اولت الصحف الرئيسية الصادرة اليوم الجمعة في بلدان أوروبا الغربية اهتماماتها لنتائج التحقيق الذي أجراه قاض بريطاني حول ظروف وفاة المعارض الروسي ألكسندر ليتفينينكو في نونبر 2006 بلندن ، وبالمشاورات السياسية لتشكيل حكومة جديدة في إسبانيا. ففي بلجيكا، كتبت جريدة (لوسوار) أنه على الرغم من خلاصات التحقيق التي اتهمت الرئيس الروسي، فإن لندن تسعى للتخفيف من أضرار هذا الملف الذي أدى إلى طرد متبادل لدبلوماسيي البلدين، معتبرة أن موسكو حليف لا محيد عنه في الحرب على (داعش) في سوريا وفي المفاوضات الجارية لوضع حد للنزاع في هذا البلد. من جانبها، أشارت (لاليبر بلجيك) في هذا الصدد، إلى تصريح للناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي ذكر بضرورة الملاءمة بين اتخاذ إجراءات، والحاجة للتعاون مع روسيا في بعض المواضيع. واقتصر كاميرون على التأكيد بأنه سيثير الوضع مع نظيره الروسي خلال لقائهم المقبل. أما (لافونير)، فقد انتقدت التحقيق في هذا الملف ووصفته بأنه موجه سياسيا ويفتقد للشفافية. فبالنسبة لروسيا، تضيف الجريدة، لم يكن هناك سبب يجعلها تنتظر أن يكون التقرير النهائي للتحقيق "موضوعي وغير متحيز ". وفي ألمانيا ركزت الصحف في تعليقاتها على نتائج تحقيق عرضها قاضي بريطاني أمس حول مقتل العميل الروسي السابق في جهاز الاستخبارات الكسندر ليتفينينكو في لندن بعد تناوله السم ، والذي رجح فيه أنه قتل بموافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين . فكتبت صحيفة (شتوتغارترتسايتونغ ) أن وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي محقة عندما قالت إن قتل ليتفينينكو "كان خرقا للقانون الدولي وانتهاكا للسلوك المتحضر " وإن " ضلوع الحكومة الروسية المحتمل أمر صادم " ولكن تقول الصحيفة ، " كيف سيكون رد فعل الغرب على هذا التقرير ،هل سيفرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا؟ فهذا يحصل في الوقت الذي مازالت موسكو تعاني من عقوبات مالية واقتصادية بسبب الأزمة الأوكرانية" . وترى الصحيفة أنه " على الذين يدعون إلى رفع هذه العقوبات التي فرضها الغرب أن يلتزموا الآن الصمت ". من جهتها اعتبرت صحيفة (فولكشتيمة ) ، أنه " حتى مجرد الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين يمكن أن يكون على علم بمحاولة اغتيال ليتفينينكو ، في التحقيق ، من وجهة نظر الكرملين ستكون لها تداعيات دبلوماسية إذ أن موسكو وصفت هي الأخرى خلاصة التقرير ب"غير المتحضرة وغير القانونية " مؤكدة أنها خلاصة " لن تمر بدون تأثير على العلاقات البريطانية الروسية ". أما صحيفة ( أينزيناخه بريسه ) فتساءلت "ما الذي فعله بالضبط فلادمير بوتين ¿" مشيرة إلى أنه "ربما يكون زعيم الكرملين قد وافق شخصيا على قتل ليتفينينكو ، لذلك فالقلق في هذه الحال نوعا ما مشروع ". وأشارت الصحيفة ، إلى أنه رغم ذلك فالتحقيق يظل مجرد تحر فقط وليس عملية مكتملة بكل تبعاتها ". من جانبها عبرت صحيفة (فولدايرتسايتونغ) ، عن اعتقادها أن " بوتين زاد من تعقيد السياسة الدولية ، ووضعها مرة أخرى في مأزق ، لذلك فالوضع لا يحتاج إلى المزيد ، وبدلا من ذلك يتعين القيام بما هو أفضل من أي وقت