أولت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الثلاثاء، ابرز اهتماماتها بالرسالة التي سيوجهها اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء البريطاني الى بروكسيل ،بشأن تفاصيل متطلبات اصلاح الاتحاد الاروبي، و استقالة رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم من منصبه على خلفية فضيحة دفع الاتحاد لمبالغ مالية للاتحاد الدولي (الفيفا) للحصول على حق استضافة كأس العالم 2006 . كما تناولت الصحف مواضيع اخرى منها ،تقرير الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ، الذي يكشف تورط خمسة رياضيين روس في التعاطي للمنشطات، واشكالية تدفق اللاجئين على اروبا ، اضاف الى تبني البرلمان الجهوي لكتالونيا الاثنين لقرار باطلاق مسلسل الاستقلال هذه الجهة. ففي فرنسا اهتمت الصحف بالرسالة التي سيوجهها اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون الى بروكسيل ، والمتعلقة بتفاصيل متطلبات باصلاح الاتحاد الاروبي . وفي هذا الصدد تساءلت صحيفة (ليبراسيون) ماذا تريد بريطانيا بالتحديد ¿ مشيرة الى انه بعد ثلاث سنوات تقريبا من اعلان استفتاء حول انتماء بلاده الى الاتحاد الاروبي، لم يفسر كامرون حتى الان بوضوح لشركائه ماذا يريد. من جهتها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) انه فيما تتضح المفاوضات مع شركائه الاروبيين ، يبدو ان دافيد كامرون يعتمد خطابا اقل عدائية ازاء الاتحاد الاروبي، مشيرة الى انه بعد نحو عام على خطابه الشهير حول الهجرة، يعطي دافيد كامرون الانطباع بانه قلص من حجم مطالبه. وفي موضوع اخر، اهتمت صحيفة (لوموند) بالاجتماع ما قبل المؤتمر الدولي للمناخ الذي يعقد حاليا بالعاصمة الفرنسية، مذكرة بان هدف (كوب 21 ) بباريس يكمن في التوصل الى اتفاق من اجل احتواء ارتفاع درجة الاحتباس الحراري في اقل من درجتين. وفي ألمانيا انصب اهتمام أغلب الصحف على استقالة رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم فولفغانغ نيرسباخ من منصبه بعد تعرضه لضغوط شديدة بسبب فضيحة دفع الاتحاد لمبالغ مالية للاتحاد الدولي (الفيفا) للحصول على حق استضافة كأس العالم 2006 . وكتبت صحيفة (فرانكفوتر أليغماية تسايتونغ) في تعليقها أنه رغم استقالة نيرسباخ تظل الأسئلة الأساسية في قضية كأس العالم 2006 مفتوحة على كل الاحتمالات مشيرة إلى أن عليه الآن تحمل المسؤولية السياسية عن هذه الفضيحة ، كما أقر في تصريحه. وترى الصحيفة أن استقالة نيرسباخ أصبحت أكثر ضرورة بل خطوة لا مفر منها مشيرة إلى أن الفضيحة التي هزت مؤخرا المشهد الرياضي حول دفع ألمانيا لرشاوى للحصول على تنظيم كأس العالم 2006 مست كثيرا سمعة اللعبة. من جهتها اعتبرت صحيفة (تاغسشبيغل) أن نيرسباخ (64 سنة ) كان في الكثير من الأحيان عندما يتحدث بكل ثقة ورأسه مرفوعا للعالي إذ ظل يؤكد أن الاتهامات لا أساس لها من الصحة وأن ألمانيا لم تشتر الأصوات إلا أنه وخلال إعلانه عن استقالته من منصبه لم يستطع رفع عينيه عن الأرض مشيرة إلى أن حديثه للصحافة كان فيه لمسة حزن واضحة لكن أيضا بدا وكأنه يستغيث خاصة وأنه أجبر على التخلي عن وظيفته الحلم بضغط من الرأي العام الذي كان ضده خلال الأسابيع الأخيرة بسبب هذه الفضيحة. من جانبها كان للصحيفة (باديشه تسايتونغ) نفس الرأي إذ اعتبرت أن " الاستقالة كانت