واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاربعاء، اهتمامها بالوضع في أوكرانيا الذي يشهد مزيدا من التصعيد على الرغم من توقيع اتفاق جنيف. كما تطرقت إلى العديد من القضايا المحلية، من بينها خطة رئيس الوزراء الفرنسي لتوفير خمسين مليار أورو الى غاية 2017 ، والانتخابات الأوروبية، والتحدي بين الحكومة المركزية الإسبانية ورئيس إقليمكاطالونيا حول استفتاء تقرير مصير الإقليم، فضلا عن الضريبة الجديدة المزمع فرضها على سائقي السيارات بألمانيا. ففي سويسرا، خصصت الصحف تعليقاتها للأزمة الأوكرانية، حيث كتبت صحيفة (لاتربون دو جنيف)، تحت عنوان "رسالة أمريكية الى موسكو"، أن واشنطن ضاعفت من عملها التضامني مع كييف، مشيرة الى أن نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وضع موسكو أمام مسؤوليتها ودعاها إلى الانتقال من الكلام إلى الفعل بعد اتفاق جنيف. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (24 ساعة) لمخطط المساعدة الذي أعلنت عنه واشنطن لفائدة كييف بمناسبة زيارة بايدن لأوكرانيا، مشيرة الى أن هذه المساعدة التي تصل إلى خمسين مليون دولار لا تساوي شيئا مقارنة بمليار دولار كضمان للقروض التي وعدت بها. وفي السياق ذاته، تناولت الصحف البولونية تزايد حدة التوتر بأوكرانيا عقب رفض المجموعات الموالية لروسيا رفع الحصار المفروض على بعض مناطق شرق البلاد. وكتبت صحيفة (بولسكا) أنه في مواجهة رفض الانفصاليين تسليم أسلحتهم قررت السلطات الأوكرانية الجديدة استئناف عمليات محاربة الإرهاب، وخاصة بعد إطلاق النار على طائرة أوكرانية من قبل أشخاص مجهولين، مشيرة الى أن مثل هذه الأحداث من شأنها أن تؤدي الى مواجهات مفتوحة بين الجنود الروس والأوكرانيين. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (ربوبليكا) أن العلاقات بين موسكو وكييف ستشهد مزيدا من التدهور في غياب التوافق حول اتفاق حقيقي للسلام، مبرزة أن الدعم المقدم من قبل نائب الرئيس الأمريكي للرئيس الأوكراني بالنيابة، أوليكساندر توتشينوف، لا يقدم حلا، خاصة وأن واشنطن تتهم موسكو بعدم تطبيق اتفاق جنيف. أما صحيفة (دانجنس نهيتر) السويدية، فقالت إن كييف أطلقت عملية لمكافحة الإرهاب شرق البلاد بعد العثور على جثة منتخب محلي يبدو أنه تعرض للتعذيب قرب مدينة سلافيانسك التي يسيطر عليها مقاتلون موالون لروسيا، مضيفة أن هذه الجرائم ترتكب حسب الرئيس الأوكراني بدعم من روسيا. وفي نفس الاطار، أكدت صحيفة (سفنسكا داغبلاديت) أن واشنطن هددت بفرض عقوبات قاسية على روسيا ما لم تخفض هذه الأخيرة من تصعيدها في أوكرانيا، مضيفة أن كاتب الدولة الامريكي في الخارجية جون كيري اعرب خلال محادثات هاتفية مع وزير الشؤون الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عن قلقه العميق ازاء غياب اجراءات إيجابية من قبل الادارة الروسية. وفي السياق ذاته، تطرقت صحيفة (الغارديان) البريطانية إلى دعوة الرئيس الأوكراني لاستئناف عملية محاربة الإرهاب شرق البلاد بعد العثور على جثث أشخاص عذبوا بوحشية قرب سلافيانسك، مشيرة الى أن احدى الجثث تعود لفلادمير ريباك، وهو منتخب