اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم بالتطورات السياسية في تونس بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد٬ وآفاق الحلول السياسية للأزمة السياسية في سوريا٬ وتواصل الاحتجاجات في عدة مدن عراقية احتجاجا على سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إضافة إلى العمليات العسكرية الفرنسية في مالي. ففي الصحافة الجزائرية كتبت صحيفة (الشروق) أنه من من المنتظر أن تتضح اليوم السبت٬ معالم المشهد السياسي في تونس٬ سواء في اتجاه التهدئة والتوافق أو باتجاه تشديد القبضة بين الشركاء والدفع بالوضع إلى مزيد من التصادم والفوضى٬ خاصة وأن مشاورات رئيس الحكومة٬ أمين عام حركة النهضة٬ حمادي الجبالي٬ حول إنشاء حكومة تقنوقراط غير متحزبة لإخراج البلاد من أزمة٬ التي ألهبها اغتيال المعارض شكري بلعيد٬ تواصلت إلى وقت متأخر من نهار أمس٬ الجمعة بقصر قرطاج. وأوضحت أنه من المقرر أن يعلن الجبالي٬ مدعوما بطيف سياسي وحقوقي واسع٬ عن نتائج مشاوراته حول مبادرته أو عن استقالته في حال فشل التوصل إلى إجماع حولها٬ وبالمقابل جددت حركة النهضة معية حلفائها٬ رفضها للمبادرة٬ بل وذهبت إلى تحريك الشارع اليوم لíœ"الدفاع عن الشرعية وحكم الإسلاميين"٬ في حين ظل موقف أعضاء المجلس التأسيسي غير واضح بشأن طبيعة الحكومة المقبلة٬ هل تكون حكومة كفاءات مستقلة٬ أم حكومة سياسية. أما صحيفة (الخبر) فرأت أن التونسيين يحبسون أنفاسهم اليوم٬ (..) إما أن يطل هلال الحكومة وتنفرج الأزمة ٬ أو يبقى الانسداد سيدا في تونس٬ وأن اليوم تولد حكومة كفاءات ويستقيل الجبالي(..) واليوم تمتحن النهضة نفسها في قصر قرطاج وفي شارع الحبيب بورقيبة أيضا. وكتبت " انتهى وقت المبارزة السياسية٬ وجاء وقت الحسم٬ ينتظر التونسيون أن يسمعوا صفارة نهاية المقابلة السياسية٬ بين فرقاء تونس٬ أو يسمعوا - ما لا يتمنونه - مطلقا ٬ صفارة الإنذار بحريق سياسي جديد". من جهتها٬ لاحظت صحيفة (الأحداث) أن " تونس تمر بمنعرج حاسم في الحياة السياسية٬ إذ لا يزال التونسيون ينتظرون الإفراج عن الحكومة الجديدة التي يجري التفاوض بشأنها بين شركاء الترويكا الحاكمة وسط تجاذبات كبيرة بين رئيس الحكومة حمادي الجبالي وحزبه حركة النهضة بعد قراره تشكيل حكومة تقنوقراط ٬ الأمر الذي رفضته الحركة التي اقترحت حكومة ائتلافية تجمع بين السياسيين والتقنوقراط ٬ في وقت تستمر فيه التجاذبات حول اغتيال المناضل شكري بلعيد والجهة التي كانت وراءه ٬ والمستفيدة من هذه العملية التي تعتبر الأولى من نوعها وقد تكون بداية لتصعيد العنف السياسي كوسيلة لممارسة السياسة٬ مما يضع الديمقراطية الوليدة أمام امتحان عسير يهدí¸د بإجهاضها ". وأضافت " وإذا ما بقيت هذه التجاذبات٬ فإن ما يخشى منه في نظر المراقبين هو أن يتحول المشهد السياسي في تونس إلى أزمة خانقة هي الأولى من نوعها منذ استقلالها عام 1956 لطبيعة حدتها وخلفياتها وتداعياتها ". وبدورها واصلت الصحف التونسية متابعتها لتطورات الأزمة السياسية في البلاد٬ حيث توقفت عند تصريحات رئيس الحكومة٬ حمادي الجبالي مساء أمس٬ عقب اجتماعه بزعماء الأحزاب السياسية الممثلة في المجلس التأسيسي٬ والتي أعلن فيها تأجيل الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديد. ونقلت الصحف عن الجبالي قوله إن هناك " تقدما وتطورا" في كل النقاط والقضايا التي أثيرت خلال اللقاء الذي جمعه بقادة الأحزاب