الملك يأذن بدورة المجلس العلمي الأعلى    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    "الجنائية الدولية" تطلب اعتقال نتنياهو    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    المغرب يستضيف أول خلوة لمجلس حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    "ديربي الشمال"... مباراة المتناقضات بين طنجة الباحث عن مواصلة النتائج الإيجابية وتطوان الطامح لاستعادة التوازن    تنسيقية الصحافة الرياضية تدين التجاوزات وتلوّح بالتصعيد    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    الجديدة: توقيف 18 مرشحا للهجرة السرية        عجلة البطولة الاحترافية تعود للدوران بدابة من غد الجمعة بعد توقف دام لأكثر من 10 أيام    دراسة: تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    جمعويون يصدرون تقريرا بأرقام ومعطيات مقلقة عن سوق الأدوية    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    "لابيجي" تحقق مع موظفي شرطة بابن جرير يشتبه تورطهما في قضية ارتشاء    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    الحكومة الأمريكية تشتكي ممارسات شركة "غوغل" إلى القضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    البابا فرنسيس يتخلى عن عُرف استمر لقرون يخص جنازته ومكان دفنه    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية        تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    "من المسافة صفر".. 22 قصّة تخاطب العالم عن صمود المخيمات في غزة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسكو تقلب نظام القطب العالمي الواحد: التحولات العسكرية على أرض الشام تكشف دور داعش في مخطط الفوضى الخلاقة
نشر في العلم يوم 12 - 10 - 2015

منذ أشهر طويلة وبالضبط منذ يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 تشن القوات الجوية الأمريكية بشكل رئيسي ومعها تحالف تضخم تدريجيا وأصبح مكونا من 60 دولة، ضربات جوية ضد تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق. آلاف عمليات القصف خلال هذه الفترة وبمعدل ما بين 20 و25 غارة يوميا حسب بلاغات البنتاغون الأمريكي ووزارة الدفاع البريطانية ثم الفرنسية وغيرها، ولكن رغم ذلك لم يضعف تنظيم داعش أو كما تصر وسائل إعلام محسوبة على المعسكر الغربي على تسميته بتنظيم الدولة الإسلامية، بل زاد قوة وتعدادا وتوسعت مناطق سيطرته خاصة في سوريا. الأمريكيون وحلفاؤهم رفضوا أي تعاون مع الجيش السوري النظامي الذي يواجه بدوره داعش وخليط من التنظيمات المسلحة المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات المصنفة كمتطرفة أو كإرهابية وأصبحوا يجولون ويصولون مع الطيران الإسرائيلي أحيانا في سماء سوريا خارقين قواعد القانون الدولي بنشاطهم في سماء دولة ذات سيادة دون تفويض منها.
أجهزة الرصد التابعة لعدة قوى دولية وإقليمية وخاصة في ألمانيا أكدت في تقاريرها لحكوماتها أن غارات التحالف الذي يضم 60 دولة لا تلحق ضررا يذكر بتنظيم داعش بل أن طائرات التحالف والدفاعات الجوية التركية ترصد الطيران السوري وتضعه رهن الإستهداف على شاشات راداراتها وهو ما يجبره على الإبتعاد عن ضرب الجماعات المسلحة في العديد من المناطق أو مساندة قواته البرية. نفس المصادر تحدثت عن غرف عمليات في إسرائيل وتركيا ودول مجاورة تقوم بربط الإتصال والتنسيق بشكل مستمر مع التنظيمات المسلحة العاملة في سوريا لتوجيهها نحو النقط الأضعف في دفاعات الجيش السوري ولتنظيم عملياتها الهجومية أو لإستنفارها كلما تحرك جيش دمشق وهو أمر لم تتكتم عليه تل أبيب.
هذا التعاون المكثف الذي كان يضاف إلى مئات ملايين الدولارات التي تنفق شهريا ومنذ مارس سنة 2011 على مد الجماعات المسلحة بالعتاد والذخيرة ودفع مرتبات المجندين واستقدام أفراد من مختلف أرجاء العالم لمتابعة الحرب، وكذلك لدعم الأطراف السياسية التي تسعى لتبديل نظام الحكم في دمشق جعل الوضع على الساحة العسكرية متقلبا، وكلما تمكن الجيش السوري من تحويل الكفة لصالحة كانت الأطراف الخصم تعوض الإختلال في موازين القوى لتصبح الكفة في صالح خصوم النظام القائم في دمشق.