مضى اتجاهه ، أي التقرب منه أكثر". وفي بريطانيا ، ركزت الصحف على موضوع التحقيق البريطاني حول وفاة عميل الاستخبارات الروسية السابق الكسندر ليتفينينكو في لندن سنة 2006. صحيفة "الغارديان" أشارت في هذا الصدد ، الى نتائج التحقيق الذي قام به قاض بريطاني والذي يتهم السلطات الروسية بالتورط في وفاة الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو عام 2006 في العاصمة البريطانية. وأوضحت الصحيفة أن القاضي روبرت أوين خلص في تقريره الى أن السكندر ليتفينينكو تم تسميمه من قبل غوفوي، الحارس الشخصي السابق التابع للمخابرات السوفييتية ، وديمتري كوفتون في إطار عملية "ربما نفذت بناء على طلب الأمن الفيدرالي الروسي". من جانبها، خصصت صحيفة " تايمز" صفحتها الاولى لهذه القضية، مشيرة إلى أن المعارض الروسي ألكسندر ليتفينينكو، الذي كان قد حصل على الجنسية البريطانية، توفي في المستشفى في 23 نونبر 2006 عن عمر يناهز 43 عاما ، بعد ثلاثة أسابيع من شربه لشاي في فندق ميلينيوم لندن ، كان يحتوي على مادة البولونيوم 210، وهي مادة مشعة وسامة جدا وغير قابلة للكشف تقريبا. وأفادت الصحيفة بأن ليتفيننكو اتهم في رسالة مكتوبة وهو على فراش الموت ، الرئيس الروسي بأنه هو الذي أمر بقتله، وهو ما نفته دائما موسكو. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بصفة أساسية باجتماعات الملك فيليبي السادس مع قادة الأحزاب السياسية الإسبانية، التي ينبغي أن تؤدي إلى تعيين مرشح لمنصب رئيس الحكومة. في هذا السياق، كتبت صحيفة " إلموندو" أن الملك الإسباني يعتزم الاقتراح على زعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة المنتهية ولايته، ماريانوراخوي، تشكيل الحكومة ، مشيرة الى ان الخيار الثاني سيكون هو الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي الإسباني، بيدروسانشيث. ونقلت صحيفة " أ بي سي " عن المتحدث باسم الحزب الشعبي بمجلس النواب، رافائيل هيرناندو، قوله إن راخوي سيطلب من الملك فيليبي السادس البدء في مفاوضات مع الأحزاب السياسية الأخرى للوصول إلى اتفاق لتشكيل حكومة محافظة. في نفس السياق، ذكرت "لا راثون" أن راخوي قرر إعداد خطاب تنصيبه الذي سيلقيه أمام أعضاء مجلس النواب قبل عملية التصويت الحاسمة التي ستحدد مستقبل المشهد السياسي الإسباني. أما بالنسبة لصحيفة "إلباييس " ، فنقلت عن سانشيث قوله إن على راخوي كزعيم للحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات العامة الأخيرة في 20 دجنبر ، أن يتحمل مسؤوليته السياسية ، و أن يحاول تشكيل الحكومة الجديدة في إسبانيا. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالاصلاحات المثيرة للجدل، التي ينهجها الوزير الايطالي، ماتيورونزي، ومنها تلك المتعلقة بمجلس الشيوخ، والعلاقات مع بروكسيل. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) ان رونزي الذي ما يزال يتمتع بشعبيته، رغم الاصلاحات المثيرة للجدل في صفوف اليسار، مشيرة الى انه اتجه نحو انتقاد الاتحاد الاروبي "ايطاليا تستحق الاحترام، ولن تخضع للتخويف" بخصوص قضية الهجرة والمرونة المالية. من جهتها قالت صحيفة (لوموند) ان رئيس الحكومة الايطالية ، يعزز شعبيته من خلال مضاعفة انتقاداته للاتحاد الاروبي ، مضيفة ان الموضوع الاول محل الخلاف يتمثل في المالية العامة اذ يطالب رونزي بمزيد من المرونة أخذا بالنظر ، تكاليف وصول المهاجرين الى السواحل الايطالية. واشارت الى ان نقطة الخلاف الثانية تتعلق ايضا بملف المهاجرين ، مضيفة ان روما تطالب باصلاح نظام دبلن الذي يحدد البلد الذي يتعين عليه دراسة طلب اللجوء. اما النقطة الثالثة ، تضيف الصحيفة، فتهم الطاقة، ذلك ان رونزي يدعو الى التباحث حول مشروع (نورث ستريم 2 ) وهو انبوب غاز من المنتظر ان يربط روسيا بالمانيا دون المرور بأوكرانيا. في فنلندا، أشارت صحيفة (بوهياليين) إلى أن الفنلنديين والسويديين سيكونون أفضل حالا داخل حلف شمال الأطلسي، مدافعة عن موقف مغاير للذي تم الإعلان عنه في الشهر الماضي من قبل حكومتي البلدين. وقالت هذه الصحيفة الليبرالية إنه يجب البدء بمحاولة تحديد الهدف من التعاون بين الجارتين، وأنه ينبغي التصدي لقضية الأمن، موضحة أن كل وضعية خطيرة يمكن أن تتفاقم لتصبح أزمة عسكرية في المناطق المجاورة، تعتبر تهديدا محتملا للمنطقة. ويرى كاتب المقال أنه مهما كان مستوى التعاون بين البلدين الصغيرين، فإنه لن يشكل بديلا هاما يعوض الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وأشارت الصحيفة إلى أهمية الانضمام لحلف شمال الأطلسي الذي يتوفر على قوة ردع تشكل ضمانة لأمن أعضائه. وقالت إن "الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لا تهتم سوى بالتحالف على مستوى الدفاع المشترك. البلدان المستقلة الصغيرة مثل فنلندا والسويد توجد على الهامش". وفي لاتفيا، انتقدت صحيفة (نياتكاريغا) سياسة الاندماج الغير منضبطة الخاصة بطالبي اللجوء الجدد في أوروبا. واعتبرت الصحيفة أن "ألمانيا ودولا أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي تجد صعوبة في معرفة الكيفية التي يمكن من خلالها التعامل مع هذا الواقع الجديد". ويرى كاتب المقال أن البلدان المفضلة لدى المهاجرين، يوجد بها العديد من اللاجئين الفارين من الحروب، مضيفة أن "أوروبا ليست قادرة على ضمان اندماجهم". واعتبرت أن عملية توزيع حصص استقبال اللاجئين، التي اعتمدتها المفوضية الأوروبية، "خطيرة"، داعية إلى ضرورة إلغائها، والحد من تدفق الهجرة نحو القارة العجوز ودعم عملية السلام في مناطق الصراع في الشرق الأوسط وأفريقيا. وفي النرويج، تطرقت صحيفة (كلاسيكامبن) إلى عملية ترحيل اللاجئين الذين قدموا خلال السنة الماضية عبر الحدود مع روسيا، ضمن التدفق الكبير للمهاجرين إلى النرويج. ونقلت عن إدارة الهجرة النرويجية تأكيدها أنه سيتم ترحيل جميع من دخلوا عبر الحدود نقاط الحدود مع روسيا، مشيرة إلى أنه بالمقابل تم التعامل مع بعض الحالات الخاصة. وذكرت الصحيفة أن عددا من طالبي اللجوء فروا خلال الأيام الأخيرة من مراكز اللجوء لتجنب ترحيلهم إلى روسيا، مضيفة أن العديد من اللاجئين لديهم أسر وأطفال لكن شملهم قرار الترحيل. وأضافت الصحيفة أنه تم التعامل مع الحالات الاستثنائية لطلبات اللاجئين قبل بدء تنفيذ الإجراءات المشددة التي اعتمدت مؤخرا من أجل الحد من التدفق الكبير للمهاجرين.