سلطت صحف أوروبا الشرقية الصادرة اليوم الثلاثاء الضوء على العديد من المواضيع ابرزها توقعات صندوق النقد الدولي بالنسبة لنمو الاقتصادي الروسي لسنة 2016 و النزاع الروسي الأوكراني الذي برز عشية استئناف المحادثات في مينسك حول وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية بين الاحزاب حول تشكيل الحكومة الائتلافية التركية . ففي روسيا ذكرت صحيفة "روسيسكا غازيتا" إن صندوق النقد الدولي توقع في تقرير له بنمو الاقتصاد الروسي عام 2016. وجاء في التقرير أن الناتج المحلي الإجمالي في روسيا سيحقق سنة 2016 نموا يقدر 0.2 في المائة، وعلى المستوى متوسط الأجل سيتمكن الاقتصاد من تسريع وتيرة النمو حتى 1.5 بالمائة سنويا. مع ذلك فإن تقرير صندوق النقد الدولي تضيف الصحيفة توقع هبوطا على الناتج المحلي الإجمالي في روسيا سنة 2015 بنسبة 3.4 بالمائة ، مشيرا إلى أن روسيا ستبقى خلال السنة الجارية 2015 في حالة الهبوط الاقتصادي نتيجة الانخفاض الحاد في أسعار النفط والعقوبات الغربية ضدها بسبب الأزمة الأوكرانية. وفي الشأن السياسي ذكرت "روسيسكايا غازيتا" أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يقوم حاليا زيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة قد عقد لقاء مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وأكد لافروف خلال اللقاء، تضيف الصحيفة ،على ضرورة "أن يكون للفلسطينيين بيت واحد" وستبذل روسيا ما بوسعها لتحقيق هذا الهدف، وذلك في إشارة من وزير الخارجية الروسي إلى سعي موسكو لتنشيط مفاوضات التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل . وعلى صعيد آخر توقفت صحيفة "كوميرسانت" عند استطلاع للراي أجراه (مركز عموم روسيا لاستطلاع الرأي العام) حول الإنترنيت. وعبر 42 بالمائة من لمواطنين الروس الذين شملهم استطلاع الرأي عن اعتقادهم بأن الدول الأجنبية تستغل الإنترنيت لإلحاق الضرر بروسيا، بينما رأى 49 بالمائة أنه من الضروري إخضاع المعلومات في الإنترنيت للرقابة.أما بالنسبة للدعوات عبر الإنترنيت لتنظيم احتجاجات ضد السلطات فقد عبر 81 بالمائة من المشاركين باستطلاع الرأي عن نظرة سلبية لنشاط من هذا النوع ورفضهم له تضيف الوثيقة . وفي بولونيا ركزت الصحف على النزاع الروسي الأوكراني الذي برز عشية استئناف المحادثات في مينسك حول وقف إطلاق النار. و في هذا الصدد ذكرت صحيفة "لاغازيت اليكتورال " أنه قبل استئناف المحادثات في مينسك، لقي أربعة جنود أوكرانيين مصرعهم وأصيب خمسة آخرون في اشتباكات مع الانفصاليين الموالين لروسيا خلال الاربعة و العشرين ساعة الماضية. ووفقا للصحيفة، فإن هذا هو اكبر عدد من القتلى الذي أعلنته كييف خلال الأسبوعين الماضيين ، مضيفة أن السلطات الأوكرانية تتهم الانفصاليين باستخدام الأسلحة الثقيلة المحظورة بموجب وقف إطلاق النار الذي وقع في منتصف فبراير الماضي في مينسك. وبعد أن اشارت الصحيفة الى المواجهات القتالية التي تدور في المناطق الغربية من معقل الانفصاليين في دونيتسك (شرق أوكرانيا) ، اتهمت الوثيقة موسكو بإشعال النار مرة أخرى في المنطقة في أعقاب تشديد العقوبات ضد روسيا من جانب واشنطن. وفي نفس الاتجاه، ذكرت صحيفة "بولسكا " برد فعل الكرملين على العقوبات الغربية وأثرها على الاقتصاد الروسي ، مشيرة الى أن العقوبات الغربية ضد روسيا على دورها في النزاع الأوكراني يمكن أن تقلص من الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 9 في المائة ، مضيفة أن التأثير المباشر للعقوبات كان قد خفض من الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 1.5 في المائة، لكن تأثيرها يمكن أن يصل إلى 9 في المائة في غضون سنوات المقبلة. و اضافت الصحيفة أنه على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب، يستمر قادة روسيا في تعنتهم برفضهم أي تسوية تفاوضية للصراع في شرق أوكرانيا.ونقلت الصحيفة، في هذا السياق ،عن الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو ،قوله أنه "مع ضم شبه جزيرة القرم والعدوان في شرق أوكرانيا، كسر بوتين نظام الأمن الدولي" . وفي تركيا لا تزال الصحف المحلية تركز اهتمامها على المفاوضات حول تشكيل الحكومة الائتلافية التي لم يتبقى على انشائها سوى عشرين يوما على المهلة الدستورية من أجل تجنب إجراء انتخابات مبكرة. و في هذا الصدد ذكرت صحيفة " تودايز زمان "أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليسدا أوغلو أن اردوغان يعرقل الجهود الرامية الى تشكيل حكومة ائتلافية" محذرا من أن الرئيس يقود البلاد إلى انتخابات جديدة من خلال "سياسة الدم " ومن خلال إعادة فتح الصراع المسلح مع الأكراد.ونقلت الصحيفة عن كمال كيليسدا أوغلو قوله أن "الوزير الأول أحمد داود أغلو على استعداد للجلوس وتشكيل حكومة ائتلاف لقيادة البلاد للخروج من مشاكلها"، لكن الرئيس لا يسمح بذلك". صحيفة "جمهوريت"قالت أن نتائج انتخابات يونيو الماضي منعت حزب العدالة والتنمية من الحكم لوحده، ليدفع تركيا إلى حالة عدم اليقين السياسي التي لم يسبق لها مثيل منذ الحكومات الائتلافية الهشة من سنة 1990. وذكرت الصحيفة بأنه لازال للأحزاب الوقت حتى 23 غشت الجاري للاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية أوالذهاب إلى الانتخابات المبكرة . صحيفة "حريت" قالت أن المعارضين للرئيس يتهمونه بشن عمل عسكري ضد حزب العمال الكردستاني لحشد الدعم الوطني وإضعاف المعارضة الموالية للاكراد ،منددين في الوقت ذاته باستراتيجية حزب العدالة والتنمية للترشح الى انتخابات مبكرة وأن هذه الحالة من الفوضى التي تعيشها البلاد ترجع الى أن (الرئيس) أردوغان لم يحصل على الأغلبية ليحكم وحده." ، تضيف الوثيقة .