القصف الروسي
يوم الأربعاء 30 سبتمبر 2015 شرعت طائرات تابعة للقوات الجوية الروسية وبناء على طلب رسمي من حكومة دمشق عمليات قصفها لتنظيم داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات المسلحة التي تواجه الجيش السوري.
قبل أن تمر عشرة أيام على التدخل العسكري الجوي الروسي الذي انطلق من قاعدتين سوريتين فقط وقصف ب 26 صاروخ بحر أرض طراز "كاليبر" فئة "3M 14" المماثل للصواريخ الأمريكية من طراز توماهوك والذي يصل مداه إلى 2600 كيلو متر، من الأسطول الروسي في بحر قزوين أخذت الموازنات على الساحة العسكرية تتبدل بسرعة كبيرة لصالح القوات السورية.
يوم الأحد 11 أكتوبر 2015 جاء في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية:
يواصل الجيش السوري مدعوما من حزب الله وسلاح الجو الروسي تقدمه في محافظات عدة في وسط وشمال غرب البلاد، في وقت تحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن استخدام قنابل عنقودية روسية جديدة ومتطورة للمرة الاولى في النزاع.
وحقق الجيش السوري تقدما على جبهات عدة في عمليته البرية الواسعة بتغطية جوية روسية ضد الفصائل المسلحة المقاتلة في ريف حماة بالوسط الشمالي باتجاه الطريق الدولي دمشق حلب وفي تلال ريف اللاذقية في الغرب الشمالي والشمالي الشرقي وفي ريف ادلب في الشمال الغرب الجنوبي.
ويبدو ان الجيش السوري يحاول تحصين مواقعه في حماة خلف قوس يمتد من غرب خان شيخون جنوب ادلب على الطريق الدولي وصولا الى كفر نبودة غربا.
ونقلت صحيفة الوطن، المقربة من الحكومة السورية، "واصل الجيش قلب الطاولة على التنظيمات المسلحة في أرياف حماة وإدلب واللاذقية حيث اقترب من حدود مدينة خان شيخون".
وفي ريف حماة الشمالي، قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان "الجيش السوري يوسع نطاق عملياته البرية حول مدينة مورك شرقا ومعان شمالا" ولا تزال الاشتباكات مستمرة في مناطق عدة تحت التغطية الجوية الروسية.
وعلى جبهة اخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الموجود مقره في بريطانيا رامي عبد الرحمن والمعروف بدفاعه عن خصوم حكومة سوريا لوكالة فرانس برس ان "قوات النظام تتقدم في جبهة محور سهل الغاب جنوب ادلب، احدى اهداف العملية البرية حاليا، وهو عبارة عن مثلث يصل حماة باللاذقية وادلب، ويقود حزب الله العمليات فيه".
ويخوض "جيش الفتح" الذي يضم جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا وفصائل مسلحة ابرزها حركة احرار الشام منذ اشهر مواجهات عنيفة ضد الجيش السوري للسيطرة على سهل الغاب.
بموازاة مع تقدم الجيش السوري على عدة جبهات ولأول مرة منذ بداية الحرب على أرض الشام، سجلت تحولات سلبية علنية في هرم قدرات تنظيم داعش. يوم السبت 10 أكتوبر 2015 قال وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، إن ما لا يقل عن 250 مقاتلا تونسيا بصفوف تنظم داعش انتقلوا إلى ليبيا منذ بدء العمليات الجوية الروسية في سوريا.
وأكد وزير الدفاع التونسي أن الإرهاب على رأس التحديات التي تواجهها بلاده، إلى جانب تحدي استمرار المسار الديمقراطي، حسب ما جاء على موقع "سبوتنيك".
وأضاف الحرشاني في تصريحات صحيفة، الأحد، أن تونس تواجه تحدياً خارجياً آت من الجنوب الشرقي ومن وراء الحدود واسمه فلتان الحدود الليبية التونسية، وغياب بناء الدولة الليبية وهيمنة الفوضى.
وتابع أن التحدي الثاني، خارجي داخلي ويتمثل في المناطق الجبلية القائمة على جانبي الحدود مع الجزائر.