ضرورية " مشيرة إلى أنه كان عليه أن يساهم في تنوير الرأي العام ، وتوضيح ملابسات هذه الفضيحة وتقديم نفسه في أحوال أفضل وكقوة دافعة ، لكن العكس هو الذي حصل. اما صحيفة (راينشة بوست) فرأت أن كرة القدم الألمانية تواجه تهما بالفساد ضد بعض رموزها ومسيريها قد تطيح بسمعتها في حال ثبوتها مشيرة إلى أن الفضيحة بدأت بفرانز بيكنباور وتم التحقيق معه من قبل لجنة القيم ب(الفيفا) بتهمة عدم التعاون معها، فجاء قرار إيقافه لمدة 90 يوما، واليوم يستقيل صديقه نيرسباخ رئيس الاتحاد. وتوقعت الصحيفة أن تسلط التحقيقات الضوء على الكثير من المعطيات. وفي بريطانيا تطرقت الصحف إلى تقرير الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات اذ كتبت صحيفة (الغارديان) ان " هذه الوثيقة من 300 صفحة تدين ثقافة متجذرة للغش لدى الروس"، وطلبت حرمان موسكو من المشاركة في كافة منافسات العاب القوى ومنها الالعاب الاولمبية لسنة 2016 المقررة في ريو دي جانيرو بالبرازيل. من جهتها اعتبرت صحيفة (التايمز) ان الالعاب الاولمبية التي احتضنتها لندن سنة 2012 ، نسفت من خلال المنشطات والغش من لدن الرياضيين الروس، مشيرة الى نتائج بحث الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات التي كشفت تورط خمسة رياضيين روس الذين قد يتم توقيفهم مدى الحياة . وفي هولندا اهتمت الصحف بازمة الهجرة وتداعياتها على امن البلاد ، حيث اشارت صحيفة (دوفولكسرانت) الى ان المنسق الوطني لمحاربة الارهاب يعتبر ان ازمة الهجرة ، تشكل خطرا حقيقيا على امن هولندا ذلك أن بإمكان إرهابيين ان يتسللوا ضمن المهاجرين. من جانبها قالت صحيفة (ان . ار . سي) ان المهاجرين الذين يتوجهون الى اروبا سيتم اطلاعهم خاصة على مساطر اللجوء الاروبية، واشعارهم بترحيل محتمل في حالة عدم قبول طلباتهم . وفي اسبانيا ركزت غالبية الصحف على تبني البرلمان الجهوي لكتالونيا الاثنين لقرار باطلاق مسلسل الاستقلال هذه الجهة. وسجلت صحيفة (اليباييس) في هذا الصدد ان رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي سيجتمع الثلاثاء مع زعيم المعارضة بيدرو سانشيز من اجل بحث الوضعية قبل تقديم الطعن لدى المحكمة الدستورية. من جهتها نشرت (اليموندو) رد فعل رئيس الحكومة عقب تبني هذا الملتمس مبرزة ان راخوي اكد ان الدولة الاسبانية سترد على هذا التحدي الانفصالي فقط عبر القانون. واهتمت الصحف البلجيكية بدورها بالتقرير المدوي للوكالة العالمية لمحاربة المنشطات والتي اتهمت فيه بعض المسؤولين بالجامعة الدولية لألعاب القوى بالفساد والتستر على استعمال المنشطات خاصة في صفوف الرياضيين الروس. ووصفت (لوسوار) في هذا الصدد التقرير ب " فضيحة " جديدة في تاريخ هذه اللعبة العريقة التي عرفت كثيرا من المشاكل معربة عن أسفها لكون حالات الغش قد اتخذت شكلا مؤسساتيا في روسيا. وأشارت الصحيفة إلى أن عالم الرياضة انتشر فيه استعمال المال بشكل كبير مضيفة أن بعض المؤسسات أصبحت تخلط بين الحكامة وعالم الأعمال. وقالت إن ذلك لا يجب أن يدفع من يتحملون مسؤولية محاربة المنشطات إلى التخفيف من المراقبة، مؤكدة أن كل تساهل في ذلك قد يفتح الباب أمام فضائح جديدة. وكتبت (لاديرنيين أور) أن الوكالة العالمية لمحاربة المنشطات ترى أن استعمال هذه المادة، التي كانت منتشرة قبل 30 و40 سنة في ألمانيا وجدت صداها في