واصلت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس التعليق على الازمة الأوكرانية التي تشهد مزيدا من التصعيد بالرغم من التوقيع مؤخرا على اتفاق رباعي بجنيف. كما تطرقت الصحف الى برقيات التعازي التي بعث بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى أحفاد الارمينيين ضحايا مجازر 1915، فضلا عن قضايا محلية من ضمنها الانتخابات المقبلة المقررة في 25 ماي ببلجيكا، وبرنامج الاستقرار الذي تم عرضه امام المجلس الوزاري الفرنسي والذي يشكل خارطة طريق مالية لفرنسا للسنوات الثلاث المقبلة. فبخصوص الأزمة الأوكرانية تحدثت الصحف السويسرية عن فشل اتفاق جنيف حول الازمة الاوكرانية حيث كتبت صحيفة (لاتربون دو جنيف) أنه بعد أسبوع من توقيع الاتفاق تصاعدت حدة اللهجة بين روسيا والغرب، مضيفة أن الاتفاق بعيد عن تحقيق هدفه في إقرار السلام خاصة وأن الجانبين يتبادلان التهم ويصبان الزيت على النار. وأكدت الصحيفة أن وصول 150 جنديا أمريكيا الى بولونيا يؤشر على اختبار للقوة بين أطراف الأزمة ، واصفة التصريحات الاخيرة من هذا الجانب أو ذاك ب"حوار الصم". من جانبها أشارت صحيفة (لوتون) إلى التهديد الروسي بالتدخل في أوكرانيا ردا على عملية محاربة الارهاب التي أطلقتها كييف شرق البلاد غداة زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ، مضيفة أنه بعد بضعة أيام من أمل التهدئة الذي حمله اتفاق جنيف ، تصاعدت حدة التوتر من جديد بين موسكو والغرب. فيما قالت صحيفة (24 ساعة) إنه يبدو أن سلطات كييف استعادت انفاسها بزيارة جو بايدن من اجل احكام سيطرتها من جديد على الوضع بالمناطق الناطقة بالروسية. من جهتها خصصت الصحف البولونية تعاليقها للمناورات العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا متسائلة عن نوايا موسكو تجاه جارتها الغربية. في هذا الاطار كتبت صحيفة (ريسبوبليكا) أن هذه المناورات المنظمة براستوف تهدف الى تخويف أوكرانيا التي اطلقت عملية ضد المجموعات الموالية لروسيا التي تغلق البنايات الادارية شرق أوكرانيا، معتبرة أن موسكو ترغب في التأثير على الوضع في أوكرانيا عشية الانتخابات ، كما تهدد بالتدخل اذا تعرضت حياة الناطقين بالروسية الى التهديد. وأشارت صحيفة (بولسكا) الى أن مناطق الشرق الأوكراني تتجه نحو المجهول في الوقت الذي تنشر فيه روسيا جنودها وتهدد بالتدخل في أوكرانيا تحت ذريعة التهديد الذي يحدق بالناطقين باللغة الروسية. أما الصحف البريطانية فاهتمت من جهتها بتبادل التهم بين موسكو وكييف بخصوص خرق بنود الاتفاق الرباعي (روسيا،أوكرانيا،الولاياتالمتحدة، الاتحاد الاروبي) الذي تم التوقيع عليه مؤخرا بجنيف. وتحدثث صحيفة (الغارديان) عن اغتيال فلودومير ريباك المستشار المحلي الموالي للغرب الذي عثر على جثته قرب مدينة سلافيانسك شرق البلاد معقل الانفصاليين الموالين لروسيا مضيفة أن أوكرانيا تتهم روسيا بالضلوع في مقتل فلودومير بعد ثلاثة أيام من اقتحام المدينة من قبل المليشيات الموالية لروسيا. في ذات السياق تطرقت صحيفة (الأندبندنت) الى التحذير الذي أطلقته روسيا عبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف باستعدادها للتدخل اذا كانت مصالحها مهددة بشرق اوكرانيا بعد استئناف عملية محاربة الارهاب من قبل كييف. في نفس الاتجاه ذكرت صحيفة (دانجنس نهيتر) السويدية أن القوات الأوكرانية اعلنت سيطرتها على مدينة سفجاتوغورسك، مضيفة أن الانفصاليين الموالين لروسيا بسلوفجانسك يستعدون لهجوم على القوات الاوكرانية. وقالت إن هذه التطورات تأتي في وقت يعزز فيه حلف شمال الأطلسي تواجده العسكري بشرق أروبا وخاصة في بولونيا، مشيرة إلى أنه تم اختطاف عدد من الصحافيين في المدن التي يسيطر عليها الانفصاليون. وتطرقت صحيفة (سفنسكا داغبلاديت) الى "القلق العميق" لكاتب الدولة الأمريكي جون كيري في ما يتعلق بعدم إقدام روسيا على أية مبادرة للتهدئة في إشارة الى استمرار السيطرة على المباني الحكومية من قبل الانفصاليين الموالين لموسكو