قبل ذلك بأيام تناقلت وكالات الأنباء أخبارا عن عملية فرار كثيفة لمقاتلي داعش إلى الأردن، سلطات عمان من جانبها قالت أنها سجلت تسرب بعض أعضاء داعش، في غرب العراق أفادت مصادر قبلية أن عشرات من مقاتلي داعش والنصرة وأحرار الشام ومقاتلون من الشيشان دخلوا العراق فرارا من الجيش السوري والقصف الروسي المركز.
ويعتبر المحللون ان دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد ليس الهدف الوحيد الذي يصبو اليه الكرملين، لكن يبدو ان التدخل الروسي محاولة اوسع للدخول في مزاحمة مع الغربيين، او حتى ترهيبهم.
وراى ماتيو رويانسكي مدير مؤسسة كينان، ومقرها واشنطن، "ان التوترات ليست مرتبطة بسوريا او تنظيم الدولة الاسلامية وحدهما بل بالمبادىء العامة" المتعلقة بالسيادة والتدخل في الخارج.
واوضح "ان الخلاف بين روسيا والغربيين ذهب الى ابعد من المناورات الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية. وصل الى حد استخدام القوات العسكرية لابراز حجة".
شكوك في محلها
إذا كان قصف جوي روسي قد تمكن خلال أقل من عشرة أيام في إحداث هذا التحول على الساحة العسكرية حتى وإن كان مرحليا، فإن ذلك يفرض طرح تساؤلات حول عدم فعالية عمليات عسكرية يقوم بها تحالف الستين دولة حول الولايات المتحدة منذ أكثر من 12 شهرا.
لا يوجد إلا تفسيران لا ثالث لهما:
1 - الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها القوة الأولى في العالم وتحالفها الذي يضم ثلاث دول رئيسية في حلف شمال الأطلسي وأطراف أخرى غير قادرة بكل طائراتها ومعداتها العسكرية وأجهزة إستخباراتها على تكبيد داعش ومثيلاتها خسائر مؤثرة. وبناء على ذلك فإن هذه الدول بكل طاقاتها العسكرية والإقتصادية ليست أكثر من نمور من ورق.
2- أن كل الضربات الأمريكية والحليفة ليست أكثر من مسرحية وعملية سرابية لمغالطة العالم، فالهدف هو إسقاط سوريا بكل الوسائل، خاصة بعد أن كشفت وثائق ويكيليكس أن واشنطن تعمل منذ سنة 2006 وعلى كل الجبهات العسكرية والسياسية والإقتصادية والإعلامية على تغيير الوضع في دمشق وشيطنة النظام فيها.
بهذا فقط يمكن تفسير النجاح الروسي بعد أقل من عشرة أيام على بدايته.
مما يعزز نظرية المؤامرة أنه عندما تظاهرت واشنطن بضرب تنظيم داعش لم يتحرك ضدها، الأمر كان مخالفا مع روسيا.
يوم 5 أكتوبر دعت أكثر من 41 مجموعة مسلحة في سوريا، في بيان، دول المنطقة إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد روسيا وحلفائها في سوريا، متهمين موسكو باحتلال هذا البلد.
وقال 41 فصيلا، أبرزها حركة "أحرار الشام الإسلامية" و"الجبهة الجنوبية" و"جيش الإسلام" وأخرى تنضوي تحت مظلة "الجيش الحر" مثل "تجمع العزة"، في بيان مشترك، إن "الاحتلال الروسي قطع الطريق على أي حل سياسي". لكن «جبهة النصرة" لم تكن من بين الموقعين على البيان.
ودعت "دول الإقليم عامة والحلفاء خاصة إلى أن يسارعوا إلى تشكيل حلف إقليمي في وجه الحلف الروسي المحتل لسوريا".
ما يجري في سوريا هو جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي وضعه المحافظون الجدد والذي يقضي بتقسيم دول المنطقة إلى ما بين 54 و 56 دولة على أساس عرقي وديني وطائفي ومناطقي مما يتيح لقوى الإستعمار القديم في حلتها الحديثة إعادة هيمنتها والسيطرة على ثروات المنطقة وتأمين وضع إسرائيل.
ولكن العمليات الجوية لروسيا غيرت التوازنات الميدانية. فقد أعطت العمليات للنظام إمكانية استجماع نفسه، ومدت بالشجاعة "حزب الله" وأنصار عودة الإستقرار إلى سوريا، والمعارضين السلبيين حتى المرحلة الحالية للمشروع الأمريكي.
