انتهى الديربي البيضاوي بين الوداد الرياضي وغريمه الرجاء الرياضي، مساء أول أمس السبت، بنتيجة التعادل بهدف لمثله، برسم الجولة 26 من الدوري الاحترافي الأول، وهي نتيجة لا تخدم مصلحة الفريقين في سباق البحث عن مقعد يضمن المشاركة القارية خلال الموسم المقبل. وعاد لقاء الديربي إلى مكانه المفضل، مركب محمد الخامس بعد اكتمال أشغال إصلاحه، لكنه افتقد الدفء بالمدرجات، بسبب الحضور الجماهيري المتواضع، بفعل قرار المقاطعة التي اتخذته الفصائل المساندة للفريقين، احتجاجا على ما تعيشه من تضييق أثناء المباريات. وانطلقت هذه المواجهة، التي أدارها الحكم جلال جيد وطاقمه المساعد باقتدار، بشكل مثير،حيث تبادل الفريقان الهجمات بشكل قوي، قبل أن ينجح الفريق الأحمر في الحصول على ضربة جزاء في الدقيقة 18، انبرى لها محمد الرايحي بنجاح، رافعا رصيده إلى عشرة أهداف في صدارة ترتيب الهدافين. وكاد الوداد أن يقتل المباراة بعد عشر دقائق من هدفه الأول، حيث وجد المهاجم لورش نفسه أمام المرمى الرجاوي، لكن كرته ارتطمت بالعارضة الأفقية، لتتحول على الفور إلى حملة مضادةمن الجهة اليمنى، تبادل الكرة خلالها المعموري مع صابر بوكرين، الذي أرسل كرة مقوسة داخل المربع الصغير للحارس المهدي بنعبيد، استقبلها الهداف الحسين رحيمي فأودعها الشباك، معيدا المباراة إلى نقطة البداية. وتواصلت الدقائق المتبقية من الجولة الأولى سجالا بين لاعبي الفريقين، دون أن يتمكنوا من بلوغ المرمى. وخلال الشوط الثاني، دخل لاعبو الوداد بحماس ورغبة كبيرين في تحقيق الانتصار، فأمسكوا بزمام المباراة، وسط تراجع كبير للاعبي الرجاء، وكأنهم ارتضوا نتيجة التعادل. وكان المدرب موكوينا يريد الفوز بشكل كبير، حيث بادر إلى مجموعة من التغييرات، آملا بلوغ مرمى الحارس الرجاوي المهدي الحرار، الذي اجتهد كثيرا في هذه المواجهة. وفي المقابل لم يلجأ المدرب الرجاوي، لسعد الشابي إلى كرسي احتياطه إلا في ثلاث مناسبات، واحدة منها بهاجس دفاعي محض، لأن الخيارات التقنية لم تكن متوفرة لديه بشكل كبير، وهو ما تحدث عنه في الندوة الصحافية التي تلت المباراة، حيث أكد أن فريق الرجاء يحتاج للاعبين الجاهزين والقادرين على منح الإضافة. وانعكست برودة المدرجات التي كانت شبه فارغة، على أداء اللاعبين في الملعب، كما أن الفرجة التي اعتادت جماهير الفريقين صنعها بالتيفوهات والشهب النارية، غابت في هذه المواجهة، التي كاني يُراهَن عليها لتسويق شغف المغاربة بكرة القدم، وللترويج لملف استضافة أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. وقال المدرب لسعد الشابي، إنه فضل عدم المجازفة باللاعبين الشباب، مشيرا إلى أن المباراة كانت جيدة من الناحية التقنية والتكتيكية، لكنها افتقدت ملح المدرجات. وأضاف المدرب التونسي أنه لم يرد المقامرة بالشبان في هذا الديربي، لأنهم لا يملكون الخبرة المطلوبة، خاصة وأن الديربي «عندو ناسو». وفي المقابل، قال المدرب الجنوب إفريقي، رولاني موكوينا، إنه لا يريد مغادرة الوداد من الباب الخلفي، مشيرا إلى أنه سيرحل مع نهاية الموسم. وفي تعليق له على نتيجة التعادل التي انتهى بها لقاء الديربي، قال موكوينا، إنه لايمكنه إرضاء جماهير الوداد البيضاوي كلها، وهذا ما جعله يبتعد عن مواقع التواصل الاجتماعي والتركيز على عمله فقط. وأضاف موكوينا في الندوة الصحافية إن جماهير الوداد لا تستقر على حال، فعندما «لا أقحم بوهرة يقولون لي أين بوهرة، وعندما أقحمه يقولون لي لماذا أقحمته.أنا المدرب، وأنا من يتخذ القرارات. هناك 5 ملايين ودادي، وإرضاؤهم جميعا أمر مستحيل.» وأضاف الفريقان نقطة وحدة إلى رصيدهما، حيث أصبح الوداد يتوفر على 44 نقطة، يحتل بها الرتبة الثالثة، فيما يحتل الرجاء المركز السابع بمعية أولمبيك آسفي برصيد 38 نقطة.