دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول أمس الثلاثاء، عن تحركات بلاده في منطقة القرم، وقال إنه لن يستخدم القوة في أوكرانيا إلا كملاذ أخير ما يقلل مخاوف أسواق المال من أن يؤدي التوتر بين الشرق والغرب بشأن الجمهورية السوفيتية السابقة إلى الحرب. روسيا تعزز جيشها ب 21 فيلقا جديدا (خاص) لكن التوتر مايزال كبيرا مع إعلان روسيا أنها أجرت بنجاح تجربة لإطلاق صاروخ عابر للقارات كما أطلقت القوات الروسية طلقات تحذيرية في مواجهة مع جنود أوكرانيين ووردت أنباء عن قيام سفن روسية بإغلاق مضيق يفصل شبه جزيرة القرم الأوكرانية الواقعة في البحر الأسود عن روسيا. وقال بوتين في أول مؤتمر صحفي يعقده، منذ بدء الأزمة، إن بلاده تحتفظ بحق استخدام كل الخيارات لحماية مواطنين روس يعيشون في "رعب" في أوكرانيا، لكن ليس هناك ما يدعو الآن لاستخدام القوة. ورفعت تصريحاته أسعار السندات الروسية والبورصات في أنحاء العالم بعد نوبة مذعورة من البيع يوم الاثنين. ونفى بوتين تورط القوات المسلحة الروسية بشكل مباشر في السيطرة على القرم قائلا إن المسلحين الذين يرتدون زيا عسكريا ولا يضعون أي شارات وطنية وسيطروا على المباني هم "قوات محلية للدفاع الذاتي". وحذر من أن العقوبات الغربية، التي يجري الآن بحث فرضها على روسيا ستكون لها نتائج عكسية. وقال مسؤول أمريكي كبير إن واشنطن مستعدة لفرض هذه العقوبات خلال أيام لا أسابيع. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن توغل القوات الروسية في أوكرانيا ليس مؤشرا على القوة الروسية، لكنه انعكاس لمخاوف عميقة تساور جيران روسيا بشأن تدخل موسكو فيها. وأضاف أوباما "يبدو أن الرئيس بوتين لديه مجموعة مختلفة من المستشارين يصوغون مجموعة مختلفة من التفسيرات. لكنني لا أعتقد أن ذلك يخدع أي أحد". وقام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأول زيارة لكييف، منذ فرار الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من روسيا ووصف مشاهداته، خلال الزيارة بأنها "مثيرة ومقلقة وملهمة". ووضع كيري الزهور في ميدان الاستقلال عند نصب أقيم تكريما للمحتجين المؤيدين للغرب، الذين قتلوا بأيدي الشرطة الشهر الماضي واجتمع مع الحكومة الأوكرانية المؤقتة، وأعلن تقديم حزمة مساعدات اقتصادية قدرها مليار دولار ومساعدات فنية للحكومة الجديدة. وقال بوتين إن هناك انقلابا غير دستوري في أوكرانيا وإن يانوكوفيتش، الذي فر إلى روسيا الأسبوع الماضي مايزال الرئيس الشرعي. وأضاف أن أي حكومة أوكرانية تنتخب في ظل الظروف الحالية حيث يسيطر "إرهابيون مسلحون" لن تحظى بالشرعية. ورفض كيري رؤية الزعيم الروسي للأحداث وقال في مؤتمر صحفي في كييف "لا يوجد دليل واحد موثوق به يؤيد هذه المزاعم". واتهم موسكو بغزو القرم ووصفه بأنه عدوان على أوكرانيا، لكنه قال إن الولاياتالمتحدة تفضل رؤية حل للوضع، من خلال المؤسسات الدولية. وقال رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك للصحافيين في كييف إن الحكومتين الروسية والأوكرانية بدأتا اتصالات على مستوى عال بشأن الأزمة في أوكرانيا. وأضاف "بدأت المشاورات على مستوى الوزراء." لكنه لم يعط تفاصيل. وأدى عزل يانوكوفيتش يوم 22 فبراير، بعد أشهر من المظاهرات في كييف وسيطرة روسيا على منطقة القرم إلى أخطر مواجهة بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة. وتخشى الحكومات الغربية أن تتقدم القوات الروسية في شرق وجنوب أوكرانيا أيضا، حيث يوجد كثير من الأوكرانيين المتحدثين بالروسية وهو أمر لم يستبعده بوتين. وقال بوتين الذي بدا مسترخيا وهو يجلس أمام مجموعة صغيرة من الصحافيين في مقر إقامته قرب موسكو "يمكن أن يكون هناك تقييم وحيد لما حدث في كييف وفي أوكرانيا بشكل عام. كان هذا انقلابا غير دستوري واستيلاء مسلحا على السلطة".