مصادر دبلوماسية في بيروت، قالت إن المعارضة السورية تعيش وضعا نفسيا صعبا. يضاف إلى ذلك أن النظام يتحضر لعملية برية واسعة ضد المعارضة، لا سيما في الغاب وحمص والرستن وتلبيسة وكل هذه المنطقة الريفية. والمرحلة الثانية ستكون حتما تجاه إدلب والحدود التركية وحسم المعركة بشكل نهائي خلال مدة قصيرة نسبيا.
تعثر الفوضى الخلاقة
صناع مشروع الشرق الأوسط الجديد ومعهم ساسة واشنطن ولندن وأنقرة والبعض من ساسة الحلفاء الآخرين، يواجهون صدمة خاصة على ضوء عجز واشنطن عن ركوب مغامرة تحد لموسكو قد تقود إلى مواجهة عالمية، ولهذا فهم يطرحون أفكارا جديدة للخروج من المأزق، ولكنهم وهم يحاولون ذلك يكشفون المزيد من حجم المؤامرة.
كتبت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس أحد واضعي المشروع بالاشتراك مع وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس، مقالا تنتقد فيها السياسة الروسية، وتقدم النصائح لأوباما.
كانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، قد تبنت مفهوم "الفوضى الخلاقة"، وأوضحت لصحيفة "واشنطن بوست" عام 2005 كيفية انتقال الدول العربية والإسلامية من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، معلنة أن الولايات المتحدة ستلجأ إلى نشر الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط، في سبيل إشاعة الديمقراطية. "الفوضى الخلاقة" نظرية ترى أن وصول المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى متمثلة بالعنف والرعب والدم، يخلق إمكانية إعادة بنائه بهوية جديدة.
بدأت العملية في عام 2003 بإحتلال العراق بعد أن عجزت واشنطن عن إسقاط نظامه من الداخل ثم في سنة 2011 حيث حقق المخطط نجاحا كبيرا لاسيما ليبيا واليمن وبدرجة أقل في تونس ومصر حيث لم تصل الأوضاع إلى الفوضى والتشرذم والقتل الجماعي والتقسيم، لكنه واجه مقاومة عنيفة في سوريا وتأخر تنفيذه في دول أخرى، واصطدم بتحالف يتشكل تدريجيا تعتبر روسيا أهم أعمدته.
وتبدأ رايس مقالتها بتمهيد يقيم سياسة بوتين من وجهة نظرها ويقدم تقديرات مغلوطة، فهي إن كانت تعترف له بالحنكة السياسية، فتطرح تساؤلا "كيف يستطيع فلاديمير بوتين الذي يقود دولة باقتصاد متدهور، وقوات مسلحة من الدرجة الثانية، التحكم في رسم مسار الأحداث الجيوسياسية على هذا النحو؟ .. هو صاحب اليد العليا دائماً". وتتابع رايس أن بوتين يستخدم ما بحوزته من أوراق بمهارة استثنائية، ويعرف تماماً ما يريد فعله.
هذا أمر مزعج طبعا لواشنطن أن يعرف بوتين ما يفعل، ويفعل ما يريد، فهو "لا يسعى لتحقيق الاستقرار في سوريا، وفقا لتعريفنا لمعنى الاستقرار"، فكل ما يقوم به هناك هو من أجل الدفاع عن مصالح روسيا، من خلال السعي لإبقاء بشار الأسد في السلطة.
صدقت رايس كما يقول معلق، فلكي يحقق بوتين الاستقرار في سوريا وفق تعريفها يجب أن يدافع عن مصالح واشنطن، فلا يحمي الدولة السورية، لأن بشار الأسد يرأسها، ولا يضرب المنظمات الإرهابية التي تعارض مصالح موسكو، لأن هذه المنظمات جيدة لا تعارض مصالح واشنطن.
وتؤكد أول وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أن لا حل عسكريا للأزمة في سوريا، لكنها تدرك أن الدبلوماسية تتبع الواقع على الأرض، الأمر الذي تفهمه موسكو جيدا، ولذلك فما ما تقوم به روسيا وحزب الله، حسب رايس، هو خلق واقع ملائم لهما على الأرض، قبل المفاوضات.
