للدماء" (بوكو حرام)٬ "التنظيم الإسلامي الرئيسي بالنيجير" الذي أسس "في غضون سنوات قلائل القائمة الأكثر رعبا بالقارة الإفريقية" بآلاف القتلى. وبتأكيدها على أن الجماعات الإسلامية وضعت٬ منذ سنوات عديدة٬ فرنسا ضمن أهدافها الرئيسية متهمة إياها بالعداء للإسلام٬ أشارت صحيفة (لبيراسيون) إلى أن باريس حرصت على عدم نعت خصمها بمصطلح "الإسلامي" وإنما ب"الإرهابي" في عملية سرفال بمالي. وفي القراءات المخصصة لأحدث عروض الشاشة الكبيرة خلال أسبوع٬ اهتمت الصحف الفرنسية بالفيلم المغربي "يا خيل الله" لنبيل عيوش الذي سيعرض بقاعات السينما الفرنسية ابتداء من اليوم الأربعاء٬ حيث رحبت الأقلام٬ التي تناولت الموضوع بهذا الاشتغال السينمائي على رواية ماحي بين بين "نجوم سيدي مومن" المستوحاة من الهجمات الإرهابية التي شهدتها الدارالبيضاء في ماي 2003 º حيث اعتبرت (لا كروا) أن الفيلم "يهز المشاهد بواقعيته وبطابعه الفريد في الانحدار بدون هوادة نحو الجحيم"٬ فيما اعتبرته (لوفيغارو) "فيلم الصدمة عن استقطاب الإرهابيين لشباب مدن الصفيح بسيدي مومن"٬ أو ما وصفته (لو باريزيان) بأنه "إعادة بناء ملحوظة لمسار شقيقين في انحدارهما البطيء نحو جحيم الإرهاب٬ في سياق معالجة لم تسلك أسلوبا برهانيا أو عنيفا٬ وإنما توسلت بيقظة شديدة للكاميرا في التقاط مكونات المشهد في مجمله كما نسج خيوطه٬ ببطء وتؤدة٬ المتطرفون". وفي ألمانيا٬ تناولت الصحف مواضيع مختلفة٬ كان أبرزها حكم المحكمة الدستورية الألمانية على تعديل قانون تبني الأطفال من قبل المثليين٬ وقضية الفساد في إسبانيا٬ إلى جانب تطور الوضع السياسي في تونس. واحتل الصفحات الأولى للصحف موضوع مصادقة المحكمة الدستورية الألمانية أمس على قرار يرفع الحظر المفروض على تبني المثليين لأطفال كانوا إما متبنين من قبل أحد الشريكين أو أطفال بيولوجيين من زواج سابق٬ واعتبرت أن الحظر يتعارض مع مبدأ المساواة بين المواطنين. واعتبرت (فرانكفوتر أليغماينه)٬ في تعليقها تحت عنوان "محكمة كارلسروه تعزز حقوق الأزواج مثليي الجنس"٬ أن هذا القرار لا يتعارض مع مصالح الأطفال بل يحميهم ويضمن لهم جميع الحقوق من رعاية وإرث ونفقة في حال انفصال أو وفاة أحد الشريكين٬ مشيرة إلى أن المحكمة قضت بهذا الخصوص بأن يسن المشرع الألماني قوانين تتماشى مع الدستور في أجل أقصاه 30 يونيو 2014. كما اهتمت الصحافة الألمانية بقضايا الفساد التي تعيشها إسبانيا على نطاق واسع إضافة إلى المشاكل الاقتصادية٬ بعد اتهام رئيس الوزراء ماريانو راخوي وقادة بالحزب الشعبي الذي ينتمي إليه بتلقي أموال سرية. وعلقت (دير شبيغل أولاين)٬ في مقال بعنوان " قضية الفساد في إسبانيا: قضية دولة"٬ أن أمام راخوي مهمة صعبة بعد هذه القضية التي شكلت "صدمة" هزت البلاد التي تعيش وضعا اقتصاديا صعبا وأسوأ أزمة في تاريخها٬ مشيرة إلى أن اسبانيا أصحبت بشكل شبه يومي٬ تعيش تفاصيل جديدة عن سلسلة من الفضائح. واعتبرت أن إسبانيا٬ التي يزداد وضعها سوءا٬ لا تعيش فقط أزمة اقتصادية٬ ولكن أيضا أزمة أخلاقية هزت ثقة المواطنين حتى في العدالة وفي كفاءة