شكلت خلافة البابا بنديكتوس السادس عشر والتجربة النووية الجديدة لكوريا الشمالية أبرز اهتمامات الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الاربعاء. وهكذا كتبت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية أن "بنديكتوس السادس عشر كسر أحد الطابوهات٬ والمتمثل في (انتخاب البابا مدى الحياة)"٬ متسائلة عن الحظوظ المتوفرة لتولي فرنسي منصب البابا القادم "بما أن أحد الكرادلة الفرنسيين الأربعة المشاركين في عملية الانتخاب السري في مارس المقبل يمكن أن يخلف بنديكتوس السادس عشر". من جهتها اعتبرت صحيفة (لا ستامبا) الايطالية٬ انه بعد يومين من الإعلان عن استقالة البابا٬ تناسلت "الأسئلة" بخصوص وضع "لم يسبق له مثيل" متسائلة عن اللقب الذي سيمنح لجوزيف راتزينغر٬ بعد 28 فبراير٬ بعد أن أعرب هذا الأخير عن رغبته في البقاء في الفاتيكان: "هل سيصبح كاردينالا أو أسقفا فخريا " . أما صحيفة (كورييري ديلا سيرا) فاعتبرت أن خروج البابا يشكل "عاملا للتعقيد٬ وليس مؤشرا للوضوح"٬ مسجلة عدم امكانية وجود "اثنين من الباباوات في الفاتيكان". وبالبرتغال كتبت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" تحت عنوان "بيونغ يانغ تتحدى الولاياتالمتحدة مع تجربتها النووية" أنه بإجرائها لهذا الاختبار الثالث٬ في تحد للولايات المتحدة٬ تكشف كوريا الشمالية عن عزمها على عدم الرضوخ رغم عقوبات الأممالمتحدة ومواصلة برنامجها للاسلحة النووية الذي وصفته ب "غير القابل للتفاوض". من جانبها٬ أشارت يومية "بوبليكو" تحت عنوان "كوريا الشمالية تتحدى المجتمع الدولي مرة أخرى مع تجربة نووية ثالثة" إلى أنه بهذا الاختبار مع قوة أكبر بكثير من التجربتين السابقتين٬ يتحدى الرئيس كيم يونغ أون تحذيرات الأممالمتحدة والعقوبات المفروضة ضد نظامه من قبل المجتمع الدولي. وفي بريطانيا تطرقت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء إلى تطورات الأزمة السورية وموضوع تنظيم قطاع الصحافة إلى جانب حصيلة العمل الحكومي في بريطانيا. وبخصوص تطورات الملف السوري٬ حذرت صحيفة (الغارديان) من البعد الإقليمي للنزاع الذي يمزق البلاد منذ شهور طويلة٬ مشيرة إلى غياب إمكانية الدخول في مفاوضات جادة بين النظام والمعارضة من دون الاعتراف بأهمية دور القوى الإقليمية في هذا الصراع. ونوهت الصحيفة بقرار نظام الرئيس بشار الأسد بإرسال أحد وزرائه للقاء قادة الائتلاف الوطني السوري٬ معتبرة أن الأمر يتعلق بمبادرة واعدة تفتح الأمل في تسوية متفاوض بشأنها بخصوص القضية السورية. وشددت على أن الصراعات الجيوسياسية الإقليمية ساهمت بشكل كبير في إذكاء فتيل الصراع والعنف في سوريا٬ وذلك في إشارة منها إلى الدور الإيراني والسباق الأمريكي الروسي في المنطقة. وبحسب (الغارديان) فإن تعزيز النفوذ الإيراني في العراق في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين بعد غزو العراق سنة 2003٬ لعب دورا مهما في التحولات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط حاليا. وركزت صحيفة (الاندبندنت)٬ من جهتها٬ على موضوع تنظيم قطاع الصحافة البريطانية٬ من خلال تحليل المقترح الذي تقدمت به الحكومة أمس بخصوص إحداث هيئة للتنظيم يحكمها ويؤطرها ميثاق ملكي. وعبرت الصحيفة عن دعمها لهذا الاقتراح الذي يأتي بعد شهرين من تقديم تقرير بخصوص الأخلاقيات في القطاع٬ تم إنجازه على خلفية فضيحة التنصت على الاتصالات الهاتفية والتي تسببت خلال صيف 2011 في أزمة كبيرة انتهت بإغلاق مجلة (أخبار العالم) إحدى أهم الصحف الشعبية العريقة في بريطانيا وجوهرة عقد امبراطورية الإعلام التي يمتلكها القطب الأمريكي الاسترالي روبرت ميردوخ. وبحسب (الاندبندنت)٬ فإن مقترح الحكومة يكشف عن حسن نواياها ويشكل محاولة جادة وقيمة للوصول إلى تسوية عادلة للخلاف القائم بين دعاة تنظيم قطاع الصحافة بموجب القانون وبين من يتشبثون باستمرار الوضع الحالي. ومن جانبها٬ نشرت صحيفة (الديلي تلغراف) تحليلا لحصيلة الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب المحافظين٬ مبرزة دعمها للجهود التي بذلها فريق ديفيد كاميرون منذ تسلمه زمام السلطة في ماي 2010. وأشارت إلى أنه بالرغم من الظروف الصعبة فإن هناك توجها للقطع مع السياسات الفاشلة التي نهجها وزراء حكومة العمال السابقة٬ مذكرة في هذا السياق بالصعوبات التي يواجهها البريطانيون في ظل مناخ يتسم بالأزمة الاقتصادية. وأضافت أنه من الصعوبة بمكان حفاظ حزب حاكم على كرسي السلطة في ظل الأزمة. وأكدت "ديلي تلغراف" على أن رئيس الحكومة ديفيد كاميرون ووزيره في الاقتصاد والمالية جورج أوزبورن سيخوضان الانتخابات التشريعية القادمة (2015) مسلحين ببرنامج شجاع للتقويم الاقتصادي بالرغم من كل الانتقادات التي وجهت إليه. وأضافت أن الشريكين يراهنان على تحسن المؤشرات الاقتصادية من أجل الحصول على ثقة الناخبين وذلك في مواجهة غريمهم العمالي الذي فشل في طرح بديل جدي. وبألمانيا٬ واصلت الصحافة اهتمامها بموضوع فضيحة لحوم الخيول التي كشفت عنها السلطات البريطانية وبردود الفعل التي خلفتها التجربة النووية لكوريا الشمالية وبقرار استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر. فقد ركزت عدد من الصحف على فضيحة لحوم الخيول التي تم الكشف عنها في بريطانيا بعد فحص وجبات جاهزة مجمدة مستوردة وأخرى يتم إعدادها في شركات بريطانية٬ معتبرة أن هذه القضية التي ألقت بظلالها على عدد من دول الاتحاد الأوروبي٬ ومن ضمنها ألمانيا التي تستورد لحوما بريطانية٬ تستدعي مزيدا من الحزم والرقابة ومحاسبة الجناة. وأوضحت صحيفة "بيلد" الألمانية في هذا الصدد أن وزيرة الزراعة والتغذية وحماية المستهلك في الحكومة الاتحادية إيلزه أيغنر طالبت بالكشف السريع عن جميع ملابسات ما بات يعرف بفضيحة لحوم الخيول التي تم خلالها بيع لحوم خيول على أساس أنها لحوم بقر في كل من فرنسا وبريطانيا حيث تم إغلاق بعض مصانع اللحوم. وأكدت الوزيرة في تصريح للصحيفة قائلة "لابد من أن يكون محتوى المأكولات مطابقا لما كتب على أغلفتها ٬ ولابد أن يثق المستهلك في أن ذلك حقيقة بالفعل"٬ معتبرة أنه إذا تم خداع المستهلك بشكل منهجي ومنظم٬ لن يخلو من عواقب "فخداع المستهلك محظور قانونيا". وأشارت أيغنر إلى أن الوزارة الألمانية لحماية المستهلك قامت بالاتصال بجميع سلطات المراقبة الصحية المعنية وناشدتها الاستمرار في التزام الحيطة والحذر. ومن جهة أخرى٬ توقفت الصحف الألمانية عند التجربة النووية الكورية التي أثارت ردود فعل من مختلف دول العالم٬ ومن مجلس الأمن تحديدا الذي أدانها "بشدة" ووعد "برد قوي" عليها٬ مشيرة إلى أن برلين كانت من الدول السباقة للدعوة إلى تشديد العقوبات على كوريا الشمالية. وتحت عنوان "إدانة دولية حول التجربة النووية الثالثة لكوريا الشمالية"٬ أبرزت صحيفة "فرانكفورتر أليغماينه" أن مجلس الأمن الذي سارع إلى الرد على هذه التجربة واعتبرها انتهاكا جسيما لقرارات المجلس٬ توعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد نظام بيونغ يانغ وبحث إجراءات مناسبة لوقف هذه التجارب فيما شدد الرئيس الأمريكي باراك اوباما على تحرك دولي قوي من أجل تشديد العقوبات المفروضة بالفعل على كوريا في سنتي 2006 و2009 بسبب تجربتيها السابقتين. وأضافت الصحيفة٬ التي نقلت ردود فعل عدد من الدول٬ أن كوريا الشمالية أثارت بهذه الخطوة غضب الصين٬ حليفتها الرئيسية والقوية التي لم تتردد في استدعاء السفير الكوري الشمالي في بكين وتقديم احتجاج رسمي له على التجربة فيما بررت بيونغ يانغ عمليتها ردا على "عداء" الولاياتالمتحدة. وواصلت الصحف الألمانية اهتمامها بموضوع إعلان البابا بنديكتوس السادس عشر٬ الألماني الأصل٬ استقالته من مهامه على رأس الفاتيكان ٬ بسبب ضعف "قدراته العقلية والجسدية" بفعل تقدمه في السن٬ معتبرة أن هذه الاستقالة شكلت مفاجأة للجميع . وخصص عدد كبير من الصحف ملفا خاصا