العرائش أنفو أثار تقرير برنامج "Sin Ellos" على قناة La Sexta جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية، بعد أن سلط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه العمال المهاجرون، وخاصة المغاربة، في الاقتصاد الإسباني، خاصة في القطاعات الريفية مثل الزراعة والصيد. التقرير قدم صورة واضحة عن أهمية هؤلاء العمال في تحريك عجلة الاقتصاد الإسباني، رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها في العمل والحياة اليومية. العمال المهاجرون: شريان الاقتصاد الإسباني يعد المهاجرون من المغرب ودول شمال إفريقيا من الأعمدة الرئيسية التي يعتمد عليها الاقتصاد الإسباني في العديد من القطاعات الحيوية، خاصة في المناطق الريفية التي تشهد احتياجًا دائمًا للعمالة. في قطاع الزراعة، على سبيل المثال، يعتمد الفلاحون بشكل كبير على العمال المهاجرين لجمع المحاصيل. كما يسهم المهاجرون في قطاع الصيد، حيث يشكلون نسبة كبيرة من القوة العاملة في هذه الصناعة. ولكن رغم هذا الإسهام الكبير، يظل هؤلاء العمال في الغالب غير معترف بهم بشكل كاف من قبل المجتمع الإسباني، سواء من الناحية القانونية أو الاجتماعية. ظروف العمل الصعبة رغم الدور الحيوي الذي يلعبه العمال المهاجرون، فإنهم يعانون من ظروف عمل قاسية. معظمهم يعمل في القطاع غير الرسمي أو في وظائف لا توفر لهم حماية اجتماعية أو تأمين صحي. الرواتب التي يحصلون عليها غالبًا ما تكون منخفضة مقارنةً بالأعباء التي يتحملونها، بالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة في ظروف قد تكون غير آمنة. هذه الظروف تجعلهم عرضة للاستغلال، ولا توفر لهم أي ضمانات اجتماعية أو قانونية تحمي حقوقهم الأساسية. التهميش الاجتماعي والتمييز العنصري لم يتوقف التقرير عند الظروف المهنية، بل تناول أيضًا التهميش الاجتماعي الذي يعاني منه المهاجرون. يعاني هؤلاء العمال من التمييز العنصري في العديد من جوانب حياتهم اليومية، سواء في العمل أو في تفاعلهم مع المجتمع الإسباني. على الرغم من مساهمتهم الكبيرة في الاقتصاد، يواجه المهاجرون صعوبة في الاندماج بشكل كامل في المجتمع الإسباني بسبب هذه الممارسات التمييزية. الدعوة لتحسين الأوضاع أوضح التقرير أن هناك حاجة ماسة لتحسين أوضاع العمال المهاجرين في إسبانيا. من بين المطالب التي تم طرحها في التقرير هي ضرورة تحسين شروط العمل، وزيادة الأجور، وتوفير حقوق اجتماعية أساسية مثل التأمين الصحي والضمان الاجتماعي. كما أشار التقرير إلى أهمية الاعتراف بالمساهمات الكبيرة التي يقدمها هؤلاء العمال للاقتصاد الإسباني، مع ضرورة تحسين ظروف حياتهم بشكل عام. دور الجمعيات في تعزيز حقوق المهاجرين أحد النقاط المهمة التي يمكن أن نتطرق إليها في هذا الموضوع هي الحاجة إلى تدخل الجمعيات المغربية في إسبانيا ومنظمات حقوق الإنسان للعمل على تحسين أوضاع المهاجرين. العديد من الجمعيات المغربية، رغم وجودها، تواجه تحديات في تنسيق جهودها بشكل فعال وتركز في معظم الأحيان على القضايا الثقافية والاجتماعية بدلاً من القضايا الاقتصادية والحقوقية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المهاجرين. لهذا، يُدعى لهذه الجمعيات إلى تبني سياسات أكثر تأثيرًا في الدفاع عن حقوق المهاجرين وضمان تحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية. تقرير "Sin Ellos" يعكس واقعًا مقلقًا يعاني منه العديد من العمال المهاجرين في إسبانيا، رغم مساهماتهم الكبيرة في الاقتصاد المحلي. ورغم أن المهاجرين، وخاصة المغاربة، يلعبون دورًا أساسيًا في القطاعات الحيوية، فإنهم لا يحصلون على الحقوق التي يستحقونها، مما يستدعي تدخل السلطات الإسبانية والجمعيات المعنية لضمان تحسين أوضاعهم. وفي ضوء ذلك، أصبح من الضروري تكثيف الجهود من قبل الجمعيات المغربية في إسبانيا لتوفير الدعم اللازم للمهاجرين وتحسين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.