السياسية٬ مشيرا إلى أنه تم الخروج من هذا اللقاء ب "نتائج مشجعة سيتم مراكمة إيجابياتها يوم الاثنين القادم". وفي هذا السياق كتبت يومية (الصريح) أن التونسيين " يضعون أيديهم على قلوبهم وهم ينتظرون ما ستسفر عنه المجهودات التي يبذلها رئيس الحكومة لتنفيذ مبادرته٬ فإما أن يمرر حكومة الكفاءات المصغرة التي وعد بتشكيلها وأصر على ذلك أو أن يستقيل كما صارح الشعب بذلك". وأضافت الصحيفة أنه في انتظار ذلك "يتواصل الجدل المحموم على الساحة السياسية بين المدعمين للمبادرة والرافضين لها "٬ معتبرة أن الشعب "في أغلبيته قد حسم أمره لفائدة مبادرة الجبالي٬ كما تؤكد ذلك استطلاعات الرأي٬ ومع ذلك هناك من يخرج بين الحين والآخر من المحسوبين على الأحزاب والحركات الرافضة للمبادرة ليرفعوا أصواتهم بشكل لا يساهم في التهدئة وتثبيت مقومات الحوار العقلاني الهادئ". وفي هذا الصدد اعتبرت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها أن أزمة تشكيل حكومة التكنوقراط " بلغت الآن أقصى درجات الاحتقان "٬ مشيرة إلى أن أطرافا سياسية عديدة "لا زالت تصر على تعقيد الموقف وتأزيم الوضع وإطلاق التصريحات الساخنة باسم الشرعية وباسم الشعب وباسم الثورة". وأضافت الصحيفة أن درجة الاحتقان التي يعرفها الشارع السياسي التونسي الآن " لن تكون في صالح الأطراف التي تقف ضد تشكيل حكومة الكفاءات والتكنوقراط ٬ وسيدركون بعد فوات الأوان أنهم فوتوا على أنفسهم ٬ قبل الشعب٬ فرصة كبيرة كان يمكن استثمارها٬ لكن يبدو أن حسابات الكراسي والسلطة هي التي تهيمن الآن والدفاع عن الشرعية مجرد غطاء لا غير". وخلصت الصحيفة إلى أن تونس " تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الوفاق وإلى الحوار بين كل الأطراف٬ ليس على قاعدة الدفاع عن الشرعية والدفاع عن المحاصصة الحزبية٬ بل على قاعدة الوصول إلى حل وإنقاذ البلاد والالتفات إلى قضايا ومشاكل الشعب والنهوض بالاقتصاد وإنقاذ الدولة ". وتابعت الصحف العربية الصادرة من لندن الاهتمام بالوضع في سوريا وتونس حيث أشارت صحيفة (الزمان) إلى ظهور أول مؤشر داخل الائتلاف السوري المعارض أمس على دعم تفاوض رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب مع وزير الخارجية وليد المعلم في موسكو برعاية وزير الخارجية سيرغي لافروف ودعم أمريكي مضيفة أن قيادة الائتلاف وضعت خارطة طريق للتفاوض مع نظام بشار الأسد . ومن جانبها٬ أشارت صحيفة (القدس العربي) إلى إعلان الائتلاف أن أي حل سياسي للأزمة المستمرة منذ 23 شهر لا يمكن أن يشمل الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه٬ كما تطرقت إلى قصف تركيا أهدافا عسكرية سورية ردا على سقوط قذيفة هاون انطلقت من سوريا على الجانب التركي من الحدود. أما صحيفة (الحياة) فتحدثت من جانبها٬ عن المعارك العنيفة بين الجيش النظامي وقوات المعارضة في محيط مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية القريبة٬ مشيرة إلى سيطرة المعارضة على كتيبة للدفاع الجوي تقع شرق المطار. وأبرزت الحياة أن المعارك خلفت مقتل 150 شخصا على الأقل من قوات النظام والمعارضة من بينهم ضباط كبار من جيش النظام٬ في المواجهات التي تهدف المعارضة من ورائها الى السيطرة على هذين الموقعين المهمين. وفي تطورات الأزمة السياسية في تونس٬ أشارت صحيفة (الشرق الأوسط) إلى إعلان حمادي الجبالي رئيس الحكومة وأمين عام حزب النهضة الإسلامي (الحاكم في تونس) مساء