نعت دول عربية وغربية أول أمس السبت سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد الذي توفي الجمعة، مشددة على “حكمته” في معالجة القضايا الإقليمية والإسلامية وقيادته “تحديث” بلاده خلال عهده الذي استمر نحو 50 عاما. وتوفي قابوس الذي تولى الحكم في 23 يوليو 1970، مساء الجمعة عن 79 عاما. وكان يتلقى العلاج من سرطان القولون، بحسب دبلوماسيين. وفي انتقال سلس وسريع للسلطة، أدى وزير التراث والثقافة العماني هيثم بن طارق السبت اليمين الدستورية بعد تعيينه سلطانا لعمان خلفا لابن عمه الراحل. وفي ما يأتي أبرز ردود الفعل العربية والدولية على وفاة السلطان قابوس: قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان إن “الأمة العربية فقدت حاكما من طراز نادر، دأب خلال فترة حكمه على تبني خط مستقل لبلاده جنبها الكثير من الأزمات والصراعات التي اعتصرت المنطقة”. وتابع أن قابوس “طالما لعب أدوارا إيجابية على صعيد الدبلوماسية العربية، وأنه كان صاحب رؤية بعيدة ونظر ثاقب في الشؤون الدولية والعربية”. وصرح مصدر مسؤول بالجامعة أن أمانتها العامة قررت تنكيس علمها ثلاثة أيام. ونعى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان السلطان قابوس “قائد سلطنة عمان ومؤسس نهضتها الحديثة الذي رحل بعد أن أتم مسيرة الإنجازات والعطاء والبناء”. وقدما “خالص التعازي” للعائلة الملكية والشعب العماني، معربين عن تمنياتهم بأن “يديم (الله) على سلطنة عمان وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار”. قال العاهل المغربي الملك محمد السادس حسب وكالة الأنباء الرسمية “لقد فقدت سلطنة عمان والأمة العربية، برحيل السلطان قابوس، قائدا كبيرا وحكيما حقق لبلده نهضة شاملة (…) أهلته للاضطلاع بدور فاعل في توطيد جسور التضامن العربي والإسلامي، وترسيخ نهج الحوار والسلام والاعتدال”. بعث رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية تعزية إلى سلطان عمان الجديد هيثم بن طارق عبر فيها عن تعازيه في وفاة قابوس. وأمر الشيخ خليفة بإقامة صلاة الغائب عن روح السلطان الراحل في جميع مساجد الدولة بعد صلاة المغرب. قدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعازيه “للأمة العربية والشعب العماني الشقيق” في وفاة قابوس الذي “كان داعما دائما للقضايا العربية والإسلامية في شتى المواقف، ورائدا لنهضة سلطنة عمان الشقيقة”. من جهته، نعى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر أحمد الطيب سلطان عمان الراحل، مشير ا إلى أن “التاريخ يشهد بأنه كان قائدا حكيما ومخلصا وداعيا وراعيا للسلام والحوار بين الناس، فاستحق أن يكون سلطان الحكمة”. كما نعاه بابا الأقباط الأرثوذكس في مصر تواضروس الثاني، مشددا على أنه رحل “بعد مسيرة حافلة بالعطاء أحدث خلالها نهضة شامخة وقيادة حكيمة في عمان والعالم العربي فصار رمزا لقوة ووحدة سلطنة عمان على مدار نصف قرن”. قال الرئيس السوري بشار الأسد إن “الفقيد الراحل قاد سلطنة عمان في مسيرة نهوضها وازدهارها، وتمكن بكثير من الحكمة والحنكة من خلق موقع متميز لها بين الدول العربية وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي”. وكانت سلطنة عمان العضو الوحيد في مجلس التعاون الخليجي الذي لم يقطع علاقاته الدبلوماسية والسياسية مع دمشق. في عمان، نعى العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، السلطان قابوس “أحد القادة الحكماء الذي كان أخا كبيرا لي وصديقا عزيزا لوالدي الحسين وحليف ا للأردن في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية بحكمة وتوازن، مستندا إلى مبادئ راسخة”. وأعلن الديوان الملكي الأردني الحداد ثلاثة أيام. كتب الرئيس اللبناني ميشال عون على تويتر “برحيل السلطان قابوس، يفقد العالم العربي رجل الحوار والحكمة والسلام الذي طالما عمل من أجل لم الشمل العربي وتعزيز تضامنه”. قال الرئيس العراقي برهم صالح إن “خسارتنا بفقدان السلطان قابوس بن سعيد خسارة مضاعفة في هذه الظروف التي نحن أحوج ما نكون فيها إلى صوت الاعتدال والحكمة والقدرة على ضبط الاختلافات لصالح تنمية دولنا ومنطقتنا وتقدمها وتوحيد جهودها من أجل البناء والسلام”. وصرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية “فقدت أمتنا العربية والإسلامية قائدا وزعيما من خيرة رجالاتها، كرس حياته لخدمة وطنه وشعبه وقضايا الأمتين العربية والإسلامية بحكمة واتزان”. يذكر أن السلطنة كانت أول دولة خليجية تستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أكتوبر 2018، رغم أن البلدين لا يرتبطان بعلاقات دبلوماسية. وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت عن “حزنه الشديد” لوفاة السلطان قابوس، مشيدا ب”شريك حقيقي وصديق للولايات المتحدة”. وأضاف “لقد جلب السلطان قابوس السلام والازدهار إلى بلده وكان صديقا للجميع”. وأشاد بيان مشترك للمفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي “بإحساس قابوس بالبراغماتية وموقفه الفريد”. وقال إن عمان تحت قيادته “شرعت في حقبة غير مسبوقة من الإصلاحات أدت إلى تحسين مستويات معيشة الشعب العماني”. وتابع “لقد قادت رؤيته سياسة خارجية وضعت سلطنة عمان بين أقرب شركاء الاتحاد الأوروبي، في منطقة غارقة في الصراع ويزداد فيها التوتر”. أفاد بيان صادر عن الرئيس فرانك فالتر شتاينماير بأن وفاة قابوس تعني “فقدان صديق جيد لألمانيا”. وأضاف “كان السلطان قابوس ممثلا مسؤولا عن التفاهم والتسويات في منطقة الشرق الأوسط والخليج. لقد تم الإصغاء الى كلمته على نطاق واسع”. وكتب الرئيس رجب طيب إردوغان على تويتر “أسأل الله الرحمة للسلطان قابوس بن سعيد آل سعيد الذي بذل جهودا كبيرة من أجل رفاهية وتنمية سلطنة عمان إلى جانب كونه شخصية مهمة في سياسة المنطقة”. واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن وفاة سلطان عمان قابوس “خسارة للمنطقة”، مبديا الأمل في “تنامي العلاقات” مع عمان. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “لقد كان زعيما حكيما ومحترما بشكل استثنائي وسيفتقد إلى حد كبير. سيتم تذكره لتفانيه في تطوير عمان لتصبح أمة مستقرة ومزدهرة وكأب للأمة سعى إلى حياة أفضل للشعب العماني”. ونقل بيان عن بوش قوله “لقد كان قوة مستقرة في الشرق الأوسط وحليفا قويا للولايات المتحدة. كان لصاحب الجلالة رؤية لعمان حديثة ومزدهرة وأراد أن تصبح هذه الرؤية حقيقة”. وقدم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو “التعازي إلى شعب عمان” بوفاة قابوس، مضيفا “كان قائدا كبيرا عمل لنشر السلام والاستقرار في المنطقة، وفي ظل قيادته باتت عمان دولة محورية ومتطورة”.