لكن إذا كانت رايس تدرك هذه المعادلة، فلماذا لم يحاول أوباما تغيير الواقع على الأرض لصالحه؟ لماذا توسع تنظيم "داعش" وقوي إرهابية أخرى في ظل القصف الأمريكي خلال عام ؟. أم أن أوباما أقل ذكاء من رايس؟.
ويضيف المعلق المشكلة بالنسبة لرايس هي في المفاهيم، والواقع أن واشنطن عملت على تغيير الواقع لصالحها، وحققت بعض النجاح عبر توسع "داعش" و"النصرة" وأخواتهما، لكن المصالح الأمريكية لا تتطابق مع مصلحة سوريا.
ولا يحق لمن أعلن عن نشر "الفوضى الخلاقة" في الشرق الأوسط، أن يتهم موسكو بأن مصلحة ومصير السكان في سوريا، لا يمثلان موضوعا ذا شأن بالنسبة لها، فالفوضى الأمريكية هي التي قتلت الآلاف وهجرت الملايين، بينما تتدخل روسيا لوقف هذه الفوضى. الأمريكي فقط مدعو لتحديد المفاهيم، أما الروسي والسوري فلا حق لهما في ذلك.
تختم كونداليزا رايس مقالها بتوصيات تراها ضرورية للولايات المتحدة في مواجهة التدخل الروسي في سوريا، هي فرض واقع أمريكي خاص على الأرض كمنطقة حظر طيران، وتوازن عسكري أفضل، مع تلافي الصدام مع الروس في سوريا، لكنها وضعت في الصدارة رفض تبرير هذا التدخل بضرورة المحافظة على منظومة الدولة في الشرق الأوسط.
تحولات قد تفرض نفسها
التحولات التي تحدث على ساحة الحرب المتعددة الأطراف على أرض الشام فرضت على الكثير من الأطراف المشاركة بشكل أو بآخر بحث فرضية إدخال تغييرات على سياستها.
خلال يوم الأحد 11 أكتوبر إلتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع محمد بن سلمان آل سعود.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الرئيس الروسي وولي ولي العهد السعودي أكدا تطابق أهداف موسكو والرياض فيما يتعلق بالأزمة السورية.
وفي ختام المحادثات التي جرت في مدينة سوتشي الروسية، أكد لافروف أنها ركزت على مناقشة تطورات الأزمة السورية، وأن الطرفين بحثا خلالها المقترحات المتعلقة بتنفيذ بيان جنيف حول سوريا.
هذا وذكر لافروف أن بوتين أعرب لولي ولي العهد السعودي عن تفهم روسيا لقلق الرياض إزاء الوضع في سوريا، مؤكدا موقف موسكو الرافض لإمكانية إقامة "خلافة إرهابية" في هذا البلد.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين روسيا والسعودية قال الوزير إن الطرفين أكدا خلال محادثاتهما وجود فرص جيدة للتعاون الثنائي بما في ذلك المجال العسكري التقني.
من جانبه صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن الجانب السعودي أعرب لموسكو عن قلقه إزاء العملية الجوية التي تخوضها روسيا في أجواء سوريا، فيما شرحت موسكو أن هدفها الرئيسي في سوريا هو محاربة تنظيم داعش.
وأضاف الوزير السعودي أن الرياض في نظرتها إلى سبل حل الأزمة السورية لا تزال متمسكة برحيل الرئيس السوري ودعم المعارضة السورية المعتدلة.
وقال الجبير إن المملكة ستواصل العمل مع روسيا في بلورة موقف موحد على أساس بيان جنيف، من أجل الحفاظ على وحدة الدولة السورية.
وفي وقت سابق من الأحد بحث الرئيس الروسي الأزمة السورية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.
وتناول اللقاء التطورات في الشرق الأوسط، وخاصة في ضوء الجهود الروسية والإماراتية المبذولة في مكافحة الإرهاب الدولي، كما تطرق الطرفان الى القضايا الدولية والإقليمية الملحة.
مصادر في موسكو أكدت أن دولة الإمارات وعلى عكس السعودية لم تعارض الضربات الروسية في سوريا ولا أصرت على رحيل الرئيس الأسد وحزب البعث الحاكم في دمشق.
