واصلت الصحف الأوروبية الصادرة ، اليوم الثلاثاء، اهتمامها بتطورات الوضع في شبه جزيرة القرم إلى جانب مجموعة من المواضيع ذات الطابع المحلي. ففي إسبانيا واصلت الصحف، لليوم الثاني على التوالي اهتمامها بالأزمة بين روسيا والدول الغربية حول شبه جزيرة القرم والخطوات التي اتخذها الرئيس الروسي بوتين من أجل ضم شبه الجزيرة لبلاده. وكتبت صحيفة (أ بي سي) تحت عنوات "بوتين يسرع ضم شبه جزيرة القرم" أن الرئيس الروسي تجاهل العقوبات المفروضة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي، وقرر المضي قدما في مخططه. وأضافت اليومية، الموالية للحكومة، أن بوتين اعترف بالقرم كدولة مستقلة وذات سيادة، فيما بدأ البرلمان الروسي إجراءات ضمها إلى سلطة موسكو، معتبرة أن هذا الإجراء الجديد سيبرز مدى قدرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الرد. ومن جهتها كتبت صحيفة (إلباييس)، في السياق ذاته، أن "بوتين يتحدى الغرب وبدأ ضم شبه جزيرة القرم من خلال المرسوم" الذي أصدره، مشيرة إلى أن الروبل بات بالتالي ومن الآن العملة الرسمية في "جمهورية القرم". وأضافت اليومية واسعة الانتشار أن "القرم دخلت عالما جديدا بعد ساعات قليلة من إعلان نتائج الاستفتاء والفوز الساحق لنعم، وإصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يعترف بسيادة شبه الجزيرة". وفي سياق متصل أشارت صحيفة (إلموندو) إلى أن الحكومة الإسبانية تستخدم الأزمة في شبه جزيرة القرم لنزع الشرعية عن مخططات الرئيس الكتالوني أرتور ماس بشأن استقلال إقليم كاتالونيا. وفي ألمانيا ركزت الصحف على عدد من المواضيع المحلية والدولية كان أبرزها الوضع في شبه جزيرة القرم بعد الاستفتاء، حيث كتبت صحيفة (فولكشتيمة) أن نتائج الاستفتاء في شبه الجزيرة تعتبر "غير قانونية وباطلة" بالنسبة لواشنطنوبرلين وكذا بروكسيل ، والتي قررت فرض عقوبات على الروس إلا أن الصحيفة، ترى أنه من الضروري الحفاظ على الأبواب والقنوات الدبلوماسية مفتوحة. واعتبرت الصحيفة أن أزمة القرم أدت إلى بروز نقطتين خطيرتين الأولى تكمن في العنف بشرق أوكرانيا الذي قد يتطور مع الوقت ويأخذ منعطفا يشعل فتيل حرب أهلية وبالتالي تقسيم البلاد، والثانية، تضيف الصحيفة، العقوبات الاقتصادية التي من المحتمل جدا أن يفرضها الغرب على روسيا والدخول في حرب تجارية معها. من جانبها ترى صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) أن وقف سياسة الضم العدوانية للقرم من قبل روسيا بالوسائل الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي تبدو اليوم ضعيفة بالنظر إلى نتائج أمس للاستفتاء مشيرة إلى أنه كانت هناك حقا محاولات جادة للحفاظ على قنوات الاتصال مع بوتين لكن لم تفلح. واعتبرت الصحيفة أن الاتحاد يرغب في إرسال بعثة مراقبين إلى شبه جزيرة القرم في بحث عن سبل للحد من الصراع ، ومنع وقوع مواجهة عسكرية بين القوات المسلحة الأوكرانية والروسية. أما صحيفة ( دي فيلت) فاعتبرت أنه إذا تم اعتماد سياسة العقوبات فإن نتائجها ستؤدي إلى وقوع اضطرابات في التجارة المالية العالمية مع آثار بعيدة المدى في السياسة الداخلية للديمقراطيات الصناعية مشيرة إلى أن روسيا بعد أن تضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي ستلعب بورقة علاقتها المشتركة مع الغرب معتبرة أن هذه المسألة جديرة بمزيد من الدراسة. ووفقا لصحيفة (مانهايمرمورغن) فإن الرئيس بوتين سيعمل على تجاوز العقوبات المحتملة التي تسعى لوضع قيود تجارية معتبرة أن الكرملين يعلم جيدا أن العقوبات ستكون مكلفة جدا لكن بالمقابل سيتخذ قرارات مكلفة أيضا بالنسبة للغرب كوقف صنبور الغاز، رغم علمه بفقدان المليارات من العائدات التي ستكون لها تداعيات على الاقتصاد وهو الأمر ، تقول الصحيفة، الذي سيتسبب في توجيه أصابع الاتهام لبوتين وبأنه أخطأ عندما فوت فرصة الجلوس إلى طاولة الحوار مع الأوروبيين. وترى الصحيفة أن على بوتين ألا يستمر في سياسة الاختبار بل عليه أن يقبل عرض الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات.