واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد اهتمامها بالأزمة السياسية في تونس وتطورات الأوضاع الاقتصادية إضافة إلى التطورات السياسية والميدانية للثورة السورية٬ إلى جانب احتفال ليبيا بالذكرى الثانية لانطلاق ثورتها الجديدة. ففي الصحافة الجزائرية كتبت صحيفة (الشروق) تعليقا على المسيرة المليونية في تونس أمس٬ التي دعت إليها حركة النهضة لدعم "الشرعية الانتخابية والحكومية"٬ إن "التجاذبات السياسية انتقلت إلى الشارع التونسي الذي انقسم إلى أربعة أصناف٬ منهم من بات يرى في حمادي الجبالي٬ أردوغان في تركيا٬ الذي أسس حزبا خارج سلطة نجم الدين أربكان٬ أوعمر البشير في السودان الذي أبعد حسن الترابي٬ فيما يستعرض أنصار الغنوشي عضلاتهم عبر المسيرات التي تنادي بها حركته كلما استدعى الوضع ذلك٬ كالتي تم تنظيمها أمس بالعاصمة". وأضافت أن "الطرف الثالث المغلوب على أمره٬ وهو المواطن الذي يبحث عن عمل يضمن له حياة كريمة بعيدا عن السياسة٬ أما الطرف الآخر فهو الهاجس الأكبر للجميع من سياسيين ومواطنين وهم السلفيون الجهاديون الذين يرفضون الجميع ويؤمنون بلغة السلاح لتطبيق "الشريعة الإسلامية"٬ فأين تتجه تونس ما بعد بن علي¿ ". ومن جهتها٬ ذكرت صحيفة (الخبر) أنه منذ الصباح٬ بدا أن النهضة تستعد لاستعراض قوة٬ اللوجستيك المادي القوي والمنصة والكاميرات التي أوجدتها النهضة أمس بشارع بورقيبة٬ توحي بأن النهضة٬ لم تعد حزبا فقط٬ لكنها باتت قوة سياسية تمتلك أدوات الفعل السياسي والدعائي وإمكانات إدارة الشارع٬ بما لا يملكه أي حزب آخر في تونس. وأضافت أن "النهضة التي استعصت على الأحزاب التي تستهدفها منذ فترة٬ باتت تواجه أزمة داخلية تؤشر على صورتين٬ إما أن الحركة تعيش جوا ديمقراطيا عالي السقف لدرجة أن أتاح لقيادات الحركة التباين بوضوح في المواقف والتصورات٬ أو أنها بالفعل تتجه نحو انشقاق على صعيدها السياسي والهيكلي٬ بعد تمسك أمينها العام ورئيس الحكومة حمادي الجبالي بمقترح تشكيل حكومة كفاءات" التي تأجل الإعلان عنها إلى يوم غد الاثنين ليستمر التونسيون في انتظار "الفرج بعد أسبوع من القلق والترقب على أمل توافق سياسي يجنب تونس مخاطر الانسداد". وفي مصر عاد الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد ليتصدر اهتمامات الصحف حيث كتبت (الأهرام) أن المليونيات والاحتجاجات كبدت الاقتصاد المحلي خسائر تقدر بحوالي 50 مليار دولار وإغلاق أزيد من 4000 ألف وحدة صناعية وتشريد 900 ألف عامل. وأضافت الصحيفة أنه تم إلغاء 85 بالمائة من الحجوزات السياحية ولم يتم تسجيل وفود أية استثمارات اجنبية٬ فيما تحدثت صحيفة (المصري اليوم) عن تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة تناهز 5 مليار دولار٬ بسبب الاحداث السياسية التي تعيشها البلاد. أما صحيفة (الجمهورية) فنقلت عن وزير المالية دعوته القوى السياسية لتغليب المصلحة العليا على المصالح الشخصية ودفع عجلة الإنتاج والعمل من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية. واستعرضت صحيفة (الشروق) خطة حكومية للإصلاح الاقتصادي تتضمن ترشيد الدعم وزيادة الضرائب استجابة لشروط صندوق النقد الدولي. من جهتها نشرت (اليوم السابع) تقريرا لجهات وصفتها بالسيادية طالبت الرئيس المصري محمد مرسي بالعمل على امتصاص حالة الغضب في الشارع المصري وحذرته من تداعيات أية زيادة في الأسعار٬ كما نصحته بإبعاد عدد من رموز جماعة الإخوان المسلمين عن دائرة الحكم. ورصدت (روز اليوسف) تراجع الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة إلى 13 مليار دولار موضحة أن هذا المبلغ لا يكفي سوى لتلبية حاجيات البلاد من الواردات لمدة ثلاثة أشهر٬ وعزت هذا الوضع إلى تراجع تدفق النقد الأجنبي بسبب غياب الاستثمارات الاجنبية وتراجع معدلات السياحة. واهتمت الصحف الإماراتية من جهتها بالموقف الأمريكي من التغييرات الكبرى التي يشهدها العالم العربي٬ والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية والدعم الأمريكي المستمر لتل أبيب على حساب المصالح العربية. وكتبت صحيفة (البيان) أن الدور الأقرب إلى الحياد الذي تبنته واشنطن من التغييرات الكبرى في العالم العربي .. هو دور" لا يصب في مصلحة التغيير الديمقراطي لأن ترك الحبل على الغارب أمام القوى المنظمة تنظيما جيدا والمستعدة لملء الفراغ سيحول هذه الثورات المحقة والمشروعة التي قامت بها الجماهير الشعبية بغية الحصول على قدر أكبر من العدالة إلى معركة للهيمنة على هذه الدول" كما أسماها زعيم المعارضة الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وتساءلت (البيان) أنه " لا يعقل أن تترك قوة عظمى مثل الولاياتالمتحدة وبعد سنوات من الحضور في السياسات الدولية٬ منطقة الشرق الأوسط ٬ هكذا تحت رحمة الحكومات اليمينية الإسرائيلية٬ أوقوى الهيمنة والانقلاب على الثورات "٬ محذرة من مخاطر انسحاب واشنطن من دورها في عملية السلام أو تعاملها بحياد مع ما يجري في المنطقة العربية. من جهتها٬ قالت صحيفة (الخليج) إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيزور منطقة الشرق الأوسط الشهر المقبل حيث سيحل بإسرائيل ويزور الضفة الغربيةالمحتلة من دون أية معلومات عما إذا كان يحمل جديدا في جعبته. وأشارت إلى أن بعض الفلسطينيين والعرب كما هي العادة " باتوا يمنون النفس بموقف أمريكي يحدث تغييرا في مسيرة عملية السلام المجمدة أبرزها جبر إسرائيل على الانصياع بوقف الاستيطان وبدء مفاوضات بجدول زمني محدد يفضي إلى تسوية سلمية". وأبرزت الصحيفة أن هذا التفاؤل يبدو في الواقع " في غير محله " لأن الولاياتالمتحدة " لا يمكن أن تكون إلا مع إسرائيل في إطار تحالف استراتيجي واضح المعالم لا يستطيع أي رئيس أمريكي مهما كانت نواياه حسنة أن يتجاوزه "٬ مذكرة بأن الرئيس أوباما الذي بدا في مطلع ولايته الأولى أنه يحمل نوايا حسنة "سرعان ما تراجع وتماهى مع سياسات حكومة نتنياهو". ومن جهتها واصلت الصحف العربية الصادرة من لندن تناولها لأبرز الملفات العربية الساخنة حيث كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) في الشأن التونسي٬ أن حركة النهضة٬ قامت في إطار سعيها لإثبات وجودها على الساحة السياسية وتأكيدها للتحدي الذي رفعته ضد مبادرة رئيس الوزراء حمادي الجبالي بتشكيل حكومة " تكنوقراط"٬ باستعراض للقوة حيث حشدت عشرات الآلاف من التونسيين الذين خرجوا في مظاهرات في الشوارع الرئيسية لتونس العاصمة أمس. واعتبرت الصحيفة أن المظاهرات شكلت رسالة للجبالي الذي ما زال مصرا على المضي في مبادرته بتشكيل حكومة التكنوقراط ٬ مشيرة في هذا السياق إلى تصريحات رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي تفيد بتشبت حركته بالسلطة " ما دام الشعب يجدد ثقته فيها ". واعتبر أن تخلي النهضة وشركائها عن السلطة لصالح حكومة تكنوقراط يعد انقلابا مدنيا. ومن جانبها٬ اعتبرت صحيفة (الحياة) أن التظاهرة التي نظمتها حركة النهضة٬ والتي تعد الثالثة منذ إعلان الجبالي مبادرته في أعقاب اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد٬ تعد ورقة الضغط الأخيرة التي تلعبها لفرض شروطها خلال عملية التفاوض بخصوص مبادرة الجبالي٬ الذي يشغل في الوقت نفسه منصب الأمين العام للحركة. وتوقعت الصحيفة٬ أن تأتي تشكيلة الحكومة الجديدة صيغة وسطا بين تمسك حركة النهضة بحكومة سياسية٬ ومبادرة الجبالي التي تحظى بتأييد واسع من المعارضة. وفي تطورات الأزمة السورية٬ كتبت صحيفة (الحياة) عن وجود خلافات بين الأوروبيين بخصوص موضوع تسليح المعارضة السورية وذلك في ظل هيمنة مخاوف من سيطرة المجموعات "الجهادية" على الوضع الميداني. ونقلت الصحيفة عن مصدر فرنسي مطلع قوله إن وزراء خارجية الدول الأوروبية ناقشوا في بروكسيل الخميس الماضي موضوع رفع الحظر عن السلاح للمعارضة السورية٬ حيث كشف النقاش عن دعم فرنسا وبريطانيا وإيطاليا لرفع الحظر في مقابل معارضته من طرف دول أخرى من بينها ألمانيا والسويد. وأشارت إلى أن الوزراء الأوروبيين سيجتمعون غدا الاثنين لمتابعة هذا الموضوع مع اقتراب نهاية الحظر الذي سبق أن فرضه الاتحاد الأوروبي على مبيعات السلاح إلى سوريا في نهاية الشهر الجاري. وفي سياق متصل اعتبر المفكر والعالم السياسي الأمريكي فرانسيس فوكوياما٬ في حديث نشرته صحيفة (الشرق الأوسط) أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يرتكب خطأ استراتيجيا في سوريا٬ وذلك في ظل تردده حيال ما يحدث في هذا البلد. وعزا فوكوياما مؤلف كتاب "نهاية التاريخ"٬ هذا الموقف إلى التوجس المبالغ فيه للإدارة الأمريكية من التدخل في القضايا الخارجية٬ وذلك على عكس سياسة الرئيس السابق جورج بوش الإبن٬ والتي تميزت بتدخلها المفرط في مختلف الملفات العالمية. ومن جهة أخرى٬ تطرقت الصحيفة إلى احتفال ليبيا اليوم بذكرى مرور عامين على اندلاع ثورة الغضب الشعبية التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي بعد حكم دام نحو 42 عاما٬ مشيرة في هذا السياق إلى أن مدينة بنغازي ستحتضن الاحتفالات الرسمية وسط إجراءات أمنية مشددة وأجواء احتفالية غير مسبوقة.