تحد التهديدات الغربية
جاء في تعليق نشر في موسكو:
ما أن بدأت العملية العسكرية الروسية في سوريا، حتى شنت وسائل إعلام غربية وعربية هجوما موسعا على التدخل الروسي مع محاولة تشويه الأهداف التي من أجلها تدخلت موسكو عسكريا في سوريا.
وكان مسؤولون روس قد أكدوا أكثر من مرة أن العملية العسكرية في سوريا تستهدف تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب استبقوا الضربات الجوية الروسية بإطلاق تقارير كاذبة نشرتها وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن مقتل مدنيين واستهداف ما يسمى ب "المعارضة المعتدلة" وعدم قدرة موسكو على تأمين الغلاف المالي لعملياتها العسكرية ولا تأييد الرأي العام في روسيا أو سوريا لها إلى غير ذلك من محاولات الكذب والتضليل.
قراءة المواقف الغربية تشير إلى حالة الارتباك والخوف من المتغير الذي أحدثته موسكو داخل سوريا، ليس على صعيد محاربة "داعش" فحسب، بل على صعيد الأزمة السورية بشكل عام وموقع روسيا منها. الخشية الأمريكية تكمن في اليوم التالي لدحر "داعش" حيث تكون موسكو قد أصبحت أقوى اللاعبين في سوريا، ولديها القدرة على فرض أجندتها السياسية.
كثيرون يتحدثون عن حل سياسي متفق عليه للأزمة السورية، غير أن الواقع هو غير ذلك فلا تزال المؤشرات تؤكد على تباعد المواقف بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى.
التحذيرات الغربية لروسيا تتصاعد، لدرجة أنها تأحذ أحيانا شكل التهديد. ومع ذلك يعتبرها البعض تحذيرات وتهديدات إعلامية للاستهلاك المحلي والدولي، ولاعتبارات انتخابية. بينما العمليات العسكرية للطيران الروسي تسير بدون أي عوائق أو منغصات ضد تنظيم داعش الإرهابي وأخواته وبنجاح لافت. ذلك على الرغم من الحملات الإعلامية الغربية والعربية المثيرة للشفقة، بسبب تكرارها نفس العبارات والجمل القديمة منذ "الجهاد من أجل الإسلام في أفغانستان" و"نصرة الإخوة في الشيشان لإقامة دولتهم الإسلامية المستقلة".
لقاء وزيري الدفاع الأمريكي آشتون كارتر ونظيره البريطاني مايكل فالون في لندن يثير الكثير من التساؤلات حول الخطوات المقبلة في سوريا لكل من البلدين اللذين لا تنفصل سياساتهما عن بعضها البعض.
آشتون أعلن صراحة أن "رحيل الرئيس السوري بشار الأسد هو الحل الصحيح الوحيد"، مشيرا إلى أن خطوات موسكو في سوريا خاطئة تماما وستؤدي إلى نتائج سلبية. وربما هذا الكلام بتلك الصيغة تحديدا، هو أيضا موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه، الذي سيقدم قريبا اقتراحات حول تعديل برنامج تدريب المعارضة في سوريا. ومن الواضح أن التحالف الأمريكي يرغب في توازن على الأرض أمام الجيش السوري. وعندما تحقق واشنطن وحلفاؤها ذلك، سوف يتغير الحديث في اتجاهات أخرى تماما.
هذه ليست التحذيرات والتهديدات الأولى من نوعها، فرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي وصف قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقصف مواقع الإرهابيين داخل سوريا بأنه "خطأ فادح"، أكد على أن الجهود الروسية ستزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. وكرر نفس الاتهامات التي وجهتها واشنطن إلى موسكو، مشيرا إلى أن "معظم الضربات الجوية الروسية حتى الآن استهدفت أجزاء من سوريا لا تخضع لسيطرة الدولة الإسلامية، لكن تخضع لمعارضين آخرين للنظام، في حين أن العالم أجمع وبشهادات الأمريكيين أنفسهم يدرك أن داعش والنصرة هما التنظيمان اللذان يسيطران على أكثر من 95 في المئة من الأراضي السورية التي لا تتحكم فيها القوات النظامية.
مثل هذه الاتهامات تكتسب قدرا من السخرية، عندما نسمع وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان يقول إن "تنظيم داعش يستخدم المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، كدروع، حيث يختبئ قياديو التنظيم في مدارس ومساجد ومستشفيات. ما يعرقل إجراء العمليات في سوريا والعراق كثيرا، لأن جميع الأطراف تسعى لتجنب سقوط خسائر في صفوف المدنيين".