واختطاف عدد من الصحافيين والمدنيين ،مبرزة أن الاتحاد الاروبي دعا روسيا الى استغلال نفودها شرق أوكرانيا من اجل وضع حد لعملية الاختطاف والقتل. في السياق نفسه واصلت الصحف الاسبانية الاهتمام بتطورات الأزمة في شرق أوكرانيا عقب تصاعد التوتر وتبادل التهم بين كييف وموسكو بشأن انتهاك اتفاق جنيف. وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس)، تحت عنوان "موسكو وعدت بالدفاع عن الروس المقيمين بشرق أوكرانيا"، أن وزير الشؤون الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم كييف وواشنطن بانتهاك بنود الاتفاق الموقع الأسبوع الماضي في جنيف. وأضافت اليومية أن رئيس الدبلوماسية الروسية قال إن "المشكل يكمن في عدم احترام النقطة المتعلقة بتجنب العنف، بل يمكنني القول إن خطوات تم قطعها من قبل الذين استولوا على السلطة في كييف، في انتهاك صارخ لاتفاق جنيف". وفي سياق متصل أوضحت صحيفة (إلموندو) أن الهجوم المسلح، الذي وقع قرب سلافيانسك شرق أوكرانيا، شكل ذريعة لكلا الطرفين المعنيين لاتهام كل منهما الآخر بانتهاك الهدنة المتفق عليها في جنيف الأسبوع الماضي. وأضافت (إلموندو) أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وعلى إثر تطورات اليومين الماضيين، ندد بموقف الروس الذين لا يحترمون، بحسبه، اتفاق جنيف الذي ينص على نزع سلاح المجموعات المسلحة غير القانونية. أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ذهب إلى حد تهديد روسيا بفرض "عقوبات جديدة" لعدم وفائها بالتزاماتها بخصوص تهدئة الوضع المتوتر" في شرق أوكرانيا. وقدمت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية من جانبها تحليلا للتطورات الأخيرة في أوكرانيا ، مشيرة الى أن النشطاء الأوكرانيين الموالين لروسيا وسعوا من مطالبهم الترابية بالدعوة الى استفتاء لتقرير المصير في 11 ماي المقبل. وأضافت الصحيفة أن مطامع هؤلاء تمتد حتى الآن الى كامل الضفة الشمالية للبحر الأسود وأوديسا والحدود المولدافية. وفي موضوع آخر كتبت صحيفة (لاكروا) أن برقيات التعازي التي بعث بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى أحفاد الارمينيين ضحايا مجازر 1915 يجب النظر إليها بحذر، مشيرة الى أنه لم يستعمل في النص الذي نشر الاربعاء قط كلمة إبادة للاشارة الى أحداث 1915 واقتصر على اعتبارها "أحداث كانت لها عواقب غير انسانية" كما يتحدث عن "التنقل" وليس الابعاد. وأضافت الصحيفة أن هذا التصريح يدعو الى الاعتقاد أن الحكومة التركية تحاول استباق الضغوط التي ستمارس عليها . من جهتها اهتمت صحيفة (ليبراسيون ) بعرض برنامج الاستقرار أمام المجلس الوزاري والذي يشكل خارطة طريق مالية لفرنسا للسنوات الثلاث المقبلة، مضيفة أنه تم التأكيد بقوة في هذا البرنامج على هدف تقليص العجز الى ثلاثة في المائة. وقالت الصحيفة إن هذه هي المرة الثانية التي تعتمد فيها الحكومة ممارسة شفافة في المجال المالي تقوم على تأطير جيد للقواعد الجديدة للحكامة المالية الاروبية. وفي بلجيكا تطرقت الصحف الى الانتخابات المقبلة المقررة في 25 ماي مركزة اهتمامها على ارتفاع شعبية الاحزاب الصغيرة المتطرفة اليمينية واليسارية في استطلاعات الرأي. في هذا السياق كتبت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن الحزب الاشتراكي لم يعد الحزب الوحيد البارز ضمن معسكر اليسار منذ الاختراق الاعلامي الذي حققه (بي .تي .بي) الحزب الصغير في اليسار الذي ولج الى المجالس الجماعية لعدد من المدن الكبرى وعزز نشاطه على الميدان. من جانبها قالت صحيفة (لوسوار) أن الاحزاب الصغيرة التي حققت المفاجأة في طريقها لأن تشكل الحلم المزعج للأحزاب التقليدية مشيرة الى أن تقدمها في استطلاعات الرأي يعتبر ظاهرة حقيقية جديدة في العالم الفرانكوفوني. وأكدت أن الأحزاب السياسية الصغيرة أضحت تطارد وتقلق الاحزاب التقليدية التي تتساءل عما اذا كان الناخبون سيجسدون عبر صناديق الاقتراع الافكار التي يعبرون عنها في استطلاعات الرأي .