اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء بالأزمة السورية وانتخاب بابا جديد ورداءة أحوال الطقس بفرنسا وبلجيكا. وهكذا سلطت الصحف البريطانية الضوء على تطورات الصراع في سورية وإمكانية تسليح المجموعات المعارضة للرئيس بشار الأسد٬ إلى جانب الصعوبات التي تواجهها الحكومة البريطانية من أجل الخروج بالبلاد من نفق الأزمة الاقتصادية. فبخصوص الأزمة السورية٬ كتبت صحيفة (الغارديان) البريطانية عن إعلان الحكومة البريطانية مؤخرا نيتها تعزيز دعم مجموعات المعارضة ٬ مؤكدة أن الإعلان يشكل بداية مرحلة جديدة في تعاون المملكة المتحدة مع هذه المجموعات. وأبرزت الصحيفة أنه إذا كانت مسؤولية الرئيس بشار الأسد واضحة بخصوص هذا النزاع الذي بلغ سنته الثانية وأسفر عن مقتل أكثر من 70 ألف سوري وتشريد حوالي مليون شخص٬ فإن على المجموعة الدولية برمتها أن تتحمل مسؤولية الأزمة الانسانية الناجمة عن الصراع في المنطقة بسبب تدخلها بشكل حاسم وجماعي. وأشارت (الغارديان) إلى أنه من المفهوم٬ سعي بريطانيا وبعض الدول الأوروبية إلى محاولة استغلال نفوذها للتدخل في هذه الوضعية المتردية ولاسيما في ظل الفشل الجماعي للمجتمع الدولي٬ مبرزة أن الأمر يتعلق بسياسة ورد فعل قائم على الشعور بخيبة الأمل أكثر من أن يكون قائما على تفكير عميق واستراتيجية واضحة. وحول انقسام أوروبا بخصوص تسليح المعارضة السورية٬ اعتبرت الصحيفة أنه يجب إيلاء الأولوية لتوحيد صفوف هذه القوى أكثر من السعي إلى تسليحها٬ مشددة على ضرورة استناد الدعم المقدم للمجلس الوطني السوري إلى معايير واضحة بهدف ضمان فعاليته ونجاعته٬ محذرة في الوقت ذاته من مغبة إغراق سورية بالأسلحة٬ ولاسيما في ظل وجود إمكانية لوصولها إلى يد الجماعات المتطرفة النشيطة للغاية بالمنطقة٬ مما يفرض على المجتمع الدولي التحلي بمزيد من اليقظة لتجنب الوقوع في أخطاء الماضي. وعلى المستوى السياسي٬ أشارت الصحف البريطانية إلى أن حزب المحافظين٬ دخل دوامة من الريبة وعدم الاستقرار في ظل الصعود المتسارع لشعبية قوى اليمين المتطرق والتي تتقوى على حساب الكتلة الناخبة للحزب الحاكم وتهدد بحرمانه منها في الانتخابات التشريعية القادمة٬ مضيفة أن الوضع يبدو أكثر قتامة وسوءا على المستوى الاقتصادي٬ حيث اعتبرت صحيفة (الاندبندنت) أن المملكة المتحدة دخلت مرحلة من الركود الاقتصادي الحاد٬ مما يجعل جورج أوزبورن٬ الذي يستعد للإعلان عن مشروع الميزانية الحكومية الجديدة٬ تحت وطأة ضغوط هائلة . وأضافت الصحيفة المعروفة بمواقفها المؤيدة لمخطط التقشف الحكومي أن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بعدد من دول الجوار الأوروبي قلصت من هامش المناورة المفتوح أمام وزير الاقتصاد البريطاني٬ مشددة على ضرورة توجيه جورج أوزبورن للنفقات العمومية في اتجاه تمويل القطاعات الأكثر انتاجية للاقتصاد المحلي. ومن جانبها٬ سلطت صحيفة (الديلي تلغراف) الضوء على إنجازات زعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند٬ معتبرة أنع على الزعيم الشاب أن يظهر كفاءة عالية في مجال القيادة عوض الاكتفاء بإبداء سعادته أمام تراجع شعبية غريمه زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون الذي يقود حكومة الائتلاف إلى جانب حزب الليبراليين الديمقراطيين. وانتقدت (الديلي تلغراف) فشل إد ميليباند في بلورة مخطط واضح وجريء قادر على أن يشكل بديلا للسياسة الحكومية الحالية٬ التي تصارع للبقاء بالرغم من الظرفية الاقتصادية والسياسية الصعبة. من جانبها٬ تركت الصحف الإسبانية جانبا مشاكل الأزمة الاقتصادية والفساد المالي لتركز اهتمامها على الاقتراع السري المتواصل لانتخاب البابا الجديد. وكتبت يومية (أ بي سي)٬ في هذا الصدد٬ أن الدخان الأسود تصاعد من كنيسة (سيستين) خلال الاقتراع الأول الذي جرى أمس الثلاثاء٬ مشيرة إلى أن كل الأنظار متجهة إلى الفاتيكان لمعرفة من سيكون البابا الجديد. وأضافت أن الدخان الأسود استقبل بصيحات عكست خيبة الأمل لدى آلاف الفضوليين والمؤمنين الذين تجمعوا في الساحة في انتظار نتيجة الاقتراع٬ مشيرة إلى أنه من المتوقع الإعلان غدا الخميس عن اسم البابا الجديد. وبدورها كتبت صحيفة (إلموندو) أن تصاعد الدخان الأسود من كنيسة (سيستين) يعني عدم توصل الأساقفة إلى انتخاب البابا المقبل٬ مشيرة إلى أن المجمع قد يستمر أياما أخرى٬ وأن من هو الأوفر حظا لتولي هذا المنصب لازال غير معروف. وذكرت (إلموندو) أن الايطالي انجيلو سكولا٬ أسقف ميلانو٬ والبرازيلي اوديلو٬ أسقف ساو باولو٬ يبقيان الأوفر حظا في تولي هذا المنصب٬ مشيرة إلى أن الأساقفة الناخبون 115 سيلتئمون من جديد اليوم الأربعاء بكنيسة (سيستين) لانتخاب سرا من سيخلف البابا بونوا السادس عشر. ومن جهتها أشارت يومية (إلباييس) إلى أن مجمع الأساقفة لانتخاب بابا جديد للفاتكان تميز بدعوات للعمل من أجل بناء وحدة الكنيسة والتعاون مع من سيخلف البابا بونوا السادس عشر. من جانبها ٬هتمت الصحف الالمانية بعدد من المواضيع من ضمنها ضغط رئيس الوزراء البريطاني من أجل تسليح المعارضة السورية٬وترقب العالم لانتخاب بابا الفاتيكان الجديد٬ ولقاء ميركل بالرئيس المجري. وهكذا تناولت الصحف ما أكده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون٬ أمس حول موقف بلاده الذي يؤكد على تزويد المعارضة السورية بالأسلحة الأمر الذي يحظره الاتحاد الأوروبي. وكتبت "برلينر تسايتونغ" أن بريطانيا تضغط على الاتحاد الأوروبي لإمداد المعارضة السورية بالأسلحة٬ ونقلت عن كاميرون قوله "لم نتخذ بعد قرار تسليم أسلحة" لكن إذا قرر الاتحاد الأوروبي المنقسم أصلا حول هذه المسالة عدم تسليح المعارضين السوريين "فإننا سنتحرك حسب ما نراه مناسبا (...) نحن بلد مستقل٬ ويمكننا أن نتبنى سياسة خارجية مستقلة". وتطرقت الصحف إلى ترقب العالم لانتخاب بابا الفاتيكان الجديد حيث أبرزت "برلينغ تسايتونغ" تحت عنوان "فضائح الاعتداءات الجنسية تطغى على الانتخابات البابوية"٬ أن حالة أحد الأساقفة الذي اتهم في السباق باعتداءات جنسية على أربعة أشخاص تطغى على انتخابات البابا في روما. وكتبت "دي فيت" من جانبها تحت عنوان "مازال البحث عن راعي جيد جديد" أن وقت الكلام والدعوات والجولات قد توقف في الفاتيكان حيث الكرادلة مجتمعون لاختيار بالبابا الجديد وكل الأنظار متجهة صوب المدخنة التي يعلن من خلالها عن النتيجة. وتناولت الصحف من جهة أخرى٬ الانتقادات التي