القضاة الذين يخضعون في بعض الأحيان لنفوذ السياسيين. ومن جهة أخرى٬ اهتمت الصحف بتطورات الوضع في تونس بعد استقالة رئيس الحكومة حمادي الجبالي٬ إثر فشله في الجولة الثانية من المفاوضات مع الأحزاب السياسية من أجل تشكيل حكومة كفاءات وإخراج البلاد من أزمة سياسية تسبب فيها اغتيال المعارض شكري بلعيد. وأجمعت الصحف على أن الوضع الراهن في تونس غير واضح حيث المشهد السياسي صعب٬ بعد تمسك "حركة النهضة" الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم بتشكيل حكومة سياسية ائتلافية بدلا من حكومة تكنوقراطية تراها خيارا لا يستجيب لمتطلبات المرحلة. واعتبرت صحيفة (بيرلينر تسايتونغ) أنه مع استقالة رئيس الوزراء حمادي الجبالي فإن تونس "تنزلق نحو مزيد من الأزمات" خاصة وأن الجبالي يعد من الشخصيات السياسية المعتدلة. وفي إيطاليا٬ اهتمت الصحف بالانتخابات٬ وبنداء الرئيس جورجيو نابوليتانو لزعماء الأحزاب السياسية للإحاطة علما بكامل المشاكل والتحديات التي تواجه البلاد. وأشارت صحيفة (المساجيرو) إلى أن الرئيس جورجيو نابوليتانو "لا يتوقف عند جدال ما قبل الانتخابات٬ ولكنه ينظر دائما بعيدا إلى ما وراء الانتخابات٬ خاصة مشاكل البلاد". ونقلت الصحيفة عن رئيس الجمهورية قوله بأن الأهم هو أنه بمجرد انتهاء هذه "المرحلة الحيوية (ما قبل الانتخابات) بالنسبة لنظام ديمقراطي كما هو شأن نظامنا٬ هو أن نتمكن من الخروج بأسرع ما يمكن وأن يكون لنا الوعي التام بالمشاكل التي يتعين معالجتها". ومن جانبها٬ اعتبرت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أن الأمر يتعلق ب"فصل جديد في استراتيجية التحفيز التي يمارسها دائما رئيس الجمهورية٬ حتى عندما يبدو مصير نصائحه شبيها بتلك الرسائل المودعة داخل القوارير المقذوف بها إلى اليم٬ والتي لا يعرف مصيرها٬ ومتى ستستلم ومن سيتسلمها". وفي بريطانيا٬ سلطت الصحف الضوء على التطورات السياسية في تونس وارتفاع أسعار المنتجات الطاقية ببريطانيا. وكتبت صحيفة (الغارديان) عن الوضع في تونس٬ مشيرة إلى تفاقم حدة هيمنة الشك والريبة وانعدام الاستقرار السياسي٬ في أعقاب إعلان رئيس الوزراء حمادي الجبالي عن تقديم استقالته بعد فشله في تشكيل حكومة تكنوقراطية تسعى لوضع حد للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ عدة أشهر. وأضافت الصحيفة أن المأزق السياسي الذي تواجهه تونس دفع وكالة دولية للتصنيف المالي إلى تخفيض التصنيف الائتماني السيادي للبلاد٬ وهو إجراء من شأنه زيادة حجم الضغوط المفروضة على هذا البلد المغاربي٬ مشيرة إلى أن التوتر في البلاد أخذ منحى تصاعديا في أعقاب اغتيال المعارض شكري بلعيد قبل أسبوعين. وأبرزت (الغارديان) أنه في الوقت الذي تدفع فيه المناورات السياسية الناخبين إلى مزيد من العزوف والنفور٬ فإن استقالة الجبالي ستفتح الباب على مصراعيه من أجل استئناف المفاوضات بين مختلف الفرقاء التونسيين. ومن جانبها٬ سلطت صحيفة (الأندبندنت) الضوء على تقرير هيئة تنظيم قطاع الطاقة في بريطانيا (أوفغام)٬ والذي توقع ارتفاعا كبيرا في أسعار المنتجات الطاقية في