وفي فرنسا واصلت الصحف الاهتمام بالتطورات الأخيرة للوضع في شبه جزيرة القرم ،حيث تساءلت صحيفة (لوموند) الى أي مدى سيذهب فلاديمير بوتين بعد استفتاء القرم مشيرة الى أن شبه الجزيرة أحيت الحماس الوطني بروسيا في الوقت الذي توحي فيه الدعاية الرسمية بأن الكريملين يحضر لتدخل عسكري بشرق أوكرانيا.من جهتها كتبت صحيفة (لاكروا) أن الاستفتاء الذي جرى في شبه جزيرة القرم تحت سيطرة الجنود الروس يعتبر في الآن نفسه ردا وإنذارا مضيفة أن موسكو أظهرت بذلك للروس وللعالم الخارجي حجم نفوذها ، وقدرتها على حماية السكان الناطقين بالروسية الذين يعيشون خارج حدودها .أما صحيفة (لوفيغارو) فقالت من جانبها أن روسيا تعمل على التسريع من وتيرة انضمام شبه جزيرة القرم اليها مبرزة أن ذلك يتزامن مع الجزء الثاني من العقوبات التي يعتزم الاتحاد الاروبي فرضها على موسكو. أما في روسيا، فخصصت الصحف الحيز الكبير من صفحاتها لبحث موضوع انضمام القرم ومدينة سيفاستوبل إلى سيادة روسيا. وذكرت الصحف أن الرئيس فلاديمير بوتين وقع أمس الاثنين على مرسوم حول الاعتراف بالقرم كدولة مستقلة ذات سيادة. وعن نفس الموضوع كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن مجلس الدوما (البرلمان الروسي) مستعد لبذل كل الجهود لكي تمر هذه العملية بسرعة، مشيرة الى أنه من غير المستبعد أن يتم في يوم 21 مارس الجاري إقرار القانون الدستوري الخاص بذلك. ونقلت صحيفة (فيدوموستي) عن رئيس اللجنة الدستورية في مجلس الدوما فلاديمير بيليغين قوله "إن عدم اعتراف الدول الأخرى باستقلال القرم ليس له أية أهمية بالنسبة لانضمامها إلى روسيا"، معتبرة "أن القانون الدولي يركز على حماية حقوق وحريات الإنسان. والدول تأخذ على عاتقها هذه الالتزامات عند التوقيع على اللائحة العامة لحقوق الإنسان وحرياته وكذلك الاتفاقيات الأوروبية الخاصة بذلك". وفيما يتعلق بعقوبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا لاحظت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) أن الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في القائمة السوداء الأمريكية أبدوا عدم المبالاة بكل ذلك. وذكرت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) أن بلغاريا أعربت عن معارضتها لفرض عقوبات قاسية ضد روسيا. ورفض رئيس وزراء تشيكيا بوغوسلاف سوبوتكا كذلك فرض العقوبات ضد روسيا بسبب الاستفتاء العام في القرم. وذكرت صحيفة (أربي كديلي) أن الصين حذرت من مغبة وخطورة فرض العقوبات ضد روسيا، مشيرة الى أن سفير الصينبألمانيا شي مين دي أعلن أن العقوبات قد تؤدي إلى ردود فعل وتزيد من شدة العواقب التي لا يمكن التكهن بها. وقال السفير "لا نرى مبررا لفرض هذه العقوبات". وفي بريطانيا سلطت الصحف ، بدورها، الضوء على التطورات الأخيرة للأزمة الأوكرانية والتداعيات السياسية والاقتصادية لالتحاق شبه جزيرة القرم بروسيا. وكتبت صحيفة (الغارديان) عن قرار موسكو بالاعتراف باستقلال القرم بالرغم من العقوبات التي بادرت الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي إلى فرضها