محلي من الحزب الموالي للغرب، فيما أبرزت صحيفة (دايلي تليغراف القلق المعبر عنه من قبل كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، بخصوص عدم اتخاذ روسيا لأية إجراءات إيجابية لوقف التصعيد في أوكرانيا. وفي نفس الموضوع، أبرزت صحيفة (روتلينغة غينرال أنتسايغر) الألمانية أن بايدن الذي كان واضحا في تضامنه مع كييف وفي كلامه الذي وجهه إلى روسيا، كان يسعى للتأكيد لموسكو أن " الرئيس الامريكي باراك أوباما وحكومة واشنطن ليسا جبناء"، مشيرة إلى أن تحدي موسكو وتهديداتها "مزق خيط الحوار تماما" مما قد يتسبب في عزلها بشكل تام والعودة إلى الحرب الباردة. ومن جهتها، كتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن بايدن هدد من كييف سلطات موسكو بفرض عقوبات إضافية عليها إذا استمرت في زعزعة الاستقرار في أوكرانيا وفي سلوكها الاستفزازي، مشيرة إلى أن بايدن أكد أيضا على تقديم واشنطن لما يناهز 50 مليون دولار كمساعدة لكييف، لكن على أساس الرفع من المستوى التكنولوجي للقوات المسلحة الأوكرانية ومحاربة الفساد المستشري لضمان عدم دخول المساعدات الغربية في "قنوات مظلمة"، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد. أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فترى أن كييف في حاجة إلى دعم بالمليارات، من أجل إعادة هيكلة ديونها واستقلالها أكثر عن إمدادات الطاقة من روسيا، وفي حاجة إلى تدخل غربي لمكافحة الفساد والإصلاح الإداري ومراقبة الانتخابات وصياغة دستور جديد، معتبرة أن أوكرانيا ستكون في مأمن من أي عقوبات يفرضها بوتين. ومن جانب آخر، واصلت الصحف الألمانية تعليقها على الضريبة الإضافية التي من المتوقع فرضها قبل الصيف المقبل على سائقي السيارات، حيث اعتبرتها صحيفة (لايبسغ فولكيتسايتونغ) "ابتزازا للسائقين"، فيما رأت فيها صحيفة (شتوتغارتة تسايتونغ) موردا سيوجه لصيانة الطرق، خاصة في ظل الإجماع على أن التغاضي عن صيانة الطرق والجسور يرفع من عدد قتلى حوادث السير. وفي فرنسا، كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن خطة توفير خمسين مليار أورو التي قدمها الاربعاء المنصرم رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، سيتم تعديل بعض إجراءاتها، مشيرة الى أن عددا كبيرا من نواب الحزب الاشتراكي نبهوا في هذا الاطار الى القدرة الشرائية للفرنسيين المهددة بتجميد المعونات الاجتماعية. وأضافت الصحيفة أن النواب طرحوا قضية الضريبة على المعاشات المتواضعة، معتبرة أن مقترحات كارين بيرجي، النائبة عن الحزب الاشتراكي، بتأجيل تطبيق ميثاق المسؤولية إلى سنة 2016 بالنسبة للمجموعات الكبيرة، بغرض توفير ثلاثة ملايير أورو سنة 2015 ، لم تلق حماسا لدى رئيس الوزراء. وفي السياق ذاته، سجلت صحيفة (لاتربون) أنه أمام الفشل الذي عرفته السنتان الأوليتان من الولاية الحالية، يأمل الرئيس فرانسوا هولاند، الذي لم يفلح لا في عكس منحنى البطالة ولا في إعادة الانتعاش الى النمو الاقتصادي، في تقليص النفقات العامة بخمسين مليار أورو على الأقل، وتحقيق التزامات فرنسا بالتقليص من العجز الى أقل من ثلاثة في