المملكة المتحدة خلال السنوات القادمة. وأشارت الصحيفة إلى ضعف القدرات الإنتاجية البريطانية للكهرباء٬ والتأخر الحاصل في مجال تطوير الطاقات النووية والمتجددة٬ إلى جانب التزايد المطرد في استهلاك الغاز٬ الذي يعد المصدر الرئيسي للطاقة في البلاد٬ متوقعة تزايد الضغوط على الغاز في ظل ارتفاع الطلب العالمي ولاسيما في الدول الناشئة. وبحسب (الاندبندنت) فإن استهلاك الغاز سيشكل نحو ستين في المائة من الطاقة المستهلكة في بريطانيا خلال 2020٬ في مقابل ثلاثين في المائة حاليا٬ مشيرة إلى توقع تناقص إمدادات الغاز وارتفاع متزايد في الأسعار. وفي السياق ذاته٬ حذرت صحيفة (الديلي تلغراف) من العواقب السياسية الوخيمة لقضية الطاقة٬ مشيرة إلى أن أسعار المواد الطاقية في بريطانيا سجلت ارتفاعا بنحو 159 في المائة خلال العشر سنوات الأخيرة. وشددت على ضرورة تجند السياسيين من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة وفتح أوراش البنيات التحتية الضرورية لتشجيع تطوير قطاعي الطاقات المتجددة والنووية. ومن جهتها٬ ركزت الصحافة البرتغالية على عودة البرتغال إلى الأسواق٬ بإصدار ديون جديدة قصيرة الأجل٬ وزيارة ثلاثية الدائنين (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) للشبونة الأسبوع المقبل٬ للقيام بعملية تقييم ربع سنوي جديدة لمخطط الإنقاذ. وتحت عنوان "الدولة البرتغالية ستضخ 1.5 مليار أورو"٬ كتبت صحيفة (نغوسيوس) أن البرتغال تعود مرة أخرى إلى سوق الدين للمرة الثانية منذ بداية العام لقياس الطلب بإصدار مبلغ 1.5 مليار دولار. ومن جانبها٬ أشارت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) إلى أن المحللين واثقون من نتائج هذه المناقصة التي تأتي بعد إصدار 2,5 مليار أورو متم يناير الماضي من الديون ضمن أجل سداد لمدة خمس سنوات٬ وهو أول قرض متوسط الأجل منذ أن طلبت البرتغال في ماي 2011 مساعدة دولية بحجم 78 مليار أورو. وفي ما يتعلق بزيارة الدائنين الدوليين للشبونة٬ سجلت ( دياريو إيكونوميكو) أن الأمر يتعلق بالتقييم السابع٬ حيث سينكب خبراء هذه الهيئة على مراقبة مشروع إصلاح الدولة الذي ينص على تخفيض الإنفاق العمومي بأربعة ملايير أورو إلى غاية 2014. وفي المقابل٬ اهتمت الصحف البلجيكية بالتدابير المتخذة من قبل الفريق المسير لمدينة أنفرس والتحالف الفلاماني الجديد ضد الأجانب. ومن بين التدابير الأخرى المعتمدة٬ أشارت (لا ليبر بلجيك)٬ على الخصوص٬ إلى رفض منح المساعدة الطبية لطالبي اللجوء والزيادة في رسوم التسجيل بالبلدية للأجانب من غير الأوروبيين. واعتبرت الصحيفة أن أنفرس قدمت إجابات مبسطة عن أسئلة معقدة٬ لا تتم تسويتها على هذا النحو٬ خاصة من قبل تحالف يقول عن نفسه إنه "يجسد قوة التغيير"٬ مضيفا أن مثل هذه القرارات تنتهي دائما بتغذية النزعة الشعبوية. ومن جانبها٬ سلطت صحيفة (لوسوار) الضوء على قرار المركز العمومي للرعاية الاجتماعية لأنفرس خفض المساعدات الطبية الموجهة للنساء الحوامل المقيمين بطريقة غير مشروعة٬ والتوقف عن التعويض عن أثمنة الأدوية بالنسبة لغير الحاملين للأوراق الثبوتية من الحاملين لفيروس السيدا. