اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس بتصاعد التوتر في تونس بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد٬ واجتماع المجلس الأوروبي الذي سيناقش ميزانية الاتحاد٬ ومثول أمين المال السابق للحزب الشعبي الإسباني أمام النائب العام المكلف بشؤون الفساد ٬ والانتخابات البرلمانية في إيطاليا وإصلاح القطاع الصحي في بريطانيا. وهكذا علقت صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية (يسار) على مقتل المعارض التونسي شكري بلعيد بالقول إن ذلك " إشارة إنذار حقيقية لتونس". وجاء في افتتاحية للصحيفة أنه بمراقبة ممارسة حركتي النهضة بتونس والإخوان المسلمين بمصر للسلطة فإن "الإسلاموية والديمقراطية لا يتوافقان" مضيفة أنه "بعد عقود من الاستبداد٬ فإن تعلم الديمقراطية وإرساء دولة الحق والقانون لا يمكن إلا أن يكون صعبا٬ طويلا ومتوترا٬ نأمل أن تظل تونس٬ حيث ولد الربيع العربي٬ نموذجا وليس قبرا". من جانبها٬ تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية إلى أجواء " الإفلات من العقاب" السائدة والتي يستفيد منها على الخصوص السلفيون٬ معتبرة أن هذا العنف يمكن أن يتحول أيضا ضد (حزب) النهضة ٬ لأن المناطق المهمشة مثل سيدي بوزيد والقصرين٬ حيث انطلقت الثورة " تعاني من اضطرابات دائمة ". ولاحظت الصحيفة (اليمينية) في افتتاحية لها أن " أحزمة المهمشين هذه تنقلب بشكل طبيعي ضد الأحزاب المتواجدة في السلطة "٬ محذرة من أن اليسار المتشدد في تونس٬ الذي ينتمي إليه شكري بلعيد و"المهتم بالحركات الاجتماعية (...) يمكن أن يحاول الرد على العنف بعنف مضاد". أما صحيفة (لوموند) فاهتمت من جانبها باجتماع المجلس الأوروبي يومي 7 و 8 فبراير الجاري والمخصص للمصادقة على ميزانية الاتحاد الأوروبي للفترة 2014-2020٬ بعد فشل أول في خريف 2012. وأشارت الصحيفة في افتتاحية بعنوان "طقوس بالية وغير جديرة بالميزانية الأوروبية " إلى أن كل واحد يبحث في التفاوض على الميزانية على "التقليص من مساهمته". وكتبت أن "ديفيد كاميرون أنقذ بالفعل المساهمة البريطانية٬ وأن ألمانيا والسويد٬ وهولندا والنمسا يحاولون القيام بالشيء نفسه٬ فمن باب الترقيع ٬ يتم اللعب على الفجوة بين الإنفاقات الموعودة للتوفيق بين النفقات الفعلية البلدان المساهمة والمستفيدة". واعتبرت الصحيفة أن "هذا التفاوض غير جدير بأوروبا"٬ داعية إلى " إعادة النظر في الميزانية التي يتم إعدادها للمستقبل٬ بتضامن فيدرالي حقيقي مع المناطق التي تعاني من بطالة مكثفة ". أما الصحافة الإسبانية فتطرقت اليوم إلى مثول أمين المال السابق للحزب الشعبي لويس بارسيناس أمام النائب العام الإسباني المكلف بشؤون الفساد في سياق التحقيق في " محاسبة موازية " مزعومة للحزب الحاكم٬ وإضراب لمدة 15 يوما يعتزم خوضه مستخدمو شركة (طيران إيبيريا). وأفادت صحيفة (إيل باييس) أن النائب البرلماني السابق للحزب الشعبي خورخي ترياس٬ الذي مثل بدوره اليوم أمام النائب العام في إطار هذه القضية ٬ صرح للمحققين أن حساب البيانات الموثقة التي نشرتها الصحيفة تتوافق مع الوثيقة الأصلية التي أظهرها له منذ سنوات عديدة أمين المال السابق للحزب. ورفض ترياس مع ذلك - حسب الصحيفة - " تقديم تصريحات أو تفاصيل حول الأسئلة التي طرحت من قبل النائب العام والمحامين". وكتبت صحيفة (إيل موندو) أن بارسيناس٬ الذي خضع لاختبار تزوير الخط ٬ نفى أمام النائب العام وجود "حسابات ب "٬ مشيرة إلى أنه اتهم صديقه بالانتقام من حزب الشعب بعد "أن طلب مالا ومنصبا ضمن الحزب ٬ وهو الأمر الذي لم يصل إليه". أما صحيفة (راثون)٬ التي نشرت اختبار تزوير الخط بارسيناس ٬ أشارت إلى أنه أكد أن الوثائق المنشورة "مزورة"٬ مضيفا أن النائب العام "لايعتزم الإشارة إلى تصريح أي مسؤول بالحزب