تركزت اهتمامات الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين حول الأزمة الأوكرانية ورد فعل حكومة كييف على سيطرة سكان موالين لروسيا على مبان حكومية شرق البلاد، إلى جانب مواضع مختلفة ذات طابع محلي. ففي إسبانيا كتبت صحيفة (أ بي سي) أن كييف قررت الهجوم كي لا تفقد شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أن الحكومة الأوكرانية، التي تواجه حركات تمرد "مسلحة ومنظمة" موالية لروسيا بشرق البلاد، أعلنت أمس الأحد أنها شنت عملية ل"مكافحة الإرهاب" عالية المخاطر بمدينة سلافيانسك. وأضافت اليومية أن شخصين على الأقل قتلا في هجوم للقوات التابعة لكييف ضد الموالين لروسيا الذين يواصلون احتلال المباني العمومية. ومن جهتها كتبت صحيفة (إلباييس) تحت عنوان "أوكرانيا تشن هجوما عسكريا ضد الجماعات المتمردة الموالية لروسيا"، أنه عقب هذه العملية ردت موسكو فورا بإنذار سلطات كييف الموالية لأوروبا لوقف "الحرب على شعبها". وأوضحت اليومية أن هذا الوضع المتوتر انفجر منذ السبت الماضي بعد قيام قوات منظمة ومجهزة بشكل جيد ولا تحمل أي شارة، وقدمت نفسها على أنها ميليشيات محلية، بالسيطرة على مباني الشرطة وأجهزة الأمن سلافيانسك. وحسب صحيفة (إلموندو) فإن القوات الأوكرانية قامت أمس الأحد بخطوة حاسمة لاستعادة السيطرة على شرق البلاد وتجنب استنساخ سيناريو شبه جزيرة القرم. وفي فرنسا اهتمت الصحف بآخر تطورات الوضع في شرق أوكرانيا ،حيث كتبت صحيفة (لاكروا) أن أجواء التوتر التي تسود شرق البلاد ،زادت حدتها أمس الاحد مشيرة الى أن الأنظار تتجه نحو الجنود الروس الذين حشدوا عند الحدود. وتساءلت الصحيفة عما اذا كان بوتين سيستغل هذه التطورات كذريعة للتدخل بشكل مباشر في أوكرانيا ، مؤكدة أنه يبدو أن لا أحد يرغب في الدخول في حرب قد تكون لها عواقب وخيمة . واضافت الصحيفة أن روسيا تشعر بالتأكيد أنها قوية بتلويحها بسلاح الغاز ، والتذرع بمساعدة المضطهدين من الناطقين بالروسية، لكن فرض عقوبات اقتصادية وعزلة ديبلوماسية سيكون لها ثمن باهض بالنسبة لتنميتها. من جهتها اعتبرت صحيفة (لاتريبون) أن الهجمات التي نفذت من قبل رجال بزي لا يحمل علامات الجيش ،ومنظمين بشكل جيد ، تذكر بسيناريو مارس الماضي بشبه جزيرة القرم ، كما تثير المخاوف بشأن ما اذا كانت روسيا التي حشدت 40 الف رجل على الحدود، ستستغل هذه الاضطرابات للتدخل في أراضي جارتها. أما صحيفة (لوفيغارو) فحذرت من جانبها من زعزعة استقرار أوكرانيا مشيرة الى أن الوضع جد معقد وقابل للانفجار .وأكدت أنه يتعين تقدير خطورة التهديد بشكل جيد ،محذرة من حرب على شاكلة يوغوسلافيا. وبدورها تطرقت الصحف البريطانية لآخر تطورات الوضع في أوكرانيا ومخاطر تدخل عسكري روسي جديد في هذا البلد من أجل ضم مناطق أخرى ناطقة بالروسية. وبحسب صحيفة (تايمز) فإن الكرملين يخطط لتوسيع ضم شبه جزيرة القرم ليشمل مناطق أخرى ناطقة باللغة الروسية، وذلك بنشر قوات بأعداد كبيرة قرب الحدود مع أوكرانيا. أما صحيفة (الاندبندنت) فأشارت إلى خطر غزو روسي جديد لأوكرانيا، وأوردت صور أقمار صناعية تظهر أن ما بين 35 ألف و 40 ألف جندي روسي تمركزوا قرب الحدود مع أوكرانيا، مجهزين بالطائرات والدبابات والمدفعية إضافة إلى وحدات الدعم، انضافوا إلى 25 ألف جندي روسي موجودين بشبه جزيرة القرم. وأوردت صحيفة (الغارديان) إنذار السلطات الأوكرانية للمجموعات المسلحة الانفصالية التي تدعمها موسكو بإلقاء أسلحتهم و إخلاء المباني العامة التي يحتلونها في شرق البلاد، فيما عقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا أمس الأحد لمناقشة الأزمة المتصاعدة بأوكرانيا. أما بالنسبة