عبرت عنها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إزاء التعديلات الدستورية في المجر خلال لقائها بالريئس المجري ياونش آدر أمس الثلاثاء حيث عبرت عن قلقها من القرارات التي اتخذها البرلمان المجري بهذا الشأن ولقيت معارضة من الاتحاد الأوروبي. وأشارت الصحف إلى أن الزعيمين تخليا عن عقد مؤتمر صحفي مشترك عقب مباحثاتهما في برلين. وبتركيا كتبت صحيفة (توداي زمان) أن انقرة ستعزز الاجراءات الامنية على طول الحدود التركية السورية على مستوى محافظة هاتاي التي انفجرت فيها سيارة مفخخة مؤخرا في مركز حدودي مما خلف مقتل 14 شخصا وجرح 30 آخرين. من جانبها٬ اشارت صحيفة( ديلى نيوز)الى زيارة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين٬ أنطونيو غوتيريس٬ الى تركيا الذي اعتبر أن المساعدات الإنسانية لن تحل الأزمة السورية. وفي إيطاليا٬ فبينما تتوجه أعين العالم صوب الفاتيكان في انتظار الدخان الأبيض الذي يبشر بتعيين البابا الجديد٬ تستمر الصحف المحلية في التهكن بشأن٬ الأسماء التي لها حظوظ وافرة للترقي إلى منصب البابا. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (لاستامبيا) أن عميد الكرادلة انجيلو سودانو٬ قدم نفسه في القداس الرسمي امس الثلاثاء في كنيسة القديس بطرس٬ صورة عن البابا المستقبل بأنه "رجل القلب والمعرفة٬ الذي يتقن الحديث عن الله ومعنى الحياة الإنسانية التي تعاني من الشك والإغراء ". وبفرنسا شكل٬ تساقط الثلوج منذ أمس الثلاثاء والذي تسبب في شل حركة النقل بمعظم أنحاء البلاد الشمالية وكذا اقتصادها٬ في حين تعرضت آلاف المنازل لانقطاع الكهرباء. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (ليزيكو) تحت عنوان" اقتصاد الشمال في تباطؤ. "ان " الدراسة توقفت بالمدارس فيما شلت حركة النقل العمومي بالطرق والمطارات٬ القطارات والطرق السريعة. وبدورها اهتمت الصحف البلجيكية بتساقط الثلوج التي شلت حركة النقل بقوة في بلجيكا٬ متسائلة عما يتحمل مسؤولية "مثل هذه الفوضى." وفي هذا الاطار كتبت صحيفة (آخر ساعة) "ان البلجيكيين عانوا امس٬ من تساقط الثلوج التي فاجأت الجميع٬ بدءا من شركات النقل٬ ومديري وممثلي الطرق العامة الأخرى٬ غير القادرين على التنبؤ بما سيحمله المستقبل". فتحت عنوان "البلاد تحت رحمة بضعة سنتيمترات من الثلوج٬" كتبت الصحيفة "أن بلجيكا لم تعش قط في تاريخنا المعاصر٬ مثل هذا الشلل بسبب الطقس." وبروسيا تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا "الى موضوع الغاء تأشيرات مع الاتحاد الاوروبي مع بدء اولمبياد سوتشي 2014 ٬. ونقلت عن أنور عظيموف سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية ٬ قوله إن روسيا لم تتمكن بعد من التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن إلغاء نظام تأشيرات الدخول قبل أولمبياد سوتشي 2014٬ مضيفا أن قضية تأشيرات الدخول ستكون موضوعا رئيسيا للمفاوضات بين وفد الاتحاد الأوروبي المقرر عقدها في موسكو في الأسبوع المقبل. صحيفة "أر بي كا ديلي"تناولت من جانبها موضوع العلاقات السعودية الروسية ٬موضحة أن السعودية عبرت عن تأييدها للمعارضة السورية٬ فيما لاتزال موسكو تقف الى جانب الأسد.