حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما روسيا من التدخل العسكري في أوكرانيا بعدما اتهم زعماء البلاد الجدد موسكو بنشر قوات في منطقة القرم. وبعد أسبوع من عزل البرلمان الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي تدعمه روسيا، سيطر مسلحون على مطارين بمنطقة القرم فيما وصفته الحكومة الأوكرانية بأنه غزو من جانب القوات الروسية في منطقة تقطنها أغلبية من أصول روسية. واتهم القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف روسيا ولها قاعدة بحرية في القرم بتنفيذ سيناريو مشابه لما حدث قبل أن تخوض الحرب مع جورجيا في 2008 . في الأثناء، وافق مجلس الاتحاد الروسي على طلب الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام القوات المسلحة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وكان الرئيس الروسي طلب من مجلس الاتحاد السماح باستخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا. يأتي هذا الطلب الذي توجّه به الرئيس الروسي، الذي يواجه مأزقا بسبب الأزمة الأوكرانية، التي وصفت بأنها أعادت أجواء الجرب الباردة بين موسكو وواشنطن، إثر دعوة سيرغي أكسيونوف، رئيس حكومة القرم، بوتين، إلى «تقديم المساعدة في حفظ الأمن والأمان في أراضي الجمهورية»، وهو طلب أكّد مصدر في الكرملين أن روسيا ستنظر باهتمام فيه. وأعلن أكسيونوف قراره بوضع جميع القوات والأجهزة التابعة لوزارة الدفاع، وقيادة الأسطول، ووزارة الداخلية، ووزارة الطوارئ، وهيئة حرس الحدود، ومصلحة الضرائب الأوكرانية الموجودة في أراضي جمهورية القرم، تحت إمرأته موقتا، وذلك في إطار الصلاحيات المخولة له من قبل البرلمان الإقليمي لشبه الجزيرة. وقال إنه تقرر تقديم موعد إجراء الاستفتاء العام بشأن الوضع القانوني للجمهورية إلى 30 مارس الجاري، بعد أن كان مقررا في 25 مايو القادم، وهو اليوم الذي حدده البرلمان الأوكراني موعدا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، علما أنه في حال صوت الناخبون ب»نعم»، فستتمكن سلطة القرم من إعلان دولة مستقلة. ردّا على ذلك، قال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك إن بلاده لن تنجر إلى صراع عسكري جراء «الاستفزازات» الروسية في منطقة القرم وناشد موسكو وقف التحركات العسكرية هناك. ووصف رئيس الحكومة الأوكرانية وجود القوات الروسية في القرم بالانتهاك للاتفاقية الثنائية حول صفة وشروط مرابطة أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبل بالقرم، وطالب بوتين، بسحب القوات الروسية فورا وعدم التسبب بحدوث مواجهات بين البلدين، محملا الحكومة الروسية، في حال عدم امتثالها لطلبه، مسؤولية النزاع. ويأتي الوضع المتوتّر في جمهورية القرم، كامتداد للأزمة السياسية التي تشهدها أوكرانيا وأدّت في الأشهر الماضية إلى سقوط قتلى وجرحى، على خلفية احتجاج المعارضة على رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، في نهاية نوفمبر الماضي، التوقيع على اتفاق للتبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي، مفضّلا بدلا من ذلك تقاربا مع روسيا. وقد أعلنت وزارة الصحة الأوكرانية مقتل 94 شخصا وإصابة 900 آخرين بجروح، بأعمال العنف التي اندلعت في العاصمة كييف منذ 18 فبراير الماضي.