لصحيفة (الديلي التلغراف) فتساءلت حول ما يسعى إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال شد الحبل المستمر مع الغرب، فيما قالت (الفايننشال تايمز) إنها غير مقتنعة بأن الروس سيكررون سيناريو شبه جزيرة القرم. وفي بلجيكا تركز اهتمام الصحف الصادرة اليوم، أيضا، حول الوضع المتفجر في أوكرانيا، وعنونت صحيفتا (ستاندر) و(لو مورغان) مقالين حول الموضوع على التوالي ب"كييف على طريق الحرب" و"شرق أوكرانيا يشتعل"، في حين عنونت صحيفة (لوسوار) تعاليقها ب"شبح الحرب الأهلية يخيم على أوكرانيا". وكتبت (لو سوار) أن الوضع بشرق أوكرانيا ذي الأغلبية الروسية يزداد توترا، ويثير مخاوف من استغلاله من طرف موسكو كذريعة لتدخل عسكري، مشيرة إلى أن هذا التصعيد الجديد يلقى بنوع من الشك حول المحادثات المقررة بجنيف هذا الأسبوع لحل أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة. ومن جهتها كتبت "لا ليبر بلجيك" أن مخاطر حرب أهلية بأوكرانيا تبقى كبيرة، مشيرة إلى أن الذين سيطروا على مبان حكومية في خمس مدن على الأقل في شرق البلاد ينتمون إلى ميليشيات مسلحة ومدربة ومنظمة بشكل جيد ويسعون إلى فرض الفيدرالية على البلاد، بل أكثر من ذلك يسعون إلى الانضمام إلى روسيا. وفي بولندا استأثر هجوم القوات الخاصة الأوكرانية على العناصر الموالية لروسيا وتدهور العلاقات الأوكرانية الروسية باهتمامات الصحف الصادرة اليوم أيضا وكتبت صحيفة (لاغازيت إلكتورال) أن أوكرانيا، قررت هذه المرة استباق الأمر لكي لا تقع في نفس السيناريو الذي شهدته شبه جزيرة القرم، وذلك بإرسالها قوات خاصة لطرد "الإرهابيين" الذين استولوا على المباني الحكومية في مدن شرق اوكرانيا. أما صحيفة (ريسبوبليكا) فاتهمت بوتين باللعب بورقة تقسيم أوكرانيا على أساس الأغلبية "الانفصالية" الموالية لروسيا في أوكرانيا مراهنا على عدم قدرة كييف على ضمان الأمن في البلاد. بدورها أوردت (بولسكا) تحت عنوان "لنتجنب تكرار سيناريو شبه جزيرة القرم" أنه دون رد قوي من الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي فإن روسيا ستعيد نفس سيناريو شبه جزيرة القرم. وفي السويد اهتمت الصحف، أيضا، بتطورات الوضع في شرق أوكرانيا. إذ لم تستبعد صحيفة (داغينس نيهيتر) غزوا روسيا لشرق أوكرانيا، مشيرة إلى أن الوضع في هذا الجزء من البلاد خطير جدا ومتوتر للغاية. من جهتها أوضحت (سفنسكا داغبلاديت) أن المهلة التي منحتها كييف للانفصاليين الموالين لروسيا ستنتهي صباح اليوم الاثنين، مضيفة أن الرئيس الأوكراني وعد بالعفو عن الانفصاليين الذي يخلون المباني الحكومية المحتلة. من جهتها نقلت صحيفة (أفتونبلااديت) عن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت تأكيده أن الأزمة الأوكرانية دخلت منعطفا حساسا جدا. وبحسب صحيفة (بيلت) فإن روسيا ترغب في منطقة عسكرية وسياسية في شرق وجنوب أوكرانيا تحت سيطرتها، وربما إجراء استفتاء على غرار ما حدث في منطقة شبه جزيرة القرم، مضيفة أن الخطوة المقبلة ستكون محاولة تعطيل الانتخابات الرئاسية الأوكرانية يوم 25 ماي المقبل. وفي البرتغال اهتمت الصحف بالخفض الجديد في المعاشات الذي تعتزم حكومة يمين الوسط القيام بها في إطار الميزانية للوفاء بالتزاماتها تجاه دائنيها الدوليين، مشيرة إلى أن الحكومة قررت اتخاذ تدابير جديدة تحل بشكل دائم محل مساهمات الموظفين للتضامن. أما في تركيا فتركز اهتمام الصحف الصادرة اليوم حول مجموعة من المواضيع الوطنية، لاسيما الجدل بشأن إلغاء جزئي للمحكمة الدستورية لقانون مثير للجدل حول إصلاح القضاء، والانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في غشت القادم.