المائة سنة 2015 . ومن جهتها، أكدت صحيفة (لاكروا) أنه أمام القلق الذي ينتاب الرأي العام بشأن التطرف المتنامي لبعض الشباب الفرنسيين المستعدين للتضحية بحياتهم في سورية، من المقرر أن يعلن وزير الداخلية، بيرنار كازينوف، عن مخطط عمل من أجل التصدي لهذه الظاهرة. وذكرت الصحيفة بأن مانويل فالس أعلن خلال بداية السنة الجارية، عندما كان وزيرا للداخلية، أن نحو سبعمائة شاب تجذبهم الجهادية منهم 250 ذهبوا الى سورية. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بالانتخابات الجهوية والتشريعية الأوروبية المقررة من 22 الى 25 ماي المقبل، حيث كتبت صحيفة (لاليبر بيلجيك)، استنادا الى استطلاع للرأي، أن بلجيكي واحد من أصل أربعة سيصوت بشكل مختلف بحسب مستوى السلطة، مشيرة الى أن بروز أغلبيات متماثلة عقب 25 ماي، من شأنه أن يبسط الحياة السياسية ويجنب العرقلة ذات الطبيعة السياسوية بين مستويات السلطة. ومن جانبها، قالت صحيفة (لوسوار) إن التحديات التي تواجهها الجهات تتطلب قادة شجعان لديهم رؤية وانخراط شمولي، قادة يجب أن يبرهنوا على قدرتهم على تدبير الكفاءات الجديدة، وإدانة سوء التسيير ومعالجة عدم الانسجام. وأضافت الصحيفة أن سلطات البرلمان الأوروبي الجديد تم توسيعها عبر معاهدة لشبونة التي منحته نفس سلطات مجلس الدول الأعضاء، مشيرة الى أن البرلمان المنتخب سيراقب ميزانية الاتحاد برمتها بعد أن كان يراقب فقط 55 في المائة منها، كما سيتوفر على سلطة في تعيين رئيس اللجنة الأوروبية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالتحدي السيادي بين الحكومة المركزية ورئيس إقليمكاطالونيا ذي الحكم الذاتي، أرتور ماس، الذي دعا إلى استفتاء حول تقرير المصير في تاسع نونبر المقبل. وكتبت صحيفة (إلباييس)، الواسعة السحب، في هذا الصدد، أن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي اشترط على ماس التخلي عن خطة السيادة واقتراح بدائل أخرى، مشيرة إلى أن راخوي استبعد أي حوار مع القوميين الكاطالونيين حول هذا الموضوع. وأضافت اليومية أن المواقف بين الحكومة المركزية وبين حكومة إقليمكاطالونيا متباينة إلى درجة المواجهة، مشيرة إلى أنه بالنسبة لحكومة ماريانو راخوي (الحزب الشعبي) فإن الاستفتاء حول استقلال إقليمكاطالونيا لن يتم ولا يمكن إجراؤه. ومن جهتها، قالت صحيفة (أ بي سي) أن راخوي دعا قوميي التقارب والاتحاد إلى احترام إرادة الكاطالونيين غير الراغبين في الاستقلال، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة مصر على موقفه بعدم التحاور حول مسألة "غير دستورية" ولا مكان لها لا في القانون ولا في الدستور الاسباني. وأضافت أنه بعد قراري المحكمة الدستورية والبرلمان الإسباني رفض اعلان استقلال أحادي الجانب من قبل البرلمان الكاطالوني، طلب راخوي من القوميين الكاطالونيين أن تكون لهم القدرة والحياد اللازمين للتغلب على هذا الوضع. أما صحيفة (إلموندو) فأوضحت أن أرتور ماس عازم على المضي قدما في "حماية مخططه السيادي" رغم رفض مدريد، مشيرة إلى أن رئيس حكومة إقليمكاطالونيا ذي الحكم الذاتي دعا الكاطالونيين إلى الدفاع عن حقوقهم.