الشعبي في هذا القضية". وهيمن أيضا على الاهتمام في أحداث إسبانيا الدعوة إلى إضراب لمدة 15 يوما في شهري فبراير ومارس٬ يعتزم تنفيذه مستخدمو شركة (إبيريا)٬ بعد فشل المفاوضات بين النقابات والإدارة حول مخطط إعادة الهيكلة التي تتوقع إلغاء 4500 منصب شغل. وحسب تقارير صحفية٬ فإن هذه التوقفات عن العمل تنذر ب"فوضى" داخل قطاع النقل الجوي في إسبانيا. وفي إيطاليا٬ استأثر موضوعان رئيسيان باهتمام الصحف وهما الانتخابات المقررة يومي 24 و 25 فبراير الجاري ٬ واغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد٬ الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (يسار). واعتبرت صحيفة (لاريبوبليكا) أن هذا الاغتيال لزعيم المعارضة العلمانية " هز تونس وأظهر تناقضات ثورة الياسمين" مشيرة إلى موجة الاحتجاجات التي أثارها هذا الحادث في البلاد٬ خصوصا من قبل " شريحة من المجتمع تعارض أسلمة البلاد". وبدورها ذكرت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أن " الربيع العربي يواجه صعوبات في نفس الأمكنة التي بدأ فيها قبل عامين" ٬ مبرزة مع ذلك " سياقا وإجراءات مختلفة تماما". وتطرقت الصحيفة في هذا السياق٬ إلى قرار رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي٬ بتشكيل " حكومة جديدة للقوى الوطنية دون انتماء سياسي" تحسبا لانتخابات جديدة٬ وذلك بأمل تهدئة المعارضة. وفي مقال بعنوان " تونس٬ رجل الربيع المغتال"٬ تساءلت صحيفة (لا ستامبا) حول "ما إذا لم يتم دفن الربيع العربي نهائيا تحت الشتاء الإسلامي". ونقلت الصحيفة عن خبير بمركز الشيخ سلمان بالدوحة قوله إن " المسار الإسلامي نحو الديمقراطية تعرض للفشل٬ وأنه لم يحصل على الثقة ولا التوافق٬ ولكن ذلك لا يعني أن الطموح العربي قد انتهى" مضيفا أنه "بالعكس ٬ فإن التاريخ يسجل انطلاقته". وتطرقت الصحف البريطانية إلى خلاصات التقرير٬ الذي صدر أمس٬ بخصوص حالات التقصير والإهمال التي شهدها مستشفى ستافورد (وسط انجلترا) . وأشارت صحيفة (الديلي ميل) إلى أن التقرير كشف عن فظاعات لا انسانية تم ارتكابها في المستشفى الذي كان يعد أحد أهم المؤسسات الاستشفائية في بريطانيا. وحسب الصحيفة فقد أظهر التقرير تفشي الإهمال وضعف الكفاءة وتغليب الاعتبارات المادية على أداء المستشفى٬ فيما لاحظت صحيفة (الصن) أن نتائج لجنة التحقيق لم تشر بأصابع الاتهام إلى شخص بعينه. ومن جانبها٬ تطرقت صحيفة (الفاينانشال تايمز) إلى إعلان بنك سكوتلاندا الملكي (إر بي إس)٬ دفعه غرامة تفوق قيمتها 400 مليون جنيه استرليني بسبب تورطه في قضية التلاعب في نسب الفائدة الخاصة بالاقتراض بين البنوك (ليبور). وأشارت إلى تفشي ممارسات عديدة وسط العاملين في البنك تهم التلاعب في نسب الفائدة المرجعية في السوق المالي اللندني خلال الأزمة المالية العالمية. واعتبرت صحيفتا (الديلي ميرور) و(الغارديان) من جانبهما أن هذا الإعلان جاء ليميط اللثام عن جانب من الممارسات المشينة والانحرافات التي تسود جانبا من القطاع المالي والبنكي. وشكلت قضية (ليبور)٬ التي تم تورطت خلالها مصارف عالمية كبرى بالتلاعب في معدل الفائدة خلال الفترة ما بين 2005 و2009٬ تهديدا حقيقيا لمستقبل القطاع المصرفي في المملكة المتحدة والعالم ككل. كما تناولت الصحف٬ موضوع القمة الأوروبية التي ستنعقد اليوم٬ لبحث الميزانية الأوروبية ٬ مشيرة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيتوجه إلى بروكسيل من أجل الدفاع عن مواقفه الرافضة لكل اتفاق لا يقوم على تجميد أو تقليص النفقات الأوروبية. أما الصحف البرتغالية فركزت اهتمامها على الجدل الدائر حول تحويل أموال أوروبية قريبا إلى شركة قابضة برتغالية تواجه صعوبات٬ مخصصة لإنجاز مشروع قطار فائق السرعة٬ توقف منذ عام 2012 من قبل الحكومة بسبب