تطرقت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بأمريكا الشمالية إلى وضع الاقتصاد الأمريكي، وجهود الحزب الجمهوري لوقف تقدم المرشح دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية، وفرص نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بسورية، وقرار الحكومة الكندية رفع سقف العجز الاقتصادي. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) خلاصات تقرير لإدارة أوباما تبرز مواصلة الاقتصاد الأمريكي لانتعاشه منذ السنة الماضية، وتراجع معدل البطالة إلى النصف منذ بداية الانكماش الكبير لسنة 2008، ورفع الرواتب وارتفاع ثقة المستهلك إلى أعلى مستوى لها خلال 12 عاما. ولاحظت الصحيفة أن التقرير، الذي نشر أمس الاثنين، أكد بالمقابل أن تباطؤ الأسواق الدولية وانعدام المساواة في العائدات على المستوى الوطني قد يؤديا إلى تبديد بعض المكاسب خلال السنوات المقبلة. واعتبرت الصحيفة أن "التقرير الاقتصادي للرئيس" يعد آخر محاولة من باراك أوباما لإبراز الأداء الاقتصادي لإدارته في مواجهة التشخيص "الكارثي" الذي يقدمه المرشحون الجمهوريون بالانتخابات التمهيدية. على المستوى السياسي، سجلت صحيفة (بوليتيكو) في مقال بعنوان "الحزب الجمهوري يدرك أخيرا كابوس ترامب" أن الجمهوريين يتعين أن يتعاملوا مع واقع كان يعتقد من المستحيل حدوثه : قد يكون فات الأوان لوقف دونالد ترامب. وأفادت الصحيفة أنه في الوقت الذي يعزز فيه رجل الأعمال مكانته كمرشح مفضل قبل الانتخابات التمهيدية بنيفادا والثلاثاء الكبير، أصبح يتشكل إجماع داخل الحزب الجمهوري أن حظوظ الإطاحة بترامب صارت جد ضئيلة. واعتبرت الصحيفة أن العراقيل الكبرى التي يواجهها خصوم ترامب تتمثل في اقتسامهم دعم الناخبين، مضيفة أنه في المراحل الثلاثة السابقة من الانتخابات التمهيدية، انقسم المعسكر المناهض لترامب، ما يجعل أنه من المستحيل على مرشح واحد تجاوز رجل الأعمال. بخصوص الموضوع ذاته، سجلت صحيفة (ذو هيل) أن أنظار المؤسسة الحزبية الجمهورية تتجه الآن إلى السيناتور ماركو روبيو لوقف زحف ترامب، إذ أعلن عدد من المشرعين وقادة الحزب أمس الاثنين عن دعمهم لروبيو بعد يومين من انسحاب جيب بوش من السباق. غير أن الصحيفة، التي يصدرها الكونغرس، تستدرك موضحة أن حظوظ روبيو للإطاحة بترامب أو على الأقل وقف تقدمه تبقى ضئيلة في ظل وجود 3 منافسين آخرين في السباق، ويتعلق الأمر بتيد كروز وجون كاسيتش وبين كارسن. على الصعيد الدولي، شددت صحيفة (وول ستريت جورنال) على أن اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي أعلنته أمس الاثنين واشنطن وموسكو لن يطبق على (داعش) وجبهة النصرة، ما قد يؤدي إلى إضعافه. وأوضحت الصحيفة أن إعلان الكرملين والنظام السوري على أن كل الفصائل المعارضة تعتبر "إرهابية" يلقي ظلالا من التشاؤم حول آفاق تطبيق الاتفاق، خاصة في ظل وجود شكوك حول قدرة البيت الأبيض والكرملين على إجبار حلفائهما على احترام الهدنة. بكندا، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أن الوزير الاول، جاستن ترودو، اضطر للاعتراف، أمس الاثنين، أنه لن يستطيع الوفاء بوعده الإبقاء على العجز في أقل من 10 مليارات دولار، وأن العجز قد يكون ضعف هذا المبلغ بسبب تدهور الوضعية الاقتصادية