أمس٬ تمديد مشاوراته مع رؤساء الأحزاب السياسية حول قراره تشكيل حكومة تكنوقراط لإخراج البلاد من الأزمة التي أحدثها اغتيال المعارض شكري بلعيد٬ وذلك بعد أن كان قد هدد بتقديم استقالته اليوم إلى الرئيس التونسي منصف المرزوقي٬ في حال فشلت مشاوراته التي بدأها أمس. وأشارت الصحيفة إلى أن مبادرة الجبالي التي عارضها حزبه٬ أفرزت انقساما في الوسط السياسي التونسي بين مؤيدين ورافضين٬ مبرزة وجود بوادر خلافات واضحة داخل النهضة بين الصقور والحمائم. من جهة أخرى خصصت صحيفة (القدس العربي) موضوعها الرئيسي للحديث عن إجبار أفراد من الأمن البلغاري٬ أمس الجمعة٬ ثلاثة من نواب حركة حماس٬ كانوا في زيارة للعاصمة صوفيا على مغادرة البلاد٬ مشيرة إلى أن هذا التصرف يأتي على خلفية تصنيف الاتحاد الأوروبي للحركة على أنها جماعة إرهابية. وتعد هذه المرة الأولى التي يقوم فيها وفد من حماس بزيارة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي٬ وهو ما كانت الحركة قد اعتبرته من قبل نصرا سياسيا لها وخطوة غير مسبوقة. وأبرزت الصحيفة أن النواب دخلوا بلغاريا بطريقة رسمية٬ وعقدوا لقاءات مختلفة مع المسؤولين٬ مضيفة أن عملية الترحيل جاءت بضغط من اسرائيل على وزير الخارجية البلغاري ذي الأصول الإسرائيلية. ومن جهتها كتبت صحيفة (الزمان) عن الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها عدة مدن عراقية أمس تنديدا بسياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي٬ والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وإلغاء قانون الإرهاب٬ مشيرة إلى أن المتظاهرين طالبو بإسقاط النظام ونددوا بالممارسات الطائفية لحكومة المالكي وخاصة ضد المواطنين السنة. وعلى صعيد آخر اهتمت صحيفة (الحياة) بحدث سقوط نيازك وشهب على منطقة تشيليابنسك في الأورال وسط روسيا٬ مما خلف موجة رعب في البلاد٬ وأسفر عن جرح مئات. وأشارت إلى أن الحادث شكل مفاجأة مزعجة للعلماء٬ الذين فشلوا في رصد مسار نيزك ضخم قبل انفجاره قرب الغلاف الجوي وتحوله إلى شظايا. وكتبت الصحيفة أن المشهد في روسيا بدا أمس شبيها بقصص الخيال العلمي التي تحذر من "هجوم" محتمل لأجرام تائهة في الفضاء٬ فيما وصفت صحيفة (الزمان) من جانبها سقوط النيازك بأنه "حدث القرن". أما الصحف الإماراتية فتناولت موضوع نزع الأسلحة النووية وتدميرها بهدف الوصول إلى عالم خال من هذه الأسلحة. واعتبرت صحيفة (الخليج) أن الأسلحة النووية المنتشرة في العالم خصوصا تلك التي تملكها الدول الكبرى "تشكل تهديدا مباشرا للأمن والسلام الدوليين بل تشكل تهديدا للبشرية يجب نزعها وتدميرها"٬ مبرزة أن السباق نحو التسلح النووي لم يتوقف رغم توقيع 188 دولة على اتفاقية عدم الانتشار النووي إذ أن الهند وباكستان دخلتا (النادي النووي) عنوة وكانت (إسرائيل) قد سبقتهما خلسة وأبقت على ترسانتها النووية التي تقدر ب 200 رأس نووي قيد الكتمان والغموض". وأشارت الصحيفة إلى أن كل المحاولات التي بذلت لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية " تم إفشالها نزولا عند رغبة إسرائيل وحرصا من الدول الغربية على إبقائها الدولة النووية الوحيدة في المنطقة للحفاظ على استمرار تفوقها ليس من خلال إمدادها بأحدث الأسلحة التقليدية وأكثرها تطورا فحسب وإنما لحماية ترسانتها النووية وجعلها بمأمن عن أي مساءلة والحؤول دون إخضاعها لتفتيش أو مراقبة الوكالة الدولية للطاقة النووية".