الأزمة الحادة التي ضربت البلاد. وأشارت صحيفة (بيبليكو) إلى أن الحكومة البرتغالية التي علقت في وقت سابق إنجاز مشروع القطار فائق السرعة الرابط بين مدريد ولشبونة بهدف التقليص من الدين العام٬ قررت بعد ذلك أن تبقي عليه للاستفادة من الأموال المخصصة له ٬ والتي يمكن أن تخصص للشحن مضيفة أن التمويل الأوروبي المقدر ب 600 مليون أورو المخصصة لهذا المشروع٬ ستحول مع ذلك٬ إلى الشركة الوطنية " بارابيبليكا" التي تواجه صعوبات مالية. وذكرت صحيفة (أنفورماساو) نقلا عن متحدث باسم المفوضية الأوروبية٬ أن بروكسل لم تتلق بعد الضوء الأخضر الذي يمكن البرتغال من الاستفادة من هذه الأموال الهادفة إلى تمويل مشاريع تروم إدماج شبكة النقل الأوروبية. وبعد الإعلان عن نقل للأموال القادمة للشركة القابضة البرتغالية صرح رئيس كونسورتيوم " إيلوس" البرتغالي (الذي يضم المجموعات البرتغالية لوساس بريسا وسواريس داكوستا)٬ التي كلفت بإنجاز جزء من مشروع القطار فائق السرعة مدريد لشبونة٬ لصحيفة (دياريو إيكونوميكو) أنه سيطلب من الدولة تعويضا بقيمة 160 مليون أورو لتغطية الاستثمارات المقررة في هذا المشروع٬ الذي كان مقررا الانتهاء من إنجازه عام 2013 والذي يهدف إلى ربط عاصمتي البرتغال وإسبانيا في أقل من ثلاث ساعات وربط البرتغال بالشبكة الأوروبية للقطارات فائقة السرعة. وفي هولندا٬ ركزت الصحف على تأميم بنك " بنكس سيرور" الذي كان يواجه ضائقة مالية وكذا الأجر "الباهظ" لرئيسه الجديد٬ والذي دافع عنه وزير المالية٬ خروين ديخسيل بلويم أمس خلال نقاش في البرلمان. وجاء في عنوان لصحيفة (ترو) " ديخسيل عن راتب الرئيس التنفيذي لشركة بنكس سيرور ٬ أنا في حاجة إليه" مشيرة إلى أن وزير المالية لم يذعن رغم انتقادات المجموعات البرلمانية التي تعتبر أنه بعد تأميم البنك يجب أن يكسب رئيسه الجديد أقل من ما تقترحه الحكومة. أما صحيفة (دوتش نيوز) فكتبت تحت عنوان " ديخيسيل يدافع عن راتب بقيمة 550 ألف أورو لرئيس البنك "٬ مستندة إلى وزير المالية الذي قال إنه يعتقد أن هذا الراتب ضروري لجذب خبير. أما في روسيا فتطرقت صحيفة (كراسنايا زفيزدا) تحث عنوان " أوباما والتوجه الجديد" أن بعض الخبراء يقترحون إعادة النظر في الأوضاع السائدة في كل من سورية ومالي في سياق الاتجاهات الجديدة للسياسة العالمية المتعلقة بإعادة تنظيم القوى في مؤسسات الولاياتالمتحدة مضيفة أنه من غير المستبعد أن يكون أوباما يميل إلى تحرير بلاده من عبء المساعدات لإسرائيل التي تجلب خسائر مالية كبيرة وتؤثر سلبا على سمعة واشنطن . وسلطت صحيفة (بروفيل) الضوء على الأزمة في مالي٬ موضحة أن القوات الفرنسية اصطدمت بحقيقة أنها تقاتل أشباحا٬ فحتى الهجمات المباغتة التي يشنها المظليون الفرنسيون لا تسفر عن أية نتائج ولا تؤدي إلى الإمساك بالمسلحين الإسلاميين المختبئين في الصحراء مضيفة أنه لعل ما يفاقم المشكلة هو أن منطقة الصحراء الأفريقية التي باتت تسمى "ساحلستان" تمتد على مسافة 7500 كلم من السنغال وحتى غرب الصومال. ومن جهتها ذكرت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبرعن قلقه إزاء احتمال ارتفاع تكاليف أعمال بناء المنشآت الأولمبية في مدينة سوتشي التي ستستضيف الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014 ٬ موضحة أن بوتين قال أثناء زيارته لورشة أعمال البناء في سوتشي إن "الأكثر أهمية هو ألا يسرق أحد شيئا ولا تتضخم التكاليف بدون مبرر". ومن جانبها أفادت صحيفة (إزفستيا) بأن قادة المسلمين بروسيا يريدون لقاء محافظ ريف موسكو أندري فوروبيوف٬ في أقرب وقت ليطلبوا منه أن السماح لهم ببناء مساجد جديدة في ثماني مدن على الأقل مذكرة أن ثلاث مدن في ريف موسكو ٬ وهي شولكوفو٬ وزفينينغورود ٬ وأوريخوفو- زويفو تحتضن المساجد الموجودة حاليا.