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بفضيحة تنصت الأحزاب السياسية الكاتالونية على بعضها البعض٬ مقدمة مزيدا من التفصيل بهذا الخصوص. ففي هذا الإطار٬ كتبت يومية (أ بي سي) أن "فضيحة التجسس طالت ثلاثة أحزاب" في إشارة إلى الأحزاب التي كانت تكون الحكومة الكاتالونية السابقة٬ وهي الحزب الاشتراكي الكاتالوني٬ وحزب اليسار الجمهوري الكاتالوني٬ ثم حزب اليسار الأخضر. وبحسب هذه اليومية٬ فإن الحكومة السابقة لإقليم كاتالونيا (شمال شرق إسبانيا) برئاسة خوسيه مونتيا٬ كانت قد طلبت من الوكالة المتخصصة "ميتودو 3" القيام بعمليات تنصت في إطار الحرب الدائرة بين الهيئات السياسية الكاتالونية٬ مضيفة أنه إلى جانب إفشاء السر٬ تتهم هذه الأحزاب٬ أيضا٬ باختلاس أموال عمومية. ومن جهتها٬ أشارت يومية (إلموندو)٬ في سياق تعاطيها مع هذا الموضوع٬ إلى أن الحكومة الكاتالونية ترغب في المشاركة في التحقيق الذي فتحته الشرطة الوطنية الإسبانية حول فضيحة تجسس الأحزاب على بعضها البعض التي هزت إقليم كاتالونيا. وأضافت (إلموندو) أن "الحكومة الإقليمية ترغب في إشراك شرطة كاتالونيا٬ وتتهم الشرطة الإسبانية بالتدخل في اختصاصاتها"٬ مبرزة أن هذه الفضيحة فتحت جبهة جديدة في العلاقات المتوترة٬ أصلا٬ بين الحكومة المركزية والحكومة المستقلة لإقليم كاتالونيا. ومن جهتها٬ ركزت الصحف الهولندية على تورط القوات العسكرية الصينية في التجسس السيبراني. وفي روسيا٬ نقلت صحيفة (كوميرسانت) صدى رفض روسيا دعوة الاتحاد الأوروبي للمشاركة في عملية إشرافه على تدريب أفراد قوات الأمن والجيش المالي. وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغ ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كاترين اشتون بأن بلاده ترفض تلبية هذه الدعوة التي لا تستند إلى اتفاقية للتعاون في حل الأزمات٬ ولكنه وعد بأن روسيا ستستمر في مساعدة سلطات مالي على صعيد التعاون الثنائي. ومن جهتها٬ أشارت صحيفة (إيزفستيا) إلى أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي قرروا أثناء اجتماعهم ببروكسل تمديد الحظر على توريد السلاح إلى سورية لمدة ثلاثة أشهر أخرى٬ تبدأ من فاتح مارس القادم٬ رغم موقف فرنسا وبريطانيا الداعي إلى تزويد "المتمردين السوريين"٬ مضيفة أن نتائج اجتماع بروكسل تدل على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل إصراره على الحل السياسي للنزاع. ومن جهتها٬ أفادت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) بأن الراغبين من سكان حلب في مغادرة سورية لم يتمكنوا من الوصول إلى اللاذقية بسبب القصف المتواصل٬ مشيرة إلى أن الجالية الروسية في حلب تضم حوالي 300 شخص نصفهم أطفال يحملون الجنسية المزدوجة الروسية والسورية. وفي سياق متصل٬ تحدثت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) عن استمرار تواجد وحدات من القوات البحرية الروسية بالبحر المتوسط٬ على أن تنضم إليها سفينة الخفر "سميتليفي" وعدد من سفن المساندة الموجودة بالمتوسط إلى جانب أربعة سفن إنزال.