في تجسيد جديد لعمق العلاقات الأخوية بين المملكة المغربية وسلطنة عمان، شهدت الأيام الأخيرة انعقاد الدورة السابعة للجنة المشتركة المغربية العمانية، في خطوة تؤكد على استمرارية التشاور والتعاون الوثيق بين البلدين. وكان آخر لقاء مماثل قد عُقد بالعاصمة الرباط في 4 يوليوز 2023، ما يعكس انتظام الاجتماعات الثنائية وحرص الطرفين على الدفع بعلاقاتهما نحو آفاق أرحب. ولم تكن الدورة السابعة مجرد محطة بروتوكولية، بل جاءت محمّلة برسائل دعم واضحة، أبرزها تأكيد سلطنة عمان على موقفها الثابت من قضية الصحراء المغربية، معتبرة أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تُشكل أساسًا واقعياً وذا مصداقية لحل هذا النزاع الإقليمي. تعود جذور العلاقات المغربية العمانية إلى عقود مضت، حيث تم تأسيسها في عهد الراحلين السلطان قابوس بن سعيد والملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما، واستمرت في التوهج خلال عهد جلالة الملك محمد السادس والسلطان هيثم بن طارق، معززة بروح التفاهم والتعاون المثمر. ويمتد هذا التفاهم الثنائي ليصب في إطار أوسع، يتمثل في العلاقات المتينة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي توجت بشراكة استراتيجية منذ سنة 2012. ويحظى المغرب داخل هذا التكتل الإقليمي بتقدير خاص، بفضل الدور الريادي الذي يضطلع به جلالة الملك محمد السادس، خاصة من خلال رئاسته للجنة القدس، التي تعمل دون كلل من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية. كما لا تفوت دول الخليج، ومنها سلطنة عمان، الإشادة بالمبادرات التي أطلقها العاهل المغربي في القارة الإفريقية، والتي تهدف إلى دعم جهود السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، مما يعزز صورة المغرب كفاعل مسؤول على الساحة الدولية.