السنوات الأخيرة في روسيا. وأشارت (لاليبر بلجيك) في عمودها إلى أن الاستعمال المنظم للمنشطات يهم بلدان ورياضات أخرى وأن هذه الآفة عالمية، مشيرة إلى أن الرهانات المالية والإيديولوجية وجشع المسؤولين كبيرة للغاية لدرجة يصعب معها التنبأ بكيفية القضاء عليها. في الدنمارك، أشارت صحيفة (يولاندس-بوستن) إلى أن البرلمان الكتالوني صادق على قرار غير مسبوق معلنا بداية القطيعة مع اسبانيا وإطلاق مسلسل من شأنه أن يؤدي إلى إقامة دولة مستقلة في سنة 2017. واعتبرت الصحيفة أن التصعيد قد بدأ والمجتمع الكتالوني يظل منقسما حول الاستقلال، مشيرة إلى أن الحكومة المركزية أعلنت في أعقاب ذلك أنها ستقدم استئنافا على وجه السرعة إلى المحكمة الدستورية لإبطال هذا القرار. وأوضحت الصحيفة، التي تستبعد لجوء مدريد إلى تدخل عسكري لمنع انفصال هذه المنطقة الغنية، أن رئيس الحكومة الاسباني ماريانو راخوي يمكن أن يستفيد من ضعف خصومه، وعلى الخصوص، غياب اتفاق على الرئيس المقبل للمنطقة. وفي السويد، كتبت صحيفة (سيدسفنسكان) أنه بعد أكثر من أسبوع على تحطم طائرة الإيرباص الروسية في سيناء المصرية، تبدو فرضية العمل الإرهابي أكثر حضورا. وأضافت أنه "إذا كان الحادث في سيناء من الأعمال الانتقامية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فإن هذا الهجوم سيكون نوعا ما 11 شتنبر الروسي". ويرى كاتب المقال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي "لا يعترف بضبط النفس" قد يضطر للقيام برد فعل. واعتبر أنه قد يؤدي ذلك، في أسوأ الحالات، إلى القيام بعملية عسكرية كبيرة، الأمر الذي سيزيد من تعقيد الوضع الصعب أصلا في الشرق الأوسط، وسيؤثر على الاقتصاد العالمي المعتمد بشكل كبير على النقل البحري، مشيرا إلى أنه يجب على الدول المعنية التفكير في الرد المناسب وتأثيراته. وفي إستونيا، ذكرت صحيفة (بوستيميز) أن شركة الطيران الاستونية، التي تعرف أزمة مالية خانقة، أعلنت الإفلاس في نهاية الأسبوع بعد أن طالبتها المفوضية الأوروبية بإرجاع نحو 91 مليون أورو من المساعدات. واعتبرت صحيفة (بوستيميز) المقربة من الأوساط الليبرالية والمحافظة أن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على اقتصاد البلاد، وعلى الخصوص في القطاع السياحي. وأكدت على أهمية أن يأتي السياح والمستثمرون إلى استينويا، ملاحظة أن عدم وجود رحلات جوية في اتجاه البلاد سيضر بالقدرة التنافسية مع الدول الأخرى. وفي النرويج، واصلت صحيفة (داغبلاديت) التطرق لمشكل اللاجئين المتدفقين على البلاد والإجراءات التي تعتزم سلطات البلاد القيام بها. وأشارت إلى أن إدارة الهجرة بالنرويج تعتزم منح الأولوية للأشخاص الذين يحتاجون للرعاية، مضيفة أن عدد اللاجئين الأفغان القادمين للبلاد في ارتفاع مستمر. من جهتها، تطرقت صحيفة (افتنبوستن) إلى وضعية ألمانيا الاقتصادية وصورتها بعد أزمة شركة "فولسفاغن" المتخصصة في صناعة السيارات، مشيرة إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لا تعتقد بأن عبارة "صنع في ألمانيا" لم تهتز بفعل ما حدث. واعتبرت الصحيفة بالمقابل أن صورة ألمانيا بوصفها البلد المعروف بالجودة في صناعاته قد تضررت بسبب الشركة العملاقة المتخصصة في السيارات "فولسفاغن"، وكذا بالشكوك حول الحصول على حق تنظيم كأس العالم لكرة القدم بطرق غير شرعية.