أرسلت روسيا سفينتين مضادتين للغواصات إلى قبالة ساحل منطقة القرم الأوكرانية، في تحرك عسكري جديد لموسكو التي نشرت قوات تابعة لها بالمنطقة، في وقت طلبت فيه أوكرانيا من حلف الأطلسي التدخل من اجل حماية وحدة أراضيها. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصدر عسكري أوكراني قوله إن السفينتين ظهرتا قبالة ساحل منطقة القرم الأوكرانية في انتهاك للاتفاقية التي تنظم تأجير موسكو للقاعدة البحرية. وأضاف المصدر أن السفينتين وهما من قطع أسطول بحر البلطيق الروسي شوهدتا في خليج في مدينة سيفاستوبول حيث توجد قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي. وفي المقابل، قال وزير الخارجية الأوكراني سيرغي ديشتشيريتسيا السبت إن بلاده طلبت من حلف شمال الأطلسي النظر في كل السبل الممكنة للمساعدة في حماية وحدة أراضيها. وقال الوزير إنه عقد محادثات مع مسؤولين من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ثم طلب من الحلف المساعدة بعد ما وصفه رئيس الوزراء الأوكراني بالعدوان الروسي. وأضاف أنه تم تقديم طلب للحلف "للنظر في استخدام كل الوسائل الممكنة لحماية وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها والشعب الأوكراني والمنشآت النووية على الأراضي الأوكرانية." ولاحقا، أعلن الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن عن اجتماع الأحد في بروكسل لسفراء دول الحلف لبحث الوضع في أوكرانيا. استنفار أوكراني وكان الرئيس الأوكراني الانتقالي، أولكسندر تورتشينوف، قد أعلن السبت عن قرار التعبئة العسكرية بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي والدفاع. وجاءت هذه الخطوة ردا على موافقة مجلس الاتحاد الروسي على طلب الرئيس فلاديمير بوتن ب"اللجوء إلى القوات المسلحة الروسية داخل الأراضي الأوكرانية حتى تطبيع الوضع السياسي في هذا البلد". وعزا المجلس الروسي ذلك إلى "الوضع الاستثنائي في أوكرانيا، والخطر المحدق بأرواح المواطنين الروس، مواطنينا، والقوات المسلحة الروسية المنتشرة في أوكرانيا". وتشير صياغة المجلس إلى إمكان قيام موسكو بإرسال قوات من روسيا إلى أوكرانيا، أو استخدام قوات الأسطول الروسي الموجودة في منطقة القرم في البحر الأسود. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي لم يتخذ بعد قرارا نهائي بشأن اللجوء إلى الجيش في القرم. اجتماع أزمة بواشنطن وأجرى وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل مباحثات عبر الهاتف مع نظيره الروسي سيرغي شويغو السبت، بعد قرار المجلس الاتحادي الروسي، بحسب مسؤول في البنتاغون. وأضاف المسؤول أن هغل توجه لاحقا إلى البيت الأبيض للمشاركة في اجتماع أزمة لمجلس الأمن القومي دعا إليه الرئيس باراك أوباما. وندد الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأوروبية، على رأسها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وهولندا وبولندا قرار المجلس الاتحادي الروسي. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى تهدئة فورية واعتماد الحوار لمعالجة الأزمة في اوكرانيا، وذلك قبيل اجتماع طارئ جديد لمجلس الأمن الدولي في هذا الشأن. القرم.. أغلبية روسية وباتت القرم، التي تقع في البحر الأسود وتعد المنطقة الأوكرانية الوحيدة التي تضم أغلبية من الروس، آخر معقل لمقاومة الحكام الجدد في كييف بعد عزل الرئيس فيكتور يانكوفيتش المقرب من موسكو. وفي هذا السياق، قال متحدث باسم حكومة القرم المحلية الموالية لموسكو، لفرانس برس إن الاستفتاء حول حكم ذاتي موسع في شبه الجزيرة سيجري في 30 مارس الجاري بعدما كان مقررا في 25 مايو. يشار إلى أن معظم الأوكرانيين أيدوا عملية عزل البرلمان ليانكوفيتش، باستثناء سكان القرم حيث يحاول الانفصاليون استغلال الفوضى لدعم مطالبتهم لروسيا باستعادة المنطقة التي منحها زعيم الاتحاد السوفيتي نيكيتا خروتشوف لأوكرانيا عام 1954.