عليها، مضيفة أن واشنطنوبروكسيل شنتا هجوما مضادا في أعقاب إلحاق القرم بروسيا حيث فرضت عقوبات شملت العديد من المسؤولين الروس والأوكرانيين الكبار من بينهم الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور إيانوكوفيتش. ومن جانبها، ركزت صحيفة (الديلي تلغراف) على ردود الفعل الغربية على إلحاق روسيا لشبه جزيرة القرم بها، مشيرة في هذا السياق إلى الاقتراح الذي تقدمت به بريطانيا بخصوص إرسال حلف شمال الأطلسي طائرات عسكرية لدعم البعثات الاستكشافية للحلف في أوكرانيا. ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ تحذيره موسكو من أنها ستدفع ثمن إلحاقها القرم، في وقت رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتماد عقوبات مشابهة ضد البلدان الغربية. وتساءلت صحيفة (الاندبندنت) من جهتها عن مدى فعالية ونجاعة العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي من أجل الضغط على موسكو التي استمرت في تجاهل تهديدات الغربيين وبادرت إلى إلحاق شبه جزيرة القرم بها، خاصة وأنها تضم أهم قاعدة بحرية روسية على الإطلاق. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي يتهم الاتحاد الأوروبي بالتدخل في الشؤون الداخلية للقرم، في وقت يعزز حلف شمال الأطلسي وجوده في بولونيا ودول البلطيق التي أضحت تخشي اعتداء روسيا عليها. وفي بلجيكا تناولت الصحف موضوع العقوبات المفروضة من قبل الأميركيين والأوروبيين على 32 مسؤولا روسيا، إذ أشارت صحيفة (لوسوار) تحت عنوان ''العقوبات الغربية بوتين لا زال صامدا" إلى انقسام في الأراء بين الخبراء والصحافيين، بين من يعتبرون أن المسؤولين الروس المعنيين من درجة دنيا، وبين من يرون أن مجرد فرض عقوبات على القادة الروس هو في حد ذاته حدث خطير وغير مسبوق. وأضافت أن الجميع متفق على أن ذلك لن يكوم له أي تأثير، وأنه لا يتوقع أن يتراجع الرئيس الروسي فلاديمر بوتين على ضم شبه جزيرة القرم .من جهتها ترى (لا ليبر بلجيك) أن العقوبات التي أعلن عنها أمس الاثنين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ليست سوى إشارة في جوهرها، تؤكد أن الاتحاد الأوروبي "ينفذ ما تعهد به" وفي الوقت نفسه تظهر بوضوح ''وقفا'' لطموحات موسكوالإقليمية، وأنه في غياب تدخل عسكري ''الذي لا يرغب فيه أي أحد"، يبقى أي رجوع للخلف وهما. وفي سياق متصل أوردت صحيفة (لاتست نيوز) الفلامنكية رأيها حول الوضع في شبه جزيرة القرم، مشيرة إلى أن "الاستفتاء في هذه المنطقة، الذي قادته موسكو، عكس إرادة الشعب. والغربيين بغطرستهم يشككون في أي إرادة الشعب الذي يريد التحرر من نفوذهم". وفي بولونيا تركز اهتمام الصحف على الوضع في شبه جزيرة القرم، إذ اعتبرت صحيفة (لاغازيت إلكتورال) العقوبات الأوربية على روسيا بعد ضمها للقرم "غير كافية"، مضيفة أن الشركات لاسيما الألمانية ومن أوروبا الشرقية هي من سيعاني في نهاية المطاف من هذه العقوبات، أما موسكو فستتخذ سلسلة من التدابير الانتقامية سيعاني منها جيرانها المباشرين. والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (لاريسبوبليكا) التي ترى أن عقوبات الاتحاد الأوروبي ليست رادعة، وأن بروكسيل مخطئة إن اعتقدت أن مثل هذه العقوبات ستركع الروس، مشيرة إلى احتمال فرض "مستوى ثالث من العقوبات" بعد تشدد الموقف الألماني، والذي تتقاسمه فرنسا، ويتمثل في تجميد التعاون العسكري مع روسيا ووقف شحنات الأسلحة. ومن جانبها خصصت الصحف السويدية حيزا مهما من تعاليقها للعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي وواشنطن على مسؤولين روس