الكرملين أكد أن العملية العسكرية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سوريا مرتبطة بالتقدم الذي يحرزه الجيش السوري على الأرض. وذلك بهدف تقديم الدعم للقوات المسلحة السورية، أما مدتها فستتطابق مع الأطر الزمنية لتقدم القوات المسلحة السورية.
هذا التصريح ليس جديدا على الإطلاق، ولكنه يضع النقاط على الحروف، للتأكيد على هدف موسكو النهائي من كل تلك الإجراءات. في حال وافق جميع الأطراف على التخلي عن سيناريو التسوية المسلحة أو تقسيم سوريا أو تسليمها لتنظيم داعش وأخواته.
موسكو أكدت في وقت سابق أيضا، على لسان مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف، بأن عملياتها الجوية في سوريا غير محددة بسقف زمني، لأنها تستهدف خطر الإرهاب الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأن روسيا تنوي التواجد في الشرق الأوسط، في المجالين الدبلوماسي والسياسي، وإذا لزم الأمر، ففي المجال العسكري أيضا اعتمادا على القانون الدولي، وأن التواجد العسكري الروسي في المنطقة ليست مثيرا ببهذا القدر مقارنة مع تواجد بعض الدول الأخرى هناك. وذكر المسؤول الدبلوماسي أنه ليس على علم بموعد انتهاء العملية الروسية في سوريا، موضحا أنها ضرورية طالما يوجد هناك تهديد إرهابي.
ومع ذلك، فروسيا تعلن صراحة أنها لا تريد سباق تسلح أو تغيير التوازن الاستراتيجي. هذه الفكرة جاءت على لسان مندوب روسيا الدائم لدى حلف الناتو ألكسندر غروشكو الذي أكد على أن روسيا لا تريد الانجرار إلى "سباق تسلح جديد" أو تغيير التوازن في المنطقة. ولكنه أشار في نفس الوقت إلى أن حلف الناتو يربط خططه التوسعية ب"ضرورة ردع روسيا".
الجانب الآخر لأزمة اللاجئين
كتب معلق غربي: الخطط الموضوعة لسوريا كما لغيرها تشمل الإنسان أيضا، فالإنسان صار موضوعا قابلا للاستغلال مثله مثل النفط والغاز والطرق الاستراتيجية.
كتب وقيل الكثير حول خطط وأطماع تشكل الجانب الاقتصادي للمأساة السورية من الغاز السوري إلى أنابيب نقل الغاز الإيراني والقطري عبر سوريا لمنافسة غاز بحر قزوين، وصولا إلى الصفقات الكبرى التي تنتظرها كبريات الشركات لتقاسم الكعكة السورية عبر إعادة البناء سواء في دولة واحدة أو أكثر، وكبريات البنوك لتكبيل البلد بأصفاد الديون، لكن الحديث دوما كان يدور بصورة مجردة عن المادة لا مكان فيها للإنسان.
وأخيرا تبين أن الخطط الموضوعة لسوريا كما لغيرها تشمل الإنسان أيضا، فالمواطن السوري كذلك موضوع قابل للاستغلال مثله مثل النفط والغاز وطرق المواصلات الدولية.
موقع الإنسان السوري في مخطط المصالح الغربية حدده رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، في مقال نشر في 7 أكتوبر 2015.
يتحدث كيم عن التجربة المؤلمة للاجئين الذين ينتقلون سيراً على الأقدام، وبالقطارات والقوارب والسيارات، إلى البلدان المجاورة، ثم إلى أوروبا، هربا من وحشية لا نهاية لها.
لكنه يعتبر أن تدفق المهاجرين الشباب في سن العمل على بلد ترتفع فيه نسبة المسنين يشكل مكسبا للجميع، ويؤكد أن أزمة اللاجئين اليوم بحاجة إلى ما هو أبعد من المساعدة الإنسانية، إنها بحاجة إلى "خطة إنمائية" تحدد وفقها البلدان المضيفة مسارات لمشاركة اللاجئين في الاقتصاد.