عن البابا وعن مسار حياته منذ ولادته في قرية ماركتل الصغيرة في بافاريا بألمانيا في 1927٬ والمراحل التي قطعها في دراسته التي اهتم فيها بالفلسفة واللاهوت إلى أن شغل منصب البابوية سنة 2005٬ على رأس الكنيسة الكاثوليكية ليكون البابا الخامس والستين بعد المائتين. وأشارت الصحف إلى أن الفترة التي قضاها البابا على رأس الفاتيكان لم تخل من مشاكل وفضائح٬ الأمر الذي عانى منه كثيرا خاصة المتعلقة بالاستغلال الجنسي للأطفال على أيدي رجال دين كاثوليك آخرها الفضيحة التي أثيرت في ألمانيا سنة 2010 دون وجود أي متابعة قانونية وفقا للقوانين المدنية. وفي إسبانيا٬ وإلى جانب مواصلة اهتمامها بإعلان البابا بنديكتوس السادس عشر المفاجئ استقالته من منصبه٬ ركزت الصحف المحلية٬ على قرار البرلمان الإسباني فتح نقاش حول عمليات الإفراغ بسبب عجز أصحاب المساكن عن دفع قروض السكن. وكتب صحيفة (إلباييس)٬ في هذا الصدد٬ أن "الضغط الشعبي أرغم ماريانو راخوي على مناقشة مبادرة ضد الإفراغ"٬ مشيرة إلى أن الحزب الشعبي رضخ أمس الثلاثاء للضغط من أجل أن يتم فتح نقاش داخل البرلمان حول مبادرة تقدمت بها أرضية ضحايا عمليات الإفراغ٬ والتي حظيت بتوقيع أزيد من 1,5 مليون شخص. ومن جهتها ذكرت صحيفة (إلموندو) أن الحزب الشعبي تراجع أمس خطوة إلى الوراء٬ وذلك حتى لا يبقى وحيدا في مواجهة مليون ونصف المليون من الأشخاص٬ وكذا باقي الفرق والأحزاب الممثلة داخل مجلس النواب٬ مشيرة إلى أن كل الأحزاب بدءا من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني إلى الفرق المشتركة٬ أعلنت أنها ستصوت على هذه المبادرة التي حظيت بتوقيع مليون و402 ألف و854 شخص. وأضافت (إلموندو) أنه يكفي الحصول على 1,5 مليون توقيع في إسبانيا لتقديم مشروع قرار إلى البرلمان من أجل حل مشكل الإفراغات٬ مشيرة إلى "الحزب الشعبي كان قد أعلن في أكثر من مرة أنه سيصوت ضد هذا مشروع٬ لأن دراسته ستؤخر مشروع القانون المستعجل حول الإفراغات الذي يعتزم مناقشته والتصويت عليه". أما صحيفة (لاراثون)٬ فأوضحت أن الحزب الشعبي غير موقفه ويدعم المبادرة التي أطلقت ضد عمليات الإفراغ من المساكن٬ مشيرة إلى أن خبر انتحار زوجين متقاعدين بمايوركا (جزر البليار) كانا مهددين بالإفراغ وصل إلى الجلسة العامة التي عقدها النواب. كما عادت الصحف الإسبانية إلى موضوع إعلان البابا بنديكتوس السادس عشر المفاجئ٬ أول أمس الاثنين٬ استقالته من منصبه٬ بدءا من الثامن والعشرين من فبراير الجاري. وفي موسكو٬ كتبت صحيفة "كوميرسانت" أن التجربة النووية الكورية الشمالية تثير استنكار المجتمع الدولي٬ موضحة أن كوريا الشمالية أجرت التجربة النووية الثالثة في تاريخها٬ مما أثار استياء العالم أجمع بدءا من الولاياتالمتحدة وحتى إيران٬ حيث استنكر مجلس الأمن الدولي في اجتماع طارئ التجربة النووية٬ واصفا إياها بالانتهاك الخطير للقرارات الأممية السابقة. وقد يصبح فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ خطوة قادمة للمجتمع الدولي. أما صحيفة "روسيسكايا غازيتا"٬ فأشارت من جانبها إلى زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي وصل الى الجزائر بعد ثلاثة أسابيع من حل أزمة الرهائن٬ وهي الأزمة التي صنعها مسلحون قدموا من مالي. من جهتها تطرقت صحيفة "إزفيستيا" إلى ملف صفقة الفساد البالغة 4 مليارات دولار والخاصة بتوريد الأسلحة الروسية للعراق ٬ موضحة أن الخبراء الروس يعتبرون أن الصفقة شفافة تماما٬ وأن أسباب الفضيحة تكمن في أمر آخر. وتناولت صحيفة "كوميرسانت" أيضا موضوع حظر الرئيس الروسي بوتين على موظفي الدولة امتلاك الحسابات لدى البنوك الأجنبية ٬حيث أحال مشروع قانون يحظر بموجبه على كبار موظفي الدولة امتلاك الحسابات لدى البنوك الأجنبية إلى البرلمان. وقالت الصحيفة إنه يستشف من نص مشروع القانون المقترح أن بوتين يرى أن احتفاظ موظفي الدولة بالحسابات لدى البنوك الأجنبية يضر بالأمن القومي .