وأوكرانيين، إذ كتبت صحيفة (سفنسكا) أن روسيا على وشك ضم شبه جزيرة القرم بعد أن اعترف بوتين باستقلال هذا البلد، مشيرة إلى أن عقوبات الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة على المسؤولين الروس لن يكون لها أي تأثير على الأحداث اللاحقة . وفي السياق ذاته قالت صحيفة (أفتونبلاديت) أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة ليست ذات أهمية لأنها لن يكون لها أي تأثير على الوضع السياسي الروسي، مذكرة بأن روسيا وحدها اعترفت باستقلال شبه جزيرة القرم، في حين أدان الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة الاستفتاء حول وضع هذه المنطقة. وأوردت صحيفة(داغينس نيهيتر) أن نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست واضحة حتى الآن، مضيفة أن إنشاء إمبراطورية جديدة تحت اسم الاتحاد الأوراسي يبدو معقولا جدا لشرح استراتيجية بوتين في المنطقة. أما التفسير الثاني بحسب اليومية هو أن موسكو تعتبر الأحداث الأخيرة بكييف محاولة من جانب الدول الغربية للحد من النفوذ الروسي في المنطقة، مؤكدة أن العالم قريب من صراع عسكري ستكون له عواقب وخيمة. أما في البرتغال فاهتمت الصحف بالاجتماع بين رئيس الوزراء بيدرو باسوس كويلو ورئيس المعارضة الاشتراكية أنطونيو خوسيه سيغورو، والذي لم يفض إلى أي اتفاق سياسي بشأن استراتيجية الخروج من مخطط الإنقاذ. وكتبت صحيفة (بوبليكو)، في هذا السياق، أنه "بعد ثلاث ساعات من الاجتماع، فشل رئيس الحكومة والأمين العام للحزب الاشتراكي في التوصل إلى اتفاق بشأن استراتيجية للخروج من خطة إنقاذ البلاد، التي تنتهي في 17 ماي المقبل". من جهتها ذكرت صحيفة (جورنال دي نيغوسيو) أن هذا الاجتماع أبان عن أن هناك "تباينا غير قابل للعلاج" بين المعارضة الاشتراكية والحكومة، لاسيما بشأن مسألة استراتيجية الميزانية" استنادا لزعيم الاشتراكي. وبدورها كتبت صحيفة (إي) التي أوردت، أيضا تصريحات الأمين العام للحزب الاشتراكي، أن الخلافات مع الحكومة سببها بالأساس النهج المتبع واستراتيجية تحقيق توازن الحسابات العمومية. والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (دياريو إكونوميكو) بإشارتها إلى أن الأزمة السياسية الخطيرة التي زعزعت استقرار الحكومة وأقلقت الشركاء الأوروبيين في الصيف الماضي، مبرزة أن هذا الاجتماع هو الأول بين رئيس الحكومة والزعيم الاشتراكي بعد عدة أشهر من القطيعة المؤسساتية. وفي إيطاليا اهتمت الصحف بسفر رئيس الحكومة الإيطالية ماثيو رينزي إلى برلين حيث بحث مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الإصلاحات التي تقوم بها حكومته لإنعاش الاقتصاد والحد من الدين العام. وكتبت (لا ريبوبليكا) تحت عنوان "رينزي حمل الإصلاحات إلى برلين" أن الوزير الأول الإيطالي قال إنه "راض جدا" عن نتائج زيارته لبرلين، حيث حصل على "تشجيع" يحثه على المضي قدما في الإصلاحات الهيكلية مع احترام التزامات إيطاليا نحو أوروبا. وتحت عنوان "رينزي يحصل موافقة ميركل" كتبت صحيفة (المساجيرو) أنه خلال القمة الإيطالية الألمانية قالت أنجيلا ميركل إنها "معجبة جدا" بحجم الإصلاحات التي باشرتها الحكومة الإيطالية التي أكد رئيسها الوفاء بالتزاماتها المعلنة على المستوى الأوروبي. أما صحيفة (إيل كورييري ديلا سيرا)، التي عادت بالتفصيل لمختلف الإصلاحات المقترحة من قبل الحكومة لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها منذ سنوات، فقارنت رينزي ب"دراج ملتزم" وقريبا سيكون مدعوا "لمواجهة الصعاب وتسلق المرتفعات الصعبة أمام منافسين شرسين".