ويكمن التحدي، حسب رئيس البنك الدولي، أمام عدد من البلدان المتقدمة في إدارة التغيير، في الترحيب بالمهاجرين واللاجئين بخطة لتوطينهم، وتحويلهم إلى مواطنين. ويدعو للاقتداء بتركيا التي احتضنت أكبر عدد من اللاجئين، إذ سمحت لأكثرية اللاجئين المسجلين بالإقامة خارج المخيمات، ومنحتهم حرية الحركة والحماية من العودة القسرية، كما سمحت لهم بالحصول على الرعاية الصحية وبعض الخدمات التعليمية.
لكن، كيف أثر هذا في الاقتصاد التركي؟. يقول كيم إن السوريين الذين جاؤوا بأموال استثمروها في تركيا، ويشكلون 26 في المئة من أنشطة الأعمال الجديدة المسجلة في تركيا عام 2014.
وأضاف أن معدلات الفقر تنخفض في المناطق التي تضم لاجئين سوريين مسجلين بوتيرة أسرع من المناطق الأخرى في البلاد.
لم يتحدث كيم عن سرقة القرن التي جرت في حلب لصالح تركيا، وكانت وزارة الخارجية السورية وجهت رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، تكشف فيها عن تعرض نحو ألف مصنع في مدينة حلب للسرقة والنقل إلى تركيا، بمعرفة تامة وتسهيل من الحكومة التركية، معتبرة أنه "عمل غير مشروع، يرقى إلى أفعال القرصنة، وبمرتبة عمل عدواني يستهدف السوريين في مصادر رزقهم وحياتهم الاقتصادية".
ولم يتحدث عن الحفارات التي هربت وعن النفط الذي يبيعه "داعش" منذ سنوات، إضافة إلى تجارة الأسلحة الرائجة عبر تركيا.
هذا ما استغلته تركيا وحقق لها أرباحا، بينما ترى في اللاجئين غير المنتجين أو أصحاب رؤوس الأموال عبئا ثقيلا تحاول التخلص منه، ويجب أن يعرف رئيس البنك الدولي أن اللاجئين القاصدين أوروبا في قوارب الموت هربوا في معظمهم من مخيمات اللجوء في تركيا، ولو كان أردوغان قدم لهم، كما يقول كيم، حدا أدنى من مقومات الحياة لما غامروا بحياتهم في عرض البحر.
لا يعرف رئيس البنك الدولي شيئا عن ويلات الحرب، ولم يذكر كلمة واحدة عن "داعش" أو أخواته، لا شيء عن آلاف القتلى، لا شيء عن آلاف المشردين، لا شيء عن الأطفال، عن أقلامهم .. كراريسهم أو عن دموعهم.
ملايين اللاجئين صاروا مجرد رقم في دفتر رئيس البنك. لغة الأرقام المجردة التي يتحدث بها رئيس البنك الدولي تعكس حقيقة موقف القيادات الغربية من أزمة اللجوء، ومن سبب هذه الأزمة، ويجب ألا يدهشنا تقييمه لرحلة اللاجئين التي يحرسها ملك الموت إلى الشمال على أنها "استراتيجية ذكية"، خصوصا خلال هذه الفترات من النمو الاقتصادي العالمي المنخفض.
الصين
هناك في الأفق تطورات في الصراع من شأنها أن تفرض ضغطا أكبر على واشنطن، وهي أن الصين تدرس الإنضمام إلى روسيا في الحملة على أرض الشام.
لقد كان من اللافت الأقوال التي أدلى بها وزير الخارجية الصيني فانغ تشي، في الأول من شهر أكتوبر 2015 خلال اجتماع مجلس الأمن حيث قال: "لا يمكن للعالم أن يسمح لنفسه بأن يبقى متفرجا ومكتوف الأيدي تجاه ما يجري في سوريا، ويجب عليه ألا يتصرف بطريقة غير منطقية تجاه ما يجري من أحداث تضرب الإنسانية في الصميم".
من منطلق دراسة السياق الموضوعي للأحداث وفهم المنطلقات والهواجس الصينية خاصة على ضوء التحديات الأمريكية في منطقة شرق آسيا وبحر الصين، لا تستبعد بعض المصادر فكرة أن تتدخل الصين في الحرب الدائرة،ما يعني توسع التحالف الذي تقوده روسيا، وتعزيزه بقوات دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن ذات قدرات عسكرية ومالية غير محدودة تقريبا.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.