للبلد، معتبرة أن الليبراليين، عكس المعارضة، يعتبرون أن هذه الوضعية تبرر مخطط الحكومة للقيام باستثمارات مهمة لتحفيز الاقتصاد. من جهتها، أشارت صحيفة (لابريس) إلى أن حزب المحافظين المعارض اتهم الحكومة بإدخال البلد في دائرة العجز المفرغة التي سيدفع ثمنها المواطنون أنفسهم، مضيفة أن زعيمة الحزب روزا أمبروز أكدت أن الليبراليين من خلال إعلانهم مستوى العجز، يقرون بأنهم فقدوا السيطرة على المالية العمومية بعد 100 يوم من وصولهم إلى السلطة. أما صحيفة (جورنال دو مونريال) فقد اعتبرت أنه كان من المتوقع الإعلان عن هذه المستويات من العجز، ووزير المالية، بيل مورنو، أكد فقط التكهنات، مبرزة أنه بالرغم من أن عائدات الحكومة الفدرالية تراجعت، حافظ جاستن ترودو على وتيرة النفقات المرتفعة، ما سيؤدي إلى رفع مستوى العجز إلى أبعد من 10 مليارات دولار التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية. بدورها، كتبت صحيفة (لو جورنال دو كيبيك) أنه في حال تمسكت الحكومة بتنفيذ وعودها للناخبين فسيصل العجز مع نهاية السنة المالية 2016 2017 إلى سقف 25 مليار دولار، مذكرة بأنه بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع أسعار النفط وتشاؤم رجال الاعمال وارتفاع ديون الأسر، يتوقع رئيس الخزينة الكندية أن يصل العجز إلى 18 مليار خلال السنة المالية المقبلة. بالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن الحرب ضد المخدرات التي أعلنتها الحكومة المكسيكية ترجمت على شكل زيادة هائلة في شراء الأسلحة في البلاد، حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، مشيرة إلى أنه حسب تقرير عن عمليات النقل الدولي للأسلحة فإن الواردات من المقتنيات العسكرية في المكسيك ارتفعت بÜ331 بالمئة في فترة 2011-2015، وذلك مقارنة مع الفترة ما بين عامي 2006 و2010. أما صحيفة (لاخورنادا) فكتبت أن الحكومة الفدرالية لم تقم باستخلاص أزيد من 1.2 بليون بيزو في سنة 2014، أي ما يعادل 7.4 بالمئة من الناتج الداخلي الخام نظرا للمزايا الضريبية التي تستفيد منها المشاريع الكبيرة، وكذا التهرب من دفع الضرائب، حسب تقرير مكتب التدقيق العالي للفدرالية بشأن مراجعة الحسابات العامة لسنة 2014 . ببنما، تطرقت صحيفة (لا إستريا) إلى مطالب عدد من القيادات الشابة بالحزب الثوري الديموقراطي بضرورة تجديد الزعامات باللجنة التنفيذية للحزب والعمل على ضمان عدم ترشيح شخصيات مستهلكة إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة سنة 2019. وأضافت الصحيفة أن هذه المطالب جاءت بعد اشتداد الصراع الداخلي بين الرئيسين السابقين للجمهورية، مارتين توريخوس وإرنيستو بيريز باياديريس، وسعي كل منهما إلى حشد أنصاره في محاولة للسيطرة على اللجنة التنفيذية للحزب في سبيل ضمان الترشح لولاية ثانية. في موضوع آخر، أبرزت صحيفة (بنماأمريكا) أن أرباب وسائل الإعلام ببنما يستعدون لمواجهة المحكمة الانتخابية لتعديل مقتضيات مشروع إصلاح قانون الانتخابات الخاصة بتحديد كلفة الوصلات الإشهارية للاقتراع المرتقب سنة 2019، مشيرة إلى أن غرفة التجارة والصناعة والزراعة تدعم أرباب وسائل الإعلام في مطالبهم لضمان "حرية الأحزاب في رسم الاستراتيجية الدعائية التي تتوافق مع أهدافها".